شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
أيام قرطاج الموسيقية والرهان على الموسيقى البديلة

أيام قرطاج الموسيقية والرهان على الموسيقى البديلة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 1 فبراير 202312:01 م

تحت شعار "زيد في الحس" (ارفع الصوت) انطلقت الدورة الثامنة من أيام قرطاج الموسيقية مساء السبت، 21 من الشهر الجاري في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس وانتهت في 28 منه ببرمجة متنوعة يؤثثها موسيقيون شباب تونسيون وعرب وأجانب يشتركون في كونهم يقدمون موسيقى بديلة.

فهذه التظاهرة منذ انطلاقها قبل أكثر من عشر سنوات اختارت أن لا تسير على خطى أغلب المهرجانات الموسيقية التي تمثل الأغاني التجاريةُ بوصلتَها الأساسية ووجهتها غالباً بحثاً عن الإثارة حصراً، حيث ارتأت أن تكون قبلة الموسيقى البديلة والمجموعات الموسيقية المعاصرة التي لا تدين لشركات الإنتاج الكبرى وتسعى لتقديم موسيقاها بمقومات فنية واقتصادية شخصية.

الدورة الثامنة

خلال حفل افتتاح دورتها الثامنة، قامت أيام قرطاج الموسيقية بتكريم الفنانة المتعددة المواهب الموسيقية علياء السلامي وفنان الجاز القدير فوزي الشكيلي والموسيقار العربي سليم سحاب، هذا فضلاً عن تقديم لمسة وفاء إلى روح الفنان التونسي الراحل رضا بالحاج خليفة المعروف باسم رضا ديكي نسبة لأغنية الأطفال "ديكي ديكي أنت صديقي"، التي لحنها وأداها سنة 1978.

تحت شعار "زيد في الحس" (ارفع الصوت) انطلقت الدورة الثامنة من أيام قرطاج الموسيقية في العاصمة تونس وتضمنت برمجة متنوعة لموسيقيين شباب تونسيين وعرب وأجانب اشتركوا في كونهم يقدمون موسيقى بديلة

وقالت مديرة الدورة الفنانة التونسية درصاف الحمداني إن "برمجة أيام قرطاج الموسيقية تنتصر لموسيقى نوعية وتعمل ضد ما يصطلح عليه بالفن التجاري. ونحن نهدف من خلال هذه التظاهرة للقاء بين الفنانين من مختلف أنحاء العالم وبين الفنانين والمهنيين، إلى جانب اللقاء الأهم الذي يجمع الفنان بالجمهور بعيداً عن منطق التسابق، كما أنه من المهم جداً بالنسبة لنا أن تساهم هذه التظاهرة في خلق صناعة موسيقية ونحت آفاق جديدة للترويج والتوزيع في المجال الموسيقي التونسي والعربي بشكل خاص".

برمجة أيام قرطاج الموسيقية تنتصر لموسيقى نوعية وتعمل ضد ما يصطلح عليه بالفن التجاري

وتجدر الإشارة إلى أن أيام قرطاج الموسيقية قد أُطلقت عام 2010 لتحل مكان "مهرجان الموسيقى التونسية"، وتدريجياً أصبحت في عداد أبرز الفعاليات التي تضرب موعداً سنوياً مع الموسيقى البديلة وتنفتح على تجارب فردية وجماعية جديدة، لا تنتمي لعالم الإنتاجات الكبرى والفيديو كليب والشهرة الواسعة، بل تؤسس موسيقاها ومساراتها وفق إمكانيات اقتصادية محدودة وشخصية غالباً، مستفيدة من مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت عملية انتشارهم دون الحاجة لموارد مالية كبيرة ودون الارتهان لشركات الانتاج التي لا تتحمس غالبا للموسيقى التي يقدمونها.

وهذا ما يؤكده الفنان السوري بو كلثوم الذي أحيى حفلاً ناجحاً خلال اليوم الثالث من فعاليات التظاهرة الذي أكد خلال لقاء خاطف أن "التكنولوجيا أتاحت للفنانين مساحة للتعبير عن أنفسهم دون توقيع عقود مع شركات إنتاج"، معتبراً أنه "وصل إلى مرحلة انتاج الاغاني بعد سنوات من الاستماع الكبير لأنواع مختلفة من الموسيقى تركت لديه رصيداً سمعياً هائلاً ساعده لاحقاً في انتاج أغانيه الخاصة".


والموسيقى البديلة هي موسيقى غير تجارية هاجسها الأساسي هو تمرير رسائل مختلفة سياسية، اجتماعية ثقافية غير نمطية، بمعنى أنها موسيقى تثور على مسلمات فكرية وحضارية رجعية، وتسلط الضوء على جملة من الظواهر السلبية في المجتمعات العربية متطلعة لأن تحدث بذلك تغييراً يذكر.


المطربة درصاف الحمداني

ويشمل برنامج الدورة نحو 40 عرضاً موسيقياً من 18 دولة، من بينها فلسطين ولبنان والأردن ومصر والمغرب وفرنسا وبلجيكا والكاميرون ومالي، نذكر منها مثلاً عروض "كهان الكاف" و"هايد وسيك" و"جدل" و"بو كلثوم" و"مسار إجباري" و"رحلة تور" و"برسبكتيف" و"عنقاء" و"كريم زياد" و"سلام إينيتي" و"داومي".


كما تقدم هذه الدورة عدداً من الندوات التي تتناول "حقوق التأليف والملكية الفكرية" و"مستقبل موسيقى العالم" و"الموسيقى التونسية وإمكانات التسويق العالمي"، ومشروع قانون الفنان والدور الاجتماعي لتعاونية الفنانين في الإحاطة بمنظوريها. كما تنظم جملة من الورشات التكوينية التي تمحورت حول "إدارة الفنانين" و"محتوى الملفات الفنية" و"إدراج الفيديو في الإخراج الركحي"، مع تنظيم "ماركت أيام قرطاج الموسيقية"، وهو معرض موجه لمختلف الفاعلين في مهن القطاع الموسيقي قصد التعريف بمنتجاتهم.

جدل وبو كلثوم يبهران الجمهور

وخلال هذه الدورة تألق عدد من الموسيقيين والفرق العربية والأجنبية التي استقطبت جمهوراً واسعاً، خاصة من الشباب على غرار فرقة جدل الأردنية التي نفذت تذاكر حفلها قبل يومين من العرض الذي كان أحد أبرز عروض الدورة على المستوى الفني والحضور الجماهيري. ففي حفل استثنائي استطاعت أن تحقق الشعار الذي رفعته قبل أسبوع من إحياء الحفل وهو "حفل كامل العدد" في إشارة إلى الجمهور كان في مستوى رهانها وبدا متلهفاً لموسيقاها المتميزة.

"بو كلثوم" هو لقب الفنان السوري الذي عرف في بداية مسيرته باسم "منير كوزياك". تحمل أغانيه طابعاً موسيقياً ممزوجاً بنكهة الـ"هيب هوب" والـ"آر آند بي" والـ"سول"

وبشبابيك مغلقة قدم"بو كلثوم" أحد أشهر مغني الراب في الوطن العربي، على مدى أكثر من ساعة ونصف، عرضاً موسيقياً متميزاً رفقة دي جي "أبو العربي محمد" قدم خلاله أشهر أعماله الفنية، كما خص الجمهور التونسي الذي حضر بأعداد كبيرة وتفاعل بشكل كبير مع أعماله، بأغان حصرية من ألبومه الجديد الذي يقدمه لأول مرة على مسرح الأوبرا. إذ قدم بو كلثوم المنتج الموسيقي السوري جملة من أغانيه التي تدور في مجملها حول الواقع المرير الذي عاشته بلاده سوريا زمن الحرب على غرار "زمل" و"ولع" و"صوان" و"عالي" وطالب علم" و"جوانا".

عرض أبدى فيه بو كلثوم طاقة هائلة على الرقص والغناء كانت كفيلة بأسر الحضور الكبير الذي بدا منسجماً جداً مع مضامين أغانيه الساخرة والمثقلة بقضايا شائكة وحالات وجدانية مرتبطة جميعها بتجربته الخاصة مع الحرب ورحلة ما بعد الحرب.

وفي تعليق خاطف على الحفل قال بو كلثوم: "إنها أجمل حفلات حياتي وستبقى ذكرى جميلة. لم أتوقع هذا الإقبال والتفاعل من الجمهور التونسي، لا أقول هذا مجاملة، ولكن هذا ما كان يدور بيني وبين زملائي مباشرة بعد خروجنا من الحفل. لقد كنا مذهولين وسعداء. لقد أحيت تونس مجدداً سوريا في داخلي بعد سنوات من إقامتي بعيداً عنها بسبب الحرب".


و"بو كلثوم" هو لقب الفنان السوري الذي عرف في بداية مسيرته باسم "منير كوزياك" وهو منتج موسيقي ومغن يتبنى مشروع "الهيب هوب" في موسيقاه. وتحمل أغاني بو كلثوم طابعاً موسيقياً ممزوجاً بنكهة الـ"هيب هوب" والـ"آر آند بي" والـ"سول" التي تستطيع أن تلمس فيها إيقاعات شرقية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard