"ومات الأستاذ الفريد واللوذعي المجيد، الإمام العلامة النحرير الفهامة، الفقيه النحوي الأصولي الجدلي المنطقي، الشيخ محمد المهدي الحفني، ووالده من الأقباط، وأسلم صغيراً دون البلوغ على يد الشيخ الحفني".
انتبهت للحظات إلى ذلك الإعلان الذي خطّه المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي، في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، واستوقفني ذلك الاسم وأردت بشغف أن أعرف ما هي قصة ذلك القبطي الإمام الفقيه، فظللت أبحث حتى وجدت ضالتي في التعرف على هبة الله بن أبيفانيوس، أول قبطي يترشح لمشيخة الجامع الأزهر. لكن من هو محمد المهدي (1737-1815)؟ وما أهميته في تاريخ مصر المعاصر؟
تُعدّ قصة محمد المهدي، أو هبة الله بن أبيفانيوس، واحدةً من أكثر القصص غرابةً في كل أطوار حياته حتى في وفاته.
كان هبة الله رجل كل العصور إذ تجده قريباً من المماليك ومن الفرنسيين ومن "العثمانلية" ومن محمد علي باشا، وحينما غزا الفرنسيون مصر لم يهرب هبة الله بل تقرّب منهم مما جعلهم يحبونه ويقبلون شفاعته وجعلوه أحد أهم أعضاء الديوان الكبير
تبدأ قصتنا مع المباشر القبطي (كان يحتكر الأقباط قديماً وظائف كتابيةً وحسابيةً وإداريةً عدة مثل وظيفة الكاتب والمباشر، ووظيفة مباشر الأراضي الزراعية هي وظيفة المسؤول عن حساب الأراضي ومساحتها والصادر والوارد وتحصيل الجبايات والمكوس من الفلاحين والمزارعين لصالح صاحب الالتزام)، أبيفانيوس فضل الله، حين لجأ إلى المعلم ميخائيل فرحات المسيحي الشامي، أحد أهم رجال دولة علي بك الكبير، ليجد له وظيفةً.
وبالفعل وظّف ميخائيل أبيفانيوس، في دائرة سليمان كاشف (هو أحد مماليك إبراهيم بك الكبير شيخ البلد في القرن التاسع عشر). سكن أبيفانيوس في الجيزة، وأنجب صبياً أسماه هبة الله (وهو التعريب الحرفي لاسم تادرس وهو شهيد مسيحي شهير له دير في الجيزة)، كعادة الأقباط في ذلك الوقت في أن يعطوا أطفالهم أسماء قبطيةً ويعرّبوها لكيلا يعيقوا تعاملهم مع غير المسيحيين، وفقاً لما جاء في "نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر".
كبر هبة الله قليلاً، وكان يتردد على مكان عمل والده أو يرافقه، فرآه سليمان كاشف، وعلى ما يبدو أُعجب به وكان يريد أن يضمّه مماليكه لكن هبة الله رفض ذلك إذ كان محباً للعلم والقراءة، مما دفع سليمان إلى أن يأخذه من والده ويسلمه لشيخ أزهري اسمه محمد الحنفي، وبالفعل أسلم هبة الله وهو دون سن البلوغ حسب وصف عبد الرحمن الجبرتي، ويذكر توفيق إسكاروس أنه "أجبر على الإسلام" في سن الثالثة عشر.
لكن هبة الله أظهر شغفاً بالدرس والحفظ على يد الشيخ محمد الحنفي، الذي أواه وتلمذه وعلمه بل أعطاه اسمه فأصبح يُعرف بمحمد المهدي (أي الذي اهتدى إلى الإسلام)، وتنقّل هبة الله بين الشيوخ يسمع منهم ويحفظ ويتعلم حتى أصبح من المدرّسين في الجامع الأزهر، وجلس مكان الشيخ محمد الهلباوي عند وفاته، وأصبح من أهم وأشهر مدرّسي الأزهر.
كان هبة الله يعلم كيف يترقى اجتماعياً، فتزوج بابنة أحد أهم شيوخ المذهب الحنفي في الأزهر، وهو الشيخ محمد الحريري، وبدأ يتقرب من كبار الشيوخ وأرباب الدولة. وفي هذا يحدّثنا الجبرتي: "وأقبلت عليه الدنيا وتداخل في الأكابر ونال منهم حظاً وافراً بحسن معاشرته وحلاوة ألفاظه وتنميق كلماته".
كان هبة الله يعلم كيف يترقى اجتماعياً، فتزوج بابنة أحد أهم شيوخ المذهب الحنفي في الأزهر، وهو الشيخ محمد الحريري، وبدأ يتقرب من كبار الشيوخ وأرباب الدولة.
كان يسعى دائماً إلى تعويض انقطاعه عن أهله ودينه بالدهاء في المعاملة والتقرب إلى الأكابر على جري عادة كثير من أهل جنسه الأقباط الذين كانوا يتقرّبون إلى أكابر الدولة والشيوخ بالهدايا والكلام اللطيف، فالجبرتي يذكر مثلاً عن معاصر هبة الله، وكبير الأقباط في وقته، المعلم جرجس جوهري: "وكان عظيم النفس يعطي العطايا ويفرّق على جميع الأعيان عند قدوم شهر رمضان مثل الشموع العسلية والسكر والأرز والكسوات والبن".
وبدأ في التقرب إلى إسماعيل بك، فيذكر لنا الجبرتي أنه لما أتت إسماعيل بك ولاية مصر واستقر في القلعة واظب هبة الله على الطلوع والنزول إليها، وعلى أن يبيت عنده في غالبية الليالي، وأنعم إسماعيل على هبة الله بالخلع والعطايا والكسوات، ورتب له وظائف في الضربخانة والسلخانة والجوالي.
كان هبة الله رجل كل العصور إذ تجده قريباً من المماليك ومن الفرنسيين ومن "العثمانلية" ومن محمد علي باشا، وحينما غزا الفرنسيون مصر لم يهرب هبة الله بل تقرّب منهم مما جعلهم يحبونه ويقبلون شفاعته وجعلوه أحد أهم أعضاء الديوان الكبير.
ويذكر الجبرتي عن ذلك: "وتشاوروا معهم في تعيين عشرة أنفار من المشايخ للديوان وفصل الحكومات فوقع الاتفاق على الشيخ عبد الله الشرقاوي، والشيخ خليل البكري، والشيخ مصطفى الصاوي، والشيخ سليمان الفيومي، والشيخ محمد المهدي، والشيخ موسى السرسي، والشيخ مصطفى الدمنهوري، والشيخ أحمد العريشي، والشيخ يوسف الشبرخيتي، والشيخ محمد الدواخلي". كان هبة الله دائماً واسطة شفاعة عند بونابرت والفرنسيين، إذ يذكر له الجبرتي أكثر من حادثة توسّط قام بها، وكيف أنه كان يفعل كل ما في وسعه للتوسط، فيقول الجبرتي في حادثة تاجر طرابلسي عن هبة الله والدواخلي اللذين توسطا عند بونابرت لأجله: "فركب المهدي والدواخلي إلى صاري عسكر وأخبروه بالقضية وبهروب الرجل، فقال: ولأي شيء يهرب؟ فقالوا: من خوفه، فقال: لولا أن جرمه كبير لما هرب، وأنتم غيبتموه وأظهر الحنق والغيظ، فلاطفاه واستعطفا خاطر الترجمان، فكلّماه وسكن غيظه، ثم سأل عن منزله ومخزنه، فأخبراه عنهما".
كان هبة الله وقت الفرنسيين هو ضامن نساء المماليك ومدافعاً عنهم مثل السيدة نفيسة البيضاء، كما في تلك الحادثة المذكورة عنه في كتاب الجبرتي: "أرسلوا إلى زوجات حسن بك الجداوي، وختموا على دورهن ومتاعهن وطالبوهن بالمال، وذلك لسبب أن حسن بك التفّ على مراد بك وصار يقاتل الفرنسيس معه. وقد كانت الفرنسيس كاتبت حسن بك وأمنته وأقرّته على ما بيده من البلاد، وأن لا يخالف ويقاتل مع الأخصام فلم يقبل منهم ذلك، فلما وقع لنسائه ذلك ذهبن إلى الشيخ محمد المهدي، ووقعن عليه فصالح عليهن بمبلغ ثلاثة آلاف فرانسة".
ومن كثرة قرب المهدي من الفرنسيين كان ينادمهم ويسهر مع كثير من ضباطهم حتى أن أحد خبراء الحملة الفرنسية وهو المهندس جان جوزيف مارسيل يقول عن هبة الله في مقدمة كتابه.
والمنقول عن مخطوط تحفة "المستيقظ العانس في ترهة المستنيم والناعس"، أنه أقرب الناس إليه في القاهرة بحكم الجيرة وكوّن معه صداقةً. ويُعدّ مارسيل من مصادر معرفتنا عن هبة الله وأصله القبطي، فمن الواضح أن صداقتهما كانت عميقةً جداً مما جعل هبة الله يسرّ بما في قلبه لمارسيل حتى أن مارسيل في إحدى ليالي السهر مع هبة الله وقد كان يشرب معه الخمر، تعجب وسأل المهدي يا شيخ أليس شرب الخمر حراماً؟
واستدل مارسيل في كلامه بنص قرآني هو: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ"، فرد عليه المهدي قائلاً: أكمل الآية. فأكملها مارسيل: "قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا"، ويظهر من حديث هبة الله مع مارسيل أنه مقتنع بوجهة نظر مسيحية في موضوع الخمر إذ إنه ليس ضد شرب الخمر مطلقاً، إنما ضد السكر وإذهاب العقل بالخمر، لأن الخمر فيها منافع وهو ما نجده في تعليم بولس الرسول حيث يقول: "بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ"، وينهى عن السكر بالخمر قائلاً: "لَا تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ، فَفِيهَا الْخَلاعَةُ، وَإِنَّمَا امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ"، بل إن مارسيل، ناشر حكايات الشيخ المهدي المعنونة بـ"تحفة المستيقظ العانس"، يحلّل بعض حكايات التحفة ويرجعها إلى مثيلاتها في أسفار العهد القديم، مثل سفر القضاة وحادثة ناثان النبي وداود.
وحين زوّج هبة الله أحد أولاده، أقام حفل زفاف ودعا إليه بونابرت والقادة الفرنسيين، فلبّوا دعوته وتناولوا العشاء عنده. وبرغم ما ذكرناه سابقاً عن مدى تأثر هبة الله بمسيحيته حتى بعد أن أصبح أحد أهم شيوخ جامع الأزهر، إلا أنه أمام الجميع كان يهبّ لنصرة المسلمين على النصارى، لئلا يفقد دعم الجميع أو يشكك أحد في إسلامه فيفقد مكانته الاجتماعية، ويذكر الجبرتي في حادثة مشاجرة بعض المسلمين مع مسيحيين "شوام": "فأرسل قائمقام إلى الشيخ المهدي وتكلم في شأن ذلك، وحاججه وأصبحوا فاجتمعوا بالديوان فقام المهدي خطيباً وتكلم كثيراً، ونفى الريبة وكذَّب أقوال الأخصام وشدد في تبرئة المسلمين عما نُسب إليهم، وبالغ في الحطيطة والانتقاص من جانب النصارى، وهذا المقام من مقاماته المحمودة".
من كثرة قرب المهدي من الفرنسيين كان ينادمهم ويسهر مع كثير من ضباطهم حتى أن أحد خبراء الحملة الفرنسية وهو المهندس جان جوزيف مارسيل يذكر هبة الله في مقدمة كتابه.
ولما جلا "الفرنسيس" -كما يناديهم الجبرتي- عن مصر تدخل أيضاً المهدي مع "العثمانلية" بالشفاعة لنساء المماليك لكن من الواضح أن مكانته لم تعد كما كانت، فانصرف إلى تدبير حاله في تلك الفترة، حتى جاء محمد علي باشا إلى رأس السلطة في مصر على أكتاف الشيخ الشرقاوي والسيد عمر أفندى مكرم، ولما تغيّر خاطر محمد علي من عمر مكرم، تدخّل هبة الله عند الباشا وسهّل له الإطاحة بعمر.
يؤرخ الجبرتي ذلك قائلاً: "قام المهدي والدواخلي وخرجا صحبة ديوان أفندي والترجمان، وطلعوا إلى القلعة وتقابلوا مع الباشا ودار بينهم الكلام، وقال في كلامه: أنا لا أرد شفاعتكم ولا أقطع رجاكم، والواجب عليكم إذا رأيتم مني انحرافاً أن تنصحوني وترشدوني. ثم أخذ يلوم السيد عمر في تخلفه وتعنته، ويثني على البواقي: وفي كل وقت يعاندني ويبطل في أحكامي ويخوفني بقيام الجمهور، فقال الشيخ المهدي: هو ليس إلا بنا، وإذا خلا عنا فلا يسوى بشي، إن هو إلا صاحب حرفة أو جابٍ وقف يجمع الإيراد ويصرفه على المستحقين، فعند ذلك تبيَّن قصدُ الباشا لهم ووافق ذلك ما في نفوسهم من الحقد للسيد عمر، والشيخ الدواخلي حضوره نيابة عن الشيخ الشرقاوي وعن نفسه".
وبالفعل لما استفحل أمر الخلاف بين محمد علي وعمر مكرم، وقام بإقصائه، راح المهدي يطالبه بوظائف عمر مكرم ويحكي الجبرتي عن ذلك قائلاً: "وفي صبح ذلك اليوم حضر الشيخ المهدي عند الباشا وطلب وظائف السيد عمر، فأنعم عليه الباشا بنظر أوقاف الإمام الشافعي ونظر وقف سنان باشا ببولاق، وحاسب على المنكسر له من الغلال مدة أربع سنوات، فأمر بدفعها له من خزينته نقداً وقدرها خمسة وعشرون كيساً، وذلك في نظير اجتهاده في خيانة السيد عمر حتى أوقعوا به ما ذكر".
لكن محمد علي لم ينسَ خيانة المهدي لعمر مكرم، وحين مات الشيخ الشرقاوي، شيخ الجامع الأزهر اجتمع المشايخ وبعد أخذ ورد قرروا انتخاب هبة الله بن أبيفانيوس، أي الشيخ محمد المهدي، شيخاً للأزهر وكان البعض قد رشّحوا للمشيخة الشيخ الشنواني، وبالفعل انتخب الكل المهدي ورفعوا بذلك عرض حال إلى محمد علي، لكن لم يقرّه الباشا بل أقرّ الشنواني في المشيخة بدلاً من المهدي المنتخب من مشايخ الأزهر، إذ لم يرضَ محمد علي بأن يكون المهدي على رأس أعلى سلطة دينية في البلاد.
تنقّل هبة الله بين الشيوخ يسمع منهم ويحفظ ويتعلم حتى أصبح من المدرّسين في الجامع الأزهر، وجلس مكان الشيخ محمد الهلباوي عند وفاته، وأصبح من أهم وأشهر مدرّسي الأزهر
وبالرغم من هذا كله، لم يعد هبة الله ذلك الطفل القبطي المنتزع من أهله ودينه، بل أصبح واحداً من أغنى الناس وأوسعهم حالاً، واقتنى الأراضي والوظائف وكانت تجارته واسعةً جداً وهو الذي كان بالأمس لقيطاً وحيداً. تزوج العديد من النساء وأنجب الكثير من الأولاد، ولكن مع كل هذا ترى الجبرتي يقول عنه: "وعلى ما كان فيه من الغنى وكثرة الإيراد والمصرف تراه مفقود اللذة عديم الراحة البدنية والنفسية، وإنما ذلك لأولاده والمقيمين أيضاً بداره، ويتفق أنه يذبح بداره ثلاثاً من الأغنام لضيوف النساء عند الحريم، ولا يأكل منها شيئاً بل يتركها ويذهب إلى بعض أغراضه ببولاق مثلاً، ويتغذى بالجبن الحلوم أو الفسيخ أو البطارخ، ويبيت بأي مكان ولو على نخ حصير في أي محل كان".
ومرض قليلاً المهدي ثم تعافى وابتدأ على جري عادته يذهب إلى جيرانه ويتسامر معهم ثم قام من عند أصدقائه بصحبة الشيخ خليل الصفتي، وذهب إلى داره الجديدة والتي كانت في أرضها قبور عدة نبشها ونقل العظام التي فيها وسوّاها وعمل فيها مندرة، وذهب عنه الشيخ الصفتي ودخل المهدي إلى بيته في المندرة ومارس مع زوجته الجنس ثم استلقى في مكان القبور وتوفي، واستدعت نساؤه الصفتي فجاء وجسّه، فوجده قد مات وفارق الحياة على أغرب طريقة، إذ أبى هبة الله إلا أن تكون نهايته مثل قصته مملوءةً بالغرابة والتناقضات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...