في عام 1980، عُرض فيلم "الأيام الطويلة" الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما والمسرح في بغداد، وأخرجه المخرج المصري توفيق صالح، والذي صُنّفت أربعة من أفلامه ضمن قائمة "أفضل مئة فيلم مصري"، في احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996، وهو فيلم يحكي أحداثاً مستوحاة من قصة صدام حسين، استناداً إلى رواية كتبها الشاعر عبد الأمير معلّة، من جزأين بالعنوان نفسه، وتتحدث عن محاولة اغتيال رئيس وزراء العراق عبد الكريم قاسم، التي شارك فيها صدام حسين مع شبان بعثيين آخرين، وهربوا إلى سوريا بعد فشل العملية، وإصابة صدّام في قدمه.
بعد أن انتهى توفيق صالح من الفيلم، ذهب ليستجمّ للتخلّص من حالة الإرهاق الشديدة التي أعقبت تصويره، عندما وجد سيارة من الرئاسة العراقية قد أتت لتصحبه وهي تحمل نذيراً: الرئيس صدام يريدك. ذهب بالطبع وهو في غاية التوتر، ليدخل من القصر إلى قاعة سينما صغيرة يجلس فيها صدام بصحبة اثنين من مساعديه. كان يشاهد الفيلم للمرة الأولى، وكان هناك مشهد في الفيلم لصدام هو يتألم وعيناه تدمعان أثناء إخراج رصاصة من جسمه بعد هروبه.
لم يفلت زعماء الوطن والعربي من حالة التعطش والهوس، لتقديم صورة مثالية عن الزعيم السياسي في حياتهم، تجمع بين الطهرانية والقوة والصمود والأبوة، عن إلغاء الفارق بين حقيقتهم والصورة التي يحاولون تمريرها عن طريق فنون التصوير والدعاية والمسرح والسينما
بعد أن انتهى صدام من مشاهدة الفيلم أبدى إعجابه به، لكنه سأل توفيق صالح: "أليس من المفترض أن يكون الفيلم واقعياً؟"، فأجاب توفيق: "بالطبع"، فقال صدام: "من شاهدا الفيلم معي كانا رفيقي في أثناء الهروب وأثناء إخراجهم الرصاصة من جسمي، وها أنا أسألهم أمامك، هل دمعت عيناي، أو تألمت في أثناء إخراج الرصاصة؟"، وبالطبع نفي رفيقاه أن يكون ذلك قد حدث، فقال صدام لتوفيق: "المهم هو الواقعية"، ثم طلب إعادة تصوير المشهد، كما أراده بلا دموع، بلا ألم، فلا زعماء يبكون أو يتألمون.
لم يفلت زعماء الوطن والعربي من حالة التعطش والهوس، لتقديم صورة مثالية عن الزعيم السياسي في حياتهم، تجمع بين الطهرانية والقوة والصمود والأبوة، عن إلغاء الفارق بين حقيقتهم والصورة التي يحاولون تمريرها عن طريق فنون التصوير والدعاية والمسرح والسينما. صورة يتحكمون فيها بالكامل ولا تمر إلا بإذنهم، ولعل آخرها هي تصوير ياسر جلال لشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الجزء الثالث من "الاختيار"، رغم رفضه لعرض فيلم "سري للغاية" عن 30 يونيو، قام فيها أحمد السقا بأداء دوره، رغم كلفة الفيلم العالية، لأنه ربما لم يكن يشبه الصورة التي في مخيلته عن نفسه، والصورة التي أراد لها أن تمر للجماهير، لكن لعله الرئيس المصري الوحيد الذي صورت شخصيته على الشاشة في حياته، وهو أمر لم يجرؤ على فعله الرؤساء السابقون، باستثناء مسلسل إذاعي يتيم وغير مشهور، من بطولة نور الشريف، جسّد فيه شخصية الرئيس مبارك، في السنوات الأخيرة من حكمه.
لكن تلك الفكرة، ليست اختراعاً لنا كعرب، فمبدعها الأول ورائدها هو جوزيف ستالين، الذي كان مهووساً بعرض صورته عبر الفنون، من توليه الحكم حتى مماته، ويقال إن جنازته كانت آخر عروضه الفنية الجماهيرية، التي غذت صورته كأب عطوف، حكيم، معصوم من الخطأ، رائد للتحديث، محبوب الجماهير، رغم أن يده الباطشة قد سفكت ملايين الأرواح، وقمعت الأحياء في المعتقلات ومعسكرات الجولاج، لكنه، على عكس الكثير من الرؤساء، نجح حتى لحظة مماته بألا يكون ذلك الفارق بين حقيقته وصورته المضخمة أمام الجماهير محل سخرية سياسية، فقد ذرفت الجماهير ملايين الدموع الصادقة بعد خبر موته.
كما أن ستالين هو أول حالة مسجلة لاستغلال السينما وإيجاد ممثل يؤدي شخصيته، وتكون صورته أضخم وأكثر مثالية وبريقاً من صورته الحقيقية. ستالين كان من ناحية واحد من رسل الماركسية الأربعة، فقد وضع ماركس وإنجلز الأساس النظري، لكن لينين وستالين طوّرا تلك النظريات إلى تطبيق فعلي على الأرض يناسب الظروف الجديدة التي نشأت في القرن العشرين، ومن ناحية أخرى، فهو الطاغية الأكثر دموية في القرن العشرين، وكان عهد حكمه للاتحاد السوفيتي الذي استمر 30 عاماً، وقتل فيه ما يقارب من 20 مليون شخص، يستحق بحق اسم عهد الإرهاب.
وعلى عكس لينين الذي يؤمن أن الإجراءات المتطرّفة هي إجراءات مؤقتة تفرضها الضرورة القاسية، فقد جعل ستالين من تلك الإجراءات هي المذهب الرسمي والتطبيق الصحيح والدائم للنظرية، ورغم أنه من وقّع بيده على مذكرات بالإعدام لعشرات الآلاف من الضحايا، إلا أن ستالين قد نجح في أن يخلق صورة قوية جداً عن نفسه، وأن ينظر إليه شعبه نظرة تقديس باعتباره الأب والمخلّص للشعب السوفيتي، وأن يراه كتجسيد حي للقوة الرجولية والفضيلة وكبطل قومي، بل إن الصورة نفسها نجحت في أن تجعله محط إعجاب في الغرب وباقي أجزاء العالم، بوصفه مهندس روسيا الصناعية الحديثة.
هو ذاته قد اعتبر نفسه "المسيح البلشفي"، فخلق صورة حاول أن يعيش من خلالها، ناحتاً فيها نفسه من الصفر، حتى أن اسمه الأصلي هو جوزيف فيساريونوفيتش جوغاشفيلي، وليس ستالين، الاسم الذي اختاره لنفسه في سن الثلاثين، وهو يعني الرجل الفولاذي، أوThe Man of steal .
كان ستالين يؤمن أن الغموض ضروري للرجل العظيم، لكنه أيضاً أراد إخفاء الكثير من سنواته الأولى قبل أن يصل إلى الحكم، لذا كان من الصعب أن يرسم لنفسه صورة الأب من خلال سرد حقيقة أنه عاش طفولة غير سعيدة، لذا شرع في خلق حكاية أخرى عن طفولة سعيدة مع أم محبة، وهو ما صورته التماثيل وما كتب عنه وما أنتج عنه من أفلام، بينما الحقيقة أنه لم ير أمه سوى ثلاث مرات فقط، خلال آخر 14 من حياته، وكانت العلاقة بينهما شديدة السوء، وكان يسبها بأقذع الألفاظ أمام زملائه في الحزب، وتغيب عن حضور جنازتها عام 1937، واكتفى بإرسال إكليل من الزهور.
كان ستالين أيضاً يقترح أسماء الأفلام وبل يعيد كتابة أجزاء منها، خاصة تلك التي تصوّره، فلم يكن مسموحاً إلا لدائرة صغيرة جداً أن تراه على الحقيقة من قريب
صورة البطل
في وقت لاحق، كانت الأفلام الدعائية لثورة أكتوبر في روسيا عام 1917 والتي أطاحت بالحكم القيصري، تُظهر ستالين على أنه الرجل الثاني بعد لينين والشخص المقرب منه، وهذا أيضاً ليس حقيقياً، فلا توجد صورة واحدة تجمع ستالين مع لينين خلال الأيام الحاسمة للثورة، رغم أن من الحقيقي أيضاً اعتماد لينين عليه في إنجاز "الإصلاحات السرية" أو المهام الصعبة والقذرة التي تتطلب حسماً، ولكنه، على عكس ما صورت الأفلام الدعائية، لم يكن البطل في الصفوف الأولى للثورة، ولم يكن من خطّط لانتفاضة أكتوبر جنباً لجنب كما ادعت تلك الأفلام، ولم يكن له أي وجود سياسي بارز لفترة طويلة راضياً بدور المنفّذ المخلص لخطط لينين.
كان على النقيض تماماً من تروتسكي، السياسي الهام، الذي كان نوعاً ما بمثابة الرجل الثاني، وهي الصورة التي انتزعها ستالين لنفسه بمجرد وصوله إلى السلطة.
في الحياة الواقعية، كانت المرة الوحيدة التي شوهد فيها ستالين إلى جانب لينين هي في جنازة لينين سنة 1924، رغم ذلك صور عددا لا يحصى من الأفلام واللوحات ستالين، وهو يقف بجوار لينين في مقدمة المنصة في الليلة التي استولى فيها البلاشفة على السلطة.
بل إن لينين نفسه قبيل وفاته، حاول إبعاد ستالين عن الصورة، لأنه كان منتبهاً إلى أن الرجل الذي تولى المهام القذرة بالنيابة عنه، كان ميالاً بطبعه إلى العنف واستخدام القوة المفرطة، وكان ميالاً لتروتسكي بوصفه الأكفأ، رغم قناعته بكفاءة ستالين، إلا أن لينين كان يرى أن الصراع بين الطبيعتين المتناقضتين لكل من ستالين وتروتسكي، قد يهدّد تماسك الحزب نفسه، وكان لابد لأحدهم أن يختفي، لكن ستالين استطاع أن يمنع زوجة لينين من قراءة وصية لينين بخلافة تروتسكي علناً على مسامع الجماهير، مستغلاً سلطته كسكرتير عام الحزب، فلم تقرأ الوصية إلا في جلسة سرية للجنة الحزب، والتي ذكرت بوضوح أنه يجب عزله من منصبه ومنحه منصباً مختلفاً، لكن أعضاء الحزب اللذين استهانوا بستالين، وخافوا من قوة شخصية تروتسكي، فضلوا تجاهل إرادة لينين نفسه.
لم يكن ستالين خطيباً مفوهاً بالفطرة، وكان خجولاً أمام الجماهير، لكنه مع الوقت درّب نفسه على الحديث ببطء، وبنبرة تضع في حسبانها كيف على الزعيم الروحي المفترض أن يتصرف، واختط لنفسه طريقة هي العكس من قواعد أدولف هتلر، الذي كان يسحر جماهيره عبر الصراخ والكلمات الحماسية وحركة يديه. أدرك ستالين أنه لا يمكنه منافسة هتلر بنفس طريقته، فطوّر أسلوبه الخاص، وهو أسلوب هادئ تتخلله الفكاهة والسخرية، بما يجعل الجماهير منتبهة لوقت طويل دون ملل، وهو ما حوله في النهاية إلى خطيب يحظى بالتصفيق، ليس خوفاً أو نفاقاً، لكنه تمكن من أن يضع إصبعه على نبض الجماهير وما أرادوا سماعه.
وعبر الخطب المسجلة في أسطوانات الجرامافون، سوّق نفسه في جميع أنحاء الإمبراطورية الشاسعة للاتحاد السوفيتي، فشحنها إلى جميع أنحاء البلاد، بعد أن أدرك قوة وسائل الميديا، لكن كل ذلك كان مجرد بداية لعبادة ستالين الأسطورة، والمنفصلة عن حقيقة ستالين.
كانت الصورة المألوفة هي لستالين مع الأطفال الصغار، وأشهرها صورة أنجلينا ماركيز، ابنة أحد موظفي الحزب، وهي صورة وضعت في كل مكان حرفياً، لتؤكد صورة ستالين الأب ومانح ليس فقط الحياة السعيدة للكبار، بل الطفولة السعيدة أيضاً، ونحت أحد الفنانين تمثالاً لأنجلينا وهو يحوطها بذراعه كأب حنون، وكُتب تحت التمثال: شكراً لك على الطفولة السعيدة التي أعطيتها لنا.
رغم ذلك، عندما عادت أنجلينا ذات يوم من المدرسة، لتعرف من أمها أن والدها قد قُبض عليه بوصفه عدوّاً للشعب بعد اتهامه بكونه جاسوساً لليابان، وأعدم بالرصاص لتنتهي طفولة أنجلينا السعيد.
وفي عام 1949، وعلى مسرح البولشوي في موسكو، وصلت عبادة ستالين الأب إلى ذروتها، بحسب وصف شهود عيان، بمجرد صعود ستالين على المسرح في عيد ميلاده السبعين، ضجّت القاعة بهتاف وتصفيق هيستيري، وهم يهتفون باسم الأب الأعز، ولم يكن ذلك عن نفاق، بل لنجاح الصورة التي أراد توصيلها، أنه ليس مسؤولاً عن حالات القمع الدموية، فقد أدرك أن طالما الجماهير في صفه، وهو المصاب ببارانويا تجعله يشك في أقرب من حوله، فلا شيء قادر على إيذائه.
نجح ستالين في تحويل الاتحاد السوفيتي تحت قيادته، في فترة زمنية قصيرة، طوال فترة الثلاثينات في القرن الماضي إلى دولة أكثر حداثة، قادرة في عقد الأربعينيات على تطوير تقنية صاروخية متطورة، وأن تكون ندّاً للولايات المتحدة في السباق النووي، لكن الشيء الوحيد الذي أراد ستالين سماعه، هو أن رجلاً واحداً هو المسؤول عن هذا التقدم، الأب الأعلى لمواطني الاتحاد السوفيتي، وكان هناك إيمان حقيقي لدى المواطنين السوفييت، عبر الدعاية المنظمة، أنهم يشاركون في بناء عالم جديد ليس لأوطانهم فحسب بل للبشرية، ولم ينتبهوا بفضل ماكينة الدعاية الهادرة إلى الثمن المدفوع بقرار من ستالين شخصياً، حيث أرسل مئات الآلاف إلى معسكرات السخرة المعروفة باسم الجولاج، فظلت صورة ستالين العامة ممجّدة ومحمية حتى وفاته.
ياسر جلال الأصلي
اعتبر ستالين السينما أهم وسائل الدعاية الحديثة، وأخذها بجدية مفرطة، فكان يشرف عليها شخصياً، ويشرف على كل فيلم، يقول الكاتب نوار جلاحج في مقاله "ستالين والسينما":
"على الرغم من أن تاريخ السينما مليء بالشواهد على المعاناة التي تكبدها السينمائيون في هذا البلد، أو ذاك من جراء تعسف أنظمة الحكم أو الأجهزة الرقابية، إلا أن ستالين يحتلّ في هذا الجزء المظلم من تاريخ السينما مكانة خاصة، لا يمكن اختزالها بالصيغة التقليدية للتعسف، بل أن علاقته بالسينما تشكل ظاهرة شديدة الخصوصية. فستالين كان يعشق السينما إلى حد الهوس، ولم تستطع يوماً لا مسؤولياته الكبيرة كزعيم للاتحاد السوفيتي في مرحلة التغيرات الجذرية للبنى التحتية في البلاد، ولا معاركه المستمرة مع خصومه، ولا حتى الحرب القاسية التي ذهب ضحيتها أكثر من عشرين مليون إنسان، أن تمنع ستالين من متابعة جميع الأفلام السوفيتية الجديدة، ووضع ملاحظاته عليها. ومن المعروف أن السينمائيين كانوا أصحاب حظوة لدى ستالين ، ميزتهم عن جميع المثقفين العاملين في مجالات إبداعية أخرى، إذ كانوا يمنحون الأوسمة التقديرية والهدايا النفيسة".
كان ستالين أيضاً يقترح أسماء الأفلام وبل يعيد كتابة أجزاء منها، خاصة تلك التي تصوّره، فلم يكن مسموحاً إلا لدائرة صغيرة جداً أن تراه على الحقيقة من قريب، بعيداً عن الصورة، فجسد ستالين في الحقيقة كان أصغر مما كان يظهر به في الصور أو الأفلام الدعائية أو اللوحات أو التماثيل، ووجهه في الحقيقة كان مليئاً بالبثور من أثر الإصابة بالجدري، وكتفاه ضيقتان، بينما كانت تصور على أنهما عريضتان ومهيبتان، ولم تكن صورة واحدة لستالين تغادر أستوديوهات الفنانين دون موافقته الشخصية، وكانت طواقم التصوير على دراية بأفضل السبل لتقديم زعيمهم، دون أن يصيبهم سخطه.
كانت الصورة المألوفة هي لستالين مع الأطفال الصغار، وأشهرها صورة أنجلينا ماركيز، ابنة أحد موظفي الحزب، وهي صورة وضعت في كل مكان حرفياً، لتؤكد صورة ستالين الأب ومانح ليس فقط الحياة السعيدة للكبار، بل الطفولة السعيدة أيضاً
لذا لم تكن صورة ستالين المألوفة في التاريخ والعالقة في الأذهان، صورته الحقيقية، بل صورة الممثل ميخائيل غيلوفاني، الذي سمح له بلعب دور واحد طيلة مسيرته السينمائية وهو دور ستالين، وكان ستالين نفسه يؤمن عندما يرى ذلك الممثل، أنه يطابق تلك الصورة الموجودة على الشاشة.
تعد شخصية ستالين إحدى الشخصيات التاريخية الأكثر حضوراً في السينما على مستوى العالم. ووفقاً لإحدى الإحصائيات، يحتل ستالين المرتبة الخامسة بين الشخصيات التاريخية من حيث الحضور في الأفلام، بـ 38 فيلماً بعد نابليون (194) والمسيح (147) ولينين (86) وهتلر (74) .
ومعظم هذه الأفلام صورت خلال حياته، في الفترة الممتدة من عام 1937 حتى عام 1953، علماً أن عدداً لا بأس به من هذه الأفلام صنعها كبار المخرجين السوفييت في تلك المرحلة، منها "لينين في أكتوبر" 1937 و"لينين عام 1918" 1938 لميخائيل روم ، و"الرجل ذو البندقية" 1938 و"ياكوف سفيردلوف" 1940 لسيرغي يوتكيفيتش، "ناحية فيبورغ" 1938 لكوزينتسيف وتراوبرغ، "السيبيريون" 1940 لليف كوليشوف، "فاليري تشكالوف" 1941 لميخائيل كالاتوزوف، "يدعى سوخا باتور" 1942 لزارخي وخيفيتس، "الدفاع عن تساريتسينا ج1" 1942 للأخوة فاسيليف، "الضربة الثالثة 1948 لإيغور سافتشينكو، "معركة ستالينغراد" 1949 لفلاديمير بيتروف .
معظم هؤلاء المخرجين قاموا، بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي عام 1956، بقص الكثير من المشاهد التي احتوت شخصية ستالين في أفلامهم، وخاصة تلك المتزلفة بطريقة مبتذلة، ما أساء في بعض الأحيان إلى مونتاج الفيلم، وأضاع الكثير من الكادرات الهامة من وجهة نظر الأرشيف. بل إن بعضهم فعل ذلك قبل المؤتمر بسنوات، إذ روى المخرج غينريخ غاباي للمشاركين في سيمبوزيوم "السينما الستالينية"، الذي أقيم في مدينة تولوز الفرنسية قبل ثلاثة أعوام، كيف دخل ذات أمسية من عام 1953 إلى غرفة المخرج روم في المعهد، بعد أن لاحظها مضاءة في ساعة متأخرة، فشاهده منهمكاً بالعمل فوق شريط سينمائي، فسأله : "ميخائيل إيليتش، ما الذي تفعله …؟"، فأجابه روم على الفور: "ما الذي أفعله؟ إنني أقص ستالين".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نايف السيف الصقيل -
منذ 6 ساعاتلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ 4 أيامتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه
بلال -
منذ 5 أيامحلو
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أيامالمؤرخ والكاتب يوڤال هراري يجيب عن نفس السؤال في خاتمة مقالك ويحذر من الذكاء الاصطناعي بوصفه الها...
HA NA -
منذ أسبوعمع الأسف