بشكل غير مسبوق، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تعيين أول مبعوث خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا في كندا في خطوة تُظهر أن الإسلاموفوبيا والتمييز والكراهية غير مقبولة ولا مكان لها في هذا البلد، وأن حكومة كندا تقف إلى جانب المجتمعات المسلمة في جميع أنحاء البلاد وتدعمها.
والقرار أيضاً هو بمثابة إعادة تأكيد من كندا على التزامها باتخاذ إجراءات لإدانة ومعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا والعنف الذي يغذي الكراهية والتمييز الممنهج أينما يحدث على أراضيها.
في إستراتيجية كندا لمكافحة العنصرية، تشمل الإسلاموفوبيا كل أشكال العنصرية والصور النمطية والتحيز والخوف والأعمال العدائية الموجهة ضد المسلمين.
من هي أميرة الغوابي؟
واستقرت الحكومة الكندية على تعيين ممثلة خاصة لمكافحة الإسلاموفوبيا في حزيران/ يونيو 2022 قبل الاتفاق هذا الأسبوع على أن تشغل المنصب المستحدث الناشطة المدافعة عن حقوق الإنسان والصحافية الحائزة على جوائز أميرة الغوابي، وهي عضوة مؤسسة لمجلس إدارة الشبكة الكندية لمكافحة الكراهية.
"خطوة مهمة نحو بناء وطن أكثر أماناً وشمولية للجميع"... #كندا تُعيّن مستشارة خاصة لمكافحة #الإسلاموفوبيا لأجل "تعزيز احترام المساواة والشمول والتنوع وتسليط الضوء على المساهمات المهمة للمسلمين في النسيج الوطني الكندي"
بدأت الغوابي، الحاصلة على بكالوريوس الآداب في الصحافة والقانون من جامعة كارلتون الكندية العريقة مع مرتبة الشرف، حياتها المهنية في هيئة الإذاعة الكندية حيث عملت، فريلانسر وبانتظام، مراسلةً ومنتجةً مساعدةً على مدار 14 عاماً. وشغلت عدة مناصب في المجلس الوطني للكنديين المسلمين. ونشطت في العمل على تعزيز الحريات المدنية لمسلمي كندا.
راهناً، هي كاتبة عمود في صحيفة "تورونتو ستار"، ومديرة الاتصالات الإستراتيجية والحملات في المؤسسة الكندية للعلاقات العرقية، وهي مؤسسة خيرية معنية بتعزيز التناغم العنصري والتفاهم بين الثقافات والمساعدة في القضاء على العنصرية في كندا.
ستبقى الغوابي في المنصب لمدة أربع سنوات، مع ميزانية تناهز 5.6 مليون دولار للسنوات الخمس الأولى من عمل المنصب المستحدث.
ما مهام منصبها؟
باعتراف الحكومة الكندية، تعاني المجتمعات المسلمة في جميع أنحاء كندا من الإسلاموفوبيا التي تتطلب إجراءات مستمرة لمكافحتها. وتعتقد حكومة ترودو أنه "بمكافحة الكراهية والعنصرية والتمييز، يمكننا معاً بناء مستقبل أفضل للجميع".
جاستن ترودو: "التنوع هو حقاً أحد أعظم نقاط القوة في كندا. لكن الإسلاموفوبيا مألوفة للغاية بالنسبة للعديد من المسلمين. نحتاج إلى تغيير هذا. لا ينبغي لأحد في بلدنا أن يشعر بالكراهية بسبب دينه"
ومن خلال شغلها منصب المستشارة الخاصة لكندا لمكافحة الإسلاموفوبيا، ستعمل الغوابي - كخبيرة - على تعزيز جهود الحكومة الفيدرالية في مكافحة الإسلاموفوبيا والعنصرية الممنهجة والتمييز العنصري والتعصب الديني عبر تعزيز الوعي بالهويات المتنوعة والمتقاطعة للمسلمين في كندا وتقديم المشورة للحكومة في تطوير سياسات شاملة ومقترحات تشريعية وبرامج وأنظمة تعكس واقعهم.
كما أنها ستساعد في تعزيز احترام المساواة والشمول والتنوع وتسليط الضوء على المساهمات المهمة للمسلمين في النسيج الوطني الكندي.
تعقيباً على القرار، قال ترودو: "التنوع هو حقاً أحد أعظم نقاط القوة في كندا. لكن الإسلاموفوبيا مألوفة للغاية بالنسبة للعديد من المسلمين. نحتاج إلى تغيير هذا. لا ينبغي لأحد في بلدنا أن يشعر بالكراهية بسبب دينه". أظهر استبيان إلكتروني واسع أجرته هيئة الإحصاء الكندية عام 2021 أن هناك أكثر من 450 أصلاً عرقياً وثقافياً و200 مكان ميلاد و100 ديانة و450 لغة على الأراضي الكندية، علماً أن 4.9% من المبحوثين قالوا إنهم مسلمون.
وأضاف ترودو: "يعتبر تعيين السيدة الغوابي كأول ممثلة خاصة لكندا لمكافحة الإسلاموفوبيا خطوة مهمة في حربنا ضد الإسلاموفوبيا والكراهية بجميع أشكالها. أتطلع إلى العمل معها ونحن نواصل بناء بلد يشعر الجميع فيه بالأمان والاحترام".
من جهته، لفت وزير الإسكان والتنوع الكندي أحمد حسين إلى أنه "في كندا، التنوع حقيقة لكن الاندماج اختيار. لقد استمعت حكومتنا إلى التجارب التي تعيشها المجتمعات المسلمة من جميع أنحاء البلاد قبل أن تتخذ إجراءات مكافحة الإسلاموفوبيا".
وأعرب حسين عن تفاؤله بأول ممثلة خاصة لكندا لمكافحة الإسلاموفوبيا، متوقعاً أن الغوابي "ستستخدم معرفتها وخبرتها الواسعة كمدافعة عن حقوق الإنسان للمساعدة في توجيه وتعزيز جهود كندا في معالجة الكراهية ضد المسلمين، والعنصرية الممنهجة، والتمييز العنصري، والتعصب الديني"، مشدداً على أن "هذا القرار خطوة مهمة نحو بناء كندا أكثر أماناً وشمولية للجميع" وأنه "يوم مهم لكندا".
أظهر استبيان إلكتروني واسع أجرته هيئة الإحصاء الكندية عام 2021 أن هناك أكثر من 450 أصلاً عرقياً وثقافياً و200 مكان ميلاد و100 ديانة و450 لغة على الأراضي الكندية، 4.9% منهم مسلمون.
واعتبرت منظمة العفو الدولية في كندا أن القرار "نقطة تحوّل في الحرب ضد الإسلاموفوبيا"، متمنيةً للغوابي "القوة والنجاح في هذه المهمة الصعبة".
وفي سلسلة تغريدات عبر حسابها في تويتر، توجهت الغوابي بالشكر لحكومة كندا "لجعل هذا الموقف حقيقة واقعة، كوسيلة لتعزيز مزيد من التنوع والشمول في جميع أنحاء البلاد"، معربةً عن تشرفها بشغل هذا المنصب.
وتابعت: "أتطلع إلى الاجتماع مع المسؤولين المنتخبين وصانعي السياسات وقادة المجتمع في جميع أنحاء البلاد لإيصال أصوات المسلمين الكنديين والعمل معاً على مكافحة التمييز والكراهية بجميع أشكالها". وختمت بالدعوة إلى عدم نسيان ضحايا الإسلاموفوبيا في كندا والذين ذكرتهم اسماً اسماً.
يُذكر أنه في عام 2021، حددت الحكومة الكندية يوم 29 كانون الثاني/ يناير من كل عام يوماً وطنياً لإحياء ذكرى ضحايا هجوم مسجد مدينة كيبيك ورفع الصوت بأهمية العمل ضد الإسلاموفوبيا والتنديد بالإسلاموفوبيا وجميع أشكال العنصرية والكراهية والتمييز الديني الأخرى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...