شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
طردُ إيران من لجنة المرأة الأممية... هل يتجه النظام نحو العزلة الدولية؟

طردُ إيران من لجنة المرأة الأممية... هل يتجه النظام نحو العزلة الدولية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 18 ديسمبر 202205:04 م

انتقدت إيران بشدة طردَها من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، على خلفية قمع احتجاجات تقودها النساء الإيرانيات منذ وفاة مهسا أميني في أيلول/سبتمبر الماضي وحتى الآن.

وصوّت 29 عضواً من أصل 55 في مجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي، الأربعاء الماضي 14 كانون الأول/ديسمبر، لصالح قرار صاغته الولايات المتحدة، لطرد الجمهورية الإسلامية من لجنة الأمم المتحدة لحقوق المرأة للفترة المتبقية من دورة 2022-2026.

وهذه اللجنة هي المؤسسة العالمية الرئيسية للدفاع عن حقوق المرأة والقضاء على التمييز، وتعمل كهيئة فرعية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. وتم انتخاب إيران عضواً في هذه المنظمة العام الماضي. مدة العضوية في هذه اللجنة التي تضم 55 عضواً، هي أربع سنوات.

وجاء في نص القرار أن السلطات الإيرانية "تقوض باستمرار وتقمع بشكل متزايد حقوق الإنسان للنساء والفتيات، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والرأي، وغالباً باستخدام قوة مفرطة".

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان أن "هذا الإجراء الأمريكي المنحاز إلى معاداة الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو محاولة لفرض مطالب سياسية أحادية الجانب وتجاهل إجراءات الانتخابات في المؤسسات الدولية"، وفق موقع الخارجية الإيرانية.

جاء في نص القرار أن السلطات الإيرانية "تقوض باستمرار وتقمع بشكل متزايد حقوق الإنسان للنساء والفتيات، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والرأي، وغالباً باستخدام قوة مفرطة"

وأدان كنعاني بشدة ما بذلته الولايات المتحدة من "جهود مكثفة" من أجل طرد إيران من هذه اللجنة الأممية المعنية حصراً بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء، والتي أصبحت إيران عضواً فيها في نيسان/أبريل الماضي.

واعتبر كنعاني أن القرار "غير الإجماعي" الذي تم تبنّيه  ضد إيران في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة "إجراء سياسي وفاقد للصفة القانونية، ومناقض للميثاق، ويخلق نهجاً خاطئاً في هذه المنظمة الدولية".

واعتبر أمين لجنة حقوق الإنسان في إيران كاظم غريب آبادي في تغريدة أن الولايات المتحدة، من خلال دعمها القرارَ الصادر الأربعاء، "تسعى فقط وراء مصالحها وأهدافها اللا إنسانية والمناهضة لحقوق الإنسان".

أما المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي بهادُري جهرُمي، فقد علّق على القرار بطريقته، وكتب: "1- ثلث سجينات العالم يقبعن في سجون أمريكا. 2- منذ عام 2015 حتى الآن ، قُتلت ما لا يقل عددهن عن 250 امرأة بوحشية الشرطة الأمريكية في الشارع وبدون محاكمة. ليونا هيل، أم حامل تبلغ من العمر 26 عاماً، هي واحدة من هؤلاء. 3- أمريكا تبنت مشروع قرار تعليق عضوية إيران في لجنة وضع المرأة!".

كامالا هاريس والفنانة الإيرانية نازَنين بُنيادي

ولعبت نائبة الرئيس الإمريكي كامالا هاريس، وناشطون إيرانيون منهم الناشطة الحقوقية والممثلة نازنين بُنيادي، دوراً بارزاً في إصدار هذا القرار، حيث وعدت هاريس بطرد طهران من اللجنة المعنية في شؤون المرأة، عقب لقائها بنازنين بُنيادي، على خلفية احتجاجات إيران. وأشادت بـ"شجاعة" الاحتجاجات التي تقودها النساء ضد النظام الإيراني.

وتحوّلت نازنين منذ اندلاع الاحتجاجات في إيران إلى معارضة بارزة، وقد حوّلت حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي إلى صوت المتظاهرين باللغتين الفارسية والإنكليزية، بهدف كسب تركيز العالم حول ما يجري من أحداث داخل إيران، كما أنها شاركت في ندوات دولية عقدت من أجل حقوق المتظاهرين ودعم النساء، والتقت بقادة وسفراء في الأمم المتحدة وأوروبا لجلب المزيد من الضغوط الدولية على نظام الجمهورية الإسلامية.

موقف الاتحاد الأوروبي وولي عهد إيران السابق

وعلقت النائبة السويدية من جذور عراقية في البرلمان الأوروبي عبير السهلاني، على قرار إلغاء عضوية إيران، بنشرها مقطع فيديو وهي تسحب أمتعة وتقول إنه في القريب العاجل يتم طرد الجمهورية الإسلامية من أراضي الاتحاد الأوروبي، كما قالت بأنه طالما النظام يقتل النساء فليس له مكان في أوروبا.

وجاء هذا بعد أيام من فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على النظام الإيراني بسبب قمع الاحتجاجات وتزويد روسيا بطائرات مسيرة، ويبدو أنه يبحث عن فرض المزيد في المستقبل. 

ورحب ولي عهد إيران السابق رضا بَهلوي بهذا القرار الدولي، وقدم الشكر للدول التي صوتت لصالح ذلك، وأعتبره فوزاً للنساء المتظاهرات اللاتي يشكلن "أولى  الضحايا" في الجمهورية الإسلامية، كما أنهن أولى المناضلات من أجل استعادة إيران من النظام الإسلامي. 

وبين ترحيب المعارضة والجاليات الإيرانية خارج إيران، انقسم الإيرانيون في الداخل إلى معارض ومرحب بقرار مجلس الأمم المتحدة. وكتب الناشط الإيراني علي خُسرواني في تغريدة على تويتر، بسُخرية: "أصبت بالدهشة عندما علمت أننا كنا عضو اللجنة الأممية لحقوق المرأة، وليس مِن طردِنا".

وأعاد المطرب مهدي يرّاحي، كتابة شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، على حسابه في تويتر تعبيراً عن ما حدث في اجتماع هيئة الأمم المتحدة لحقوق المرأة.

في المقابل، ذكر بعض رواد شبكات التواصل الاجتماعي من التيار المتشدد، الغربيين بانتهاكاتهم الصارخة لحقوق المرأة على مدى التاريخ،  وأرفقوا تعليقاتهم بصور من فتيات شبه عاريات يقبعن في الأقفاص على أرصفة الشوارع في أمريكا. لكن آخرون كشفوا حقيقة الصور وقالوا إنها تعود لفعالية رمزية معارضة في وقفة احتجاجية من قبل المدافعين عن حقوق الحيوان.


ونظم عدد من المنتمين للتيار المتشدد، غالبيتهم من النساء، وقفة احتجاجية أمام مكتب منظمة الأمم المتحدة في طهران تنديداً بما وصفوه بـ"السلوك المتناقض والمعايير المزدوجة للجنة المعنية بوضع المرأة" التابعة لهذه المنظمة. ورفع المشاركون لافتات ضد القرار الصادر ضد إيران، معتبرين إياه مثالاً على "ازدواجية المعايير في الغرب في ما يتعلق بالمرأة".

آخر مستجدات المعتقلين والقتلى في الاحتجاجات الإيرانية

وفقاً لإحصاءات غير رسمية، شهدت إيران  احتجاجات في 161 مدينة و 144 جامعة حكومية وغير حكومية، منذ وفاة الشابة مهسا أميني في  16 أيلول/سبتمبر الماضي، عندما كانت محتجزة لدى شرطة الحجاب بتهمة مخالفة قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها إيران على النساء.

كتب الناشط الإيراني علي خُسرَواني في تغريدة على تويتر: "أصبت بالدهشة عندما علمت أننا كنا عضو اللجنة الأممية لحقوق المرأة، وليس مِن طردِنا"

واعتُقل حتى الآن 18 ألف شخص بينهم أطفال ونساء ونجوم الفن والرياضة وخبراء في الشأن السياسي وناشطون في حقوق الإنسان وفي شبكات التواصل الاجتماعي، كما قتل 495 شخصاً، منهم 68 طفلاً ومراهقاً، وفق إحصائيات منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج.

أما السلطات الإيرانية فقد أكدت قبل أسبوع عن مقتل 200 شخص في "أعمال الشغب" وفق تعبيرها. كما نُفذ في الأسبوع الماضي على خلفية الاحتجاجات حكمان بالإعدام شنقاً بحق شابين يبلغان من العمر 23 عاماً.

وقد عبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها تجاه خطورة تنفيذ عقوبة الإعدام بحق 26 شخصاً، واتهمت طهران بأن الأحكام الصادرة فيها تتم في محاكم غير عادلة وخلف أبواب مغلقة، التي لا يتمتع المتهمون فيها بحق اختيار المحامي حسب إرادتهم.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image