لأكثر من نصف ساعة، جلست أنتظر انتهاء ماهر عواد من الاتصال الهاتفي الذي جاءه من لندن حيث تقيم زوجته سعاد حسني، لم يوسوس لي شيطاني بأن أقتحم الغرفة وأخطف السماعة منه، فشيطاني عاقل ويفهم في الأصول، ولذلك اكتفى بأن وسوس لي بمناداة الأستاذ ماهر والتوسل إليه أن يعطيني السماعة طوعاً لكي أسلم على السندريللا، مثلما سلمت عليها من قبل أيام حوارها مع (الدستور)، لكنني سرعان ما طردت شيطاني مستعيذاً بالله منه، ليس فقط لكيلا أهدر وقتاً ثميناً ومكلفاً يحتاجه الزوجان الذين باعدت الظروف اللعينة بينهما، ولكن لأن حركة مثل هذه ستكون سبباً في خسارة الأستاذ ماهر إلى الأبد، وقد شوّقني ما قاله لي عن فيلمي الأول للاستزادة من خبراته وتجاربه.
لم يكن الرجل مخطئاً في تقديس خصوصيته والاحتفاظ بعلاقته مع زوجته بعيداً عن أعين الفضوليين، فقد اكتوى بنار التجربة منذ أن تم إعلان خبر زواجهما ليعرف أن التعامل معه سيختلف رغماً عنه بعد زواجه من نجمة نجوم السينما العربية. كان ماهر بعد عودته من سلطنة عمان قد جمع بين دراسته في معهد السينما وعمله في وكالة أنباء الشرق الأوسط، يذهب إلى المعهد في الصباح ويعمل في الوكالة في النوبة الليلية، ثم حصل لفترة على إجازة من الوكالة ليتفرغ في المساء لرعاية والديه، وبعد أن تزوج من سعاد وذهب لتجديد إجراءات الإجازة التي كانت تتم بسهولة، فوجئ طبقاً لما يرويه محمود مطر بأن الموظف المسؤول يخبره بأن رئيس مجلس إدارة وتحرير الوكالة مصطفى نجيب يريد مقابلته، وذهب ماهر إلى مكتب مصطفى نجيب الذي استقبله بفتور وسأله عن أسباب تجديد الإجازة، ثم قال له بطريقة غريبة: أظن الآن إنك مش محتاج الوكالة ولا الصحافة، في تلميح إلى أنه أصبح ثرياً بعد زواجه من سعاد حسني، فما كان من ماهر مرهف الإحساس إلا أن أخذ ورقة بيضاء وكتب استقالته من وكالة أنباء الشرق الأوسط، وترك العمل في الصحافة إلى غير رجعة، مع أنها كان يمكن أن تسنده حين تخذله السينما، ولطالما خذلته السينما.
لم يكن الرجل مخطئاً في تقديس خصوصيته والاحتفاظ بعلاقته مع زوجته بعيداً عن أعين الفضوليين، فقد اكتوى بنار التجربة منذ أن تم إعلان خبر زواجهما ليعرف أن التعامل معه سيختلف رغماً عنه بعد زواجه من نجمة نجوم السينما العربية
في السنوات التي تلت الزواج، تعوّدا ماهر وسعاد على نشر الصحف لأكاذيب وإشاعات وأخبار مغلوطة عن علاقتهما، ومع أن ماهر كان يحاول التقليل من أهمية تلك الأخبار وينصح بتجاهلها إلا أن سعاد كانت تتأثر بما ينشر عنها نفسياً وصحياً، ومع الأسف لم يوقف رحيل سعاد الفاجع نشر المغالطات والأخطاء عن علاقة ماهر وسعاد، بل تضاعف ذلك وتفاقم، خذ عندك على سبيل المثال لا الحصر ما نشره الصحفي المخضرم عبد النور خليل رئيس القسم الفني بمجلة (المصور) لسنوات طويلة في كتابه (المثقفون الذين أفسدوا حياة سعاد حسني)، وهو كتاب مليء بالأخطاء والمبالغات والتنظيرات الجوفاء التي حاول بها تبرير عنوان كتابه المستفز، وكان قد نشره في صحيفة (القاهرة) على حلقات عقب رحيل سعاد بأربع سنوات، محاولاً في الفصل الذي كتبه عن قصة ماهر وسعاد أن يصور علاقتهما بوصفها مجرد رد فعل على رحيل صلاح جاهين وافتقاد سعاد له، ومع أن سعاد كانت قد تحدثت في أكثر من مناسبة عن انبهارها بكتابة ماهر الذي يمكن أن يشكّل امتداداً فنياً لصلاح جاهين، لكنها كانت تتحدث أيضاً عن حبها الشديد لماهر على المستوى الإنساني وليس الفني فقط، وهو ما لم يركز عليه عبد النور خليل الذي أصر على تكرار وصف العلاقة بوصفها تعويضاً لغياب صلاح جاهين، دون أن يفسر كيف ولماذا استمرت قصة حب ماهر وسعاد حتى آخر لحظة من عمرها، ودون أن يقدم تفسيراً لاستمرار قصة الحب قوية ومتوهجة في السنوات الطويلة التي تلت ابتعادها عن السينما عقب فشل فيلم (الدرجة الثالثة)، ثم ابتعاده عن السينما عقب فشل فيلم (الحب في الثلاجة).
لم يكتف عبد النور خليل بتلك التنظيرة التي تكشف عن استكثار سعاد على ماهر، وهو موقف لم يكن سائداً في الصحافة الفنية بل في الأوساط الفنية أيضاً، بل روى أن ماهر حين ارتبط بسعاد لم يكن قد انفصل عن زوجته التي كانت تعمل في تلفزيون عمان واصطحبت معها أولادهما، وأنها حين علمت بزواج ماهر وسعاد في منتصف حزيران/ يونيو 1987 عادت إلى القاهرة على عجل لتتأكد بنفسها من الزيجة ونسب تلك المعلومة إلى صحفية تعمل معه في (المصور) أمدته بخبر الزواج من ماهر الذي وصفه بأنه الزوج الثالث والأخير، مع أن ماهر كان الزوج الخامس لسعاد بعد عبد الحليم حافظ وصلاح كريم وعلي بدرخان وزكي فطين عبد الوهاب، وحين تزوج سعاد كان قد انفصل عن زوجته الأولى، ولم يكن لديه أبناء منها، كما أن زواج سعاد بماهر لم يكن سرياً كما حاول عبد النور خليل أن يصوره، ولم يحدث لقاءهما بالصدفة في أحد استوديوهات التلفزيون المصري خلال تصويرها لإحدى حلقات مسلسل (هو وهي)، وكلها بالطبع معلومات لم يقم ماهر عواد بتصحيحها لأنه كان قد نفض يديه من كل ما ينشر في الصحافة عنه وعن سعاد في حياتها، ولم يكن سيفعل غير ذلك بعد رحيلها.
في السنوات التي تلت الزواج، تعوّدا ماهر وسعاد على نشر الصحف لأكاذيب وإشاعات وأخبار مغلوطة عن علاقتهما، ومع أن ماهر كان يحاول التقليل من أهمية تلك الأخبار وينصح بتجاهلها إلا أن سعاد كانت تتأثر بما ينشر عنها نفسياً وصحياً
لحسن الحظ، لدينا روايتان دقيقتان عن تفاصيل علاقة سعاد وماهر، الأولى مسجلة بصوت سعاد حسني التي أدلت بها في حوار مع الإعلامية السورية القديرة هيام حموي بثته إذاعة الشرق بباريس في برنامج (إذاعة خاصة جداً)، وكان قد تم تسجيله في عام 1992 خلال زيارة علاجية غير موفقة قامت بها سعاد إلى فرنسا، وحين سألتها هيام حموي قائلة: "هو سيناريست وأنتِ نجمة سينمائية، ما هي اللقطة التي عرض عليكِ فيها الزواج، هل شكلها سينمائي ولا شكلها عادي؟"، أجابت سعاد قائلة: "والله، شكل معرفتنا كلها سينمائية فعلاً، لإن أنا أول مرة أشوفه شفته في التلفزيون، كان بيتكلم وبيحكي عن تجربته في السيناريو ومع الدراسة بتاعته والماجستير والدكتوراة اللي كان بيعملها ومع هيامه بالسينما، ملاحظة إن كلمة هيام بتيجي كتير (تضحك) هيامه بالسينما، برمجة نفسه على الفن السينمائي لكن ما كانش مستعجل إنه يخش المجال ده إلا بعد عدد من السنين والدراسة في المعهد، وهو كان فات عليه سن الدراسة في المعهد لإنه متخرج من كلية الإعلام قبل كده، فاللقطة اللي أنا كنت باحب إنها تكون موجودة ودي ما اتعملتشي، هي لقطة كنت باتخيل إن يوم عقد قراننا نروح الهرم ونركب جمل (تضحك) ونركب حصان زي ما بيقولوا لما بيخطف فتاة أحلامه على الحصان الأبيض، وكان نفسي جدا، وفي يوم من الأيام هاعملها (تضحك) وإذا ما رضيش ماهر عواد يعملها (تضحك) هو حر".
تضيف سعاد حسني قائلة وهي في حالة من حالات البوح النادرة في حياتها: "كنت نفسي ألبس فستان الزفاف وأبقى أنا وهو على الحصان الأبيض ويصورونا مع قرايبي وأصدقائي وأحبابنا بالشكل ده، إنما هو جوزي ده خجول خجل منقطع النظير، يااا حبيبي، لا يمكن، ياخد جوايز في السيناريو، يعتذر إنه يروح يستلمها، يهرب من أي حاجة فيها إعلام، مع إنه خريج كلية إعلام، بيهرب من أي حاجة فيها، مؤلفين بقى، ما أعرفش ده حاجة يعني، فدي نقطة الصعوبة الوحيدة اللي بيني وبينه، فقط لا غير، لإني أنا المفروض إن الناس تشوفني، الناس والزملاء والجمهور والصحافة والتلفزيون، فكل ده بالنسبة له عالم غريب جدا، طيب يا ابني انت تتجوز إزاي واحدة ممثلة من هذا الكيان؟ ما يعرفش".
لحسن الحظ، لدينا روايتان دقيقتان عن تفاصيل علاقة سعاد وماهر، الأولى مسجلة بصوت سعاد حسني التي أدلت بها في حوار مع الإعلامية السورية القديرة هيام حموي بثته إذاعة الشرق بباريس في برنامج (إذاعة خاصة جداً)
لم تستسلم الإذاعية القديرة لاسترسال سعاد وبعدها عن لحظة الزواج، فتعاود سؤال سعاد: "لكن ما عرفنا كيف عرض عليكِ الزواج؟"، فتجيب سعاد بعد ضحكة جميلة: "والله، عرض علي الجواز، جاب لي الدبل وعزمنا مجموعة قليلة من الأقارب، يعني يتعدّوا على أصابع اليد، وقلنا هنعلن جوازنا بعد كده، من بعد ما شفته في التلفزيون عجبتني جدا شخصيته الفنية، بالإضافة إلى إني قبلها بفترة قصيرة جدا شفت فيلم من تأليفه، فعجبني جدا المنهج، فيلم كان اسمه (الأقزام قادمون)، هو بيعمل اللون الغنائي الموسيقي، الوحيد اللي بيعمل اللون الغنائي الموسيقي بعد صلاح جاهين الله يرحمه، وكنت مصدومة في إن صلاح ده غير إنه صديق ووو احنا قلنا الكلام ده قبل كده، إلا إن اللون الموسيقي ده ما كانش حد بيعمله في مصر، بيعمله بالشكل الجميل ده، إن الموضوع كله يبقى نسيج واحد من الأغاني والاستعراضات والموضوع المصري الصميم، فيعني أنا إعجابي ابتدا بيه كفنان، وهو لما التقينا، كنا التقينا على إننا هنعمل عمل، وكان ده من خلال التليفون، اتقابلنا مقابلة صغيرة وكان بيكتب سيناريو وقتها وبعدين ابتدا يعرضه عليا لما كان قرّب يخلصه، فكنت متشوقة جدا إني أقراه، وبعدين اتجوزنا ولبّسني الدبلة والشبكة، وكان المهر خمسة وعشرين قرش مش أكتر من كده واتعاهدنا على الحب وما زال".
تعود الأستاذة هيام حموي لتسألها عن سيناريو الزواج: "الساعة كام وفين وشو قالك؟"، فتجيب سعاد حسني بعد تنهيدة طويلة: "والله يا هيام قال لي سعاد يا عمري أنا حبيتك وطالب القرب منك تقبلي تتجوزيني؟ قلت له ماهر أنا سعادتي هتكتمل فعلاً لو ارتبطت بيك بالجواز. وبعدين جبنا المأذون واتفقنا إن احنا نظراً لإن الجواز تم في سرعة كبيرة جداً، مجموعة من القرايب والأصدقاء القليلين جداً حضروا عقد القران وكان حداشر يونيو سنة 87 الساعة 11 بالليل، بس كان عيد جوازنا السادس السنة دي، كنت أنا في باريس، عشان باعمل العملية"، وحين تسألها هيام حموي عن الأغنية المرتبطة بقصة حبها وزواجها من ماهر عواد، تجيب سعاد: "آه، أغنية نغنيها مع بعض دايما ونسمعها مع بعض دايما، رباعيات الخيام"، ثم تلقي من الذاكرة بعض الرباعيات التي بدا أنها متأثرة جداً بها، ليس فقط لأنها ألقتها بطريقة مؤثرة وصوت متهدج، ولكن لأنها تحدثت في مقاطع أخرى من الحوار عن بعض المعاني الواردة في الرباعيات والمرتبطة بفكرة التعامل مع القدر وثوب العيش الذي نلبسه دون أن نستشار أو نختار.
"اتقابلنا مقابلة صغيرة وكان بيكتب سيناريو وقتها وبعدين ابتدا يعرضه عليا لما كان قرّب يخلصه، فكنت متشوقة جداً إني أقراه، وبعدين اتجوزنا ولبّسني الدبلة والشبكة، وكان المهر خمسة وعشرين قرش مش أكتر من كده واتعاهدنا على الحب وما زال"
في كتابه (سعاد حسني: القاهرة ـ لندن تفاصيل السنوات الأخيرة) يقدم محمود مطر الصحفي المقرب من سعاد وماهر الرواية الرئيسية الثانية عن قصة حبهما والتي تتقارب إلى حد كبير مع رواية سعاد وتضيف إليها بعض التفاصيل التي رواها ماهر والتي سقطت من ذاكرة سعاد في حوارها الإذاعي، وأبرزها أن الفيلم الذي كان سبباً في رغبة سعاد أن تتعرف على ماهر لم يكن (الأقزام قادمون) فيلم ماهر الأول، بل فيلماً قصيراً سبقه كان من مشاريع تخرج دفعة ماهر في معهد السينما، عنوانه (حق عرب)، كتبه ماهر وأخرجه زميل دفعته هان يان أو هاني يان كما يناديه زملاؤه، وهو ابن عائلة صينية استقرت في مصر منذ الأربعينات وعملت أسرته في مجال المطاعم الصينية، وكانت قصة أسرته ملهمة للمخرج الكبير خيري بشارة في روايته الأولى (الكبرياء الصيني) التي صدرت مؤخراً، ومع أن الكل كان يتنبأ لهاني بمستقبل مشرق في السينما، لأنه كان يحصل على المركز الأول على دفعته، إلا أنه اختار التفرغ بعد فترة من تخرجه لإدارة مطاعم عائلته، دون أن تتحقق الأخبار التي كانت تتواتر من حين لآخر عن عودته إلى السينما بمشروع جديد، وبعضها كان يتم نسبته إلى زملاء دفعته مثل شريف عرفة وسعيد حامد.
نال فيلم ماهر وهان يان إعجاب الكثيرين في الوسط السينمائي، وشاهدته سعاد حسني بناءً على ترشيحات عدد من أصدقائها، فنال إعجابها وأثنت بقوة على كاتب السيناريو، فنقل المخرج محمد شبل ما قالته إلى ماهر الذي تواصل تليفونياً مع سعاد والتقى بها وحكى له فكرة فيلم لم يتم تنفيذه، وبعد أن خرج فيلم (الأقزام قادمون) إلى النور تأكد إعجاب سعاد بماهر، وحرصت على التعاون معه ومع شريف عرفة في فيلم (الدرجة الثالثة) الذي شهد تطور الإعجاب الفني إلى حب جارف توّج بالزواج، وتكتشف سعاد تقارباً مدهشاً في الطباع والأحاسيس والأفكار مع ماهر ليعيش الاثنان قصة حب استمرت أربعة عشر عاماً، ومع أن الظروف حكمت على الحبيبين بالبعد بدءاً من تموز/ يوليو 1997 حين سافرت سعاد للعلاج، إلا أن الاتصالات التليفونية لم تنقطع بين الاثنين أبداً، وكان ماهر كما يروي محمود مطر حريصاً على تلبية كل ما تطلبه سعاد، بدءاً من رعاية والاهتمام بأبناء شقيقها من أمها جلاء عبد المنعم وإيصال المبالغ التي خصصتها للإنفاق على بعض الأسر ووصولاً إلى شراء باقات الورود التي كانت ترسلها إلى صديقاتها في عيد الحب.
حرصت على التعاون معه ومع شريف عرفة في فيلم (الدرجة الثالثة) الذي شهد تطور الإعجاب الفني إلى حب جارف توّج بالزواج، وتكتشف سعاد تقارباً مدهشاً في الطباع والأحاسيس والأفكار مع ماهر ليعيش الاثنان قصة حب استمرت أربعة عشر عاماً
رداً على سؤال محمود مطر عن أسباب عدم سفره إلى سعاد وعدم إقناعه لها بالعودة إلى مصر، يقول ماهر عواد إن "سعاد كانت تنفق على علاجها مبالغ طائلة ولم يكن الأمر يحتمل إنفاقاً إضافياً حال سفري، نعم كان الوضع المادي لنا جيداً، لكن مصاريف العلاج كانت كبيرة"، وبعد أن يشير إلى رفض سعاد لعروض كثيرة من القنوات الفضائية بالحصول على مبالغ طائلة مقابل الحديث عن أفلامها وكواليس تصويرها مفضلة التركيز على العلاج لتعود إلى التمثيل، ثم يلقي ماهر أضواء مهمة على حالة سعاد الصحية في سنواتها الأخيرة يساعدنا على فهم الكثير قائلاً: "تقدر تقول حاجة جابت حاجة، يعني سعاد كانت ذاهبة بالأساس لعلاج ظهرها، ثم جاءت متاعب أسنانها، حيث كانت تعاني آلاماً في الأسنان واللثة التي أصبحت عالية بما يؤثر في شكل الأسنان نفسها، بالإضافة إلى رغبتها في التخلص من أية آثار لالتهاب العصب السابع، وكل شوية حد ينصحها بطبيب فتذهب إليه، والحقيقة طيبة سعاد وبراءتها ونيتها الطيبة في التعامل مع الناس كانت دائماً تستوجب أن يكون معها حد مخلص يقدم لها النصيحة الصادقة".
"قبل أن تسافر خرجنا أنا وهي عدة مرات في منطقة الزمالك، ورغم أنها كانت بتبقى موجودة في السيارة وتضع على وجهها النضارة السوداء الكبيرة كنت باسمع بأذني تعليقات الناس الذين يشاهدونها من عينة: الحق، سعاد حسني أهي، هي مالها تخنت كده ليه؟ هي لابسة نضارة ليه؟"
وعن أسباب رغبتها في البقاء في لندن وعدم العودة إلى مصر يقول ماهر عواد لمحمود مطر إن سعاد عانت بشدة من تعامل الناس معها في الفترة التي شهدت تدهور حالتها الصحية: "قبل أن تسافر خرجنا أنا وهي عدة مرات في منطقة الزمالك، ورغم أنها كانت بتبقى موجودة في السيارة وتضع على وجهها النضارة السوداء الكبيرة كنت باسمع بأذني تعليقات الناس الذين يشاهدونها من عينة: الحق، سعاد حسني أهي، هي مالها تخنت كده ليه؟ هي لابسة نضارة ليه؟ وحتى عندما كانت تذهب إلى نادي الجزيرة الذي كانت عضوة به كانت تُقابل بمثل هذه التعليقات من أعضاء النادي، طبعاً أن يقابلها الناس فيسلمون عليها ويعلقون مثلا على أفلامها أو أي كلام آخر هي أمور كانت تسعدها جداً لو هي في حالتها العادية، وبخاصة وهي كانت تعلم وتدرك حب الناس لها، أما في حالة المرض وتغير شكلها ووجهها وزيادة وزنها، ولما تكون التعليقات عن زيادة وزنها أو نضارتها رغم أنها تعليقات عفوية ومن منطلق حب الناس لها أيضا فهذه التعليقات كانت بالطبع تؤذيها نفسياً، أما في لندن فالوضع يختلف، كانت سعاد مستمتعة جدا بأن تمشي في الشارع وأن تتسوق وتذهب إلى السوبر ماركت، وأحياناً كان يقابلها مصريون وكانت ترتبط بعلاقات جيدة مع أطباء مصريين وعائلاتهم هناك".
...
أكمل قراءة باقي شهادة محمود مطر على قصة حب ماهر وسعاد، وأختم الحديث عن لقائي مع الأستاذ ماهر عواد في الأسبوع القادم بإذن الله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه