شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
ماذا لو؟... لنتخيّل حياتنا لو كانت صحافتنا حرّةً

ماذا لو؟... لنتخيّل حياتنا لو كانت صحافتنا حرّةً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!
Read in English:

What if? Imagine living with a free press in the Arab world


لنتخيّل صحيفة "الأهرام" المصرية بـ"مانشيت" يقول: "هل يتخطى الجنيه حاجز الـ40 مقابل الدولار غداً؟"، أو عنواناً في صحيفة "عكاظ" السعودية يسأل: "هل مشروع نيوم قابل للتنفيذ؟"، أو "تشرين" السورية تفتتح صفحاتها بعنوان: "أين يقف بشار الأسد  من عودة اللاجئين السوريين؟".

في العام الماضي، شهد المشهد الصحافي العربي تدهوراً قياسياً.

هذه عناوين تبدو لنا صداميةً، فقد تعوّدنا على المواربة والخوف وتبجيل الحاكم من خلال الصحافة "الرسمية" المفروضة علينا جميعاً. الأجوبة عن الأسئلة المطروحة هذه هي معلومات أساسية يحتاج إليها كل مواطن ليخطط لمستقبل أفضل لنفسه ولعائلته، فدور الصحافة عرض المعلومات الكاملة للقرّاء عما يجري في السياسة والاقتصاد وغيرهما، ومساءلة قوى السلطة عن أدائها في هذين المجالين. لكن الواقع اليوم مغاير تماماً. هذه العناوين الحقيقية والضرورية، محرّمة. لماذا؟ لأنها تسائل السلطة، أو لا تروّج لسياساتها ومشاريعها من دون تحفّظ. بالإضافة إلى هذا، هذه الصحف الثلاث تابعة بشكل أو بآخر للأنظمة القائمة.

في حقبات قصيرة شهدتها بعض الدول العربية في تاريخها الحديث، نجحت الصحافة في حجز مكانة لها لدى الرأي العام، عبر ما كانت تقدّمه للمواطنين من معلومات ضرورية عن حياتهم ومجتمعهم وسياسات حكوماتهم، أي عن كل ما له علاقة بالشأن العام والأمن الاجتماعي. كان ذلك في مراحل من الديمقراطية أو شبه الديمقراطية التي اختبرتها مجتمعاتنا ولو لوقت قصير. ولكن وصول "الحاكمين بأمرهم"، إلى سدّة الحكم، في معظم بلادنا، أنهى ذلك كله، لأن المستبدّ لا يقبل إلا بالتبعية، فهو فوق كُل شيء، ويملك كُل شيء.

الدول العربية بحاجة ماسّة إلى صحافة حرّة، وإلى شراكة جديدة بين الشعب والحاكمين، أساسها علاقة ثقة مبنية على الشفافية في التعامل وحرية الوصول إلى المعلومات

في العام الماضي، شهد المشهد الصحافي العربي تدهوراً قياسياً؛ الجزائر حوّلت الصحافيين إلى "خدّام في البلاط" بحسب تعبير صحيفة "الإكونوميست" البريطانية، وتونس التي كانت في العام 2021 تحتل المرتبة 73 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، مترئسةً الدول العربية، تراجعت 21 مرتبةً. وفي الإمارات، أُغلقت صحيفة محلية بعد نشرها تقريراً عن الغلاء المعيشي وسعر صفيحة البنزين. أما في لبنان الذي لطالما كان "جنّةً" لحرية التعبير، فيتفاقم الوضع سنةً بعد سنة، وشهدنا مؤخراً مضايقات كثيرة لصحافيين على طراز حرس الثورة الإيراني.

ما المطلوب؟

الدول العربية بحاجة ماسّة إلى صحافة حرّة، وإلى شراكة جديدة بين الشعب والحاكمين، أساسها علاقة ثقة مبنية على الشفافية في التعامل وحرية الوصول إلى المعلومات.

نحتاج إلى كليات صحافة تخرّج صحافيين قادرين على تغطية اهتمامات مجتمعاتهم بعقل نقدي بنّاء.

نحتاج إلى كليات صحافة تخرّج صحافيين قادرين على تغطية اهتمامات مجتمعاتهم بعقل نقدي بنّاء، وإلى منع مساءلة الصحافيين ووسائل الإعلام، إلا أمام محاكم مختصة بالصحافة، لا في أقبية المخابرات والمحاكم العسكرية. نحتاج إلى منافسة عادلة مع وسائل الإعلام المملوكة من الحكّام وعائلاتهم، وإلى رفع الحجب عن المواقع الإلكترونية كلها.

الصحافة الحرّة تقدّم المعلومات الضرورية للمواطنين، كي يتخذوا قراراتهم على أساسها، وتشكّل جزءاً من حركة رفض القمع، وتفتح نقاشات حول القضايا التي تسعى السلطات إلى إخراجها من دائرة النقاش العام. وهذا كله ضروري جداً لبناء مجتمعات حرّة وديمقراطية، ولإشعار المواطنين بأن الحياة في بلدانهم ممكنة.

منذ انطلاقته، وقف رصيف22، بشكل واضح إلى جانب الحراكات الشعبية الطامحة إلى مستقبل أفضل، وانحاز إلى الطرف الأضعف، الذي لا صوت له، والذي يحاول أن يطالب بتغيير واقعنا السيئ، واقع الناس المقموعة لصالح المستبدين الذين أوصلوا العالم العربي إلى أسفل مؤشرات التطوّر والنمو والعلم.

واكب رصيف22، الحراكات الشعبية في أنحاء الدول العربية كلها؛ مراسلونا رصدوا ويرصدون أبرز المجريات في بلادنا ويقدّمونها لكم بالرغم من التضييق والتخوين والاستجوابات والغاء تأشيرات السفر وأحكام السجن التي نالها فريقنا العازم هذا العام لمجرّد قيامه بعمل الصحافة. من القضايا الكبيرة والمعقدة، إلى مدوّنات حميمية تعبّر عن الشجاعة والصمود، يعمل فريق الموقع على نقل صورة الحياة في بلادنا كما هي.

منذ انطلاقته، وقف رصيف22، بشكل واضح إلى جانب الحراكات الشعبية الطامحة إلى مستقبل أفضل، وانحاز إلى الطرف الأضعف، الذي لا صوت له، والذي يحاول أن يطالب بتغيير واقع الناس المقموعة 

هذا كله ما كان ليتحقق لولا وقوفكم إلى جانبنا ودعمكم لنا. للمشتركين معنا: شكراً لكم. بفضلكم نحن هنا. وللقرّاء الجدد، نأمل أن تنضموا إلى أسرتنا، وإلى ناسنا، لنوسّع تغطيتنا، ونرفع أصواتنا وأصواتكم.

الحريّة هي عدم الشعور بالخوف، ما هو المستقبل الذي تريدونه لأولادكم؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

ما زلنا في عين العاصفة، والمعركة في أوجها

كيف تقاس العدالة في المجتمعات؟ أبقدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم/ نّ، وعيش حياتهم/ نّ بحريّةٍ مطلقة، والتماس السلامة والأمن من طيف الأذى والعقاب المجحف؟

للأسف، أوضاع حقوق الإنسان اليوم لا تزال متردّيةً في منطقتنا، إذ تُكرّس على مزاج من يعتلي سدّة الحكم. إلّا أنّ الأمر متروك لنا لإحداث فارق، ومراكمة وعينا لحقوقنا.

Website by WhiteBeard