أم كلثوم: العربية الوحيدة في قائمة إشكالية
تشتعل الخلافات في كل مرة تنشر مجلة رولينغ ستون الشهيرة قائمة جديدة، نظام القوائم بنفسه مثير للسخرية لترتيب الأفضل والأحسن، فالمشكلة ليست فقط باختيار أم كلثوم وحدها، بل بالمعايير التي يتم على أساسها الاختيار، تلك التي لا نعرف عنها شيئاً ويُصنف على أساسها الفنانون.
المشكلة ليست فقط في اختيار أم كلثوم، بل بالقائمة في ذاتها وعدم إنصافها، وتصنيف بيونسة مثلاً وريانا ومايكل جاكسون، فلا السياق السياسي يؤخذ بعين الاعتبار ولا الفترة الزمنية. السؤال الأهم، أي تاريخ بالضبط هذا الذي نتحدث عنه، تاريخ أمريكا أم تاريخ العالم؟
يكفينا أن أم كلثوم تطربنا نحن من نفهم لغتها ومدى صوتها، وليذهب التاريخ بأكمله إلى حيث يريد.
ماسك الذي دخل التاريخ خاسراً
ما زال الجدل حول إيلون ماسك مستمراً، لكن تبين مطلع هذا العام أن البليونير دخل التاريخ، لا بوصفه أغنى رجل في العالم، بل بوصفه الذي خسر أكبر ثروة في عام واحد، 200 مليار دولار، تفوق ميزانية العديد من الدول العربيّة وقادرة على وفاء ديون الكثيرين دولاً وأشخاصاً.
دخل إيلون ماسك التاريخ بوصفه الخاسر الأكبر إذ خسر 200 مليار دولار التي تفوق ميزانية العديد من دول العالم. المشكلة ليست في ماسك، بل في المنظومة التي تتيح لشخص واحد أن يمتلك هكذا ثورة... المقتطف الجديد
المشكلة ليست في ماسك نفسه، بل في النظام السياسي والاقتصادي نفسه، ذاك الذي يتيح لرجل واحد فقط أن يمتلك كل هذه الثروة. نحن أمام واحدة من أبرز صور الرأسمالية وحشية. ماسك سيبقى مليارديراً، بينما نحن مستخدمي تويتر، والمضطرين لدفع ثمانية دولارات شهرياً لننعم بحرية التعبير، لن نحلم بواحد بالمئة من هذا المبلغ.
عودة شرطة الأخلاق في إيران
لم تتوقف الاحتجاجات في إيران، وعوضاً عن محاولة احتوائها، فجأة، عادت شرطة الأخلاق لممارسة نشاطها، ونصبت السلطات كاميرات في الشوارع لمراقبة النساء اللواتي يخالفن القانون، وهددت أصحاب المحلات الذين يسمحون بدخول النساء دون حجاب بالإغلاق.
الواضح أن المشكلة ليست دينية، نحن أمام صراع شديد حول ملكية الجسد، هل هو للسلطة أم للفرد؟ خصوصاً أن الحجاب مشكلة لا تتعلق بالنظام الإسلامي فقط. قبل ذلك منع الشاه رضا ارتداءه إرضاءً للغرب. ما يمكن فهمه أن الحجاب ليس فقط في إيران، بل في كل العالم، علامة على الحرية الشخصية، سواء ارتدته المرأة أم لا، هو خيار شخصي، وكل سلطة تتدخل في ثياب مواطنيها، لا بد من الاحتجاج ضدها على الأقل.
هل يصافح أردوغان الأسد؟
لا مكان هنا لاستعراض الشتائم بين أردوغان والأسد، أكثر من عشرة أعوام وتركيا تعادي الأسد الذي دمر بلاده وهجر شعبها، الفرصة التي اغتنمها أردوغان وأعاد النظر في إستراتيجياته ووسع نفوذه في الشمال السوري.
هل يهمنا فعلاً ترتيب أم كلثوم في قائمة رولينغ ستون؟ يكفينا أنها تطربنا، وكل ما تبقى لا قيمة له... عصارة أخبار الأسبوع في المقتطف الجديد
التصريحات الأخيرة حول لقاء بين الاثنين، ذات أهداف غير واضحة، هل فعلاً سيعيد أردوغان اللاجئين؟ هل هي حركة سياسية لإرضاء الناخبين الأتراك؟ وماذا عن الأكراد؟ الكثير من الأسئلة ولا إجابات واضحة لها، لكن الضحية الوحيدة لهكذا مصالحة إن حدثت، تتمثل بالسوريين، فمن في الداخل في جحيم، ومن في الخارج يواجهون خطر الترحيل.
يحق لتركيا إدارة مصالحها، لكن ما يهدد شكل العالم حالياً، خصوصاً في ظل الحرب على أوكرانيا، أن شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان لم تعد ذات معنى، اكتشفنا أنه يمكن للعالم أن "يشاهد" مقتلة شعب ويحولها إلى فرصة للصراع على النفوذ السياسيّ.
الأمير هاري وسؤال الشفقة
لا نعلم بدقة ما الذي يريده الأمير هاري، إذ يقدم نفسه ضحية الباباراتزي، وضحية عائلته، وضحية العنصرية، وزوج ممثلة مغمورة تعرف عليها عبر انستغرام، والآن مع اقتراب صدور مذكراته، بدأت تنتشر تسريبات منها، فهو حزين لأنه تشاجر مع أخيه، الشأن الذي لا نعلم لمَ علينا أن نشفق بسببه على هاري، ألا يتشاجر الأخوة دوماً؟
مشكلة الحجاب في إيران وأي بلد في العالم ليست دينية، لأنه علامة على الحرية الشخصية، وأي سلطة تتدخل في ثياب مواطنيها لا بد من الوقوف بوجهها
ما يقوم به هاري وميغان محط الكثير من الانتقادات المحقة والمجحفة، لكن ما يثير الاهتمام هو محاولة هاري تجاهل أنه من العائلة المالكة، والتحول إلى منتج في نيتفليكس، فهل يبحث عن الشهرة أم يريد تحقيق ذاته؟ أليس عليه أن يعيد النظر في حياته وعلاقته مع ذاته بعدما اعترف بأنه قتل 25 شخصاً في أفغانستان؟ أم ما يهم حالياً هو الضغوط التي تعرضت لها ميغان بسبب ألوان ثيابها؟
الخشبة السعوديّة مساحة للصلح بين نجوم الغناء
تعرضت الحفلة التي أُقيمت في السعودية بعنوان "تريو أرابيك نايت"، إلى الكثير من الانتقادات، لا بسب اسمها الذي لا يحوي كلمة عربية، بل عدم التنسيق بين المغنين، ما جعل الحفل يبدو وكأنه تمرين سابق على الاحتفال الرسمي.
ازداد الأمر سخرية مع تجلي الخلافات بين الفنانين والفنانات، وتحول الخشبة إلى مساحة لاستعراض النجومية، ما تركنا نحن المشاهدين مشدوهين مما يحصل، لكن المفارقة أن كل ذلك لا يهم، لا نعلم كم دفعت السعودية لكل مؤد ظهر على الخشبة، لكن المهم ان المال قادر على تجاوز كلّ الخلافات، لا يهم من يكره من أو من يختلف مع من سياسياً، المهم أنهم في "السعودية" وسيعود كل واحد منهم بجيوب ملأى إلى بلده.
شارلي إيبدو تضرب مجدداً
توترت العلاقات الفرنسية الإيرانية مؤخراً، إذ نشرت مجلة تشارلي إيبدو رسوماً كاريكاتورية تسخر من المرشد الأعلى، ما أدى إلى غضب إيراني، وأغلقت إيران مركز بحوث فرنسي، واستدعت السفير الفرنسي وأكدت أن الرد سيكون حاسماً.
الغريب هو تعامل المرشد الأعلى مع الرسومات بوصفها إهانة شخصية له، في نفس الوقت الذي يشتمه فيه الإيرانيون ويمزقون صوره ويدوسونها. هيبة السلطة الدينية في إيران تنهار، وأي فعل كرد على هذه الصور، سيبدو طفولياً وساذجاً، فمن يحاول أن يخيف المرشد الأعلى، الإيرانيين الذين يدعون لإسقاطه أم المجتمع الدولي الذي يحاربه أم ميليشياته الموزعة في الشرق الأوسط؟
لم يعد للعمامة الدينية هيبة، ورسم كاريكاتور أقل ما يمكن القول عنه إنه ساذج لا يستدعي ردوداً حاسمة، لكن الواضح أن هيبة المرشد الأعلى لم تعد تتجاوز "الصورة"، تلك التي مهما حاول الحفاظ عليها فلن نتذكر سوى أنها مزقت وتعرضت للسخرية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...