شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
المساج الجنسي وتدليك الجسد... خيارات تعزز العلاقة الحميمية أم مجرد رفاهية؟

المساج الجنسي وتدليك الجسد... خيارات تعزز العلاقة الحميمية أم مجرد رفاهية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 13 يناير 202303:00 م

نتيجة ضغوط الحياة التي لا تنتهي، قد تقع العلاقة الحميميّة بين الزوجين في خانة الفتور والملل. وبهدف كسر روتين الحياة، الذي يأخذ كلاً من الزوجين بمنأى عن الآخر بانخراطه في مسؤولياته وأعماله اليوميَّة، من الأفضل خلق روح جديدة في أثناء ممارسة العلاقة الجنسية حتى تصل بالطرفين إلى أقصى درجات النشوة والسعادة الغامرة، والتدليك قد يكون مفتاح تجديد الشغف.

هل قام أحدكم/ نّ بعمل التدليك أو المساج للجسم بصفة عامة، أو المساج الجنسي المختص بالأعضاء التناسلية بصفة خاصة، قبل بدء العلاقة الحميمية أو في أثنائها مما ساهم في زيادة الشعور بالنشوة والمتعة مع الشريك/ ة؟

الموروث المصريّ لعملية التدليك أو المساج الجسديّ

"آه يا عضمك وعضلاتك يا رضا"؛ هذه مقولة فُلكلورية مصريّة متوارثة بين المصريين/ ات عن التدليك؛ فعندما نتحدث عن المساج، تتبادر إلى أذهاننا هذه المقولة، وكأنَّ الغرض من ممارسة التدليك هو التخلص فقط من الآلام الجسمانية المزمنة أو المؤقتة، من دون النظر إلى الهدف الآخر الملموس من مزاولته كوسيلة لتحسين الأداء الجنسي عن طريق تحقيق الاسترخاء الذهني والعقلي.

هل قام أحدكم/ نّ بعمل التدليك أو المساج للجسم بصفة عامة، أو المساج الجنسي المختص بالأعضاء التناسلية بصفة خاصة، قبل بدء العلاقة الحميمية أو في أثنائها مما ساهم في زيادة الشعور بالنشوة والمتعة مع الشريك/ ة؟

تشير دراسات حديثة إلى أنّ تدليك الجسم يساعد على إفراز هرمونات السعادة، مثل السيروتونين والأدرينالين اللذين من شأنهما رفع الحالة المزاجيّة للأشخاص وللأزواج تحديداً، مما يساعد على تحسين الأداء الجنسيّ وتصبح العملية ممتعةً لكلا الطرفين على حدٍ سواء.

المساج الجنسي

واظبت سارة يسري (اسم مستعار)، على جلسات المساج منذ فترة، ولاحظت اختلافاً كبيراً عند ممارسة العلاقة الحميميّة بعد عمل هذه الجلسات، وفق ما كشفت لرصيف22: "أصبحت أشعر بسعادة ونشوة كبيرتين، كما أنها علمتني أن أقوم بتدليك جسد زوجي وأعضائه الجنسيّة بشغف وحب من دون خجل أو قلق، وجنّبتني الكثير من الخلافات بيني وبينه، فأصبح كلّ طرف يفهم ما يُريده ويرغب به الآخر من أجل إشباع الاحتياج الجنسيّ".

بدوره، قال طارق عمار لرصيف22: "أُحب ممارسة المساج بصفة منتظمة، بحيث أنّه يُجدّد حيوية الجسد وطاقته".

وتابع بالقول: "لاحظت الفرق بين الأداء الجنسيّ، لذلك أنصح جميع الأزواج بممارسة المساج بصورة منتظمة، كما أنه جعلني أرغب في تدليك جسد زوجتي وأعضائها الجنسيَّة بشغف أيضاً".

"أصبحت أشعر بسعادة ونشوة كبيرتين، كما أنها علمتني أن أقوم بتدليك جسد زوجي وأعضائه الجنسيّة بشغف وحب من دون خجل أو قلق، وجنّبتني الكثير من الخلافات بيني وبينه، فأصبح كلّ طرف يفهم ما يُريده ويرغب به الآخر من أجل إشباع الاحتياج الجنسيّ"

تعليقاً على هذه النقطة، أوضحت د. حنان شلبي، استشارية الصحة النفسية والعلاقات الزوجيّة، في حديثها إلى رصيف22، إلى أن المساج بصفة عامة يساعد على الاسترخاء والسعادة وتجديد نشاط الجسد وتحسين الأداء الجنسيّ، مشيرةً إلى أن المساج الجنسيَّ بصفة خاصة يساعد على الأداء الجنسيّ الفعّال والوصول إلى قمة النشوة والمتعة بين الزوجين: "إن مزاولة المساج أو التدليك لا يهدف فقط إلى التخلّص من آلام الجسد والعضلات، ولكن أهميته القصوى تكمن أيضاً في تحسين الأداء الجنسيّ والذي بدوره يؤدي إلى الاكتمال والإشباع الجنسيّين، وذلك عن طريق إفراز المخ للهرمونات الجنسيّة المُختصّة بتحقيق النشوة والمتعة في أثناء ممارسة العلاقة الحميمة".

وتابعت شلبي بالقول: "المساج الجنسيّ يعتمد على تدليك العانة والثديين من قبل الزوج، وتدليك العضو الذكريّ من قبل زوجته، لأن هذا يساعد على زيادة النشوة والمتعة بين طرفيّ العلاقة الحميميّة والوصول إلى الأورغازم، ويتم ذلك باستخدام اليد بمساعدة زيوت طبيعية كزيت اللوز واللافندر".

وكشفت د.حنان، أن أغلب الحالات التي تأتي إليها للاستشارة، تُعاني من غياب وسوء فهم "المساج الجنسيّ" قبل بدء العلاقة الحميميَّة، والذي يُطلَق عليه "المُداعبة"، حيث أن هناك تجارب لبعض السيدات اللواتي يشتكين من أن الزوج يرغب دوماً في أثناء ممارسة العلاقة الحميمية إلى الوصول بسرعة إلى الإيلاج، من دون التمهيدات الضرورية التي تؤهل إلى ذلك وتحقق إيلاجاً ممتعاً من دون ألم أيضاً: "الرجل الشرقيّ في الغالب لديه رهاب وخوف الفشل من العلاقة الحميميَّة، ولذلك يلجأ إلى نهايتها بالإيلاج سريعاً، من دون الاكتراث بمتطلبات الزوجة ومشاعرها واحتياجاتها الجنسيَّة، وهذا بالطبع يؤدي إلى عدم إشباعها جنسياً؛ لأن هذه التمهيدات هي أساس نشوة المرأة ومتعتها ووصولها إلى الأورغازم الممتع".

بمعنى آخر، يجب أن تتم مداعبة المرأة في أثناء العلاقة الحميمية، عن طريق التقبيل والكلام اللطيف وحسن التعامل مع جسدها، فالعلاقة الجنسيَّة لا تكون مبنيَّةً على الغريزة فقط، إنما هي أسلوب للتعبير عن الحب لتقوية أواصر العلاقة الحميميّة وروابطها، وهو ما أكدت عليه شلبي في حديثها.

في المقابل، كشفت أنها تسمع في عيادتها عن شكوى متكررة للرجال من عنف الزوجة في أثناء العلاقة الحميمة؛ حيث يستخدمن المساج الجنسيّ بشكل خطأ في أثناء هذه العلاقة، "الأمر الذي يتعب الرجل وينتهي به الحال إلى عدم اكتمال الإشباع الجنسيّ لديه، مما يسبب الخلافات والمشكلات الأسريَّة التي تنتج عن عدم فهم ممارسات العلاقة الحميميَّة بطريقة صحيحة من أجل إرضاء الطرفين".

وختمت د. حنان شلبي حديثها بالقول: "الاستنتاج العام هو عدم تلاقي الأفكار والميول الجنسيّة وتوافقها في أثناء العلاقة الحميميَّة، فالغالبية العظمى من الأزواج الذين يُعانون من عدم اكتمال النشوة الجنسيَّة، تفكر في إشباع رغباتها من دون الاكتراث أو الانتباه إلى الطرف الآخر، ولذلك تحدث الخلافات والمشكلات الأسريَّة والجنسيَّة".

الجذور التاريخيَّة للمساج الجسدي والجنسي

تعود ممارسة التدليك أو المساج إلى جذور قديمة في الهند، بممارسة "التانترا" التي تعتمد على الرغبة العميقة المتفانية في إرضاء شريك الحياة، كما توجد نقوش وبرديات مصرية تشير إلى مزاولة المصريين القدماء "المساج".

في الواقع، هناك أنواع محددة من المساج كانت موجودةً منذ القدم وتُعدّ جزءاً من ممارسة التانترا أيضاً وهي: مساج لينغام Lingam.

تدليك لينغام، هو لقاء وربط بين طاقتيّ Yang_Yin، أي إحداث توازن فعَّال بين هاتين الطاقتين في جسد الإنسان؛ طاقة أنثويّة تعني الراحة والبهجة المطلقة وطاقة ذكوريَّة تعني الاتّساع والنمو داخل جسد يانغ. وتلك القوى المتوازنة تعطي شعوراً عميقاً بالاكتمال والرضا الداخليّ، ولا يتم استخدامه من أجل إشباع الاحتياج الجنسيّ الفرديّ والإفراج الجنسيّ فحسب، بل هو اتجاه واسع يسمو بالروح والوجدان من أجل أن يكون المرء مشبعاً بالإدراك الحسيّ بشكل جديد وعميق بغية الوصول إلى إشباع جنسيّ جيد وعلاقة حميمية أفضل.

"المساج الجنسيّ يعتمد على تدليك العانة والثديين من قبل الزوج، وتدليك العضو الذكريّ من قبل زوجته، لأن هذا يساعد على زيادة النشوة والمتعة بين طرفيّ العلاقة الحميميّة والوصول إلى الأورغازم، ويتم ذلك باستخدام اليد بمساعدة زيوت طبيعية"

تشير كلمة لينغام في "اللغة السنسكريتية"، إلى الإله شيفا، إله القسوة والتدمير، وتعني "ذكر قضيب"، وتُترجَم حرفياً مثل "عصا ضوئيَّة"، بالمعنى الدقيق هي ممارسة جنسيّة تنطوي على تدليك القضيب، وهي عكس العادة السريّة التي يمارسها الشخص بنفسه، فالأمر لا يقتصر هنا فقط على تدليك القضيب بل أيضاً مداعبة الخصيتين وحتى البروستاتا، وهو ما يُسمى في ممارسة التانترا بـ"المكان المقدس" sacred place.

الغرض الأساسيّ من هذا التدليك هو الزيادة التدريجيَّة في المتعة بين الزوجين والتي تصل في نهاية المطاف إلى نشوة متعددة في أثناء العلاقة الحميميَّة.

هناك نوع آخر من المساج يسمى "Yoni massage"، ويعمل على تحسين الأداء الجنسي للمرأة؛ لأنّه يعتمد على تدليك منطقة المهبل، مما يساعد على زيادة النشوة والمتعة في أثناء العلاقة الحميميَّة.

كما أثبتت دراسة حديثة أيضاً أن مساج البروستاتا بالنسبة إلى الرجل يساعد على وصوله إلى علاقة جنسيَّة أفضل ومتعة حقيقيّة وأورغازم أقوى من المعتاد في أثناء العلاقة الحميميَّة، لأن البروستاتا تُعدّ "نقطة جي سبوت" الخاصة بزيادة الشهوة عند الرجل.

كما أن هذا النوع من المساج يُعالج حالات خاصة بسلسل البول عند الرجال، والتهاب البروستاتا وحالات الضعف الجنسيّ.

باختصار، يمكن القول إن ممارسة المساج سواء للجسم بشكل عام أو المساج الجنسي في أثناء العلاقة الحميميّة بشكل خاص، هي من الوسائل المهمة لتعزيز الحياة الزوجية، وكسر الروتين وزيادة الشغف بين الطرفين عن طريق تحقيق أقصى درجات المتعة والنشوة. 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard