شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أم كلثوم ضمن أهم 200 مطرب/ة في التاريخ… لماذا انزعج كثيرون؟

أم كلثوم ضمن أهم 200 مطرب/ة في التاريخ… لماذا انزعج كثيرون؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن وحرية التعبير

الأربعاء 4 يناير 202304:56 م

"أم كلثوم ليس لها مثيل حقيقي بين المطربين في الغرب؛ لعقود من الزمان مثّلت النجمة المصرية، وما تزال إلى حد ما، روح العالم العربي. بصوتها القوي الرنان، الذي لا يمكن طمس لونه الغنائي الفريد، تنتقل عاطفياً بطريقة مذهلة في الأغاني المعقدة التي تستطيع الاستمرار في أدائها بسهولة لساعات، بطبقات صوت وعُرَب جمالية متنوعة، أما الحشود وكأنها واعظ حماسي".

بهذه الكلمات بيّنت مجلة "رولينغ ستون" الموسيقية الشهيرة سبب اختيارها كوكب الشرق أم كلثوم (31 كانون الأول/ ديسمبر 1898- 3 شباط/ فبراير 1975) ضمن قائمتها لأهم 200 مطرب/ ة في التاريخ نظراً لأثرها الممتد بعد مرور 47 عاماً على رحيلها.

أضافت المجلة أن وفاة أم كلثوم عام 1975 جعلت الملايين يخرجون إلى شوارع العاصمة المصرية القاهرة حزناً، وأنه بينما لا يمكن حصر تأثيرها على الأجيال المتتابعة من المطربين العرب، امتد أثرها أيضاً إلى ما هو أبعد من ذلك.

واستشهدت "رولينغ ستون" بأن الفنان الأمريكي الشهير بوب ديلن وصف أم كلثوم بأنها "عظيمة"، فيما استخدمت المغنية الأمريكية بيونسيه موسيقى أغنية "إنت عمري" خلال حفلاتها الراقصة عام 2016.

"قائمة أعظم المطربين، وليست قائمة أعظم الأصوات"... أم كلثوم الاسم العربي الوحيد ضمن قائمة رولينغ ستون لأعظم 200 مطرب/ة في التاريخ، غضب من ترتيبها المتأخر ومن غياب فيروز والعندليب عن القائمة

كذلك، قال المغني الإنجليزي الشهير روبرت بلانت: "عندما سمعت أم كلثوم لأول مرة، وأدركت كيف كانت تتمايل عبر السلم الموسيقي وتهبط بنغمة جميلة، لم أستطع حتّى تخيل كيف تفعل ذلك. كان ذلك صعباً حقاً، وكأن شخص ما أحدث ثقباً في جدار فهمي للغناء".

مرتبة متأخرة؟

رغم أن أم كلثوم كانت الصوت العربي الوحيد ضمن القائمة العالمية، فإن الكثير من المختصين والمعلقين العرب أعربوا عن غضبهم من حلولها في "ترتيب متأخر"، على حد قولهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما اعتبروه ترتيباً "مستفزاً ويحرق الدم" ويجعل القائمة "لا يُعتد بها".

حلّت أم كلثوم في المركز 61، سبقتها ليدي غاغا وبراين ويلسون وبيونسيه بينما تلاها بوب مارلي وإلتون جون ومايكل جاكسون وريانا وبيلي إيليش.

وألمح معلقون إلى "عنصرية" في معايير الاختيار إذ استغرب البعض أن نسبة قليلة للغاية فقط من الأسماء كانت من خارج أوروبا وأمريكا.

من بين هذه التعليقات الغاضبة، غرّدت الصحافية اللبنانية سناء خوري: "مش فاهمة صراحة المرتبة، الست أم كلثوم خارج التصنيفات، وخارج اللوائح والمراتب، وأصلاً النقاد الأجانب شو دخلهم بالطرب وتقنيات الغناء الشرقي؟ حاطين بيونسيه بمرتبة أعلى من أم كلثوم. رولينغ ستون قال. وإذا يعني؟".

وقالت الطبيبة والناشطة الصومالية هبة شوكري: "مجرد قراءتي أن ليدي غاغا وأريانا غراندي في مراتب أعلى من أم كلثوم سقطت القائمة تلقائياً". وكتبت يارا أسامة: "أم كلثوم هي أفشخ حنجرة عرفها التاريخ البشري وانتشت بأنغامها الحضارة الإنسانية يا شوية جُهّال".

"أم كلثوم هي أفشخ حنجرة عرفها التاريخ البشري وانتشت بأنغامها الحضارة الإنسانية يا شوية جُهّال"

ورأى منشئ المحتوى ميشال زكي أنه ينبغي الانزعاج من خبر ورود اسم أم كلثوم في هكذا ترتيب ضمن قائمة أعظم 200 مطرب/ة في التاريخ، منتقداً احتفاء وسائل إعلام عربية بالخبر. قال عبر فيسبوك: "في اعتقادي المفروض خبر زي ده يضايقنا لأن عيب لما المنطقة العربية يطلع منها شخص واحد بس في التاريخ كله! والمصيبة المواقع العربية اللي بتقارن أم كلثوم بيلي إيليش ومايكل جاكسون. أنا مش بقول إن أم كلثوم لازم تكون متفوقة عليهم، لكن بقول لا يصح المقارنة أصلاً لأن مفيش أي أرضية مشتركة تصلح للمقارنة. لكن الإحساس إننا دايماً أقل ومستحيل نوصل لهم يخلينا نحس بالانبهار والشرف أن حد وصل من عندنا".

فين فيروز؟

في غضون ذلك، لفت فريق من المعلقين العرب غيابُ أسماء عربية لا تقل أهمية عن أم كلثوم عن القائمة مثل فيروز وعبد الحليم حافظ وأسمهان ومحمد عبد الوهاب، معتبرين أن ذلك "شيء عبثي جداً".

من هؤلاء منشئ المحتوى المصري محمد عبّاس الذي كتب في فيسبوك: "بعيداً عن إن أُم كلثوم تستحق مرتبة أعلى لكن خلينا نركز إن مفيش ولا مطرب أو مُطربة عربية موجودين في القائمة غير أُم كلثوم. وهنا بسأل عن عدم وجود فيروز في القائمة ووجود ناس زي بيلي آيليش مثلاً، ده شيء عبثي جداً الصراحة".

وتابع عبّاس قائلاً إنه يعتبر فيروز "أنجح حد غنّى في العالم"، معدداً عدة أسباب منها "أنها لبنانية ومعشتش في مصر ولا غنّت مصري (يقصد باللهجة المصرية) غير حفلتين وكان بينهم سنين كتير جداً وكلنا عارفين أن أي حد عايز يتشهر بيغني مصري وبيعيش في مصر". وختم: "ممكن فيروز متكونش في الـTop 200 في مجلة rolling stone ولكنها هي وفيروز number 1 في قلوبنا".

"المفروض خبر زي ده يضايقنا لأن عيب لما المنطقة العربية يطلع منها شخص واحد بس والمصيبة المواقع العربية اللي بتقارن أم كلثوم بيلي إيليش ومايكل جاكسون. مش بقول إن أم كلثوم لازم تكون متفوقة عليهم، بقول لا تصح المقارنة أصلاً"

عن القائمة

يُذكر أن "رولينغ ستون" بدأت في وضع قائمتها لأعظم المطربين والمطربات في العالم عام 2008، وكانت مكونة من 100 اسم فقط. لكن الاختيارات انحصرت في مغنيي موسيقى الروك الكلاسيكية والمغنين من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وتقول المجلة إن قائمتها الأخيرة باتت أكثر شمولاً وتنوعاً لجميع أنواع الموسيقى.

بالنسبة لمعايير الاختيار، نبّهت المجلة: "ضع في اعتبارك أن هذه قائمة أعظم المطربين، وليست قائمة أعظم الأصوات"، مستدركةً "الموهبة مبهرة. العبقرية بلا حدود. بالتأكيد، وُلد الكثير من الناس بحناجر قوية، وعُرَب مثالية، وحبال صوتية لا حدود لها. أما البعض الآخر، فلديهم أدوات أكثر خشونة أو غرابة أو حتى أكثر حساسية".

وشرحت: "في جميع الأسماء المختارة، كان أكثر ما يهمنا هو الأصالة والتأثير وعمق كتالوغ الفنان، واتساع تراثه الموسيقي… المغنون في هذه القائمة موجودون لسبب واحد: يمكنهم إعادة تشكيل العالم بمجرد فتح أفواههم". علماً أن سيلين ديون من بين الأصوات التي غابت عن القائمة.

في النهاية، لا يمكننا إلا أن نتساءل: هل يعي واضعو قائمة "رولينغ ستون" طبيعة الحقبة التي غنّت فيها أم كلثوم والتحديّات التي واجهتها وسطع نجمها خلالها، والأثر العظيم الذي أحدثته، والتركة الفنية الهائلة التي تركتها خلفها، وحجم شعبيتها في أوساط الجماهير وأهل الفن قديماً وحتّى الآن، رغم أن صوتها كان العنصر الوحيد الذي يأتي لأجله الجمهور لا رقص ولا استعراضات ولا نشر صور على السوشال الميديا كما الحال راهناً؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

ذرّ الرماد في عيون الحقيقة

ليس نبأً جديداً أنّ معظم الأخبار التي تصلنا من كلّ حدبٍ وصوبٍ في عالمنا العربي، تشوبها نفحةٌ مُسيّسة، هدفها أن تعمينا عن الحقيقة المُجرّدة من المصالح. وهذا لأنّ مختلف وكالات الأنباء في منطقتنا، هي الذراع الأقوى في تضليلنا نحن الشعوب المنكوبة، ومصادرة إرادتنا وقرارنا في التغيير.

Website by WhiteBeard