شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
لماذا يحب السقا الضابط مدحت أكثر مني؟

لماذا يحب السقا الضابط مدحت أكثر مني؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي نحن والحريات العامة

الأربعاء 7 ديسمبر 202203:21 م

على طريقة خالد منتصر وكل تنويري "حافظ مش فاهم"، أبارك للسعودية التي خلعت ثوب الوهابية ولبست أحمد السقا.

أنا أحب السعودية وأتمنى لها كلّ خير وتقدم. وكذلك أحب الوطن وأحمد السقا، لكني أشعر أن الوطن والسقا لم يعودا يحبانني كفاية، ومشغولان عني بالعرض في موسم الرياض أو بالتمام عند مدحت بيه.

ومدحت بيه ضابط كبير بالطبع، وفنان في أوقات الفراغ، يكتب السيناريوهات ويقطع الأشجار ويصلي السبعة عشر فرضاً، وهم خمسة للناس العاديين، أما الضباط قد كلفوا بفروض أكبر لعظم مقامهم ومهامهم، كفرض القوة والحكام وخريطة المسلسلات وما نكتبه في الموبايلات. أما باقي الفروض فلا يمكن الإفصاح عنها لدواعي الأمن القومي، أو كما قال عبد السلام النابلسي: "دي أشغال فوقانية مالناش دعوة بيها".

لا أعترض أبداً على إعادة تقديم "سيدتي الجميلة"، العرض الخالد في أذهاننا، للأشقاء في السعودية، فكما قال الشاعر: "الدين لله والسبوبة للجميع، ويارب زود مسارحهم وأفراحهم، وعلى قد ريالاتهم إديهم، فالفن جميل... جميل الفن والفلوس كذلك".

الجنيه المصري يطلب الستر الآن، أما الدولار قادر وله ألف صورة. أما القناعة فكما نعرف هي كنز لا يفنى، لكن للأسف وضع عليه المشايخ أيديهم وصاروا يبيعون القناعة في زجاجات. فطوبى للمشايخ، وطوبة في المساكين

ومن حقهم ومن حق المشاهد السعودي أن يفرح بدولته، ويارب كتر ريالاتهم ودولاراتهم وكل الباقيات الصالحات التي تساوي ثمنها، فالجنيه المصري، كما تعرفون، يطلب الستر الآن، وأصبح حقاً "زينة" في الحياة الدنيا، أو كما جاء في تتر مسلسل "المال والبنون": المال تجيبه الريح وياخده التضخم، أما الدولار قادر وله ألف صورة.

أما القناعة فكما نعرف هي كنز لا يفنى، لكن للأسف وضع عليه المشايخ أيديهم وصاروا يبيعون القناعة في زجاجات، لذا يدرّ عليهم – وحدهم- أرباحاً كثيرة. فطوبى للمشايخ، وطوبة في المساكين، هؤلاء اللذين ربحوا القناعة ولم يخسروا قناة النيل للمعلومات.

كما أن شركة المتحدة المسؤولة عن الإنتاج الفني في مصر والتابعة للضابط مدحت لم تترك لأولاد الحلال حاجة، وهي تحب أحمد السقا لأن أحمد السقا يحبها.

في الحقيقة السقا يحب الضابط مدحت أكثر مني، ولم يعد يمثّل من أجلي بل من أجل الضابط مدحت، ربما لأنه عندما كان صغيراً تمنى لو كان ضابطاً حقيقياً، والضابط مدحت يحب التمثيل، وخاصة التمثيل المشرّف في مباريات كرة القدم، أما الوطن فقد اعتزل الفن ويتفرغ الآن للتأمل في حكمة إنشاء الكباري على مقهى معاشات في الدقي، مؤمناً أن الكوبري المصري هو أذكى كوبري في العالم.

لكن أحمد السقا مثلنا، هو في القلب لم يتغير، مازال مواطناً مصرياً أصيلاً وجدعاً، يحلم بعالم تسود فيه أخلاق الفرسان، ويربي الخيول أملاً في أن يأتي اليوم الذي نعود جميعا فيه كفرسان إلى حطين، لننقذ الأندلس من براثن الصهاينة الصليبين، ولا ده أبو تريكة باين؟ لقد تشابه الفرسان والأعداء علينا.

لا أعترض أبداً على إعادة تقديم "سيدتي الجميلة"، العرض الخالد في أذهاننا، للأشقاء في السعودية، فكما قال الشاعر: "الدين لله والسبوبة للجميع، ويارب زوّد مسارحهم وأفراحهم، وعلى قد ريالاتهم إديهم

لكن حتى الآن، ولصعوبة فتح القدس أو الأندلس أو شارع شهاب حتى في الوقت الراهن، يكتفي السقا بصورة سيلفي مع الخيول والضابط مدحت، ولا ينقص الألبوم سوى سيلفي مع لويس إنريكي، مدرب إسبانيا، ولا يعرف لماذا لا يتشبّه الألمان بأخلاق قائدهم المفخم الذي قيل إنه أعلن إسلامه، وسمّى نفسه الحاج محمد هتلر، والذي قال ذات يوم: "لو لم أكن ألمانيا لوددت أن أكون مصرياً، ويفكوهم بقى من مسخرة قوس قزح ديه".

ويقال إن محمد هتلر، قال أيضاً: "أعطني سلاحاً ألمانياً وممثلاً مصرياً وتركي آل شيخ وسأغزو موسم الرياض".

وقد أنتجت المتحدة لأحمد السقا مسلسل "نسل الأغراب"، كي يكتشف قدراته التمثيلية، وقد فاجئنا جميعاً بتألقه الفجّ في دور سلعوة مختلة عقلياً. وكذلك أنتجت للوطن وأحمد السقا مسلسل "الاختيار 3"، وقد فاجئنا الوطن والسقا بتألق أكثر فجاجة في دور الضابط مدحت، وهي تضحية كبيرة من الوطن والسقا والضابط مدحت، لأنهم ظهروا كأدوار ثانية في مسلسل من بطولة نجم النجوم، قائد الأمة وكاشف الغمة، الفنان ياسر جلال في دور إمام الدعاة وآمين آمين آمين... آمين يارب العالمين، ولا ده تتر دعاء الأسانسير باين؟ لقد تشابهت التترات والمسلسلات والأئمة علينا.

تستهدف مسلسلات الضابط مدحت استعادة زمن الفن الجميل والريادة، أي أن نصير كلنا عائلة واحدة، تسمع الكلام وتشرب اللبن وتنام مبكراً وهي تهتف في كوابيسها: "إوعى يمسكوك يا رأفت". وقد وجد الضابط مدحت الحلّ البسيط لكل مشاكلنا، وهو العمل بقول الحكيم كونفوشيوس:

"حبوا بعض يا ولاد الكلب"، وهي قناعة صارت رسالة إعلامية مكرّرة، أننا سبب مشاكل الوطن لأننا أولاد كلب.

أفكر في آلام فقدان الريادة، وأقول لنفسي: ريادة إيه يا بو ريادة؟

كان من الطبيعي أن يكون مسلسل "أحمس" مأخوذاً عن رواية "كفاح طيبة"، لكني توقعت حينها، ومن خلال فهمي لأفكار الضابط مدحت عن الفن، أن يكون المسلسل مأخوذاً عن رواية " كفاح العاصمة الإدارية الجديدة" للصحفي المحلي مصطفى بكري

وما زلنا إلى الآن لا نعرف مصير المسلسل المخلوع "أحمس"، "لأن دي أشغال فوقانية مالناش دعوة بيها"، وهو المسلسل الذي أنتجته المتحدة بتكلفة خيالية، ثم قرّرت إيقاف عرضه، بعد تعرّضه لموجة من الانتقادات بمجرد عرض البوستر وبرومو لا يتعدى العشرين ثانية.

رغم ذلك، كشف البرومو الإعجازي عن أخطاء تاريخية بالجملة، أقلها هي ذقن عمرو يوسف، رغم أن المسلسل فرعوني وكذلك ملابس ريم مصطفى وشعرها الأصفر، وبالمناسبة ريم هي من تؤدي دور شويكار في ريبرتوار "سيدتي الجميلة" في موسم الرياض، هي مسألة أظنها تصب في صالح الوهابية وتضعف من موقف خالد منتصر. الوهابية: 1، منتصر: صفر، السقا: مليون ريال.

بالطبع ندمنا على المشاركة في تلك الحملة التي حرمتنا من ضحك أكبر، فكثيرون كانوا حول انتقاد مسلسل "أحمس" قبل عرضه لأنه فرعوني، وقليلون حول انتقاد أجزاء مسلسل "الاختيار" لأنه مباحث.

كان من الطبيعي أن يكون مسلسل "أحمس" مأخوذاً عن رواية "كفاح طيبة" للأديب العالمي نجيب محفوظ، لكني توقعت حينها، ومن خلال فهمي لأفكار الضابط مدحت عن الفن، أن يكون المسلسل مأخوذاً عن رواية " كفاح العاصمة الإدارية الجديدة" للصحفي المحلي مصطفى بكري، وأن يطرد أحمس الهكسوس من رابعة، هاتفاً: "لا والله ما حكم فراعنة".

وكذلك توقعت العديد من المفاجآت في مسلسل "أحمس"، كأن يحتوى المسلسل على أناشيد فرعونية بصوت حسين الجسمي، مع ظهور خاص لعميد لاعبي العالم، حسام حسن، في دور منقرع، وأمير كرارة في دور "يا بني افهم، مصر مذكورة في القرآن".

أو أن يقدم أحمس نفسه بكل تواضع لقادة الغزو الصهيوني الأمريكي الماسوني الألماني، وعلى رأسهم لويس إنريكي، قائلاً: "أحمس... عبدالله وخادم العرب".

وكذلك توقعت أن يكون مشهد النهاية في مسلسل أحمس مؤثراً: كلوز أب على وجه الفنان عمرو يوسف مبتهلاً في خشوع: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، مع الموسيقى الختامية لفيلم الشيماء، بعدها ينظر أحمس إلى الكاميرا... تطير الزبيبة من على جبينه، ثم يطلق ضحكات شريرة متقطعة، لنكتشف أنه الفنان أحمد السقا في موسم الرياض، وقد خلع ثوب الوهابية وارتدى الغطرة، صارخاً: "من النهارده ما فيش أحمس... أنا أحمس... أحمس السقا".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel


* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image