اختير ثلاثة من الفنانين/ات العرب لعرض أعمالهم/ن في معرض "مدار غير نمطي" الذي أقيم في إطار مهرجان برلين السينمائي (برليناله) في نسخته الثالثة والسبعين ضمن 10 فنانين/ات مشاركين/ات في هذا المعرض الذي استمر طوال أيام المهرجان.
اهتم المهرجان هذا العام بالتقارب المتقلب حول الموروثات السياسية والشخصية التي كثيراً ما تغلب عليها الفوضى، إذ تنوعت المشاركات في الأشكال والموضوعات والمسارات غير النمطية، فقام كل من الفنانين/ات المشاركين/ات بالتحقيق والتدقيق والبحث في مختبراتهم/ن الفنية التي من خلالها قدموا نتاجات متغيرة ومفاجئة كما قالت آلاء يونس وأولريش زيمونس، رئيستا المعرض.
الفنان اللبناني وليد رعد
شارك الفنان اللبناني وليد رعد بعمل فني معروض على حائط كبير، وهو العمل الأكبر حجماً في المعرض، يبيّن فيديو لشلال، وتحت الشلال مجسمات ورقية لعدد من السياسيين/ات غير اللبنانيين/ات. ويذكر في شرح الفيلم: "خلال الحروب اللبنانية، تشكلت العديد من الميليشيات فجأة، وتلقت هذه الميليشيات الدعم بالنقود والأسلحة من قبل رعاة مختلفين. تكريماً لداعميها، قررت هذه الميليشيات تسمية الشلالات اللبنانية الجميلة على أسماء قادة الدول الداعمة لها. وعندما تحولت وتبدلت التحالفات؛ قرروا ببساطة إعادة تسمية الشلال مراراً وتكراراً. يشير السكان المحليون اليوم إلى جميع الشلالات باسم "الشلالات المتقلبة".
اختير ثلاثة من الفنانين/ات العرب لعرض أعمالهم/ن في معرض "مدار غير نمطي" الذي أقيم في إطار مهرجان برلين السينمائي في نسخته الثالثة والسبعين ضمن 10 فنانين/ات مشاركين/ات في هذا المعرض الذي استمر طوال أيام المهرجان
وليد هو فنان وأستاذ فنون في مدرسة كوبر يونيون للفنون بنيويورك. عرض أعماله في باريس، ونيويورك، وبوسطن، ومكسيكو سيتي، وزيورخ وفي العديد من المتاحف والبينالي في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا والأمريكتين. حصل رعد أيضاً على جملة من المنح والجوائز.
الفنان المصري تامر السعيد
أما الفنان المصري تامر السعيد فقد عرض في المعرض عملاً بعنوان "استعارة ألبوم العائلة" الذي قال عنه: "كنت في الرابعة أو الخامسة من عمري عندما استيقظت ذات صباح، ولم تكن أختي إيمان موجودة. اختفت كما ألعابها وسريرها وملابسها، واختفى اسمها مع ألبومات الصور العائلية. في وقت لاحق، لم أعد متأكداً مما إذا كان لدي أخت على الإطلاق أو ما إذا كنت قد اختلقت كل الذكريات التي ظلت تطاردني بعد أن رأيت تلك الفتاة مرة واحدة في فيلم قديم. لإنهاء شكوكي، اخترت أن أصدق أن أختي كانت الفتاة الشجاعة التي أنقذت والدها في فيلم كمال الشيخ الكلاسيكي (الحياة أو الموت)، حيث شعرت بالارتياح واستمتعت باختراع ذكريات جديدة معها. زرت وعائلتي أماكن جديدة ولعبنا معاً بجانب البحر وتجولنا في المدينة في مغامرات رائعة".
وأضاف السعيد: "كنت في الرابعة عشرة من عمري عندما ذكر أحد أقاربي عن طريق الخطأ وفاة أختي على مسمعي للمرة الأولى منذ أن اختفت. في ذلك اليوم، تأكدت من وجودها، لكنني لم أتمكن من معرفة أي من ذكرياتي معها كانت حقيقية وأي ذكرى كانت خيالية".
شارك الفنان اللبناني وليد رعد بعمل فني معروض على حائط كبير، وهو العمل الأكبر حجماً في المعرض، يبيّن فيديو لشلال، وتحت الشلال مجسمات ورقية لعدد من السياسيين/ات غير اللبنانيين/ات
طرح السعيد تساؤلاته هذه من خلال فيديو قديم بالأبيض والأسود لعطلات على ساحل البحر، بالإضافة لصور قديمة في ألبوم صور. ورحّب بأن يكتب الجمهور تعليقاتهم عليها، وكأنها لهم يتذكرونها، وكأنها أيضاً لعائلاتهم، كما عرض عدداً من الصور فوق منضدة ضوء تظهر تفاصيل الصور لمن يريد تفحصها، وسأل: "هل يمكن أن تساعدني صور الأماكن التي لم أرها في طفولتي على استعادة ذاكرة مشوشة؟ هل يمكننا استكشاف قصص عن أنفسنا في ذكريات تخص أشخاصاً لم نلتق بهم من قبل؟".
يعيش المخرج والمنتج السينمائي السعيد بين برلين والقاهرة. تشمل قائمة أعماله السينمائية 17 فيلماً نالت العديد من الجوائز الإقليمية والدولية. أسس "زيرو برودكشن" في عام 2007 لإنتاج أفلام مستقلة في مصر. في عام 2011، شارك في تأسيس Cimatheque وهو مركز الأفلام البديلة في القاهرة، كما أنه مكان متعدد الأغراض يوفر التسهيلات والتدريب والبرمجة لمجتمع صناعة الأفلام المستقل. عرض فيلمه الطويل الأول "آخر أيام المدينة" لأول مرة في منتدى 2016، حيث حصل على جائزة كاليغاري السينمائية.
الفنانة المصرية ياسمينة متولي
أما الفنانة المصرية ياسمينة متولي فقد عرضت في المعرض عملاً فنياً هو مزيج من الموسيقى والنص والفيلم في شكل الرسوم المتحركة الثلاثية الأبعاد. يحيي العمل قصصاً تاريخية ولكنه يكشف مستقبل الإسكندرية أيضاً. تجسد متولي الحاضر متجمداً في نظرة ميدوسا. في العمل، يمكن فهم النظرة كوسيلة للتحقيق في هذه الأزمنة المختلفة. تتشابك النصوص-الأغاني بين الشهادات والأساطير والأبطال مثل: المؤرخ السكندري الذي شهد زلزالاً في عام 365م، والكربون-12 والكربون-14، التكوينات المشعة الناتجة عن ضربات الأشعة الكونية، وتجسيدات ميدوسا باعتبارها جميعاً رواة يعبرون عن ذلك.
متولي هي فنانة ومخرجة تقيم بين القاهرة وبرلين وعضوة في أرشيف موسرين الجماعي والإعلامي 858.ma. تعمل في مجال الفيديو والأفلام، وقد بدأت مؤخراً في الرسم مرة أخرى. تتجذر أعمالها في الأداء والمسرح وقد عُرضت في مهرجانات فنية دولية.
تنوعت بقية الأعمال الحاضرة في المعرض بين الأعمال القادمة من التبت، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والتي تمحورت حول الموروثات الثقافية، والعلاقات الأسرية، والمنظور السياسي للحياة في هذه البلدان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...