كنت أناقش زوجي العنيد في موضوع ما، وقد وصل بنا الأمر إلى درجة كدت فيها أضربه لأنه كان قد أصرّ على موقفه، وعندما رفعت يدي، قال لي: "ليس من الأنوثة أن تضربيني". أحرجني، لكنه كرّر عناده، فصفعته على وجهه بغلّ، فقال وهو يبكي: "سأذهب لأشتكيكِ". أغلقت أبواب المنزل ومنعته من الخروج، وأخذت هاتفه. اشتدّ بكاؤه. لم أهتمّ. امرأة مثلي تعاني الأمرّين طيلة النهار في عملها حتى تستره وتوفر له لقمة العيش ولا يهتمّ لذلك، كل ما يهمّه أن ينتصر لرأيه الأحمق الذي لا فائدة منه. أعرف أن هذا النقاش هو مقدمة لرغبته في العودة لعمله القديم كسكرتير لسيدة أعمال، لكنني أغلقت هذا الموضوع منذ أن تزوجنا ولا مجال للعودة إلى الوراء.
واجبات زوجي المنزلية
كنت غاضبة للغاية، لكن خطر لي أني ربما أظلمه، فذهبت إلى شيخة القرية أستشيرها وسألتها: "هل يجوز لي ضرب زوجي حفاظاً على بقاء الأسرة؟ لقد تزوجنا منذ عامين وبسبب عملي، انتقلنا للعيش ببلد آخر، ومرت الأيام وبدأت طباع زوجي تتغيّر، ولاحظت أنه أصبح لا يحترم كلمتي ويتكلم كثيراً، ورفع صوته أثناء الحديث، والأدهى أنه يتكاسل عن أداء واجباته المنزلية، بل تجرّأ ويريدني أن أشاركه فيها، البجاحة جعلته يطلب، وبعين مفتوحة، أن أغسل معه الأطباق وأنظف المنزل، وهذه أمور من واجبه وحقوقي عليه وليست واجباتي".
تابعت شرحي للشيخة: "الأمر دفعني لاستعمال الطرق الشرعية في تأديبه وجعله يخضع ويتراجع عن نشوزه واستعلائه. ضربته مرات عديدة لكنه لم يرتدع عما في عقله، بل زاد طلبه في العودة إلى عمله رغم أننا اتفقنا في العقد الشرعي بيننا أنه لن يعمل وتكون مهمته بعد الزواج إرضائي في السرير والمهام المنزلية، لكنه لا يكفّ عن المطالبة بالعودة لممارسة عمله. تكلمت مع أمه حتى تردّ له عقله الضائع، وتركته معها دون أن أعطيه جنيهاً واحداً حتى يذوق الذل والإهانة ويخضع، ثم هدّدته بالطلاق". بكت الشيخة حتى أغشي عليها من هول الصدمة، وقال: "دنيا آخر وقت. أصبح في هذا الزمان رجال يعصون أوامر زوجاتهم ويتمرّدون على عيشتهم؟".
نصحتني الحكيمة بضربه، خاصة بعد أن عرفت أن زوجي ترك منزل الزوجية أكثر من مرة وذهب إلى بيت أبيه، دون موافقتي، وأنا أخاف على سمعتي بين النساء، ويهمني ألا تقول إحداهن إنني لست قادرة على "شكم" زوجي
ذهبت إلى امرأة حكيمة، كي تدلي بدلوها في قضيتي وسألتها: "هل يمكن البقاء مع زوجي الناشز مع عدم إعطائه حقوقه؟". نصحتني الحكيمة بضربه، خاصة بعد أن عرفت أن زوجي ترك منزل الزوجية أكثر من مرة وذهب إلى بيت أبيه، دون موافقتي، وأنا أخاف على سمعتي بين النساء، ويهمني ألا تقول إحداهن إنني لست قادرة على "شكم" زوجي، وإجباره على طاعتي. أخاف أن أشعر بضآلتي بين نسوة العائلة الكبيرات، وجميع رجالهن لا يمكنهم فتح أفواههم إلا لتناول الطعام فقط، ماذا أفعل مع هذا الزوج الذي يحرجني بين الناس؟ رغم أنني كسرت له ذراعاً وساقاً من قبل، ورقد في المستشفى 5 أشهر يتعالج، وفي كتفه سلسلة من آثار ضرباتي، وكنت أطفأ سجائري تحت إبطه، لكن الأبله لا يتعظ.
القاعدة تقول إذا المرأة طلبت زوجها للفراش لابد وأن يلبي طلبها حتى لو كان يزين الكعك ليلة العيد، وإن لم يفعل سوف تلعنه الملائكة حتى الصباح
حكيت القصة مرة أخرى لحارسة العقار، قالت لي: "هذا رجل لا يشكر الله"، ونصحتني أن أعيش معه فترة مؤقتة حتى أدبّر أموري دون إعطائه حقوقه الشرعية أو الانفاق عليه إلى أن أجهّز أموري للطلاق، وأدبّر الطرق التي تضمن لي أن يتخلّى بشكل كامل عن حقوقه بعدها. أنا لا أفكر الحقيقة في فرصة أخرى لإرجاعه بسبب نشوزه وتفضيل عمله على خدمتي وترك حقوقي، فكلما طلبته للفراش يخلق لي مليون عذر، مرة متعب، وأخرى لا يرغب. أرغمته على العلاقة بالضرب لكنه لايزال يتمرّد ويرفض، ماذا أفعل؟ هل أغتصبه كل يوم؟
الزوج ملزم بطاعة زوجته، هكذا يقول العقل والمنطق، الرجل الذي يحب الله ويحبه الله يخاف زوجته، لا يخرج من البيت إلا بإذنها، وعندما تطلبه للفراش يأتيها راكعاً ولا يتهرّب بالمرض والحجج الفارغة، متى تعود المرأة من عملها تجد زوجها قد رتب جميع أمور المنزل، إذ ليس من المعقول أن ينتظرها كي يحمّلها من الأعباء فوق كتفها بعد أعباء عملها.
ضرورة تأديب الزوج
لا أريد أن أغضب الله، لذلك قرّرت أن أسأل جزارة المنطقة، المعلمة عدلات، وقد مرّت بنفس التجربة، كان زوجها لا يطيعها ويتهرّب من العلاقة الجنسية بحجّة الأعمال المنزلية، ورغم أنها كانت تضربه في " عز الضهر"، على مرمى ومسمع من الناس داخل السوق، ينام ويصبح والدموع على خديه، إلا أنه لم يرتدع، فكان الحل أن تتركه معلقاً " زي البيت الواقف"، لا معلّق ولا مطلّق، حتى أقرّ بتنازله عن كامل حقوقه وأعطته حريته وطلقته. هذا الزوج كان لا يجرؤ على طلب الخلع، تذبحه وتذبح عائلته نفر نفر لو فكر في هذا، إلا أنها علّمته الأدب، وبعدها تزوجت من شاب صالح يطيعها ولا يرفض لها طلباً.
الزوج ملزم بطاعة زوجته، هكذا يقول العقل والمنطق، الرجل الذي يحب الله ويحبه الله يخاف زوجته، لا يخرج من البيت إلا بإذنها، وعندما تطلبه للفراش يأتيها راكعاً ولا يتهرّب بالمرض والحجج الفارغة
استشاطت المعلمة عدلات، غضباً من تصرفات زوجي، وعاتبتني على تقصيري في تأديبه، فالمرأة منّا إذا لم تكن قادرة على فرض السيطرة في بيتها وعلى زوجها لا يكون لها هيبة بل وتصبح عاراً على النساء، ثم نصحتني بالتعرف على شاب آخر، ليس بالضرورة ل أتزوّجه بل استخدمه لمكايدة زوجي.
الرجل ليس له إلا بيت زوجته، هذه حقيقة لا يمكن إنكارها، يرفضها الأزواج المتمرّدون الداعون إلى حقوق الرجال (والعياذ بالله) وما يزعجني أنه لا يهتم بنفسه، لا يصبغ شعر رأسه ولا يحلق شعر صدره، لماذا أكون مجبرة على النوم بجواره بعد يوم عمل شاق دون أن يبهرني برقصة شرقية جديدة؟ ما هي وظيفته إن لم يفعل ذلك من أجلي، أليس لي الحق في البحث عن رجل آخر يعوضني ما افتقده معه؟ كلما شكوته لأمه، أجد أبيه من يتحدّث في كل الأمور ودائماً ما يدافع عنه، اكتشفت أن الأب هو صاحب الكلمة في المنزل، وكلنا نعرف أن البيوت التي تبنى برأي الرجال تكون نهايتها الخراب.
طريقة ضرب الزوج الناشز
حين أضرب زوجي أنفّذ شروط الضرب الشرعية، بحيث لا أمد يدي عليه إلا لتأديبه، ولا أقطع له لحماً أو أكسر سنّاً أو أفقأ عيناً، ولا أرفع عليه حذائي، ولا أفرق الضرب على بدنه، بل أضربه في ناحية واحدة، وضرباتي دائماً ما تكون خفيفة إلا في حالات نادرة استخدم فيها العصا، وفي أغلب الأحيان يكون السبب امتناعه عن الفراش، أو عدم تنظيف المنزل وإعداد الطعام، أو حين يردّ على شتائمي. الزوج المؤدّب يتحمل زوجته، وحين تضربه على خده يعطيها الجهة الأخرى كي تكمل ضربها، فهو ملكها ويأكل ويشرب من عرق جبينها.
القاعدة تقول إذا المرأة طلبت زوجها للفراش لابد وأن يلبي طلبها حتى لو كان يزين الكعك ليلة العيد، وإن لم يفعل سوف تلعنه الملائكة حتى الصباح
الزوجة التي تضرب زوجها لتستقيم أخلاقه خير وأفضل من أن تضربه امرأة أخرى كخالته أو عمته أو أمه أو أخته، لأن الزوجة هي التي تستر عورته، بينما لا يمكن له أن يظهر عورته أمام غيرها، وحتى تستقيم أخلاق الرجال يجب أن تسعى النساء قدر ما يستطعن لتأديب رجالهن، المثل الشعبي يقول: "اكسر للرجل ضلع يطلع له 24".
الرجال الآن عرفوا طريق التمرّد، وأصبحوا ينادون بالمساواة وحقوق الرجال، وهناك أصوات كثيرة بدأت تطلب الخروج للعمل، يريدون أن يصبح لهم كيان مستقل، والضرب هو الحل الوحيد والمثالي لتقويم أخلاقهم وحتى يعودوا إلى صوابهم.
إن الحلول كثيرة أمام المرأة لتأديب زوجها، مثل أن تتزوج عليه، أو تمتنع عن إعطائه مصروف الإنفاق الشهري، أو تجلب عائلتها تسكن معهم بالبيت شهرين أو ثلاثة، وتجبره على خدمتهم طوال الليل والنهار، ويمكن أن تبيع متعلقاته الشخصية أو تسترد منه مهره وشبكته، بحجّة تسديد ديون عليها بدلاً من الزجّ بها في السجن، هناك طرق عديدة لكنها في الحقيقة لا تضاهي التأديب بالضرب.
القاعدة تقول إذا المرأة طلبت زوجها للفراش لابد وأن يلبي طلبها حتى لو كان يزين الكعك ليلة العيد، وإن لم يفعل سوف تلعنه الملائكة حتى الصباح، ولا أعرف لماذا اختلف أزواج اليوم عن أزواج الماضي، الذين كانوا يقبلون بأقل شيء ويتحملون معاناة زوجاتهم، ولم نسمع من قبل عن رجل طلبته زوجته للفراش واعتذر، نريد رجالاً مثل هؤلاء، تربوا على السمع والطاعة وحفظ الأوامر، لا يأكلون إلا بعد أن تأكل زوجاتهم ولا يتكلمون إلا بإذنهن، ولا يرون الشمس إلا متى سمحت النساء لهم، هكذا يرضى الله عنهم وترضى عنهم زوجاتهم.
توضيح لا بد منه
هذا المقال لا يخفي طبيعته الساخرة التي تحاول استبدال المواقع بين النساء والرجال، لإظهار كمية الغبن والظلم اللذين يقعان على النساء بالعالمين، العربي والإسلامي، وأي رجل يجد فيه ما يسيء لمنظومته الدينية ومكانته الاجتماعية، ليضع نفسه مكان أي امرأة يوقظها زوجها ليلاً ليحصل على "حقوقه الشرعية" دون اهتمام بحقوقها أو حتى برغبتها، وإن رفضت يطلقها بدون أي تبعات، ثم ليحكم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com