شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"تبرّع تُكرّم"… ملياردير سعودي وراء أحدث "نكبات" العائلة المالكة في بريطانيا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الخميس 17 فبراير 202203:17 م

وردَ اسم ملياردير سعودي بارز في خضم أحدث "نكبات" العائلة المالكة في بريطانيا، وهي قضية اتهام مؤسسة ولي عهد المملكة، الأمير تشارلز، الخيرية بانتهاك "قانون الشرف" لعام 1925، في ما اشتُهر إعلامياً بـ"الأموال مقابل التكريم" أو "تبرّع تُكرّم".

يتعلق الأمر بمنح رجل الأعمال السعودي محفوظ مرعي مبارك بن محفوظ رتبة القائد CBE، أرفع أوسمة الإمبراطورية البريطانية، في احتفال خاص بقصر كلارنس هاوس عام 2016 في حضور تشارلز وزوجته كاميلا.

وكانت صحيفة "صنداي تايمز" أول من أثار مزاعم شبهات الفساد في تكريم بن محفوظ، مطلع أيلول/ سبتمبر 2021. أوردت الصحيفة أن المواطن السعودي دفع عشرات آلاف الجنيهات الإسترلينية لـ"مؤسسة الأمير" الخيرية التابعة للأمير تشارلز كتبرعات مقابل وعود بتسهيل حصوله على الجنسية البريطانية ولقب رفيع.

إثر ذاك، أعلنت المؤسسة إجراء تحقيق داخلي، واستقال مديرها العام، مايكل فوسيت، المقرب من الأمير، وبدأت شرطة العاصمة (سكوتلاند يارد) "عملية تقييم" للمزاعم انتهت بإعلان بدء تحقيق رسمي الأربعاء 16 شباط/ فبراير الجاري.

علماً أنه "لم تكن هناك أي توقيفات أو استجوابات رسمية" بعدُ في القضية.

قلّده تشارلز أحد أرفع رتب الإمبراطورية البريطانية في احتفال خاص عام 2016… الملياردير السعودي محفوظ بن محفوظ يتسبب في إحراج ولي عهد بريطانيا وتحقيق رسمي في فضيحة "تبرّع تُكرّم"

ما هي المخالفة؟

في بيان مقتضب، قالت شرطة العاصمة البريطانية إنها تحقق في انتهاكات مزعومة للقانون الصادر عام 1925، قانون "منع التجاوزات" في منح ألقاب الشرف والأوسمة.

تمنح الرتب وأوسمة الشرف، المعروفة بـ"رتب الشرف في الإمبراطورية البريطانية"، للمواطنين البريطانيين الذين حققوا إنجازات في مجالات العلوم والفنون والآداب والعمل الخيري والخدمة العامة داخل حدود المملكة المتحدة.

من هذا المنطلق، يستطيع أي شخص في المملكة المتحدة ترشيح مواطن بريطاني لنيل هذه الأوسمة. لكن الذين يحصلون عليها غالباً ترشحهم لجنة ألقاب الشرف في الحكومة البريطانية. عقب الاستقرار على المرشحين، ترسل اللجنة توصياتها إلى رئيس الوزراء الذي يرفعها إلى الملكة التي تمنح المستحقين منهم هذه الألقاب والأوسمة.

في تقرير "صنداي تايمز"، اتُهم مساعد الأمير، مايكل فوسيت، بأنه عرض المساعدة في تأمين وسام شرف لرجل الأعمال السعودي مقابل تبرع الأخير بمبالغ ضخمة لمشاريع ترميم ذات صلة بتشارلز. وزُعم أنه دفع آلاف الجنيهات الإسترلينية إلى "وسطاء" لديهم صلات بالأمير للغرض عينه.

وقيل إن فوسيت نسّق مع "الوسطاء" مسألة إدراج اسم بن محفوظ في عداد ترشيحات نيل الرتب الشرفية إثر تبرع السعودي بنحو 1.5 مليون جنيه إسترليني (أكثر من مليوني دولار أمريكي) للجمعيات الخيرية الملكية.

يُقال إن الملياردير السعودي تبرع بأكثر من مليوني دولار أمريكي لمؤسسات خيرية تابعة للملك تشارلز، ومبالغ ضخمة أخرى لـ"وسطاء" لديهم صلات بدوق ويلز، مقابل تسهيل حصوله على الجنسية البريطانية ورتبة شرف رفيعة

في رسالة يُزعم أن فوسيت أرسلها إلى أحد مساعدي بن محفوظ عام 2017، نُسب إليه القول: "في ضوء كرم معالي الدكتور بن محفوظ المستمر، يسعدني أن أؤكد لكم، بكل ثقة، أننا على استعداد وسعداء لدعم طلب الجنسية له والمساهمة في تكريمه".

هل كان الأمير تشارلز يعلم؟

السؤال الأبرز هنا هو هل كان الأمير تشارلز على علم بما فعله فوسيت؟

عقب إعلان التحقيق الرسمي في القضية، قال متحدث باسم أمير ويلز إنه "مستعد" للتحدث إلى المحققين بشأن المزاعم، مشيراً إلى أن تشارلز "ليس لديه علم" بحدوث أي انتهاك لقانون منح الرتب والأوسمة. وتابع أنه "من غير المناسب التعليق على التحقيق الجاري" بالمزيد.

والأمير تشارلز هو رئيس "مؤسسة الأمير" الخيرية الملكية التي تنضوي تحت لوائها بضع جمعيات خيرية، لكنه لا يشارك في إدارتها، وإنما يشرف أمناء المؤسسة الخيرية على أنشطتها اليومية.

غير أن فوسيت نفسه عُرف بأنه من أقرب رجال الأمير إليه، وهذا ما يجعل الادعاءات ضده سبباً لإحراج الأمير. 

بدأ فوسيت خدمته الملكية عام 1981 مستخدماً لدى الملكة، ثم وصيفاً للأمير تشارلز حتى عام 2003 إذ تورط في اتهامات بسلوك مالي غير قانوني متعلق ببيع هدايا ملكية. رغم تبرئته من هذه الاتهامات، ثبت أنه قبل هدايا ذات قيمة من غرباء واستقال إثر توجيه انتقاد له في تقرير داخلي. مع ذلك، احتفظ بالعمل مساعداً ومديراً لفعاليات الأمير تشارلز.

علاوة على ذلك، يُزعم أن الأمير تشارلز عقد اجتماعات خاصة مع بن محفوظ في عدة مناسبات.

أحد أبناء شيخ قبائل آل بن محفوظ العريقة في السعودية واليمن، وعضو لجنة التحكيم التجاري في مجلس التعاون الخليجي… ماذا نعرف عن رجل الأعمال السعودي الذي يقف وراء أحدث أزمات العائلة البريطانية المالكة؟

من هو بن محفوظ؟

أما رجل الأعمال السعودي الذي يقف وراء أحدث أزمة في العائلة المالكة البريطانية، فهو "الدكتور المستشار محفوظ، عضو مجلس إدارة غرفة مكة، ورئيس اللجنة التجارية بالغرفة التجارية والصناعية السعودية، وعضو لجنة التحكيم التجاري التابعة لمجلس التعاون الخليجي".

وهو واحد من خمسة أبناء للشيخ مرعي بن محفوظ، شيخ قبائل آل بن محفوظ في السعودية واليمن، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة "مجموعة مرعي بن محفوظ وشركاه" السعودية، وعضو "مجلس إمارة منطقة مكة المكرمة". 

ولد بن محفوظ عام 1969، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والإدارة من جامعة الملك عبد العزيز عام 1993، ثم درجة الماجستير في القانون من الجامعة الأمريكية في بريطانيا عام 1999. ثم الدكتوراه في القانون الدولي من كلية كينجز جامعة لندن عام 2004.

وتأتي المزاعم بشأن الرتبة الفخرية لبن محفوظ بينما لم تندمل جراح العائلة المالكة البريطانية من فضيحة الاعتداء الجنسي الذي اتهم فيه الأمير أندرو، دوق يورك، من قبل سيدة أمريكية، سُحبت منه على إثرها ألقابه العسكرية ورعايته الملكية.

وانتهت أزمة الأمير أندرو بتوقيع تسوية مالية قانونية من دون أن يقرّ بالذنب إذ أنكر الاتهامات بمضاجعة السيدة الأمريكية في ثلاث مناسبات عندما كان عمرها 17 عاماً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image