توفي الطفل الفلسطيني حمادة نضال اقطيط (ستة أعوام) إثر تعرّضه لعضّة أسد في حديقة حيوانات محلية في خان يونس، جنوب قطاع غزة، وسط انتقادات واسعة لتدابير السلامة وحماية الزائرين المتّبعة في موقع الحادثة غير المسبوقة في القطاع المحاصر الذي لا توجد فيه حديقة حيوانات عامّة.
وقع الحادث في مدينة "أصداء" الترفيهية - التي تضمّ حديقة صغيرة للحيوانات تشتمل على أسدين في قفص حديدي- والتي أغلقتها السلطات فور وقوع الحادث في إطار التحقيقات وتقصي ملابسات الحادثة.
وفق رواية المتحدث باسم الشرطة في القطاع، أيمن البطنيجي: "تسلّق الطفل داخل الحماية المحيطة بقفص الأسد واقترب من إحدى فتحاته ما أدّى لإصابته ومن ثم وفاته". علماً أن التحقيقات لم تنتهِ أو تُعلن نتائجها حتى نشر هذه السطور.
في حادثة غير مسبوقة بـ #غزة… طفل فلسطيني (6 سنوات) يقضي إثر "عضّة أسد"، وانتقادات واسعة لـ"تدابير السلامة" المتّبعة لحماية الزائرين في المدينة الترفيهية التي يوجد بها أسدان
في الأثناء، تحدث شهود عيان عن "إهمال" إدارة المدينة الترفيهية إذ قالوا إن "الطفل دخل من فتحة صغيرة في السياج الحديدي الملفوف بأسلاك شائكة ثم وصل إلى قفص الأسد، واقترب منه، فعضته اللبؤة في رأسه، ثم جاء عناصر الأمن وسحبوا الطفل وهو ينزف دماً ونُقل للمستشفى".
وقد تكررت الاتهامات للمسؤولين عن إدارة المدينة الترفيهية بـ"الإهمال" من قبل ذوي الطفل الضحية وناشطين فلسطينيين عبر الإنترنت.
إن كانت تلك هي الحادثة الأولى من نوعها في قطاع غزة، فإنها ليست كذلك في الدول العربية التي تشهد اتهامات متكررة لإدارات حدائق الحيوان بعدم اتخاذ التدابير الكافية لحماية الزائرين وحراس الحيوانات والمسؤولين عن إطعامها ورعايتها وحتّى حماية الحيوانات من الإساءات، سيّما في فترات "الأعياد والمواسم والأجازات" التي تشهد أعداداً كبيرة من الزائرين يعجز الحراس عن مراقبتهم جميعاً.
في هذا التقرير، تذكير ببعض أبرز وأخطر الحوادث التي تعرض لها زائرون وزائرات لحدائق حيوان عربية، يُلاحظ أن غالبيتهم/ ن من الأطفال وأن غالبية الحالات إن لم تكن جميعها وقعت في فترات "الأعياد والأجازات" المزدحمة.
أنثى فيل تقتل طفلة مغربية بحجر ودب يقتل حارسه وأسود تنهش أطفالاً… إليكم/ ن بعض أبرز وأخطر الحوادث التي تعرض لها زائرون في حدائق حيوان عربية في السنوات الأخيرة
أسد يقطع شرايين عراقي
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، هاجم أسد في متنزه الناصرية العام بمحافظة ذي قار زائراً حاول مداعبته عبر إدخال يده من بين قضبان الحديد التي تحيط به، فنهش يده بسرعة وتسبب له بجروح بليغة وقطع شرايين يده. لام كُثر آنذاك إدارة حدائق الحيوان في البلاد لعدم كتابة إرشادات سلامة بشكل واضح للزائرين، وتصميم الأقفاص على نحو غير ملائم بترك مساحة كبيرة بين الأسيجة الحديدية لأقفاصها، مذكرين بحادثة قتل دُب لأحد العمال خلال إطعامه في حديقة حيوان بالعاصمة بغداد.
أسد يلتهم طفلة في السودان
وفي أيار/ مايو 2022، تحوّلت عطلة عيد الفطر لأسرة سودانية إلى مأتم بعد أن التهم أسد في حديقة حيوان تابعة لشرطة حماية الحياة البرية بمدينة الدندر بولاية سنار (جنوب العاصمة الخرطوم) ابنتها ذات الـ10 أعوام. أشارت وسائل الإعلام إلى أن "الأسد غافل حراس الحديقة، وهاجم الطفلة بشراسة بعدما أدخلت رأسها إلى عرينه بدافع الفضول"، ما أسفر عن مقتلها وفشل محاولات إنقاذها.
أسد يحاول التهام طفل في لبنان
وفي لبنان، نجا طفل في الثالثة من عمره بأعجوبة من بين فكّي أسد في حديقة حيوان "أنيمال سيتي" شمال بيروت في كانون الأول/ ديسمبر 2021، بعدما نهشه وغرس مخالبه في رقبته وبطنه، ما أسفر عن إصابته بـ21 جرحاً معظمها بليغ، وإصابة شخصين آخرين. لامت أسرة الطفل "فتحات الحديد الواسعة" واتهمت إدارة الحديقة بالإهمال وتعريض الزائرين للخطر.
يُلاحظ أن غالبية الضحايا من الأطفال فيما غالبية الحوادث وقعت في فترات "الأعياد والأجازات" المزدحمة… إدارات حدائق الحيوان العربية متهمة بعدم اتخاذ التدابير الكافية لحماية الزائرين وحراس الحيوانات وحتّى الحيوانات نفسها ضد "الحوادث المميتة"
أسد يلتهم ذراع طفلة يمنية
في الشهر نفسه، التهم أسد ذراع طفلة يمنية (لا يزيد عمرها عن ثلاث سنوات) بالكامل في حديقة حيوان محلية بمحافظة إب (وسط اليمن)، تُدعى حديقة "المحمول"، بينما كان والدها منشغلاً بالتقاط صورة تذكارية وتشبث الطفلة بالقفص الحديدي للأسد. وانتقد ناشطون يمنيون آنذاك إدارة الحديقة لسماحها للزوار بالاقتراب من الحيوانات المفترسة وعدم وجود سياج حديدي يفصل أقفاصها عن الزائرين بمساحة كافية وآمنة.
أنثى فيل تقتل طفلة مغربية
وفي تموز/ يوليو 2016، لقيت طفلة مغربية (سبع سنوات) مصرعها بعدما أُصيبت بحجر ألقته عليها أنثى فيل في حديقة الحيوان بالعاصمة المغربية الرباط. لام مواطنون مغاربة آنذاك إدارة الحديقة لاعتمادها على وضع حفر ضخمة تنتهي بسياج خشبي قصير لفصل فضاء الزوار عن فضاء الحيوانات لا السياج الحديدي المتبع في أغلب حدائق الحيوان الكبرى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...