من أخت فيروز إلى أخ نانسي عجرم وحتى أخت أنغام مروراً بالعشرات غيرهم، لماذا يختفي أشقاء النجوم بعد ظهورهم بفترات قصيرة حتى وإن كانوا موهوبين، أو بالأحرى بالأخص إن كانوا موهوبين.
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي أخيراً صورة من فيلم "عايدة" الذي لعبت بطولته أم كلثوم. ورغم أنها مجرد صورة من فيلم لكنها حظيت بتفاعل كبير لا سيما بعد أن اكتشف رواد مواقع التواصل أن الواقف إلى جوار أم كلثوم ليس النجم الكبير عماد حمدي وإنما شقيقه التوأم عبد الرحمن.
حالة الجدل التي أثارتها الصورة فتحت نافذة مهمة للحديث عن أشقاء النجوم الذين خاضوا تجارب فنية لم تحظ بنفس الشهرة التي حظيت بها تجارب أشقائهم وشقيقاتهم، وبناء عليه قرروا الانسلاخ من الوسط الفني وخوض تجارب جديدة بعيداً عن الفن وأهله.
حالات جدل مشابهة تصعد وتعود للاختفاء كلما ظهر أخ أو ظهرت أخت لأحد النجوم في عالمي الغناء والتمثيل، فلماذا يعودون للاختفاء، هل يحارب النجوم المنافسة الفنية الآتية من أحد أفراد عائلاتهم بشراسة أكبر؟ أم أن فرص أفراد العائلة تقل وتقع في جحيم المقارنة حين تكون أخاً أو تكونين أختاً لمن سطعت أسماؤهم في عالم الفن؟
عبد الرحمن حمدي
بدأ عبد الرحمن مع توأمه عماد مسيرتهما العملية من خلال افتتاح مكتب للدعاية والإعلان، ونجحا في وقت قصير في فرض أسلوبهما الجديد في الدعاية حتى تهافت الكثيرون على مكتبهما، الذي صار الأول في الدعاية والإعلان في مصر، وذلك قبل أن يتعرضا لأزمات مالية متلاحقة تسببت في إفلاس المكتب وإغلاقه.
بعدها راح كل من التوأم يجرب حظه في مجال آخر، فعمل عماد حمدي موظفاً في مستشفى أبو الريش، بينما تذكر عبد الرحمن عشقه القديم للتمثيل وقرر أن يخوض التجربة، خصوصاً بعد أن عُرض عليه الوقوف أمام أم كلثوم في فيلم "عايدة".
ورغم أن عبد الرحمن تألق في الفيلم، ورغم أن أغلب المحيطين به شددوا على ضرورة أن يحترف التمثيل، قرر الانسحاب من الوسط الفنى لأنه لم يجد نفسه فيه. وفضل بعد تلك التجربة أن يتقدم لاختبارات وزارة الخارجية ليعمل في السلك الدبلوماسي.
هل يحارب النجوم المنافسة الفنية الآتية من عائلاتهم بشراسة أكبر؟ أم أنه جحيم المقارنة حين تكون أخاً أو تكونين أختاً لمن سطعت أسماؤهم في عالم الفن؟
فاطمة مظهر
فاطمة مظهر هي الأخت غير الشقيقة لأحمد مظهر، خاضت تجربة التمثيل في أكثر من عمل في السينما والدراما.
والحديث هنا عن الفنانة فاطمة مظهر التي تخرجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، قبل أن تقرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والذي تفوقت فيه وراحت من بعد التخرج تشارك في عدد كبير من الأفلام الممتدة من السبعينيات حتى التسعينيات من القرن الماضي، وأهمها "الأحضان الدافئة"، و"بائعة الحب"، و"القاهرة والناس"، و"أبنائي الأعزاء شكرًا".
أكدت فاطمة فى تصريحات سابقة أن شقيقها أحمد مظهر كان رافضاً لفكرة خوضها في مهنة التمثيل في البداية، مبرراً موقفه بأنها ما زالت صغيرة، وأن العمل فى الفن مرهق وشاق، غير أنه استجاب لرغبتها في استكمال مشوراها مع الفن بعد أن لمس بنفسه مدى نجاحها.
عدلى يوسف
الشاب الشقي حسن يوسف واحد من أكثر النجوم شهرة على الشاشة في سبعينيات القرن الماضي، إذ كان غالباً ما يطل علينا بأدوار الدونجوان الذي تعشقه كل الفتيات.
أما شقيقه عدلي فلم تحالفه نفس الحظوظ، رغم أنه عمل ممثلاً في بداية حياته وخاض تسع تجارب تمثيلية على الشاشة الكبيرة، أبرزها: "بعد الغروب" و"قاتل ماقتلش حد"، قبل أن يجرب حظه ككاتب سيناريو في فيلم "فيش وتشبيه". وعمل مساعد مخرج للعديد من الأفلام، خاصة مع أخيه حسن يوسف، قبل أن يخوض تجربة الإخراج لأكثر من فيلم، منها "دموع بلا خطايا" و"مقص عم قنديل" و"أيام التحدي"، ومع كل هذا لم يقترب حتى من شهرة أخيه حسن.
صباح شقيقة السندريلا
إذا سألنا أي شخص عن شقيقة سعاد حسني التي عملت في الوسط الفني، فسوف تأتينا الإجابة فوراً: "نجاة"، وهى إجابة صحيحة في مجملها، لكن هناك شقيقة أخرى لسعاد حسني كانت على أعتاب الشهرة في الوسط الفنى قبل أن يخطفها الموت.
بعد أن وقعت عقود 3 أفلام، توفيت صباح وهي في طريقها إلى الإسكندرية لحضور حفل غنائي لشقيقتها نجاة الصغيرة
صباح هي الشقيقة الصغرى لسعاد حسني، والتي توقع لها كثير من المنتجين مستقبلاً فنياً مبهراً، لكن في العام الذي قررت فيه صباح وبعد تردد سنوات، أن تضع قدمها على أول طريق النجومية والشهرة، وبعد أن وقعت عقوداً لثلاثة أفلام دفعة واحدة، رحلت في حادث سيارة على طريق القاهرة / الإسكندرية حيث كانت في طريقها لحضور حفل لشقيقتها نجاة.
حسين عسر
رغم أنه من الوجوه المعروفة على الشاشة، التي طالما أطل عليها بأدوار الرجل الطيب، الذي يسعى لإصلاح أحوال الجميع من حوله، لم يحظ بالشهرة نفسها التي حظي بها شقيقه عبدالوارث عسر.
سجل حسين أولى خطواته الفنية في العام 1926 من خلال المسرح، عندما قدمه بشارة واكيم في إحدى مسرحياته، ليلفت إليه الأنظار، وتلتقطه السينما، عام 1930 حين أسند إليه المخرج محمد كريم دوراً في فيلم "زينب"، لينطلق من بعده ويقدم عدداً من الأدوار المهمة في أفلام "الأرض"، "حسن ونعيمة"، "أدهم الشرقاوي" و"أفواه وأرانب".
هند علام
هند علام اسمها الحقيقي زوزو عبدالعال الحو، وقد جاءت من مدينة طنطا في محافظة الغربية إلى القاهرة بعد النجاح الكبير الذي حققه شقيقها محمد فوزي وشقيقتها هدى سلطان.
تمتعت هند بصوت عذب، دفع كبار الملحنين إلى تبني موهبتها والتلحين لها، ومنهم محمود الشريف، وسيد مكاوي، كما ظهرت في عدد من الأفلام، أشهرها "ليالى الحب"، و"أنا وقلبي" و"إديني عقلك".
عفاف شاكر
هي شقيقة النجمة الكبيرة شادية، وُلدت عفاف عام 1929 وقد سبقت شقيقتها إلى عالم الفن وكان لها الفضل في دخول شادية للوسط الفني، وظهرت معها في أدوار ثانوية في أربعة أفلام هي: "الدنيا حلوة"، و"عيون سهرانة" و"آمال" و"إلحقوني بالمأذون."
رغم أن "عفاف" خاضت تجربة التمثيل فى نحو 30 عملاً فنياً، أشهرها أفلام "أحمر شفايف" و"لهاليبو" و"ليلة غرام"، فقد اختارت الاحتجاب عن الوسط الفني بعد أن شعرت أنها لن تقدم أي جديد.
صلاح سرحان
هو شقيق النجمين شكري سرحان وسامي سرحان، وقد تخرج في معهد التمثيل عام 1947. ولأنه كان الأول على دفعته، بدأ خطواته على مستوى الاحتراف فوراً في عدد من المسرحيات الكلاسيكية، أبرزها "مصرع كليوباترا"، بينما سجل أول مشاركة سينمائية له في العام 1953 من خلال فيلم "بين قلبين".
وبحسب المتخصصين، فقد جاءت الفرصة الحقيقية لصلاح سرحان ليعلن عن حجم موهبته الكبيرة من خلال فيلم "أماني العمر" الذي عُرض العام 1955، واختفى من بعده عن الأنظار حتى عاد بعد أربع سنوات ليقدم أربعة أفلام أشهرها "الشموع السوداء"، إنتاج 1962، ثم ابتعد نهائياً من الساحة الفنية بسبب المرض الذي كتب كلمة النهاية في مشواره بوفاته عام 1964.
فسّر البعض اختفاء هدى حداد شقيقة فيروز عن الأضواء بأنها تمت تنحيتها من قبل الرحابنة حتى لا تؤثر على أسطورة فيروز
هدى حداد
هى الشقيقة الصغري لفيروز، وقد بدأت مسيرتها من مسرح الرحابنة في أوائل الخمسينيات، وبعدها شاركت في أكثر من عمل فني، كممثلة ومطربة.
وفسر البعض عدم شهرة هدى إلى أنها تمت تنحيتها حتى لا تؤثر على أسطورة فيرزو، بينما أرجع الكثيرون سبب عدم شهرتها رغم موهبتها الكبيرة إلى وجود تشابه كبير في صوتها وطريقتها في الغناء مع فيروز، لدرجة أنها نفسها فسرت عدم شهرتها فى أحد الحوارات، قالت: "إذا أشرقت الشمس، نورها يغطّي النجوم".
نبيل عجرم
نبيل هو الشقيق الأصغر للنجمة اللبنانية نانسي عجرم، ورغم اعتراف الكثيرين بأنه موهوب على مستوى التلحين والغناء، لم يحصد نصيباً من الشهرة، وتردد في أكثر من مناسبة أن نانسي كانت تحاربه حتى لا ترى موهبته النور، وهي الشائعة التي تعوّد نبيل أن ينفيها مرات، مؤكداً أن شقيقته لا يمكن أن تُقدم على فعل كهذا.
مجدي الشاعري
رغم أن النجم الكبير حميد الشاعري أسهم في صناعة نجومية عدد كبير من المطربين، الذين قدمهم في قوالب وألوان جديدة خلال فترة التسعينيات، لم يفلح في صناعة نجومية شقيقه المطرب مجدي الشاعري، الذي حاول أن يجد له مكانة مميزة على الساحة الفنية بعد أن طرح ثلاثة ألبومات غنائية، لم تجد الصدى المطلوب، ما جعله يبتعد عن الوسط بأكلمه.
تم اتهام أصالة بأنها حاربت دخول أختها ريم لعالم الفن، نفس التهمة وُجهت لأنغام مع شقيقتها غنوة
ريم نصري
شقيقة المطربة السورية أصالة نصري، لم تنل نصيباً من النجومية بسبب ما أرجعه البعض إلى غيرة شقيقتها أصالة منها، وعزز تلك الإدعاءات ما صرحت به ريم من قبل بأن "علاقتها بشقيقتها مضطربة وأنها حاربتها ومنعت الملحنين من التعاون معها خوفاً على نجوميتها".
غنوة سليمان
شقيقة الفنانة أنغام، تمتعت بصوت جميل أشاد به الكثيرون. بدأت غنوة حياتها الفنية كمطربة وسجلت أعمالاً عدة مع والدها الموسيقار محمد علي سليمان، وقدمت عدداً من الأغنيات المنفردة، وحاولت إنتاج ألبوم لنفسها غير أنها فشلت بسبب ظروف مادية. وقد توفيت في حادث سير في العام 2018.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...