شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
في انتظار الحسم… الحكومة المصرية تبحث مصير الطلاب العائدين من السودان

في انتظار الحسم… الحكومة المصرية تبحث مصير الطلاب العائدين من السودان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تزامن انزلاق السودان الشقيق في اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع امتحانات نهاية العام الدراسي 2022/2023، حيث كان يدرس طلاب مصريون قدرت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج عددهم بنحو 5 آلاف طالب -وهو لا يزال رقماً غير دقيق- مدرجون جميعهم في المدارس والجامعات السودانية.

وبينما انتهى بعض طلاب صفوف النقل من أداء امتحانات نهاية العام، لم يؤد طلاب الشهادات العامة (الثانوية العامة والدبلومات الفنية) والجامعات امتحاناتهم بعد. ومع اشتداد الأحداث الدامية في الخرطوم، بدأت وزارة الخارجية المصرية خطة إجلاء لجميع المواطنين المصريين المتواجدين هناك. في ظل غموض حول الوضع الدراسي لطلاب الذين أجلوا قبل حسم مصير العام الدراسي.

وبحسب بيان صحفي، قالت سها الجندي، وزيرة الهجرة المصرية، إن عدد المصريين بالسودان في حدود 10 آلاف مواطن بينهم 5 آلاف طالب، مشيرة إلى عدم وجود حصر دقيق بالأعداد بسبب عدم قيام أغلب المصريين بتسجيل بياناتهم عند الوصول. ووفق آخر تحديث لوزارة الخارجية المصرية، وصل عدد من تم إجلاؤهم من السودان حتى الأربعاء الموافق 26 أبريل/ نيسان الجاري، إلى 2679 مواطناً.

وأعلنت وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي في مصر أنه "حرصاً على عدم ضياع العام الدراسي على الطلاب المصريين العائدين من السودان، تتخذ كل من وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي والبحث العلمي، إجراءات من شأنها صالح الطلاب" كما أُعلن.

المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم: تسكين طلاب النقل بالمدارس المصرية مع نقلهم للصف الدراسي الأعلى، واختبار قدرات لطلبة الشهادات 

في حين صرح مصدر بوزارة التعليم العالي لموقع "المنصة للصحافة التشاركية" - لم يفصح الموقع عن هويته- أن هناك توجهاً لمنح الطلاب الجامعيين العائدين من السودان استثناءات خاصة في الجامعات الخاصة والأهلية، تستثنيهم من شروط الالتحاق بتلك الجامعات. إلا أن موقف الجامعات الرسمية منهم لم يعلن حتى الآن في انتظار انتهاء اجتماع المجلس الأعلى للجامعات.

طلاب النقل ينتقلون للصف الأعلى

تواصل رصيف22، مع المشرف على الإدارة العامة للامتحانات بوزارة التربية والتعليم، خالد عبد الحكم، بشأن الطلاب المصريين العائدين من السودان، وأكد أن غالبية هؤلاء الطلاب، خاصة في سنوات النقل، أنهوا امتحاناتهم في السودان قبل اندلاع الاشتباكات المسلحة في 15 أبريل/ نيسان، مشيراً إلى أن الوزارة ستتخذ إجراءات تسكينهم بالصف الأعلى بالمدارس المصرية.

وعن احتمالية وصول طلاب دون حصولهم على بيان نجاح أو شهادة تثبت اجتيازهم الصف الدراسي، خاصة طلاب الشهادة الإعدادية، قال عبد الحكم، إن هؤلاء الطلاب سيجرى لهم اختبار تحديد مستوى قبل تسكينهم بالمدارس: "لو طالب معاه ورقه هيتسكن في الصف الأعلى في مدرسة مصرية، ولو نتيجته لسة ماطلعتش في السودان أو مالحقش يستخرج بيان نجاح هنعمله اختبار تحديد مستوى"، معقباً: "طلاب النقل من الابتدائية وحتى الصف الثاني الثانوي مفيش أي مشكلة بالنسبة لهم".

وفي شأن أعداد طلاب النقل المصريين الدارسين في السودان، قال عبد الحكم إنه لا يوجد إحصائية بهذه الأعداد حتى الآن. بينما أصدرت وزارة التربية والتعليم بياناً قالت فيه إن عدد طلاب صفوف النقل من أبناء البعثة التعليمية المصرية يصل إلى 14 طالباً وطالبة و(هناك طلاب آخرون من أبناء الجالية المصرية بالسودان).

"التربية والتعليم والتعليم الفني"، تتيح للعائدين إمكانية أداء امتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية بالدور الأول أو الثاني، حيث أنها لم تبدأ بعد في السودان

بدوره قال شادي زلطة، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إن التعامل مع طلاب النقل العائدين من السودان، سيسير بنفس وتيرة التعامل مع أي طالب عائد من أي دولة، مشيراً إلى أن المديريات والإدارات التعليمية بالمحافظات لديها آليات لتسكين هؤلاء الطلاب بالمدارس المصرية.

ووجه زلطة في تصريحه لرصيف22، الطلاب العائدين من السودان التوجه إلى الإدارة التعليمية التابع لها محل إقامتهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة معهم: "الموضوع مش جديد علينا، وفي كل سنة طلاب مصريين كتير بينزلوا فجأة من البلدان الأخرى وبنتخذ إجراءات لتسكينهم في المدارس، ولو طالب مش معاه بيان نجاح أو مقيد بالشهادة الإعدادية بنجري له امتحان تحديد مستوى يمنحه درجة لتسكينه في مدرسة ثانوية بناءً عليها".

الثانوية والدبلومات: الامتحان في مصر

أما بالنسبة لامتحانات الشهادة الثانوية العامة والدبلومات الفنية، والتي لم تبدأ بعد في السودان، فأتاحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، للطلاب العائدين إمكانية أداء الامتحان بالدور الأول أو الثاني.

وزير التربية والتعليم: بإمكان الطلاب العائدين، التقدم لامتحانات نهاية العام (الدور الأول)، أو التقدم بطلب لتأجيل أداء الامتحان للدور الثاني، مع الحصول على الدرجة الفعلية بجميع المواد

وقال خالد عبد الحكم، المشرف على الإدارة العامة للامتحانات، إن هناك 21 طالباً مصرياً من أبناء البعثة المصرية بالسودان متقدمين لامتحانات الثانوية العامة السودانية، في مقابل طالب واحد مصري يتقدم لامتحانات الدبلومات الفنية (تعليم صناعي).

ويوم الثلاثاء الموافق 25 أبريل/ نيسان، وقع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، رضا حجازي، قراراً بتأجيل امتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية، بمدارس البعثة التعليمية المصرية بالسودان؛ لحين استقرار الأوضاع الأمنية بالأراضي السودانية، موجهاً الإدارة العامة للامتحانات بالوزارة، باستقبال الطلاب العائدين من السودان والراغبين في أداء امتحانات الثانوية المصرية، وتسهيل كافة الإجراءات الخاصة بتسكينهم في مدارسهم السابقة وفقاً لمحل سكنهم.

وقال الوزير إنه بإمكان الطلاب العائدين، التقدم لامتحانات نهاية العام (الدور الأول) التي تنطلق يوم 20 مايو/ آيار المقبل للدبلومات الفنية (الامتحانات العملية)، و12 يونيو/ حزيران للثانوية العامة، أو التقدم بطلب لتأجيل أداء الامتحان للدور الثاني خلال شهر أغسطس/ آب المقبل، مع الحصول على الدرجة الفعلية بجميع المواد (يعد هذا استثناءً إذ أن من قواعد دخول امتحان الدور الثاني، حصول الطالب على النهاية الصغرى لدرجات كل مادة، أي نصف درجة الامتحان فقط)

وأشار حجازي، إلى أن قرار تأجيل الامتحان للدور الثاني، يهدف لمنح فرصة كافية للطلاب لترتيب أوضاعهم ودراسة المناهج بشكل كافٍ قبل دخول الامتحانات، موجهاً الطلاب الراغبين في دخول الامتحان بالدور الثاني، التقدم بطلب للإدارة العامة للتعليم الثانوي أو الإدارة المركزية للتعليم الفني، بديوان عام الوزارة - 12 شارع الفلكي المتفرع من شارع المبتديان، باب اللوق، بجوار محطة مترو سعد زغلول، وسط البلد، القاهرة.

وبالنسبة لطالب الدبلومات الفنية، قال رئيس قطاع التعليم الصناعي بوزارة التربية والتعليم، الدكتور محمد عبد المقصود لرصيف22، إن البعثة التعليمية المصرية في السودان تقدم خدماتها لـ34 طالباً، بينهم طالب واحد مصري، وفي حالة قدومه وتقدمه للوزارة بطلب لأداء الامتحان سيتم تسكينه في اللجنة الامتحانية التابع لها محل سكنه واستخراج رقم جلوس له، سواء بالدور الأول أو الثاني، أما باقي الطلاب السودانيين فينتظرون إجراء الامتحانات بعد هدوء الأوضاع.

الوضع أكثر تعقيداً للجامعيين العائدين من السودان، إذ أن اللوائح الدراسية للتعليم الجامعي داخل مصر تختلف من كلية لأخرى ومن جامعة لأخرى، كما تختلف عن نظيراتها في السودان

جدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية، تتولى تنظيم أعمال امتحانات الشهادة الثانوية (العامة والدبلومات) بالسودان، لطلاب البعثة المصرية الموفدة للدولة الشقيقة والطلاب السودانيين الذين يرغبون في الحصول على الشهادة الثانوية المصرية، ويدرس هؤلاء الطلاب المنهج المصري، إلا أنه جرت العادة أن امتحاناتهم تكون أسهل من الامتحانات التي تجرى داخل مصر، ولهم قواعد خاصة للتنسيق تخول لهم دخول بعض الكليات بدرجات أقل من نظرائهم داخل مصر، ولهذا تضع وزارة التربية والتعليم شروطاً حازمة للتقدم للحصول على شهادة الثانوية العامة من السودان.

أبواب الجامعات الأهلية والخاصة - التي تصل مصروفاتها 100 ألف جنيه سنوياً- ترحب وفق ضوابطها، أما الجامعات الحكومية فلا تزال تدرس الموقف

ومن المعتاد أن الطالب المصري المغترب في أي دولة أخرى ويريد الحصول على الشهادة الثانوية المصرية، عليه العودة إلى مصر عند وصوله للصف الثالث الثانوي للدراسة والامتحان، باستثناء أبناء البعثة المصرية في السودان الذين تنظم وزارة التربية والتعليم امتحاناتهم هناك، أما الطلاب المصريين الذين يفضلون الحصول على الشهادة الثانوية من دولة الإقامة، فيتعاملون وفق قواعد وقوانين هذه الدولة، وحال رغبتهم في الالتحاق بالجامعات المصرية يدخلون ضمن نسبة الـ5% من مقاعد الكليات المخصصة للوافدين.

طلاب الجامعات: لا يزال موقفهم قيد الدراسة

بالنسبة للطلاب الجامعيين العائدين من السودان، فالأمر بالنسبة لهم ليس سهلاً كما هو الحال بالنسبة لطلاب التعليم قبل الجامعي، إذ أن اللوائح الدراسية للتعليم الجامعي داخل مصر تختلف من كلية لأخرى ومن جامعة لأخرى، كما تختلف عن نظيراتها في السودان، وبالتالي لا بد من بحث الموقف بشكل متكامل للتوصل لآلية تحقق مصلحة الطلاب وفي ذات الوقت لا تخل بمسار العملية التعليمية، قال ذلك مصدر مطلع داخل وزارة التعليم العالي لرصف22، رفض ذكر اسمه.

وعن أعداد الطلاب المصريين الجامعيين في السودان، قال المصدر، إلى أن المسجلين على منصة الإشراف العلمي للدراسة في الخارج التابعة لوزارة التعليم العالي، يصل عددهم إلى نحو 3000 طالب فقط، إلا أن هذا العدد غير دقيق، إذ أن هناك مجموعات أخرى من الطلاب والطلاب غير مسجلين على تلك المنصة، ويجري حصرهم في الفترة الحالية.

التعليم العالي: الوزارة ستصدر بياناً تفصيلياً يحدد آليات التعامل مع الأزمة، بشكل يحفظ المستقبل الدراسي للطلاب، عقب الانتهاء من دراسة كافة التفاصيل المرتبطة بالتخصصات الجامعية واللوائح الدراسية ونظم الدراسة وغيرها من التفاصيل الأخرى

بدوره وجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور أيمن عاشور، قيادات الوزارة بعقد اجتماع عاجل مع الطلاب المصريين الدراسين بالجامعات السودانية لمعرفة مطالبهم، والإجابة عن استفساراتهم بشأن مستقبل دراستهم الجامعية.

وفي تصريحه لرصيف22، قال الدكتور عادل عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة التعليم العالي، إن المجلس الأعلى للجامعات سيجتمع، الأحد 30 أبريل/ نيسان، لبحث آليات التعامل مع الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات السودانية.

وفي بيان صحفي، أكد عبد الغفار، أن الوزارة ستصدر بياناً تفصيلياً يحدد آليات التعامل مع الأزمة، بشكل يحفظ المستقبل الدراسي للطلاب، عقب الانتهاء من دراسة كافة التفاصيل المرتبطة بالتخصصات الجامعية واللوائح الدراسية ونظم الدراسة وغيرها من التفاصيل الأخرى.

وتكمن أهمية اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، في أنه يضم في عضويته جميع رؤساء الجامعات، وهو المنوط باتخاذ القرارات المتعلقة بمصير الطلاب وليس وزارة التعليم العالي وحدها، إذ أن الجامعات هيئات عاملة لها شخصية اعتبارية مستقلة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard