في البداية، لم تلحظ هدير محمد – ربة المنزل- أن هناك مشكلة كبيرة فيما يردده مذيعو التوك شوز الليلية في مصر من تطمينات بأن مصر لن تواجه مشكلات في توفير لسلع جراء الحرب الروسية الأوكرانية، ربما زادت الأسعار وباتت زيارات السوق ومتجر البقالة تستنزف مبالغ أكبر لشراء سلع أقل، لكنها كانت تطمئن نفسها أنها على الأقل تجد ما تحتاج إليه، على عكس ما يقوله المذيعون حول المساكين في أوروبا الذين لا يجدون القوت ولا أدوات ومواد النظافة والعناية الشخصية. لكن بعد عدة أشهر تغيّر الوضع.
بينما يشغل المصريون نقص بعض السلع والغلاء المفزع الذي ضرب أسعار كافة السلع والخدمات، يزيد على النساء المصريات - مثل هدير- هم غلاء وتراجع المعروض من منتجات العناية الشخصية خلال فترة الدورة الشهرية، إذ بدأت أرفف المحال والصيدليات تخلو أولاً من المنتجات المستوردة الأعلى جودة وأماناً، تلاها تراجع المعروض من المنتجات المحلية من الفوط الصحية في الكم أولاً، ثم تلاه تراجع شديد في جودة ما بقي متاحاً، وترافق هذا كله مع ارتفاعات كبيرة في الأسعار، دفعت كثيرات منهن إلى الوقوع بين خيارين كلاهما مر وذو تأثير سلبي، إما على صحتهن أو ميزانياتهن المحدودة.
تضع مصر منتجات العناية الشخصية أثناء الدورة الشهرية ضمن قوائم سلع "العناية بالجسم"، التي ينظر إليها باعتبارها "سلع استفزازية"، ما يزيد من الضرائب والرسوم المفروضة عليها، وجعلها والمواد اللازمة لإنتاجها تقع ضمن السلع الموقوف استيرادها بشكل شبه كلي منذ بداية أزمة توفر الدولار الحالية
إما الصحة أو التوفير
يُقدّر استهلاك المرأة الواحدة من الفوط الصحية أو السدادات خلال سنوات الخصوبة (الإباضة) ما يتراوح بين 11 إلى 13 ألف فوطة - سدادة، وتقدر إحصائيات علمية أن النساء يفقدن 40 مليمتراً من الدم كل شهر، بحسب إحصائيات.
ويُنصح الأطباء النساء بتغيير الفوط الشخصية أثناء فترة الحيض كل 4 ساعات، ويختلف الأمر من امرأة لأخرى حسب كثافة الدم ومقداره أو مدتها، فإذا كان التدفق ثقيلاً والدم غزيراً يجب تغيير الفوطة كل ساعتين على الأقل، وإلا تتكاثر الكائنات الدقيقة على الفوطة والتي يمكن أن تسبب العدوى والمخاطر الصحية علاوة على الرائحة الكريهة إذا تركت لفترة طويلة، بسبب الرطوبة والحرارة.
وتعتبر بعض دول العالم الفوط الصحية حقًا من حقوق الإنسان؛ حيث تقوم أسكتلندا بتوفيرها بالمجان في الصيدليات والأماكن العامة لجميع السيدات منذ عام 2020، بقرار برلماني، ولا تُخضع أيرلندا الفوط الصحية للضرائب، بينما قامت أسبانيا بإلغاء الضريبة المضافة على الحفاضات النسائية وتوفيرها للطالبات بالمدارس مجاناً، ومنح إجازة مدفوعة 3 أيام شهرياً للنساء خلال فترة الدورة الشهرية، كما ألغت أستراليا الضرائب المفروضة على الفوط الصحية في 2018، وكذلك فعلت الهند منذ عام 2018 وهي تعطي إجازات للعاملات في الشركات المختلفة خلال فترة الحيض منذ عام 1947، وتطبق بعض الدول مثل: أندونيسيا وتايوان وكوريا الجنوبية، إجازة الحيض مدفوعة الأجر.
بحسب منظمة الصحة العالمية فإن استخدام الأقمشة غير الآمنة ونشارة الخشب وأوراق الجرائد، أو الأوراق عموماً، كبديل للفوط الصحية، قد يُسفر عن أمراض تناسلية ويُسبب الوفاة. وهي مواد باتت مصريات فقيرات يلجأن إلى بعضها (الأقمشة والأوراق) خلال الأزمة الحالية
في مصر يختلف الوضع، إذ تُخضع مصر منتجات العناية الشخصية كالفوط الصحية والسدادات وأكواب الدورة الشهرية إلى عدة ضرائب ورسوم، سواء عند استيرادها مُصنَّعة من الخارج، أو عند استيراد مكونات تصنيعها لصالح المصانع المحلية.
وخلال الأزمة الاقتصادية الخانقة التي بدأت بوادرها في مصر في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وتفاقمت في فبراير/ شباط مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، بادرت السلطات إلى شل عمليات الاستيراد عبر قرارات وأدوات مصرفية سعياً للحفاظ على الدولار الشحيح اللازم لشراء "السلع الاستراتيجية"، وسداد الديون السيادية البالغ حجمها نحو 160 مليار دولار. وكان من توابع هذا القرار، توقف استيراد الفايبر وغيره من المشتقات التي تعتمد عليها صناعة حفاضات الأطفال والفوط الصحية النسائية، إلى جانب توقف استيراد السلع نفسها المصنعة بالكامل خارج مصر.
وتصنف مصر الفوط الصحية وغيرها من منتجات العناية الشخصية أثناء الدورة لشهرية، ضمن قائمة "منتجات العناية بالجسم" مدرجة إياها تحت فئة الصابون الفاخر والشامبو وجل الاستحمام وغيرها من المنتات التي يُنظر إليها باعتبارها "سلع استفزازية" وتصل رسوم الجمارك المفروضة عليها إلى 60%، بخلاف الضرائب والرسوم المفروضة لاحقاً والتي تضمن زيادات هائلة في أسعار بيع تلك المنتجات لمستهلكيها من النساء.
ورصدت تقارير إعلامية سابقة تداعيات الأزمات الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع في ظل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع سعر صرف الدولار، بظلالها على المستلزمات الصحية النسائية وعلى رأسها الحفاضات أو الفوط النسائية والسدادات القطنية، التي تضاعفت أسعارها خلال العامين 2021 و2022، مما شكّل عبئاً مادياً على النساء في البيئات الأكثر فقراً في مصر، ودفع الكثيرات منهن للاستغناء عنها واستخدام بدائل خلال فترة الحيض مثل: القماش وورق الجرائد، رغم أضرارها الصحية وافتقارها لعنصري الأمان والراحة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن استخدام الأقمشة غير الآمنة ونشارة الخشب والأوراق كبديل للفوط الصحية قد يُسفر عن أمراض تناسلية ويُسبب الوفاة.
وبدوره كان صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف، قد حذّر في عام 2020، من انقطاع مخزون وسلسلة توريدات الفوط الصحية في بعض البلدان، وفقدان المجتمعات إمكانية الوصول إليها، ومواجهة المورّدين مشاكل في شحن الفوط الصحية؛ لعدم إدراجها كمواد أساسية أثناء الإغلاق العام، مؤكداً أنّ الوباء له تأثيرٌ شديد على النساء في فترات الحيض، والوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء.
عبء مادي على النساء الأكثر فقراً
توضح رنا محمود، الناشطة في العمل الخيري والتطوعي بمصر، أنها تجمع مبالغ مالية شهرية من المعارف والأصدقاء وبعض المتابعين، لشراء مستلزمات العناية الشخصية كالصابون وماكينات الحلاقة والمستلزمات الصحية النسائية كالفوط، لعدد من النساء الفقيرات في بعض المناطق الأكثر فقراً بالقاهرة، والعشوائيات مثل: عزبة الهجانة والكيلو 4 ونص، وبعض المناطق الفقيرة في المرج، التي يعيش سكانها في عشش صفيح.
وتهتم رنا وزميلاتها المتطوعات بتقديم تلك المساعدات للفتيات الفقيرات، لا سيما المراهقات منهن، وتوعيتهن بأهمية النظافة الشخصية بعد البلوغ والعناية بأنفسهن أثناء فترة الحيض، وتنصحهن بضرورة استخدام الفوط الصحية أثناء الدورة الشهرية، وأن يدّخرن مبلغاً رمزياً كجنيه واحد يومياً ليجمعن ثمن عبوة من الحفاضات، لكنها تشير إلى أن حتى ذلك المبلغ الرمزي يُشكّل عبئاً مادياً عليهن، مؤكدة أن بعضهن عاملات منزليات أو عاملات نظافة ويعُلْن أسرهن.
طبيبة نساء: استخدام الأنواع الرديئة من الفوط الصحية وعدم الاهتمام بتغيير الفوطة كل 4 ساعات من باب التوفير، يجعل المرأة معرضة للإصابة بمتلازمة "الصدمة التسممية" والتي تحدث نتيجة وصول البكتيريا إلى داخل جسم الأنثى عن طريق المهبل
وتشير رنا إلى أن الفقر يجعل معظم النساء في تلك الأماكن الفقيرة لعدم استخدام الحفاضات النسائية التي يشكل سعرها عبئاً مادياً عليهم، ولا سيما بعد موجة الغلاء الأخيرة والتي نجم عنها تضاعف أسعار الفوط النسائية وحفاضات الأطفال، لافتة إلى أن الكثيرات منهن يعانين من التهابات شديدة بالجهاز التناسلي ومشكلات صحية بسبب استخدامهن للقماش أو ورق الجرائد كبديل، وتضطر بعضهن للتوقف عن الدراسات خلال الاسبوع الذي يعاودها فيه الطمث نتيجة عدم القدرة على السيطرة على النزيف ومضاعفات الالتهابات.
مستلزمات فئوية
بينما تؤكد مي صالح، الباحثة في قضايا النوع الاجتماعي بمؤسسة المرأة الجديدة، أن مصر تصنف منتجات العناية اثناء الدورة الشهرثية باعتبارها "مستلزمات فئوية وغير أساسية" ويتم تطبيق القيمة المضافة عليها (ضريبة مبيعات تصل حد 14%). مطالبة الدولة بتوفيرها في المستشفيات العامة والتعليمية والسجون ومدارس الفتيات والجامعات بشكل مجاني، وأن يتم توفيرها في أماكن العمل بمناطق الاستثمار والمناطق الصناعية حتى ولو بمبلغ بسيط لأن العاملات هناك يجدن صعوبة في الخروج أثناء الدوام والوصول إلى الصيدليات أو المتاجر، ويقعن في ورطة إذا طرأت دورتهن الشهرية بشكل مفاجئ. مشددة على ضرورة تخفيض الضريبة المفروضة على الحفاضات النسائية، لأن ذلك سيحل كثير من المشكلات الصحية للنساء ويغير النظرة المجتمعية السلبية للدورة الشهرية.
وتُبيّن الباحثة أن الحركة النسائية ومؤسسات قضايا المرأة ومن بينها المجلس القومي للمرأة يعتقدون أن المرأة المصرية نالت قدراً كبيراً من حقوقها، وأن توفير الفوط النسائية ليس بالقضية المهمة في هذه المرحلة، وأن هناك أولويات أخرى للنضال المجتمعي، داعية المجلس لمخاطبة وزارتي الصحة والمالية لخفض الضريبة المضافة على الحفاضات النسائية، مؤكدة أن وجود إرادة سياسية بجانب دور المجالس القومية، هو ما يسرع من تغيير الأمور.
صاحبة علامة تجارية للفوط النسائية: المنتجات المتوفرة للسائحات الأجنبيات تختلف في جودتها عن المطروح في السوق للمصريات
البحث عن مستلزمات الإنتاج
من جهته يوضح الدكتور محمد إسماعيل عبده، رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الغرف التجارية، ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لـشركة يوروميد للصناعات الطبية، أن الفوط الصحية النسائية وحفاضات الأطفال والسدادات القطنية تدخل تحت بند الضمادات الجراحية، وشهد سعرها ارتفاعاص كبيراً بلغ 40% قبل الأزمة الاقتصادية الأخيرة نتيجة لارتفاع أسعار النفط، نظراً لأن الفيبر هو أحد مستلزمات إنتاجها بشكل أساسي وهو يتم تصنيعه من مشتقات النفط. لكن الأشهر الاخيرة شهدت ارتفاعات أكبر نظراص لندرة الدولار وتوقف الاستيراد ما جعل المواد الداخلة في تصنيعها أقل توفراً وبالتالي أغلى سعراً.
ويشير عبده إلى أن هناك عدة مصانع للحفاضات والفوط الصحية في مصر، ولكن يتم استيراد معظم خامات إنتاجها من الخارج، وهو ما انعكس بالضرورة على أسعارها، مضيفاً أن هبوط قيمة الجنيه المصري أحد أسباب ارتفاع سعر تلك الحفاضات والمستلزمات النسائية، لافتاً إلى أنه بجانب الإنتاج المحلي، يتم استيراد بعض أنواعها من دول أخرى أبرزها: الصين وتركيا.
فيما تكشف ميرنا محمد (اسم مستعار)، وهي تدير شركة للتجارة والتوريدات وتمتلك علامة تجارية للفوط النسائية المستوردة، أن السوق المحلي في مصر لديه كفايته من الحفاضات النسائية التي يتم تصنيعها داخل البلاد، وتسيطر على غالبيته ثلاث شركات كبرى، هي: أولويز الأمريكية، صوفي اليابانية، برايفت اللبنانية، بجانب بعض الشركات الأقل استحواذاً على السوق، كما انضمت حديثاً للسوق المصري شركة تركية أنشأت خط لإنتاج الحفاضات النسائية تحت مسمى “مولبد”، بعدما كان يتم استيراده من الخارج، وذلك لتجنب مشكلات الاستيراد التي صاحبت ارتفاع سعر الدولار، وهي الشركة نفسها المنتجة لحفاضات الأطفال مولفكس، مشيرة إلى أنه يتم استيراد كميات محدودة من الفوط النسائية من علامات تجارية أخرى مستوردة بغرض توفيرها للسياح الأجانب في المنشآت السياحية والفندقية.
وتؤكد ميرنا أن أزمة الاستيراد وارتفاع سعر الدولار أسفرا عن نقص في مستلزمات الانتاج بمصانع الحفاضات النسائية، محذرة من احتمالية وقوع أزمة بالفوط الصحية، قد تؤدي لزيادة جديدة بأسعارها، مشيرة إلى أن الأسعار زادت بالفعل خلال السنوات الأخيرة، في ظل عدم وجود دعم لتلك السلعة الأساسية بالنسبة للنساء، ولافتة إلى أن أسعار الحفاضات النسائية المُصنّعة في مصر تتقارب إلى حد كبير، وأن الرفيعة المضغوطة منها “ألترا” يزيد سعرها عن السميكة.
مخزون أقل جودة
وتطالب الصيدلانية مروة خالد، وزارة الصحة بدعم نوع واحد على الأقل من الفوط الصحية النسائية بحيث تكون داخل مظلة التأمين الصحي، بسبب وجود شريحة من النساء الفقيرات غير القادرات على مجاراة ارتفاع أسعار الفوط، مشيرة إلى أن كثيراً ما تدخل امرأة أو فتاة بسيطة إلى الصيدلية التي تعمل بها والتي تقع في حي شعبي بالمنيب بمحافظة الجيزة، لتسألها عن سعر حفاضة نسائية ما، ثم تتراجع عن الشراء وهي تشعر بالخجل، أو تُغيّر من طلبها؛ فبدلاً من شراء عبوة كبيرة تضم 16 حفاضة فإنها تشتري الأصغر حجماً التي تضم 8 حفاضات، أو تتراجع عن شراء حفاضات مريحة لتشتري السميكة الأقل سعراً، أو تشتري فوطاً عادية بدلاً من المخصصة للبشرة الحساسة. لافتة إلى أن الكثيرات يلجأن لشرائها من تجار مستلزمات النظافة والصابون ليحصلن عليها بسعر أقل جنيهات معدودة، لكنها قد تكون مُخزّنة يتعدى تاريخ إنتاجها الثلاث سنوات أو مغشوشة ومقلدة، أو يشترين منهم أنواعاً أقل جودة ذات علامات تجارية غير مشهورة، والبعض ينتظرن التخفيضات الشهرية لسلاسل السوبر ماركت الكبرى ليحصلن على تخفيض بسيط على سعر الحفاضات.
وتوضح الصيدلانية الشابة أن أسعار العبوات تبدأ من 17 جنيه مصري للعبوة الـ8 قطع وحتى 30 جنيه، بينما يتراوح سعر العبوات الـ16 قطعة بين 32 جنيه مصري حتى 73 جنيه، مؤكدة أن توفير الفوط للنساء غير القادرات، سيساهم في القضاء على التهابات البول المتكررة والأمراض الفطرية التناسلية المتكررة مما يقلل من ارتيادهن للمستشفيات.
قد تسبب التسمم أو السرطان
من جهتها تُحذر الدكتورة عائشة عبدالله، استشاري أمراض النساء والتوليد، من خطورة استخدام الأنواع الرديئة من الفوط الصحية وعدم الاهتمام بتغيير الفوطة كل 4 ساعات لأن ذلك يجعل المرأة معرضة للإصابة بمتلازمة "الصدمة التسممية" والتي تحدث نتيجة وصول البكتيريا إلى داخل جسم الأنثى عن طريق المهبل، مسبباً أعراض كارتفاع في درجة الحرارة، الضعف الشديد أو الدوار، والطفح الجلدي، والقيء، الإسهال، وآلام العضلات الشديدة، يحتاج علاجها لتناول المضادات الحيوية، وأدوية لتثبيت ضغط الدم، تحت إشراف الطبيب، مضيفة أن استعمال الحفاضات النسائية رديئة الصنع قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم أو سرطان المبيض، لاحتوائها على مادة الـ “بيسفينول” والتي تدخل في صناعة البلاستيك الشفاف والصلب المسمى بولي كربونات .
وتؤكد الطبيبة أنه من الشائع حدوث الالتهابات المهبلية وانبعاث الروائح الكريهة من المهبل، والتي تسبب أعراض مزعجة كالحكة، احمرار الجهاز التناسلي وكثرة الإفرازات المهبلية وحدوث آلام أثناء العلاقة الزوجية، بسبب البكتيريا والفطريات التي تتراكم على البشرة خلال فترة الدورة الشهرية، لافتة إلى أن بعض الأنواع من الفوط تسبب حساسية لذا يجب اختيار النوع المناسب وذي الجودة العالية.
بدورها تطالب يارا حمدي (27 عاماً، مُدرّسة) السلطات المصرية بجعل الفوط النسائية متاحة بالمجان أو إضافتها إلى بطاقة التموين على غرار السلع الأساسية، مؤكدة أن هناك فتيات يعجزن عن شراء الأنواع الجيدة من الحفاضات النسائية لأن أسعارها غالية ويصبحن مضطرات لشراء أنواع رخيصة ورديئة جدًا أو يرتدين الفوطة لساعات طويلة جدا،ً كأن يحتفظن بها ليوم أو يومين من دون تغييرها، مما يسبب لهن الالتهابات والأمراض.
مشيرة إلى أنها شهدت حالات مماثلة لتلميذات في المدرسة الإعدادية الحكومية التي تعمل بها، حتى أن بعضهن يضطرَّن للتغيب عن حضور الصفوف خلال أيام حيضهن، عندما لا يمتلكن ثمن شراء الحفاضات والتي باتت أسعارها تتراوح بين 30 إلى 100 جنيه، مما دفعها لشراء عبوات وتركها مع عاملة النظافة المسؤولة عن حمامات المدرسة لمنحها للطالبات المحتاجات للفوط، لكنها اكتشفت أن العاملة تبيعها للتلميذات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ 23 ساعةtester.whitebeard@gmail.com
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 أيامجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...