شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
مستشفى الجنينة في السودان يتحدث:

مستشفى الجنينة في السودان يتحدث: "لا أزال صامداً من أجل الناس"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحقوق الأساسية

الثلاثاء 16 يوليو 202412:46 م
Read in English:

Sudan’s el-Geneina Hospital speaks: “I am still standing for the people”

رغم الحرب وأعمال العنف والنهب يقف في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور القريبة من الحدود مع تشاد، مستشفى الجنينة التعليمي الذي يعتبر المرفق الرئيسي المسؤول عن الرعاية الصحية التخصصية وعالية التخصص. لا يبعد هذا المستشفى المركزي سوى ساعتين بالسيارة عن أدري (منطقة حدودية تشادية)، ويقدم خدماته للسكان والنازحين، علماً أن معظم مرضاه من النساء والأطفال.

صحيحٌ أن المستشفى تعرّض للنهب وخرج عن الخدمة في الأسابيع الأولى من الحرب التي اندلعت في شهر نيسان/ أبريل 2023، غير أنّه ظلّ المستشفى الوحيد العامل في المدينة، يقدّمُ بالمجّان خدمات رعاية طبية من شأنها إنقاذ حياة الناس الضعفاء، حيث يتعامل مع تبعات العنف الجماعي الذي شهده العام المنصرم ويواجه التصاعد المتواصل في الاحتياجات الإنسانية.

مستشفى الجنينة التابع لمنظمة أطباء بلا حدود

وفي الفترة ذاتها من العام الماضي، أدّت أعمالُ عنفٍ قائمة على العرق في غرب دارفور إلى وقوع مجزرتين كبيرتين وإصابات حرب مروّعة وحوادث عنف جنسي ونزوحٍ جماعيّ للناس من الجنينة إلى شرق تشاد. وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قد أدان العنف ودعا إلى تحقيقٍ شامل ومحاسبة المسؤولين. ولم ينجح الناس في الهروب من الجنينة إلا في حزيران/ يونيو 2023، أي بعد مرور شهرين على بقائهم عالقين في المدينة. وفيما تدفقوا بأعداد كبيرة عبر الحدود، استقبل المستشفى الذي تدعمه أطباء بلا حدود في أدري أكثر من 800 جريح حرب في غضون ثلاثة أيام فقط. ونفّذت فرقنا عملياتٍ جراحيةً من شأنها إنقاذ حياة الناس، كما عزّزت خدمات رعاية المرضى الذي يدخلون المستشفى ووسّعت الخدمات الطبية كي تتكيّف مع الأعداد الكبيرة التي تصل من جرحى وأناسٍ ضعفاء.

في مثل هذه الفترة من العام الماضي، أدّت أعمالُ عنفٍ قائمة على العرق في غرب دارفور إلى وقوع مجزرتين كبيرتين وإصابات حرب مروّعة وحوادث عنف جنسي ونزوحٍ جماعيّ للناس من الجنينة إلى شرق تشاد. استقبل المستشفى الذي تدعمه أطباء بلا حدود في أدري أكثر من 800 جريح حرب في غضون ثلاثة أيام فقط

واقع الحال اليوم

يقدّم فريقنا العامل في مستشفى الجنينة التعليمي مساعداتٍ طبيّةً لا غنى عنها ويؤمّن الكهرباء والمياه، كما يعيد تأهيل المرافق رغم إجلاء بعض أفراد الطاقم في نيسان/ أبريل من العام الماضي. ونفّذ فريقنا نحو 23,000 استشارة في العيادات الخارجية في الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير حتى أيار/ مايو 2024. كما شهد المستشفى في شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو وحدهما زيادة بنسبة 11% في أعداد المرضى مقارنةً بالأشهر الثلاثة الأولى من هذه السنة، علماً أن هذه الزيادة تتزامن مع بدء ’فجوة الجوع‘ وغياب الأمن الغذائي.

وضع اللاجئين السودانيين على الحدود مع تشاد

مستويات سوء التغذية |إلى ارتفاع

لا تزال الأوضاع الغذائية في غرب دارفور حرجة وتعكس الأوضاع في ولاية دارفور بأسرها.

تعتبر أطباء بلا حدود منذ أشهر المسؤول الرئيسي عن توفير الرعاية الصحية في معظم مناطق دارفور في ظل غيابٍ تامّ للاهتمام الدولي.

وإزاء هذا، يقول مدير الأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود، د. حبيب بهار الدين: "تشير بيانات العيادات الخارجية وأقسام المرضى الداخليين التي تدعمها أطباء بلا حدود في مستشفى الجنينة التعليمي إلى تزايد مستويات سوء التغذية الحاد الشديد بمعدل 5%، وسوء التغذية الحاد متوسط الشدة بمعدل 16% وسوء التغذية الحاد العالمي بمعدل 21%، بين الأطفال الذين خضعوا لفحوصات استقصائية للكشف عن سوء التغذية الحاد في الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير حتى أيار/ مايو 2024".

ويردف قائلاً: "كما تضاعف عدد القبولات في مركز التغذية العلاجية الداخلي من كانون الثاني/ يناير حتى نيسان/ أبريل 2024. فقد كان المستشفى يضم في بادئ الأمر 20 سريراً، لكن هذا العدد زاد ليصل إلى 34 في أوساط آذار/ مارس وإلى 50 في نيسان/ أبريل 2024".

واستجابةً لهذه الزيادة، بدأت أطباء بلا حدود أنشطةً مجتمعيّةً للتقصّي عن سوء التغذية، معتمدةً على زياراتٍ منزلية داراً بدار، في إطار جهود تعقب الحالات وعلاج المرضى، علماً أن هذه الأنشطة تستهدف الأطفال بعمر 6 إلى 59 شهراً (سن خمس سنوات تقريباً). وقد تضاعف عدد الأطفال الذي خضعوا لفحوصات التقصي في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل مقارنةً بشهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، حيث ترافق هذا بزيادة عدد استشارات العيادات الخارجية.

وتقدّم فرق أطباء بلا حدود في مستشفى الجنينة حزمةً شاملة من خدمات رعاية طب الأطفال في العيادات الخارجية وأقسام المرضى الداخليين، كما ندير مركزاً داخلياً للتغذية العلاجية مخصصاً للأطفال الذين يعانون سوء تغذية شديد. تدعم أطباء بلا حدود أيضاً طواقم وزارة الصحة في المستشفى فتقدّم لهم الحوافز كي يتسنّى لهم الحفاظ على الخدمات الطبية التي لا بدّ منها لتوفير الرعاية الصحية عند الطوارئ.

وضع اللاجئين السودانيين على الحدود مع تشاد

أما في القرى البعيدة عن الجنينة، فإن المرافق الصحية المهجورة تدلّ على الضرورة العاجلة لبعثتنا. وقد دفع نقص الخدمات الطبية بفريقنا إلى تنفيذ أعمال تقييم استكشافية لتأمين الدعم الطبي. وزار فريق الأنشطة الخارجية في أيار/ مايو عدداً من المواقع مثل جبل مون وسربا وبيدا وحبيلة وفوربرنقا، حيث نفّذ فحوصات للتقصي عن سوء التغذية وعالج المصابين بسوء تغذية شديد وقيّم مرافق الرعاية الصحية النائية كما وزّع الإمدادات الطبية والغذائية. وشهدت هذه الفترة زيادةً في عدد الاستشارات والقبولات والضغط بشكل عام على المستشفى، وهذا يعود على الأغلب إلى موسم فجوة الجوع والزيادة الحادة في حالات سوء التغذية.

أطباء بلا حدود تتساءل عبر رصيف22: توسعت أنشطتنا القائمة في مستشفى الجنينة التعليمي لتشمل مجالات تغطيها عادةً وكالات الأمم المتحدة كتأمين المياه والطاقة. وقد سدّت أطباء بلا حدود الفجوة التي خلّفتها الاستجابة المحدودة التي نفذّها باقي الشركاء الإنسانيين. لكن يظل سؤال قائم يقول: إلى متى؟

لا بد من الارتقاء بالمساعدات وتوسيع نطاقها

مرّت سنةٌ كاملة تقريباً منذ اندلاع العنف والخروج الجماعي للناس من الجنينة باتجاه أدري. ومنذ حزيران/ يونيو 2024 والعنف يضرب منطقةً أخرى في دارفور، ألا وهي الفاشر، حيث أدّى إلى نزوح الناس ومقتل المئات. وقد تعرّضت مستشفيات المدينة لأضرار وأقفلت أبوابها في ظل تواصل القتال الدائر بين الطرفين المتناحرين في السودان، فيما فرّ آلاف الناس بحثاً عن الأمان، فوصل الكثير منهم إلى مخيم زمزم الذي يعاني أساساً من أزمة سوء تغذية حادة.

وضع اللاجئين السودانيين على الحدود مع تشاد

تعتبر أطباء بلا حدود منذ أشهر المسؤول الرئيسي عن توفير الرعاية الصحية في معظم مناطق دارفور في ظل غيابٍ تامّ للاهتمام الدولي.

توسعت أنشطتنا القائمة في مستشفى الجنينة التعليمي لتشمل مجالات تغطيها عادةً وكالات الأمم المتحدة كتأمين المياه والطاقة. وقد سدّت أطباء بلا حدود الفجوة التي خلّفتها الاستجابة المحدودة التي نفذّها باقي الشركاء الإنسانيين. لكن يظل سؤال قائم يقول: إلى متى؟

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard