منذ انطلاقة كأس العالم في العام 1930، ولغاية يوم أمس، شارك العرب في كأس العالم ولم يتركوا تلك البصمة، إذ وقفت حدود إنجازاتهم عند التأهل إلى الدور الـ16 والخروج منه، مما ترك انطباعاً بأن العرب دخلاء على لعبة كرة القدم.
احفظ هذا التاريخ جيداً يا كوكب الأرض: 6-12-2022 الساعة السادسة والربع بتوقيت غرينتش
هذا التاريخ غيّر مسار كرة القدم العربية ومنطقها، بأقدام أسود أطلس، أبناء المغرب الذين كتبوا التاريخ بحروفهم الخاصة، ووضعوا العرب في مرتبة "الأسياد" في هذه اللعبة. نعم، للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم العربية يتمكن منتخب عربي من بلوغ الدور ربع النهائي من كأس العالم، والمفارقة أن هذه البطولة تقام على أرض عربية.
كيف تمكن المنتخب المغربي من إبطال الفعالية الإسبانية ثم الفوز؟
قد يخطر ببال البعض أن المغرب فاز بالصدفة على إسبانيا، وأن سير المباراة كان طوال الوقت لمصلحة الإسبان، وأن المغرب استدرجهم الى الركلات الترجيحية كونه يملك حارساً مميزاً.
نعم، صحيح أن إحصائيات المباراة تثبت أن الإسبان سيطروا بنسبة 77% مقابل 23% للمغرب، لكن القارئ الجيد للمباراة يدرك أن المنتخب المغربي تعامل مع المباراة بواقعية، وهذه نقطة إيجابية جداً للمدرب المغربي وليد الركراكي، الذي أدرك أن مفتاح النجاح معرفة قدرتك وقدرات خصمك.
لعب المغرب بخطة دفاعية عالية الدقة، وأغلق كل المنافذ على خصمه، وتمكّن أيضاً من تعطيل فعالية خط الوسط الإسباني عبر منعه من التحرك بسهولة. عندها، لجأ الإسبان إلى لعب البينيات وتناقل الكرات في ما بينهم في محاولة منهم لإبقاء الكرة معهم بغية وضع الخصم تحت الضغط
من هذا المنطلق، لعب المغرب بخطة دفاعية عالية الدقة، وأغلق كل المنافذ على خصمه، وتمكّن أيضاً من تعطيل فعالية خط الوسط الإسباني عبر منعه من التحرك بسهولة. عندها، لجأ الإسبان إلى لعب البينيات وتناقل الكرات في ما بينهم في محاولة منهم لإبقاء الكرة معهم بغية وضع الخصم تحت الضغط، فقابلهم المغاربة بالضغط على حامل الكرة والكثافة العددية ما مكّنهم من إفشال جميع خطط الإسبان.
الحالة الهجومية للمنتخبين
أظهرت لنا لغة الأرقام سيطرةً إسبانيةً وضّحناها أعلاه، لكن لغة أو صورة الفرص الحقيقية على المرمى تعطي أفضليةً واضحةً للمغرب بثلاث فرص خطرة على المرمى الإسباني، تعامل معها المهاجمون المغاربة برعونة في مواجهة حارس المرمى واختاروا المبالغة في الجري بالكرة، والتأخر في أخذ قرار التسديد، مقابل فرصة إسبانية وحيدة وبغاية الخطورة في الوقت القاتل حيث تصدت العارضة وحالت دون هدف إسباني محقق.مباراة المغرب مع البرتغال ستكون شبيهةً بعض الشيء بمباراتهم مع إسبانيا، لكن على الجهاز الفني المغربي أن يدرك أن المنتخب البرتغالي يتفوق في الحلول الهجومية إذ يمتلك أكثر من لاعب يمكنه وضع المهاجمين في مواجهة المرمى وأكثر من مهاجم يعرف جيداً كيف يسجل
ياسين بونو بطل الركلات الترجيحية
بعد أن فرض التعادل السلبي نفسه على المباراة، جاء دور الركلات الترجيحية، وظهرت الثقة العالية عند المسددين المغاربة ونجحوا في تسجيل ثلاث ركلات. أما الإسبان، وعلى الرغم من تمرسهم، إلا أنهم لم يحسبوا حساب عملاق اسمه ياسين بونو، الحارس الذي ارتمى بدهاء على كل زاوية اختارها الإسبان، ومنعهم من تسجيل أي ركلة ومنح الأفضلية لمنتخبه فجاء دور اللاعب أشرف إحكيمي ويهدوء أعصاب خرافي سدد بنجاح كرةً خفيفةً في منتصف المرمى، واضعاً الحارس في زاوية بعيدة ومعلناً تأهلاً مغربياً عربياً تاريخياً إلى الدور ربع النهائي من كأس العالم.من سيقابل المغرب في ربع النهائي؟
سيلتقي المغرب بالمنتخب البرتغالي في الدور ربع النهائي. شخصياً، أرى تقارباً كبيراً بين الإسبان والبرتغال، لذا أعتقد أن مباراة المغرب معهم ستكون شبيهةً بعض الشيء بمباراتهم مع إسبانيا، لكن على الجهاز الفني المغربي أن يدرك أن المنتخب البرتغالي يتفوق في الحلول الهجومية إذ يمتلك أكثر من لاعب يمكنه وضع المهاجمين في مواجهة المرمى وأكثر من مهاجم يعرف جيداً كيف يسجل. يكفي القول إنهم يمتلكون رونالدو.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...