شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"لولا الولايات المتحدة ما كانت قناة السويس"... أبرز المعلومات المضلّلة خلال الأسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الثلاثاء 29 أبريل 202510:46 ص

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متّصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصّص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحّدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

بين ادّعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنّ الفضل يرجع إلى بلاده في وجود قناة السويس، والتشكيك في فبركة التسجيل المتداول للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، باستخدام الذكاء الاصطناعي، مروراً بادّعاء يفيد بشروع الإدارة الأمريكية في تحريك دعوى قضائية دولية ضد قيادات النظام السوري السابق، وصولاً إلى خبر مضلّل عن تصريح المتحدّث باسم كتائب القسّام "أبو عبيدة"، لقناة "الجزيرة"، بوجوده خارج قطاع غزّة، تعدّدت المعلومات المضلّلة التي كانت موضع تحقّق منصّات تدقيق معلومات عربية خلال الأسبوع. 

ترامب و"دور أمريكا" المزعوم في حفر قناة السويس 

في منشور عبر منصّة "تروث سوشيال"، طالب ترامب، بعبور السفن الأمريكية عبر قناتَي السويس وبنما مجاناً، مدّعياً أنّ الفضل يرجع إلى بلاده في "وجود هاتين القناتين".

دقّقت منصّة "متصدقش" المصرية المعنيّة بتدقيق المعلومات، في دقة هذا الادّعاء، كاشفةً عن أنّ منشور ترامب يخالف الوقائع التاريخيّة بشأن حفر قناة السويس، التي تعود نواتها إلى عهد الفراعنة، وقد حُفِرت بأيادٍ مصرية من دون أي إسهام أمريكي. كما رفضت أمريكا الاشتراك في اكتتاب قناة السويس، عقب إنشاء المهندس الفرنسي ديليسبس "الشركة العالمية"، وتخصيص عدد معيّن من الأسهم لكل دولة كبيرة.

ترامب يزوّر التاريخ بشأن إنشاء قناة السويس


واستعادت مصر إدارة قناة السويس، عقب إعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميمها، في 26 تموز/ يوليو 1956.

ما حقيقة ادّعاء الرئيس الأمريكي ترامب، أنّ الفضل يرجع إلى بلاده في وجود قناة السويس المصريّة؟ وهل التسجيل الصوتيّ المتداول لجمال عبد الناصر والقذافي مفبرك بـ"الذكاء الاصطناعي"؟… هذا ما كشفه مدقّقو المعلومات العرب لدى تفنيدهم الادّعاءين

الرئيس الراحل عبد الناصر، كان هو الآخر محل ادّعاء مضلّل راج هذا الأسبوع، إذ نُشر تسجيل صوتي لاجتماع دار بينه وبين الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 1970، عن ضرورة الواقعيّة السياسيّة، وانتقاد دعوات الحشد الثوري. 

أثار هذا المقطع جدلاً وصل إلى حد تشكيك الإعلامي المصري تامر أمين، خلال برنامجه "آخر النهار"، في صحّة المقطع، متسائلاً عمّا إذا كان مولّداً بالذكاء الاصطناعي. لكن منصّة "صحيح مصر"، كشفت أنّ المقطع ليس مفبركاً باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ نُشر على قناة "ناصر تي في" على يوتيوب، والتي تديرها أسرة الرئيس الراحل. 

وبحسب تصريحات ابنة الرئيس عبد الناصر، هدى عبد الناصر، فإنّ الأسرة تمتلك أرشيفاً كاملاً يشمل لقاءات مع الرؤساء والقادة العرب ووزراء حكوماتهم، خاصّةً اللقاءات التي أُجريت في منزله في منشيّة البكري. كما أكد عبد الحكيم عبد الناصر، في تصريحات لصحيفة "الشروق" المصريّة، أنّ اللقاء ليس مفبركاً، ومحضره موجود في مكتبة الإسكندرية.

حقيقة تصريح "أبو عبيدة" بوجوده خارج غزّة

كذلك، راج على مواقع التواصل الاجتماعي تصميم منسوب إلى قناة "الجزيرة" يتضمّن تصريحاً للمتحدّث باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، نصّه: "أبو عبيدة: نعم أنا خارج فلسطين ولكنني مع غزّة بقلبي ومشاعري". دقّق مرصد "تحقّق" الفلسطيني في التصميم، وتبيّن له أنّ التصميم منتحل، فوفق نتائج الفحص الرقمي والفني، لا يتوافق التصميم المتداول مع الهوية البصرية الرسمية للقناة القطرية. جدير بالذكر أن هذا الادعاء الكاذب يتكرّر ترويجه على فترات.

ما حقيقة تصريح أبو عبيدة بأنه خارج غزة؟


ورصد فريق "تحقّق"، أيضاً، انتشار فيديو يزعم تعرّض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاعتداء في أثناء إلقائه خطاباً، على يد أحد الحاضرين الذي هتف "الله أكبر" وهو يوجّه إليه الصفعات. وعبر البحث العكسي، تبيّن أنّ الفيديو مفبرك، وتم التلاعب به عبر إضافة مؤثّرات صوتيّة ومرئيّة. 

وتعود حقيقة الواقعة إلى مؤتمر انتخابي كان قد عقده ترامب، عام 2016، في مدينة فانداليا في ولاية أوهايو الأمريكية، حيث حاول أحد المتظاهرين التقدّم نحو المنصّة في أثناء إلقاء ترامب كلمته، لكن عناصر من الخدمة السرّية الأمريكية تدخّلوا مانعين إيّاه من الوصول إلى ترامب.

هل يتم عرض "سبايا" في إدلب؟

انتشرت عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها إسرائيلية، صورة لمجموعة فتيات يرتدين ملابس بيضاء، مع ادّعاء مفاده: "هذه سوريا… سبايا أيزيديّات في ساحة الساعة بإدلب!!".

أجرت منصّة "فارق" السوريّة المتخصّصة في تدقيق المعلومات، بحثاً عكسياً عن أصل الصورة، وتوصّلت إلى أنها التُقِطت في أثناء مظاهرة في مصر، ودخلت مجموعة فتيات في أثناء المظاهرة طوعاً في قفصٍ حديدي، للتعبير رمزياً عن تضامنهنّ مع ما سُمّي إعلامياً بمحاكمة "فتيات الإسكندرية".

واستمراراً للمعلومات المضلّلة التي تُنشر عن الحكومة السوريّة الجديدة، نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورةً للرئيس السوري أحمد الشرع، وهو يصافح شخصاً آخر، مع تعليق: "عيّن دوغان سليمان الذي عمل سابقاً كمصلح أحذية قائداً للفرقة 72 التابعة لوزارة الدفاع". 

"سفارة الإمارات تعيد فتح أبوابها في الخرطوم"، و"عرض سبايا أيزيديّات في ساحة الساعة بإدلب"، و"صفع ترامب من قبل شخص يردّد 'الله أكبر'"... كيف فنّدت منصّات تدقيق المعلومات العربية أبرز المعلومات المضلّلة هذا الأسبوع؟

كشفت منصّة "فارق"، أنّ الصورة المتداولة والمرفقة بالادّعاء معدّلة من أخرى نشرتها وكالة "+964 العراقيّة" عام 2023، وكانت الصورة الأصليّة مرفقةً بخبر عن صانع أحذية عراقي، يعمل في معمل صغير لإنتاج أحذية الجلد الطبيعي، في منطقة الشورجة في العاصمة بغداد. 

عن سوريا أيضاً، تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قائمةً بأسماء 74 من قيادات النظام السوري السابق، مع ادّعاء بأنّ الإدارة الأمريكية في صدد تحريك القضاء الدولي، وتجهيز مذكرات توقيف بحقهم. لكن منصّة "ترو بلاتفورم" السوريّة، أوضحت أنّ الخبر سبق تداوله في كانون الأول/ ديسمبر 2024، ولا توجد أي مصادر رسميّة تدعم صحته.

"سفارة الإمارات تعيد فتح أبوابها في الخرطوم"

زعمت حسابات عبر السوشال ميديا في السودان، أنّ سفارة الإمارات ستعيد فتح أبوابها في العاصمة السودانيّة الخرطوم، في أيار/ مايو 2025. لكن منصّة "بيم ريبورتس" السودانية، بيّنت زيف هذا الادّعاء، إذ لم يرد على موقع وزارة الخارجية الإماراتية أو عبر حساب سفارتها في الخرطوم، أو عبر أي وسيلة إعلام إماراتيّة أو سودانيّة موثوق فيها.

وفي الشأن السوداني أيضاً، انتشر فيديو يُظهر آليات عسكريةً بوصفها "متحرك الصياد" التابع للجيش السوداني، غير أنّ "بيم ريبورتس" دقّقت في الفيديو، وأظهرت أنّ المقطع يخصّ قوات الجيش النيجيري، ولا صلة له بالجيش السوداني.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image