على مدار عام كامل، انشغل المصريون بالمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يواجه الحصار والتجويع، وقصفاً إسرائيلياً مستمراً مدعوماً بآلة حرب أمريكية عزّزت وجودها في المنطقة بشكل غير مسبوق، إلا أن التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان، الذي رافق اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، وعدد من قادة الحزب، أثار ردود فعل واسعة في مصر.
ردود الفعل المصرية تجاه ما يحدث في لبنان، والتي تجلّت بشكل واضح في إقامة عدد من أعضاء التيار الناصري الموحد - يضم أحزاب الكرامة والناصري والوفاق القومي - صلاة الغائب عن روح نصرالله أمام مقر الحزب الناصري في شارع طلعت حرب بوسط العاصمة القاهرة في 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، وتنظيمهم وقفة احتجاجية رفعوا خلالها لافتات تندّد بالعدوان الإسرائيلي، وباغتيال نصرالله، وترديد هتافات على غرار: "شعبك أرزك يا لبنان ضد صهاينة وأمريكان"، جعلت البعض يتساءل: أين المصريون مما يحدث في لبنان، وهل يحظى الشعب اللبناني بنفس التعاطف والدعم الذي حظي به الغزّيون في مصر؟
اختلاف ملحوظ في التعاطف المصري بين لبنان وغزة
يتفق عدد من المصريين الذين تحدثوا إلى رصيف22، على اختلاف التعاطف والموقف الشعبي تجاه ما يحدث في غزة ولبنان، حيث أن الأولى حازت اهتماماً أكبر وتعاطفاً وصل إلى مستوى الخروج في مسيرات تأييد شعبية واسعة في الشوارع، وتقديم مساعدات مالية وعينية للمساهمة في إغاثة مواطني القطاع الفلسطيني المحاصر، علاوة على السجالات عبر الإنترنت.
"البُعد التاريخي والمكاني يجعل المصريين أكثر تعاطفاً مع غزة مقارنةً بلبنان".
التعاطف والتضامن الشعبي في مصر التي تعتبر أسبق الدولة العربية في توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979، مع غزة، ظهر جلياً عبر حملة لمقاطعة الشركات التي تعتبر داعمة لإسرائيل، واستبدالها بالمنتجات المحلية، حتى أنه جرى تدشين تطبيق على الهاتف يحمل اسم "قضيتي" لكشف ما إذا كانت السلع من إنتاج إحدى الشركات التي يجب مقاطعتها، أم لا.
يقول المواطن المصري أحمد عاطف، وهو عامل في محل أدوات منزلية بالعاصمة القاهرة، إن "التعاطف الشعبي مع كلتا القضيتين موجود ولكن باختلاف، حيث الاهتمام بغزة يفوق بكل تأكيد الاهتمام بلبنان، وذلك لأسباب مختلفة في مقدمتها أن القضية الفلسطينية هي قضية تبنتها مصر تاريخياً منذ 1948، وحظيت بتعاطف متواصل على مدار عقود عديدة كونه شعباً أعزل ومُحاصراً، بالإضافة إلى أن فلسطين امتداد لأمن مصر القومي باعتبارها دولة جوار تمتلك حدوداً مشتركة، على عكس لبنان الذي يمتلك السيادة على أراضيه وصراعاته مع إسرائيل كانت على فترات مُتباعدة"، لافتاً إلى بعض مواقف حزب الله الذي يقود مقاومة إسرائيل في لبنان، تجاه بعض الأزمات الإقليمية في سوريا والعراق، وارتباطه بإيران بالدرجة الأولى. يعتقد عاطف أن هذه العوامل أثّرت على تعاطف المصريين مع الحزب على نحو خاص ومع لبنان ككل.
"مصر ترى في غزة جزءاً من أمنها القومي، وأي تصعيد يُشكل تهديداً حدودياً مباشراً لها، على عكس لبنان الذي لا تؤثر أحداثه بشكل مباشر عليها في ظل البُعد الجغرافي، بالإضافة إلى أنها ترى انخراط دول على غرار فرنسا وإيران بشكل أكبر في الملف اللبناني، ودورها وتأثيرها أكبر مما يمكن أن تقدمه القاهرة لبيروت"
ويتفق محمد عاشور (33 عاماً)، من سكان محافظة الجيزة ويعمل في دار نشر، مع حديث مواطنه عاطف، ويرى أن "البُعد التاريخي والمكاني يجعل المصريين أكثر تعاطفاً مع غزة مقارنةً بلبنان"، ويذهب إلى أن "كثرة المشاهد المؤثرة من قصف ونزوح وجثث ممزقة في أحداث غزة، كان لها أثر واضح على الموقف الشعبي المصري تجاه ما يحدث في لبنان وأُصيب الشعب بنوع من 'اللامبالاة'، بالإضافة إلى أن الاغتيالات الأخيرة لإسماعيل هنية وحسن نصرالله والوعود الإيرانية بالرد على إسرائيل، جعلت البعض يعتقد أن ما يحدث في لبنان عبارة عن 'مسرحية' تمت صياغتها بواسطة أمريكا وتنفذها طهران وتل أبيب حتى أن البعض يتكهّن بما سيقع من أحداث".
تجدر هنا الإشارة إلى أن إيران شنت هجوماً صاروخياً على إسرائيل الثلاثاء الماضي، جرى فيه إطلاق نحو 200 صاروخ باليستي، في ما اعتبرته طهران رداً على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/ يوليو 2024، وكذلك اغتيال نصرالله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 أيلول/ سبتمبر 2024. علماً أن المواطن المصري تحدّث إلى رصيف22 قبل هذا التحرّك الإيراني.
تأثير التغطية الإعلامية
من جهته، يقول منتج برامج في قناة فضائية عربية تبث من مصر، تحدّث إلى رصيف22 مفضّلاً عدم ذكر اسمه، إن "هناك اختلافاً ملحوظاً في التعاطف الشعبي المصري تجاه ما يحدث في لبنان وما يجري في غزة، مرجعاً ذلك إلى عدة عوامل تاريخية في مقدمتها أن غزة كانت في وقت سابق جزءاً من الأراضي المصرية، بالإضافة إلى أن القضية الفلسطينية تعتبر رمزاً للقومية العربية، ما يزيد من التعاطف معها وبقوة"، مشيراً إلى أن "الرواية الإعلامية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي تلقى رواجاً كبيراً في وسائل الإعلام المصرية مقارنة بالرواية اللبنانية، إذ أنه منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وثّقت القنوات ومنصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مؤثرة لما يتعرض له سكان القطاع الفلسطيني من قصف وحصار وتجويع، وباتت المحطات الفضائية في تغطية مباشرة متواصلة على مدار الـ24 ساعة، ما كان له أثر واضح في زيادة التعاطف مع غزة وقضيتها".
ويُكمل: "على الناحية المقابلة، لم تحظَ أحداث لبنان بنفس الزخم الإعلامي الذي حَظيت به غزة خاصة على الشاشات العربية وفي مصر، لا سيّما أن لبنان لا يزال يمتلك سيادة على أراضيه، ما يوفر ملجأ لسكان الجنوب والضاحية الجنوبية للبنان التي تتعرض للقصف الإسرائيلي بشكل متزايد مؤخراً، مقارنة بغزة المحاصرة من جميع الاتجاهات، بالإضافة إلى أن التعقيدات الطائفية والسياسية في لبنان تجعل الجمهور المصري والعربي أقل تعاطفاً، وانخراط الدبلوماسية المصرية بشكل كبير في مفاوضات غزة وتغطية القنوات المحلية لتدخلات القاهرة لحل الأزمة ووقف التصعيد بالقطاع المتاخم للحدود المصرية، جميعها تجعل الجمهور المصري على دراية أكبر بما يحدث في غزة".
ويضرب المصدر مثالاً بانخراط مصر على مدار عام كامل في مفاوضات مباشرة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة فيما غابت القاهرة عن مقترح الهدنة الأمريكي الفرنسي الذي يطالب بوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لمدة 21 يوماً، مشيراً إلى أن "مصر ترى في غزة جزءاً من أمنها القومي، وأي تصعيد يُشكل تهديداً حدودياً مباشراً لها، على عكس لبنان الذي لا تؤثر أحداثه بشكل مباشر عليها في ظل البُعد الجغرافي، بالإضافة إلى أنها ترى انخراط دول على غرار فرنسا وإيران بشكل أكبر في الملف اللبناني، ودورها وتأثيرها أكبر مما يمكن أن تقدمه القاهرة لبيروت".
وغابت مصر عن مقترح الهدنة الذي أطلقته الولايات المتحدة وفرنسا نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وينص على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لمدة 21 يوماً من أجل منع تصاعد التوتر، وإفساح المجال للتوصل إلى تسوية سياسية والسماح للمدنيين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم. شهد المقترح تأييداً من كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، في الوقت الذي غابت مصر.
روايات مُسوقة لتبرير التخلي عن "المقاومة"
ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي، عمار علي حسن، في حديثه لرصيف22، أن "عموم الشعب المصري لا يفرق بين المقاومة في غزة أو لبنان لكن أصحاب الاتجاهات السياسية والفكرية المُوجهة يرون في التخلي عن المقاومة في غزة ذريعة تختلف عن تلك التي يجدونها في التخلي عن المقاومة في لبنان، بحيث يشيرون إلى أن حركة حماس جزء من جماعة 'الإخوان المسلمين' المُصنفة إرهابية في مصر، وأُسقطت عن الحكم وارتكبت أعمال عنف بحق المصريين ولا بد من التصدي لها، أما في حالة لبنان فيسوّقون الأمر على أن حزب الله من الشيعة وأنه ضد أهل السنة، وهناك محاولات لتسويق الروايتين على نحو واسع".
ويضيف عمار علي حسن أن "هذه النُخب تحاول كذلك تبرير التخلي عن المقاومة، وأداء مصر لدورها الطبيعي والتاريخي، إلا أن غالبية الشعب على مدار قرابة العام لم تلتفت لهذه الروايات الموجهة حيث أن كراهية إسرائيل لدى العامة أكبر بكثير من أن تمحوها تلك الأقاويل والروايات، فمثلاً الشيعة يَهيم الكثير من المصريين حباً في آل البيت، ولديهم اتفاق مع قضية المقاومة في لبنان باعتبارها قضية 'عادلة وشريفة'، وهو ما اتضح جلياً في حالة الحزن التي أصابت الكثير من المصريين عند اغتيال قائد المقاومة السيد حسن نصرالله، الذي يمتلك منزلة كبيرة لدى كثير من أبناء المحروسة، دون الالتفات للاختلاف المذهبي أو الطائفي".
ويؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسي أن جميع المصريين يقفون قلباً وقالباً مع "المقاومة ضد إسرائيل" سواء في غزة أو لبنان، حتى أنهم يهلّلون لأي انتصار تحققه ضد إسرائيل، أما في حالة تلقّيها ضربات وخسائر فإن العوام ينظرون لها "نظرة احترام" كون مقاتليها يدافعون عن أرضهم وسيادتهم ضد كيان يفوقهم بمراحل من الناحية العسكرية والخططية والإمكانات التكنولوجية.
"عموم الشعب المصري لا يفرق بين المقاومة في غزة أو لبنان لكن أصحاب الاتجاهات السياسية والفكرية المُوجهة يحاولون دفع الناس إلى التخلي عن المقاومة في غزة ولبنان بذرائع منها ربط الأولى بالإخوان المسلمين، والثانية بالتركيز على أنهم شيعة والترويج إلى أنهم ضد السنة"
لا اختلاف بين المقاومة في غزة أو لبنان
ويتفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، جمال سلامة، في حديثه لرصيف22، مع حديث علي حسن، حول أن الشعب المصري لا يُفرق بين "المقاومة" في غزة ولبنان، مشيراً إلى أن الأحداث الأخيرة والمجازر الإسرائيلية الخطيرة في لبنان، استحوذت على اهتمام عموم الشعب من قضية غزة، معتبراً أن هذا مؤشر "خطير"، حيث يجب التركيز وتسليط الضوء على ما يحدث في كلتا الجبهتين، دون أن تكون واحدة على حساب الأخرى.
وفيما يذهب سلامة للتأكيد أن الاهتمام الشعبي المصري حالياً بما يحدث في لبنان يفوق الاهتمام بما يجري داخل قطاع غزة، إلا أنه يشير إلى أن الاهتمام الحالي لا يمكن مقارنته بما كان يحدث في بداية العدوان الإسرائيلي عقب أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مبرراً الأمر بأن القطاع الفلسطيني ارتبط بمصر
وخلال الفترة بين 1948 و1967، كانت مصر مسؤولة قانونياً عن إدارة قطاع غزة، وتطبيق قراري مجلس الأمن الصادرين في 4 و6 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1948، وبدأت المفاوضات بين الجانبين المصري والإسرائيلي في جزيرة رودس اليونانية، لتوقيع الهدنة التي دعا إليها مجلس الأمن، وانتهت المفاوضات بتوقيع الهدنة المصرية الإسرائيلية في 24 شباط/ فبراير 1949، والتي خلصت إلى احتفاظ المصريين بإدارة القطاع، لتُلحق الحكومة المصرية منطقة غزة التي وُجدت بها القوات المصرية عند إعلان الهدنة في شباط/ فبراير 1949 بسلاح الحدود، وعيّنت اللواء أحمد سالم باشا مدير عام سلاح الحدود الملكي والحاكم العسكري للصحراء الشرقية وغيرها من مناطق الحدود، حاكماً إداريّاً لما سُمي بـ"المناطق التي تخضع لرقابة القوات المصرية في فلسطين"، واستمر هذا الوضع حتى سقط القطاع تحت الاحتلال الإسرائيلي، عقب هزيمة حزيران/ يونيو 1967.
ولا يرى أستاذ العلوم السياسية، سلامة، أن حملات الضغط التي يُمكن أن يدشنها عوام الشعب على منصات التواصل الاجتماعي "مُجدية"، حيث أنها لا تتجاوز في رأيه كونها "حملات تعاطف" ولا يمكن أن تقدم أي استفادة ملموسة للبنان وغزة، معتبراً أن حملات الضغط الشعبية حقّقت نجاحاً في الدول الغربية مقارنة بالدول العربية، على غرار انتفاضة طلاب الجامعات الأمريكية ضد الرئيس جو بايدن وإدارته وتأييدها المُطلق للأعمال الإجرامية الإسرائيلية، معتبراً في الوقت نفسه أن "الدولة المصرية لم تتأخر في ما يتعلق بقضية غزة، وإن كان عليها الانخراط بشكل أكبر في القضية اللبنانية".
قصور في الدور المصري بلبنان
يختلف مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقاً، السفير معتز أحمدين خليل، مع سلامة في أن القيادة المصرية أَدت ما عليها بالنسبة في غزة، مشيراً إلى وجود قصور واضح في الدور المصري بملف لبنان، حيث يقول لرصيف22 إن القاهرة عليها أن تمارس المزيد من الضغط عبر التحرك الجاد لوقف التصعيد، والحيلولة دون زيادة تعقيد المشهد بالمنطقة، وتجنيب دولة عربية الانزلاق إلى حافة الهوية والدخول في صراع مفتوح مع إسرائيل المدعومة "بقوة" من الولايات المتحدة الأمريكية.
يرى خليل أن مواقف مصر الرسمية بشأن لبنان على مدار الأيام الماضية "ليست على قدر التطلعات"، مشيراً إلى الضغوط التي يمكن أن تمارسها القاهرة، عبر إيصال رسائل "قوية ومباشرة" للولايات المتحدة بضرورة تدخل واشنطن لردع تل أبيب عن تصعيدها في لبنان، وكذلك عبر تقديم احتجاجات رسمية تحمل تحذيرات، لدى تل أبيب من خلال قنوات الاتصال المفتوحة بين البلدين
ويرى خليل أن تصريحات الرئاسة ووزارة الخارجية المصرية على مدار الأيام الماضية، بالتضامن والوقوف إلى جوار لبنان والاستعداد لتقديم أية مساعدات ممكنة لبيروت "ليست على قدر التطلعات"، مشيراً إلى الضغوط التي يمكن أن تمارسها القاهرة، تكون عبر إيصال رسائل "قوية ومباشرة" للولايات المتحدة من خلال وزارة الخارجية أو على المستوى الرئاسي، بضرورة تدخل واشنطن لردع تل أبيب عن تصعيدها في لبنان، وتوسيع نطاق عملياتها، وكذلك عبر تقديم احتجاجات رسمية تحمل تحذيرات، لدى تل أبيب من خلال قنوات الاتصال المفتوحة بين البلدين.
يعتبر مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة غياب التضامن العربي والتعازي في اغتيال قائد حزب الله اللبناني، حسن نصرالله "مخزياً" بغض النظر عن الاختلاف في المواقف والرؤى السابقة.
غياب التضامن العربي مع لبنان
وفيما يعتبر مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة غياب التضامن العربي والتعازي في اغتيال قائد حزب الله اللبناني، حسن نصرالله "مخزياً" بغض النظر عن الاختلاف في المواقف والرؤى السابقة، يشير إلى تضاؤل القدرات العربية والأدوات التي يمكن من خلالها الضغط على واشنطن وتل أبيب، مستدلاً بأن الشعوب العربية باتت تنتظر التصعيد والرد الإيراني، دون الحديث عن أي رد عربي مُحتمل، وهو ما يعكس الواقع الحالي، ويعكس كذلك الموقف العربي العام تجاه لبنان، وليس مصر وحدها.
ويعتبر أحمدين خليل أن هناك طريقين لوقف الحرب في لبنان وغزة، أولهما وأفضلهما العمل على التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في غزة، وحينها سيتم وقف التصعيد في لبنان، وكذلك في جبهة جماعة الحوثي في اليمن، أما الطريق الثاني الذي يصفه بـ"الصعب" وترغب إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في انتهاجه، فيتمثل في محاولة القضاء على حركة حماس ومن ثم حزب الله اللبناني، ولاحقاً جماعة الحوثي، وصولاً إلى الانخراط في مواجهة مباشرة مع إيران، بعد "تقليم" أظافرها المُمثلة في حزب الله والحوثيين والفصائل المسلحة في سوريا والعراق.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...