اشتُهرت مغنية الأوبرا الإيطالية وملكة جمال نابولي سابقاً، إرما كابيسي مينوتولو، بأنها كانت "آخر حبيبات/ عشيقات" الملك فاروق الأول - ملك مصر والسودان المعزول إثر انقلاب عسكري نفذته حركة الضباط الأحرار عام 1952. وأيضاً "أحدث قطعة في مجموعة مقتنياته النادرة".
كانت حياة إرما، المولودة في السادس من آب/ أغسطس عام 1935، والتي توفيت في السابع من حزيران/ يونيو 2023 عن عمر ناهز 87 عاماً، محل جدل متواصل حتى بعد وفاتها. لم تكن طبيعة علاقتها بالملك المعزول فقط مبعث الحيرة، وإنما أيضاً حقيقة اعتبارها من "النبلاء" في إيطاليا وأن والدها من "نبلاء نابولي". حتّى موهبتها كـ"سبرانو"، كانت محض تشكيك من البعض.
نسبها
كثيراً ما كان يُشار إلى إرما على أنها أميرة أو من سلالة النبلاء في وسائل الإعلام الإيطالية والمحلية حيث ذكرها الكتاب السنوي للنبلاء الإيطاليين (L’Annuario della Nobiltà Italiana)، وكان إصداراً سنوياً ذا صدقية، على أنها "سليلة أمراء نابولي".
في عام 1954، عندما انتشرت الشائعات حول زواجهما بالملك فاروق الأول، رفعت دعوى قضائية ضد صحافيين إيطاليين قالا إنها والدها كان سائق سيارة أجرة ووالدتها ابنة بواب.
ذكرت مجلة التايم في ذلك الوقت أنه "خلال محاكمة الصحافيين بتهمة التشهير، اشتكى والد إرما بنبرة مستنكرة: إن التشكيك في النسب الأرستقراطي لابنتي هو تشهير بوالد خطيبة فاروق فيما بات زواجهما وشيكاً". وليس واضحاً ما هو الحكم النهائي في هذه القضية.
قال أحد أفراد العائلة لـ"نيويورك تايمز" إن والد إرما كان "الأمير أوغوستو"، مردفاً بأنه كان يمتلك وكالة لبيع السيارات الفاخرة.
قالت إرما إن الملك فاروق تزوجها حالما أتمت 18 عاماً "وفق الشريعة الإسلامية"، مردفةً بأنهم لم يعلنوا الزواج بدايةً بسبب تخوف الملك فاروق من انتقاد ارتباطه بفتاة تصغره كثيراً، ولاحقاً بسبب وفاته في سن صغيرة وبعد نحو 10 سنوات من زواجهما الإسلامي
كيف ومتى التقيا؟
في حين أنه كان ثابتاً أن إرما عاشت مع الملك فاروق في باريولي خلال سنوات وجوده في المنفى، ووصفته بأنه كان "لطيفاً وكريماً"، طُرحت عدة روايات حول كيف ومتى التقى الملك فاروق وإرما.
الروايتان الأكثر رواجاً هما: الأولى مفادها أن الملك فاروق شاهد الفتاة التي لم تتخطَّ 17 عاماً عام 1953 وهي ترتدي البكيني وتستلقي على ظهرها على أحد حمامات السباحة، فأُعجب بها وتودد لها حتى أصبحا صديقين فحبيبين.
والثانية تُشير إلى أن إرما كانت إحدى الطفلات اللاتي استقبلن الملك فاروق بباقات الورود لدى وصوله إيطاليا منفيّاً من مصر عام 1952، فسحره جمالها وتقرّب إلى عائلتها وأصبح صديقاً لوالدها وأغدق على أسرتها الأموال لتقبل بعلاقتهما التي كانت محل رفض في البداية بسبب الشائعات حول سلوك الملك فاروق المرتبط بعلاقاته النسائية ونمط حياة البذخ الذي عُرف عنه وكذلك تهم الفساد السياسي والمالي التي لاحقته.
رواية ثالثة أقل رواجاً تفيد بأن الملك فاروق كان حاضراً منافسات إحدى مسابقات الجمال وانبهر بجمال إرما وحين لم تفز باللقب صرخ غاضباً "هذا غش"، ورتب لقاءً مع أسرتها وبدأت علاقتهما من تلك النقطة.
لكن مصدر "نيويورك تايمز" من عائلتها، دعم الرواية الثانية، قائلاً إن إرما كانت واحدة ممن استقبلن الملك فاروق بالورود لدى وصوله إلى نابولي عام 1952، وأنأمدهما تعرف إلى الآخر في نادي سيركولو كانوتيري الخاص في نابولي حيث كان والدها عضواً به.
هل تزوّجا؟
الروايات حول زواج الملك فاروق وإرما أكثر تضارباً من تلك التي تتناول كيف ومتى تعارفا. لدى مقاضاتها صحافيين إيطاليين بتهمة التشهير بشأن نسبها، نقلت "التايم" عن إرما قولها: "أفضل عدم الزواج. فاروق حسّاس وحنون لكن الزواج قبر الحب".
لكنها قالت لاحقاً إنهما تزوجا. ذات مرة، صرحت إرما بأنها تزوجت من الملك فاروق الأول عام 1953 "على الطريقة الإسلامية".
وفي مقابلة مصورة مع برنامج "العاشرة مساءً"، قبل نحو ست سنوات، قالت إرما إنها حين قابلت الملك فاروق للمرة الأولى لم تنجذب له بسبب فارق السن، ولم تعجب به إلا بعد أن عرفت أنه ملك مصر وينحدر من نسل الفراعنة، وهو ما تستدرك بأنه تبين أنه خاطئ لاحقاً.
وتابعت بأنه تزوجها حين أتمت 18 عاماً - أي عام 1958 - في حضور شيخ واثنين من الشهود وباللغة العربية - تقصد على الشريعة الإسلامية، مردفةً بأنهم لم يعلنوا الزواج بدايةً بسبب تخوف الملك فاروق من انتقاد ارتباطه بفتاة تصغره كثيراً، ولاحقاً بسبب وفاته في سن صغيرة وبعد نحو 10 سنوات من زواجهما الإسلامي.
في حين توصف إرما كابيسي عادةً بأنها "آخر حبيبات/ عشيقات" الملك فاروق، جادل أحد أصدقائه بعد وفاته بأنه لم يكن يحبها وإنما كان "كسائر الأثرياء" يحب أن يراكم "الأشياء الجميلة والقيّمة" حوله
وكانت إرما حاضرة في جنازة فاروق مع زوجته الأولى الملكة فريدة، على الرغم من أن الصحف العالمية والإيطالية استمرت في وصفها بـ"رفيقته" أو "عشيقته".
الجدير بالذكر أن الملك فاروق توفي داخل مطعم "إيل دو فرانس" في روما في 18 آذار/ مارس 1965، عقب تناوله وجبة العشاء. وقيل إنه أصيب بنوبة قلبية حادة، فيما لم تُشرّح جثته لمعرفة السبب الحقيقي للوفاة نزولاً عند رغبة عائلته.
حياة رغيدة في كنف الملك
قضت إرما سنواتها مع الملك فاروق في منزل فاخر في باريولي، المقاطعة الغنية في روما، حيث أغدق عليها الورود والحب، وتنقلا بين باريس وجنيف ومونت كارلو على متن لانش فاروق الفخم.
وأقاما حفلات حضرها مشاهير العالم، بمن فيهم جاكلين كيندي، زوجة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي، وفرانك سيناترا، وبابلو بيكاسو.
كما دعم موهبتها كمطربة أوبرا واعدة، ودفع مقابل دروس الغناء التي تلقتها.
لكن علاقتهما لم تكن كسابقتها إذ تدهورت صحة فاروق الذي قضى أغلب أوقاته في المنزل يشاهد التلفزيون بينما هي تجوب العالم لتغني.
وورد أنها كانت في مونت كارلو حين توفي هو أثناء تناول العشاء مع "عشيقة" جديدة. وجادل أحد أصدقائه بعد وفاته بأنه لم يكن يحب إرما وإنما كان كسائر الأثرياء يحب أن يراكم "الأشياء الجميلة والقيّمة" حوله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع