هل نتجرأ ونترجم مصطلح "شوغار دادي" إلى العربية ونقول إنه "أبو السكر"؟ إذا فعلنا هذا فلا بد من أن ننقل المفهوم والتعريف أيضاً، ونتوقف عند هذه الفئة من الرجال.
تعرّف المواقع التي تروج لهذه العلاقات، والمواقع التي ترفضها أصحاب هذا الخيار بتعريف متقارب، وهي في المجمل كالتالي "علاقة السكر هي علاقة عاطفية أو جنسية بين رجل وفتاة تصغره سناً تلقّب بشوغار بيبي، وقد تكون بين امرأة كبيرة في السن وشاب يصغرها سناً. حيث يحصل الطرف الأصغر عمراً على الهدايا الثمينة والمال من الطرف الأكبر مقابل الرفقة والصحبة وأحياناً الجنس".
أهم ما يجب أن نفهمه عن هذا النوع من العلاقات هو أنها يجب أن تكون علاقة طوعية بالكامل، وإلا اختلف تعريفها بالكامل وصارت تحمل شبهة الاتجار بالبشر أو الاتجار بالجنس.
في دول العالم الأول كثير من مواقع الانترنت الخاصة بهذا النوع من العلاقات للجنسين، فيقوم الرجل أو المرأة بإدخال عمره ووضعه الاجتماعي والمادي أحياناً وإدخال البيانات الخاصة بالشريك/ـة المطلوب، ومن ثم تقوم الخوارزميات بالتوفيق بين الشخصين، لكن في العالم العربي يختلف الوضع، ولو أخذنا الأردن كمثال، سنجد أن كثيراً من الفتيات اللواتي تعرضن لتحرش من الشوغار دادي أو على الأقل لإبداء الإعجاب تعرضن لهذا الموقف في أماكن السهر والبارات.
أثرياء أو أصحاب نفوذ
بحسب الفتيات والعاملين في البارات في الأردن ممن شاركوا في هذا التقرير، فالشوغار دادي الأردني هو شخصية تظهر في أماكن السهر أكثر من غيرها، وقد ازداد ظهورهم في الأعوام السابقة مع الانفتاح الذي عاشه الأردنيون بسبب السوشال ميديا وبعد أن ظهرت متعة الحياة الليلية في الأردن من خلال الصور والفيديوهات التي يشاركها أصحابها.أهم ما يجب أن نفهمه عن "علاقات السكر" هو أنها يجب أن تكون طوعية بالكامل، وإلاّ اختلف تعريفها وصارت تحمل شبهة الاتجار بالبشر أو الاتجار بالجنس
تقول سارة (24 عاماً) لرصيف22: "بالعموم هم إما أثرياء أو أصحاب نفوذ، أهم ما يميزهم هو محاولاتهم لفت أنظار الفتيات العشرينيات على وجه الخصوص، ولا بأس إذا كانت الفتاة المستهدفة في العقد الثالث".
تقول: "مثلما نميز في الأردن شكل وهيئة رجل المخابرات ورجل البحث الجنائي، تميز الفتيات اللواتي يرتدن أماكن السهر شكل الرجل الذي يمكن تسميته بالشوغار دادي، وليس المقصود أبداً الرجال الأكبر عمراً بالمطلق، إنما تحديداً المتحرشين بالفتيات الصغيرات منهم".
وتختم: "في كل مرة يتجرأ أحدهم من الاقتراب مني أو من احدى صديقاتي نفاجئهم بالصد، وهم يعتقدون أن ماركات ملابسهم وحجم النقود في محافظهم تغرينا، نحن نأتي إلى أماكن السهر لنفرح بأموالنا الخاصة وليس بأموال سوانا".
هل هم متحرشون بالضرورة؟
استنادًا إلى 48 مقابلة معمقة أجرتها الأستاذة المساعدة في جامعة كولورادو دنفر اكتشفت عالمة الاجتماع مارين سكول أن هناك سبعة أنواع من "علاقات السكر" كما أسمتها، تراوح بين دعارة السكر، والمواعدة والصداقة والحب العملي.تقول في البحث: "كلما قرأت مقالاً حول شوغار داديز أو شوغار بيبيز وجدت أن الطابع الحسي هو الغالب، فالنساء يائسات، وفي الغالب طالبات جامعيات يعانين من الجوع والفقر".
سارة: "بالعموم هم أثرياء أو أصحاب نفوذ، ما يميزهم هو محاولاتهم لفت أنظار الفتيات العشرينيات، ولا بأس إذا كانت الفتاة المستهدفة في العقد الثالث"
لا يختلف رأي شروق (29 عاماً) عن هذا الرأي كثيراً تقول: "أنا أعلم أن هناك فتيات خصوصاً في عمر الجامعة قد يقعون في فخ الإغراءات المادية التي يعرضها عليها هؤلاء الرجال مقابل أن تجلس معه على الطاولة فقط".
وتضيف: "صرت حين أحجز مكان السهر أسأل المطعم أو البار بشكل صريح إن كان لديهم شوغار دادي من ضمن الرواد، وصلنا أنا وصديقاتي إلى حد النفور من كثرتهم، وقاطعنا أكثر من بار من بسببهم".
وتختم: "لا أقصد رواد البارات من كبار السن، لكنه نمط واضح جداً لنا نحن الفتيات، ولعله شكل جديد من أشكال تطور التحرش، هو ببساطة صاحب نفوذ أو مال ويعتقد أن هذا يكفي لاستمالة الشابات الصغيرات إليه".
طز
"شايفة هداك الروف؟ هاد إلي"، بهذه العبارة حاول أحد الرجال استمالة دارين (33 عاماً)، عندما كانت جالسة مع صديقاتها في أحد بارات منطقة الدوار الرابع في العاصمة عمّان كما تروي في حديثها، وتضيف: "مثل أي نهاية أسبوع أقصد أنا وصديقاتي أحد أماكن السهر، وفي ذلك اليوم ذهبت إلى بار اعتدت ارتياده منذ عامين، ولم يسبق أن تعرضت لأي نوع من المضايقة قبل ذلك الموقف".تصف دارين الرجل بأنه كان في العقد السادس من عمره، وأنه كان طويل التحديق فيها إلى الحد الذي لم تعد تشعر به بالراحة في التواجد في المكان. تقول: "نظراته أقرب إلى التحرش البصري، حاولت تجاهله طوال الوقت، وبعد أن استسلم بأنني لن أبادل ابتساماته لي تجرأ وجاء إلى طاولتي وقبل أن يقول مرحباً قال لي وهو يؤشر على شباك المكان: شايفة هداك الروف؟ هاد إلي".
"طز" هذا كان الجواب العفوي الذي خرج من دارين، إلا أنها لم تفلح بصده، بل رد عليها بجملة "بحب البنت الثقيلة".
تقول: "اشتبكت معه قليلاً، وقبل أن أخرج من المكان تعاهدنا أنا وصديقاتي أن نقاطع أي مكان يرتاده من نسميهم الشوغار دادي، وإذا لن يتبق بار خالٍ منهم فطز بالبارات أيضاً".
"طز" هكذا كان رد دارين حين تحرّش بها رجل في العقد السادس من عمره في أحد البارات وهي بصحبة صديقاتها، حيث أشار لها من خلال شباك البار بقوله "شايفة هداك الروف؟ هاد إلي"
أما معتصم الريان وهو مدير أحد البارات في عمّان فيقول لرصيف22 إنه يفكر جدياً في تعليق يافطة على المدخل تمنع دخول الشوغار دادي، يقول :"بسببهم سوف نقفل البار، ليست الفتيات فقط من تضرر منهم، بل أيضاً أصحاب البارات باتوا يدفعون ثمن المراهقة المتأخرة لهذه المجموعة من الرجال".
وعن المشاهد التي رصدها من رواد باره يقول معتصم: "تشعرين أنه يتخذ وضعية الممثل حسين فهمي في فيلم خلي بالك من زوزو، وتحديداً المقطع المصور لأغنية يا واد يا تقيل، يوهم نفسه أن الفتاة أمامه كسعاد حسني، وهي تغني له: يا.. يا .. يا واد يا تقيل".
أماني: "أنا أصغر من حبيبي بـ22 عاماً، ليس كل رجل على علاقة بفتاة أصغر منه هو شوغار دادي، هناك علاقات حب أيضاً"نظرات، ابتسامات، إظهار للساعات الفاخرة، تمثيل مشهد سقوط مفتاح السيارة غالية الثمن من على الطاولة، وغيرها من الاستعراضات التي يحدد بها معتصم زبائنه في البار من هذه الفئة، ويضيف: "الأوقح من ذلك، عدم الاستسلام وفرض أنفسهم بطريقة مشينة للتحدث مع فتيات في أعمار بناتهم وأحياناً حفيداتهم، من الطبيعي أن تشعر فيها أي فتاة أن كرامتها أهينت، ولا تلام إذا اعتقدت أنها في مكان غير محترم".
على الجانب الآخر
على الجانب الآخر تروي أماني (31 عاماً) عن علاقتها بحبيبها الذي يبلغ من العمر 53 عاماً رواية مختلفة، فهي تعلم بوجود الـ"شوغر دادي" كما تقول إلا أنها ترفض أن تسمي علاقتها بهذا الاسم، تقول: "القصة في منتهى البساطة أحببته وأحبني، ليس لأنه ميسور مالياً، وليس لأنني بعمر بناته".
وتضيف: "بالطبع يقدم لي الهدايا الثمينة وأنا أفعل المثل أيضاً، لكنني في نفس الوقت فتاة عاملة ومستقلة ولا أبحث عن شوغر دادي، كنت أبحث عن الحب ووجدته لديه، وأعلم أن هناك من هم في جيله ويبحثون فقط عن الصغيرات لأهداف جنسية أو استعراضية، لكن هذا لا يلغي وجود نموذج الحب أو العلاقة المتساوية بإرادة الطرفين".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 19 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين