شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
معرض الكتاب... سلاح القاهرة الثقافي لعقاب ليبيا

معرض الكتاب... سلاح القاهرة الثقافي لعقاب ليبيا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 17 يناير 202301:58 م

وصلت أجواء النزاع على الشرعية بين الحكومتين المتنافستين في ليبيا، إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54، التي ستنطلق يوم 25 من الشهر الجاري وتستمر حتى يوم 6 شباط/ فبراير المقبل، في مركز المعارض الدولي في التجمع الخامس.

وبينما امتنع محمد حمودة، الناطق باسم حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس، عن التعليق أو الرد على أسئلة وجهها إليه رصيف22، قال مصدر دبلوماسي مصري لرصيف22، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن ما وصفه بـ"اللغط حول المشاركة الليبية في المعرض، غير مبرر"، لافتاً إلى أن الجهة المسؤولة عن المعرض لم تتلقَّ أي طلبات رسمية من أي جهة حكومية ليبية للمشاركة.

لكن مسؤولين في وزارة الثقافة التابعة لحكومة الدبيبة، قالوا في المقابل، للجهات المصرية، إن مراسلة وزارة الثقافة في حكومة الاستقرار (الغريمة)، برئاسة فتحي باشاغا، طلبت منع مشاركة حكومة الدبيبة في هذه التظاهرة الثقافية.

ومجدداً انتقل الصراع على السلطة بين الحكومتين إلى مقر وزارة الخارجية المصرية، ثم إلى أروقة معرض الكتاب، بعدما استنفد الطرفان النزاع العسكري بينهما وتفرغا للمماحكات السياسية والمناكفات الإعلامية.

انتقام سياسي

يعتقد مسؤولون في حكومة الدبيبة، أن القرار المصري بمثابة انتقام سياسي منهم، نظراً إلى جملة الخلافات الأخيرة بين السلطات المصرية وحكومة الدبيبة.

وانتقدت وسائل إعلام ليبية محلية غياب ليبيا رسمياً عن المعرض، وأرجعته إلى ما وصفته بتنافس الحكومتين العقيم على السلطة.

لكن مصادر الخارجية المصرية أصرّت، في المقابل، على أن هذا الغياب ليس سياسياً، وإنما هو بسبب مشكلة إجرائية، من دون الخوض في المزيد من التفاصيل.

وبحسب علي عوين، رئيس اتحاد الناشرين الليبيين، فقد أصدرت وزارة الخارجية المصرية قراراً بمنع مشاركة حكومتي الدبيبة التي تمارس عملها من العاصمة طرابلس، وحكومة الاستقرار الموازية برئاسة فتحي باشاغا، والتي تعمل من وسط البلاد وشرقها، بعدما تعذّر عليها دخول العاصمة طرابلس منذ العام الماضي.

وفقاً لما رواه عوين، فقد طلبت وزارة الثقافة في حكومة باشاغا، المشاركة في معرض القاهرة للكتاب، بدلاً من حكومة الدبيبة، ورأى أن ما تناوله في السابق بخصوص مشاركة ليبيا في معرض القاهرة خاص بـ"وزارتي الثقافة في ليبيا فقط"، نظراً إلى الانقسام السياسي. ‎

وقال في المقابل، إن اتحاد الناشرين الليبيين وكل دور النشر الليبية الخاصة، مرحب بها في فعاليات المعرض، نافياً تطرقه إلى أي شأن سياسي دبلوماسي.

 الخارجية المصرية هي المسؤولة عن منع مشاركة ليبيا في معرض القاهرة للكتاب، بعدما أحالت إدارة المعرض الخلاف بين حكومتي باشاغا والدبيبة إليها

الهيئة العامة تدافع عن نفسها

وكان عوين، قد أعلن على مدى الأيام القليلة الماضية، أن وزارة الخارجية المصرية هي المسؤولة عن منع مشاركة ليبيا في معرض القاهرة للكتاب، وأضاف لقناة ليبيا الأحرار، أن المنع جاء بعدما أحالت إدارة معرض الكتاب هذا الخلاف بين حكومتي باشاغا والدبيبة، إلى وزارة الخارجية المصرية التي خلصت إلى إصدار قرار بمنع المشاركة الليبية.

وأشار عوين إلى أن إدارة المعرض كانت قد وافقت خلال الأيام الماضية، على مشاركة وفد حكومة الدبيبة قبل مطالبة حكومة باشاغا بالمشاركة، لافتاً إلى أن جناح اتحاد الناشرين الليبيين في المعرض، لن يتضمن مشاركة أي وفد من الحكومتين.

في المقابل، نفت الهيئة العامة للكتاب في مصر منع ليبيا من المشاركة في المعرض، مشيرةً إلى أن الأمر برمّته لا يعدو عن كونه إجراءً إدارياً ناجماً عن تأخر الجانب الليبي في التقدّم بطلب المشاركة.

وأكد المستشار الإعلامي للهيئة جمال عاشور، لوسائل إعلام ليبية، وجود عدد كبير من دور النشر الليبية في المعرض، بعدما تقدّمت بطلب للمشاركة عبر منصته الرقمية.

انتهى شهر العسل بين الدبيبة والقاهرة، ولم تعد العلاقات كما كانت عليه لدى تولّي الدبيبة السلطة قبل نحو عامين

وتطرح الهيئة المصرية العامة للكتاب خلال المعرض مجموعةً من العناوين، من بينها ديوان الشاعر الليبي عاشور الطويبي "إبيجرامات ليبية... وقصائد ريفية"، ضمن سلسلة الإبداع العربي.

السيسي ضد الدبيبة

وتوترت العلاقات بين القاهرة وحكومة الدبيبة على مدى الشهور القليلة الماضية، بعدما أبرمت الأخيرة اتفاقاً مثيراً للجدل مع تركيا العام الماضي، بخصوص التنقيب عن النفط والغاز في السواحل الليبية على البحر المتوسط.

وردّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بقرار رسمي بترسيم الحدود البحرية الغربية لبلاده، وهو ما اعترضت عليه حكومة الدبيبة.

وبحسب مصادر مصرية لرصيف22، فقد انتهى شهر العسل بين الدبيبة والقاهرة، ولم تعد العلاقات كما كانت عليه لدى تولّي الدبيبة السلطة قبل نحو عامين.

وجرت مماحكات بين وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونجلاء المنقوش وزيرة الخارجية في حكومة الدبيبة، بعدما احتجّ شكري على رئاستها الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة.

ومن المتوقع غياب شكري عن الاجتماع الذي تعتزم المنقوش تنظيمه في العاصمة طرابلس، لوزراء الخارجية العرب في شهر آذار/ مارس المقبل.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard