على ضفة نهر النيل، تجلس "سيلا" في مشهد يومي لإطعام التماسي. لم تخَف يوماً من الاقتراب منها. تنتظرها التماسيح في شوقٍ إلى لقاء من رأت فيها غير ما يُشاع عنها. وكعادة أهل القرية في وقت الفيضان، جرت القرعة لاختيار فتاة تُلقى في النيل، فكانت "سيلا". تعجّب الأهالي هذه المرة من سلوك التماسيح؛ في كل عام تأكل فتاة النيل، لكنها هذا العام رفضت أن تأكل سيلا، فأخرجها الأهالي وقذفوها مرةً أخرى، وأيضاً أبت التماسيح أن تأكلها. تكرر المشهد حتى قرر أهالي القرية إخراجها بعد الذي شاهدوه من وفاء التماسيح لها، لتعود الفتاة مرةً أخرى إلى الاهتمام بالتماسيح وإطعامها.
لم يكن المشهد السابق سوى قصة من الأساطير المتوارثة في الثقافة النوبية، والمرتبطة في غالبيتها بالنيل ارتباطاً وثيقاً كما يظهر في جوانب حياة النوبيين كافة، فأضفى هذا الارتباط مساحةً واسعةً من الخيال نسجت قصصاً أسطوريةً وأفكاراً حول التشاؤم والتفاؤل، وتناسخ الأرواح بين البشر وغيرهم من الكائنات الحية. وإن تغيّر الأمر بعض الشيء بعد تهجير أهالي النوبة، نتيجة امتزاجهم بمجتمعات مختلفة، إلا أن القصص والمعتقدات ذاتها تُتناقل بين الأجيال المتعاقبة حتى الآن.
قمرية السعد
في واحدة من الأغاني الشهيرة للمطربة الإسكندرانية بدرية السيد، ارتبطت "القمرية" (الاسم الذي يُطلق على اليمام في النوبة)، بالفرح والتمنّي فقالت: "من فوق شواشي الدرة قمرية بتغنّي فرحانة يا هل ترى ولا بتتمني؟". يظهر الارتباط ذاته بين القمرية والبشرى في الثقافة النوبية. يقول هشام عوّاض، أحد أبناء النوبة، إن المجتمع النوبي كغيره من المجتمعات البسيطة يعتقد بالتفاؤل والتشاؤم بعناصر الطبيعة مثل الطيور والحيوانات، فالغراب إشارة إلى حلول الأذى، عكس صوت اليمام الذي يشير إلى الخير الكثير والرزق الوفير فيطمئن كل من ينوي الشروع في أمر ما إلى البدء فيه، سواء أكان زواجاً أو تجارةً أو غيرهما.
المجتمع النوبي كغيره من المجتمعات البسيطة يعتقد بالتفاؤل والتشاؤم بعناصر الطبيعة مثل الطيور والحيوانات، فالغراب إشارة إلى حلول الأذى، عكس صوت اليمام الذي يشير إلى الخير الكثير
امتد التفاؤل بالطيور في التقاليد النوبية إلى الموتى، فبعد صلاة العيدين "الفطر والأضحى"، يلتزم الأهالي بزيارة المقابر لمشاركة فرحة العيد مع أحبائهم، على أن يضعوا وعاءً فيه ماء إلى جانب رأس القبر، فضلاً عن رشّ مجموعة من الحبوب مثل "القمح، الذرة، والغلة"، لتأكل الطيور وتشرب اعتقاداً منهم بأن ذلك يجلب الرحمة للمتوفى.
تتفق مع ما سبق رواية بسام أحمد من النوبة، عن ارتباط الطيور في الثقافة النوبية بالتفاؤل والتشاؤم، فيقول في حديثه إلى رصيف22، إن وقوف اليمامة على سطح المنزل ونداءها "قوقو قوقو"، يُعدّان رسالةً إلى أهله مفادها: "نورتي نورته جوق أسكري كشناه"، أي "اطحنوا الدقيق ناعماً لاستقبال الضيوف القادمين والحاملين الخير معهم"، مضيفاً أن بعض الكبار من أهالي النوبة يربطونها بعودة الغائب فيكون تفسير نداء اليمامة: "ادخلوا بيوتكم غايب جاي لكم".
"أبسلمان" هو طائر النساء في المعتقدات النوبية، ويجمع بين التفاؤل والتشاؤم معاً، فإذا ظهر بريشه الأسود وذيله الأزرق فوق أحد المنازل، يُفسَّر نداؤه حسب حالة النساء من سكانه، فالمتزوجة تتخوف من الطلاق أو زواج زوجها بسيدة أخرى، وغير المتزوجة تترقب الخطبة والزواج. يقول بسام إن ظهور الطائر يجعل الجميع في حالة انتظار وتدعو كل منهنّ بأن يجعل الله وجوده خيراً، موضحاً أنه دائماً ما يتواجد في أماكن النخيل والأشجار العالية، ذاكراً ما يُقال بالنوبية "الفجكة" في حالة تواجد أبسلمان: "سسور أبسلمان خيركه بنجي"، وتعني "أبو سلمان زقزق يا ربّ خير"، بينما يرتبط الغراب في الثقافة النوبية بالتشاؤم، كما في غيرها من الثقافات، فيردد أهل النوبة حين ظهوره: "كشييق أقيل أودر"، أي "أغلق فمك".
الباحث في التراث النوبي حسين شلالي، يوضح لرصيف22، أن التشاؤم والتفاؤل عادتان اجتماعيتان مثل غيرهما توارثهما أهل النوبة عن أجدادهم دون معرفة دوافعهم لذلك، والتي قد لا تستحق التمسك بها إلى هذا الحد في حال معرفتها. ويوضح طارق فتحي حسين، رئيس جمعية نوب للتراث النوبي والتنمية، أن التفاؤل والتشاؤم يتداخلان في الكثير من عادات المجتمع النوبي وتقاليده، مرجعاً ذلك إلى إيمانهم بالحسد والعين، فالنساء يرتدين الحُلي على شكل أعداد فردية كنوع من التفاؤل، والعريس يرشّ وجه عروسه باللبن بدافع التفاؤل أيضاً، مضيفاً أن أهل النوبة لا يبنون أبراجاً للحمام كما يحدث في المجتمعات الريفية، فهم يفضّلون رؤيته محلّقاً في كل مكان، ويصممون أجزاء من جدران منازلهم بفتحات تدخل منها الطيور لتناول الطعام وتخرج مرةً أخرى.
ناس النهر... أساطير النيل
تنقسم النوبة إلى جزئين بين مصر والسودان، وتتكون من قرى عدة تُقسَم حسب القبائل والعائلات النوبية، فالفديجا أو الفديكا والمادوكا أو الكنوز في مصر، بينما تتمركز المحس والسُكوت والحفاوية في السودان، حسب هشام عوّاض، الذي يوضح لرصيف22، أنه برغم انحدار الجميع من ثقافة واحدة شكّلها ارتباطهم بنهر النيل، فاستوحوا منه الطعام والشراب والعادات والتقاليد والفنون من رقص ورسم وغيرها، وهو ما يجعل أهل النوبة الصورة الأخيرة للحضارة المصرية القديمة، إلا أن ذلك لم يمنع الاختلاف في تفاصيل القصص الأسطورية، أو حتى تغيير أسمائها برغم كونها تعبّر عن المعنى ذاته بالاعتقاد في وجود كائنات أسطورية مخيفة تقتل الناس والأطفال وتسبب الأذى.
بين الحب والإجلال من ناحية، والخوف الشديد من ناحية أخرى، انقسمت نظرة النوبي إلى نهر النيل، فالإجلال يتضح بشدة في حظر التبول في النيل، أو بالقرب من الشاطيء، ومن يسبح في النيل عليه الخروج لقضاء حاجته بعيداً، ثم العودة لاستكمال السباحة، إذ لا يقبل النوبي بتلويث مياه النيل، بينما يتجلى الخوف في أسطورة ناس النهر، أي الكائنات التي تعيش في النهر.
يقول عوّاض لرصيف22، إن جدّته لطالما رددت على مسامعه قصة "ديجر" أو المسحور، وهو مخلوق غريب يعيش في النهر، ويخطف الأطفال في حالة سباحتهم في مياه النيل مساءً، موضحاً أن المعتقد النوبي لا يجيز السباحة أو الإبحار بالمراكب وقت المساء، في مياه النيل، اعتقاداً منهم بخروج المسحور لخطف من يتواجد في ذلك الوقت، خاصةً الأطفال.
يؤمن النوبيون إيماناً شديداً بتناسخ الأرواح. يتضح ذلك في أسطورة البيرسي أو التوأم.
يذكر بسام أحمد لرصيف22، القصة ذاتها عن "آسي دجر" أو "آمن دجر"، موضحاً أن آسي معناها الماء ودجر تعني الشرير والمقصود بالمسمى أشرار الماء، ويصفهم الكبار من أهل النوبة بأنهم يشبهون البشر في شكلهم، لكن عيونهم تكون بشكل طولي، ولأرجلهم أظافر وحوافر طويلة، مضيفاً أن هناك فئةً أخرى، وهم أناس مثلنا تماماً يعيشون تحت الماء في بيوت وأسواق ويصعدون إلى البرّ، ثم يعودون مرةً أخرى إلى الماء، وهم يرفعون سطحها كالغطاء أو الملاءة للمرور من تحته، وقد ارتبطت الروايات عنهم بخطف الذهب من النساء، فمنع الأهالي خروج النساء لملء المياه في وقت مبكر، كذلك منعوا خروج الرجال للصيد أو الإبحار قبل الفجر، لأن ذلك يُزعج أهل النهر.
يحافظ أهالي النوبة على السلام مع ناس النهر، بطقوس عدة، ففي "سبوع المولود" يرمي أهله طعاماً في النيل هديةً لناس النهر. يروي بسام لرصيف22، ما تتناقله الأجيال المختلفة من قصص حول تواصل أهل النوبة مع ناس النهر، فهناك رواية عن سيدة نوبية تلتقي بسيدة أخرى تجلس دائماً عند النيل تبكي، وقد استضافتها أياماً عدة، وكانت تخرج في الصباح وتعود إلى مضيفتها آخر النهار، لتشكرها ذات يوم وتخبرها بأنها كانت على خلاف مع زوجها، وتم الصلح بينهما، وأنها تريد ردّ الضيافة لها لشكرها على ما قدّمته، وحين سألتها النوبية عن مكان سكنها أخبرتها بأنها تسكن تحت الماء، فتخوفت النوبية من الغرق إلا أن السيدة طمأنتها بأنها ستلقي عليها تعويذةً تحميها من الغرق، وبالفعل نزلت معها تحت الماء، وشاهدت الأسواق والبيوت لتعود بعد ذلك وتحكي لأهل النوبة عما رأته.
وتوالت الأساطير عن نساء النهر اللواتي خرجن للعزاء في سيدة كانت تجلس كثيراً بالقرب من الشاطئ، فظهرت في عزائها 3 سيدات يرتدين اللون الأبيض على عكس التقاليد النوبية، ليُفاجأ الأهالي بنزولهم إلى النهر بعد العزاء، حسب بسام. وفي رواية أخرى أن رجلاً رأى سيدةً من أهل النهر تجلس على مركبه وترتدي كميةً كبيرةً من الذهب تُضيء في الظلام، وحين حاول الإمساك بها قفزت في الماء.
يذكر هشام عوّاض أسطورةً أخرى تسببت في هجرة بعض أهالي النوبة من قراهم، فيقول إن جدّته نقلت له روايةً عن والدتها التي عاصرت الحروب المهدية بين الإنكليز والأتراك. حينها هجم قومٌ يُطلَق عليهم شعب "النمنم" على أهالي النوبة، وكانوا يأكلون أثداء النساء وأطراف الأطفال، مضيفاً أنه لم يتمكن من التحقق من حقيقة هذه الأسطورة.
رفض النوبي أكل السمك برغم توافره لإيمانه بتناسخ الأرواح، إذ كان يعتقد بأن الأسماك يمكن أن تحمل أرواح ناس النهر، أو أرواح غيرهم من البشر.
يوضح حسين شلالي، الباحث في التراث النوبي، في حديثه إلى رصيف22، أن ناس النهر في المعتقد النوبي ينقسمون إلى 3 فئات؛ "آسي نادم" أي ناس النهر، و"دوجر" وهو مثل الغوريلا، و"ماسيل" وهم أُناس قصار القامة يتميزون بلونهم الأحمر ويقفزون في المياه بمجرد رؤيتهم أحداً من أهالي القرى، مضيفاً أنه مع التطور الزمني والإنارة اختفى وجود "دوجر" و"ماسيل" لأنهم كانوا يستوطنون شاطئ النهر أكثر من المياه العميقة، حسب المعتقد النوبي.
ومع ظهور الكهرباء وازدياد عدد السكان قلّ ذكرهم، بينما ظلت الفئة الأولى "آسي نادم"، أو ناس النهر، تحتفظ بوجودها في المعتقد النوبي حتى الآن، ويحرص الأهالي على إقامة طقوس خاصة لناس النهر في ليلة العاشوراء "آشور تور"، حيث يصنعون أكلةً خاصةً من البلح، وفي المساء يخرجون إلى المياه ويرمون الطعام 7 مرات لسكان النهر، وهو ما يتكرر في "سبوع المولود"، وغيره من المناسبات.
ويصف طارق حسين، المعتقدات النوبية الخاصة بأهل النهر، بأنها نوع من الميثولوجيا ويمكن تأصيلها في نقطتين؛ الأولى ارتباطهم الشديد بالنيل منذ مصر القديمة، وقصة الإله حابي إله النيل ومعبود المصريين، فضلاً عن كون النيل هو رابط الوصل بينهم وبين العوالم الأخرى من حولهم، فالمراكب هي وسيلة التنقل، وكان الاعتماد على النيل في الطعام والشراب والري والترحال وغيرها، موضحاً أن النقطة الثانية هي تداخل الغيبيات في الأمر، فالنوبي يؤمن بالعفاريت وعالم الجن وغيرهما من التفاصيل التي تأكدت مع دخول المسيحية والإسلام، فازداد إيمانه بها، بالإضافة إلى الخيال الإنساني الناتج عن البيئة، ضارباً مثالاً على ذلك طقس حماية المولود من ناس النهر إذ يُمسح وجهه بمياه النيل 7 مرات، ويُرسم صليب على جبهته بالحنّاء، وترمي أسرته طعاماً في النيل اتّقاءً لشرّ ناس النهر.
البيرسي... وحظر السمك
يؤمن النوبيون إيماناً شديداً بتناسخ الأرواح. يتضح ذلك في أسطورة البيرسي أو التوأم. يقول عوّاض إن النوبيين يعتقدون بما يُعرف علمياً بتناسخ الأرواح، وبأن بعض الأرواح تنتقل من البشر إلى الحيوانات والطيور في المساء، لذا حظر النوبي إيذاء الطيور والحيوانات في ذلك الوقت، مضيفاً أن جدّته كانت تنهاه عن طرد أو إيذاء أي حيوان يدخل المنزل في المساء، وتخبره بأنه من الممكن أن يكون أخاه أو قريبه أو أحد معارفه، وهي أسطورة منتشرة في كل بلاد النوبة، حسب هشام.
تنقسم النوبة إلى جزئين بين مصر والسودان، وتتكون من قرى عدة تُقسَم حسب القبائل والعائلات النوبية، فالفديجا أو الفديكا والمادوكا أو الكنوز في مصر، بينما تتمركز المحس والسُكوت والحفاوية في السودان
ويُرجع بسام أحمد، رفض النوبي أكل السمك برغم توافره لإيمانه بتناسخ الأرواح، إذ كان يعتقد بأن الأسماك يمكن أن تحمل أرواح ناس النهر، أو أرواح غيرهم من البشر، ويرفض أحمد الرواية الخاصة برفض أهل النوبة أكل سمك القرموط، والتي ذكرها هشام عوّاض في حديثه إلى رصيف22، ومفادها أن أهل النوبة يرفضون أكل الأسماك، خاصةً القراميط، لأن الماتوكية يعتقدون بأن جدّهم الأكبر كان يسبح في النيل وهجم عليه سمك القرموط وأكله، لذا فهو يرى أن القراميط سمك سيئ لا يجوز أكله، فيما يُبرر بسام رفض أهالي النوبة أكل سمك القرموط لكونه خنزير المياه، حسب قوله، ويتغذى على القاذورات، عكس ما تتسم به البيئة النوبية من نظافة.
برغم عدم تفضيلهم الأسماك، إلا أن فتيات النوبة يتقنّ رقصة "الفيري"، نسبةً إلى سمكة الفيري الشبيهة بالبلطي، وكانت منتشرةً في النوبة القديمة حسب بسام أحمد، الذي يوضح أن بعض قرى النوبة كانت تأكلها، مضيفاً أن النساء يزخرفن المنازل برسومات سمك الفيري بعد الزواج، إلى جانب سمكة "كاري كيكا" أو السمكة المنفوخة، والتي يعلّقها أهل النوبة على أبواب المنازل بعد تحنيطها كالتماسيح اعتقاداً منهم بأنها تطرد الأرواح الشريرة، فضلاً عن كونها بشرى خير لظهورها في أيام الفيضان.
يعيد طارق فتحي حسين رئيس جمعية نوب للتراث النوبي والتنمية، رفض أهل النوبة أكل الأسماك إلى مقولة ترددت على مسامعهم منذ الصغر: "السمك واكل عظام أجدادنا"، موضحاً أن السبب في ذلك غرق بعض قرى النوبة، بما فيها من مقابر، نتيجة ارتفاع مياه بحيرة ناصر، لذا يرفض النوبي أكل الأسماك اعتقاداً منه بأكلها عظام أجداده، مضيفاً أن رفضهم أكل سمك القرموط سببه مروره بدورة الحيض، فكان اصطياده فقط بغرض تقديمه طعاماً للدجاج.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.