شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
كوميديا لا تصنع ابتسامة... هل أضحككم مسلسل واحد في رمضان الجاري؟

كوميديا لا تصنع ابتسامة... هل أضحككم مسلسل واحد في رمضان الجاري؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 14 يونيو 201711:23 ص
ينتظر الجمهور مسلسلات شهر رمضان من موسم لآخر، خصوصاً الكوميدية منها، لعلها ترسم الضحكة على وجوههم وتسعدهم ولو قليلاً. لكن الكوميديا المصرية جاءت مخيبة لآمالهم هذا العام. كوميديا لا تصنع الابتسامة! نجوم كبار شاركوا في تلك المسلسلات على رأسهم الفنان عادل إمام، من خلال مسلسل "عفاريت عدلي علام"، الذي تشاركه فيه البطولة الفنانة غادة عادل، فتجسد دور عفريتة تظهر للفنان عادل إمام، الذي يجسد دور موظف بهيئة دار الكتب، وتطلب منه أن يجعلها في حياته مقابل أن تغير حياته للأفضل.
وبالرغم من كون المسلسل من بطولة زعيم الكوميديا، فإن ذلك وحده لا يعد كافياً لنجاح المسلسل، وأدرك الجمهور سريعاً فشله. اختصر "هشام" 29 عاماً بعد مشاهدته للمسلسل: "اسم عادل إمام دفعني لمتابعة المسلسل، لكنني توقفت عن مشاهدته بعد 5 حلقات. المسلسل لم يُضحكني ولم أجد شيئاً يجذبني لاستكمال متابعته".
رأي الجمهور هذا اتفق معه التحليل والنقد الفني. فيقول الناقد كمال القاضي إن ذلك المسلسل يعد دليلاً دامغاً على الإفلاس في الكتابة والأداء التمثيلي. الفكرة مكررة والسيناريو ضعيف، فضلاً عن حالة "الاستظراف" الواضحة في أداء هالة صدقي، غير أن عادل إمام في أضعف حالاته ويغلب على أدائه الطابع التراجيدي وليس العكس. ويستنكر الناقد الفني طارق الشناوي الصورة الإخراجية التي ظهر بها المسلسل، موضحاً أن العمل قائم على الخيال، لكن شكل الإخراج يعود بنا للخمسينيات من القرن الماضي، بالإضافة لعدم وجود شيء عميق مقدم من قبل المؤلف يوسف معاطي. لذلك يعد العمل من أسوأ ما قدمه عادل إمام.
ووصفت الناقدة الفنية ماجدة خير الله المسلسل بالدراما المهترئة: "انزعجت من اختيار عادل إمام لهذا المسلسل، فالحدوتة شديدة السخافة وتجاوزها الزمن. الجرافيك والمؤثرات البصرية رديئة جداً. أسلوب عادل إمام التمثيلي لا يتغير. منذ عقود، كان ذلك النوع من القصص يتم إنتاجه بشكل أفضل".

فكرة واحدة في مسلسلين

مسلسلا "ريح المدام" وهربانة منها" يحملان الفكرة نفسها حول سيدة تفقد الذاكرة، ثم تعيش كل يوم بشخصية مختلفة، ويضطر شريك حياتها أن يشاركها في تحولاتها اليومية، في إطار كوميدي. "ريح المدام" من بطولة الفنان أحمد فهمي ومقدم البرامج أكرم حسني. وهو من أكثر المسلسلات الكوميدية التي لاقت إعجاب الجمهور مقارنة ببقية المسلسلات الكوميدية. إلا أنه لا يخلو من النقد الفني. فيرى الشناوي أن الأمر الذي رجح كفة هذا المسلسل نسبياً هو عمل أبطاله في مجال التأليف سابقاً، لذلك حققوا نجاحاً في الإفيهات والنكات.
وانتقدت ماجدة خير الله الإفيهات التي يطلقها أحمد فهمي في المسلسل، ووصفتها بالإباحية. مشيرةً إلى أن هذا النوع من الدراما يجب أن يعتمد أيضاً على كوميديا الموقف وليس فقط الإفيهات.
الأمر نفسه ينطبق على مسلسل "هربانة منها"، ولكن حضور وخفة ظل ياسمين عبد العزيز بطلة المسلسل، ساهما في تخفيف هذا الأمر نسبياً، بحسب رأي طارق الشناوي. أما عن رأس الجمهور، فـ"المسلسل يحتوي على العديد من الإيحاءات غير اللائقة، والتي أرى أنه تم إقحامها في المسلسل من دون داعٍ. لا أعلم مدى أهمية تلك المشاهد، حتى أنها لا تُضحك بل أراها مقززة"، بحسب هبة (38 عاماً)، التي توقفت عن متابعة المسلسل بسبب هذا الأمر.
وتقول شيماء المحلاوي، المحررة الصحافية: "في الماضي كان المضمون هادفاً وكل مشهد في مكانه الصحيح، كنا نستطيع الجلوس أطفالاً أمام شاشات التليفزيون للمتعة والضحك ولكن دون ابتذال، ولكن اليوم يجب على أي أسرة أن تفكر كثيراً قبل أن تجعل أطفالها يشاهدون تلك المسلسلات".

خلصانة بشياكة

يجسد النجم أحمد مكي هذا العام دور "سلطان" في مسلسل كوميدي فانتازي، يدور حول مجموعتي أعداء من الرجال والنساء  لم يتركوا الأرض عقب انقراض البشرية، وتدور حرب بين الطرفين بغرض البقاء.
يرى الناقد الفني طارق الشناوي أنه بالرغم من اعتياد مكي على تقديم كوميديا مختلفة ومميزة، فإنه في هذا المسلسل فقد حضوره الكوميدي، مشيراً إلى أن الموهبة لا تكفي. فهو لا يطور أداءه التمثيلي. ويشير إلى أن انضمام الفنانين هشام ماجد وشيكو لمشاركته في بطولة المسلسل، جاء في محاولة إثقال المسلسل وإضفاء الكوميديا عليه بشكل أكبر، إلا أن تركيبة مكي لم تنجح معهما. الأمر الذي تؤيده خير الله، التي أشارت إلى عدم وجود تجانس بين الثلاثة في التمثيل، لأن مكي يغلب عليه الأداء العصبي بعكس الهدوء الذي يمثل به ماجد وشيكو.
وترى خير الله أن المسلسل يظهر فيه جهد إخراجي كبير، إلا أنه تم الاهتمام بالشكل دون الموضوع، إذ هنالك عناية بالملابس والمكياج والديكور، عكس المضمون الذي يحتوي فقط على عدد من الإفيهات.

في لالا لاند

بالرغم من النجاح الساحق الذي حققته الفنانة دنيا سمير غانم العام الماضي في مسلسلها "نيللي وشريهان"، فقد أخفقت هذا العام في مسلسل "لالا لاند"، الذي تدور أحداثه حول مجموعة من الشباب يجتمعون على متن طائرة للسفر لأندونيسا، ثم يحدث عطل في محرك الطائرة، فيضطرون للنزول في جزيرة في تايلاند، ليتعايشوا معاً ويحاولوا الخروج منها، وذلك في إطار كوميدي.
المسلسل يشارك في بطولته الفنان سمير غانم، إلا أن الناقد كمال القاضي يرى أنه قدم دوراً باهتاً وضعيفاً لمجرد الحضور فقط.
ويؤكد الشناوي أن المسلسل يفتقد البناء الدرامي، فأحداثه لا تتطور، وتُرجع ماجدة خير الله ذلك للكتابة السيئة لقصة المسلسل، بالإضافة للاعتماد على إفيهات سخيفة لا يمكنها إضحاك الجمهور، ومن بينها الكوميديا القائمة على السخرية من عيوب الآخرين كالشكل، مضيفةً أن المسلسل يفتقر أيضاً للإخراج الجيد. صدر حكم قضائي منذ أيامٍ قليلة أوقف عرض مسلسل لا لا لاند بتهمة أنه مأخوذ عن قصة مسلسل آخر.

أسباب الضعف

يذكر القاضي أن أسباب ضعف تلك المسلسلات الكوميدية بشكل عام يعود إلى عدم الصدق وفبركة المواقف والرغبة فقط في الاستثمار السنوي لشهر رمضان باعتباره الموسم الرئيسي. واللافت غياب الكاتب الكوميدي المتخصص والموهوب، وهذا ينطبق على الممثل أيضاً، الذي أصبح يعتمد على الفهلوية، فالأزمة مركبة وتخص جميع أطراف العمل، بما فيها الإنتاج الذي أصبح لا يفرق بين الجيد والرديء، وترك الحبل على الغارب لكل الأفكار دون تمييز.

كوميديا الماضي والحاضر

ويعتبر القاضي أن الفرق بين كوميديا الماضي والحاضر يأتي لصالح الماضي، إذ كان هناك أساتذة في التمثيل والكتابة والإخراج، أمثال فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وعبد المنعم إبراهيم وإسماعيل ياسين، وأبو السعود الأبياري وفطين عبد الوهاب. هؤلاء كانوا أعلاماً وموهوبين، لذلك عاشوا طويلاً وسيظلون حاضرين رغم الغياب الطويل.
ويضيف القاضي أنه في الماضي أيضاً كان هناك دور رقابي يحد من التجاوز، الأمر الذي لم يعد موجوداً حالياً، فلا نستطيع أن نجد كوميديا راقية مثل الماضي. ويتفق معه في هذا، الناقد طارق الشناوي، الذي يرى أن كوميديا اليوم أصبحت تعتمد فقط على الإفيهات وأكثرها غير لائق، مشيراً في الوقت نفسه إلى افتقار الفن لكتاب الكوميديا الاجتماعية.

ضحك من دون كوميديين

وتوضح ماجدة خير الله أن هناك افتقاراً لكتابة السيناريو الجيد في مجال الكوميديا حالياً، ففي الماضي كانت هناك أعمال كوميدية أبطالها ممثلون ليسوا متخصصين في الكوميديا، مثل فيلم "نص ساعة جواز" لشادية ورشدي أباظة، و"مراتي مدير عام" لشادية وصلاح ذو الفقار. فالسيناريو الجيد الذي يعتمد على مواقف لا إفيهات هو من صنع الكوميديا التي ما زالت عالقة في الأذهان حتى اليوم.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image