استطاع المعرض الفني "زمالة تكوين لتصميم المنتجات" أن يأخذ رواده في رحلة إلى الأرض والطبيعة الأم التي استردجتنا الحياة الاستهلاكية بعيداً عنها ونجحت في طمر قيمتها في دواخلنا.
الزائر للمعرض الذي جاب رصيف22 في زواياه يتعرف على فئة فنية ثقافية فريدة بدأت تظهر في الوسط الفني والثقافي الأردني، من خلال الأعمال التي عرضت في المعرض بأيادي مصممين/ـات أردنيين/ـات من طلاب وطالبات الجامعات، يميزهم حبهم لقيمة الطبيعة والأرض واستخدام المنتجات الطبيعية العضوية.
من العادي جداً أن نرى فستاناً صنع من الشمع وقشور البرتقال في المعرض، وحلياً تحتوي على بذور البطيخ، وسيراميك من طين محافظة مادبا، وطاولة من وبر الماعز أو القش، وغيرها من المواد العضوية مع لمسة هنا أو هناك تستعين بالتقنيات الرقمية والتكنولوجية.
الطين والتكنولوجيا خليط ناجح
مشروع "سيراكيت" للمصممة سميرة خطاب مستوحى من أدوات وأنماط مصممة بشكل شخصي بحيث يمكن للناس تجربة العمل بالطين وصنع عملهم من الصفر من المنزل كنشاط علاجي.
من العادي أن نرى فستاناً من الشمع وقشور البرتقال في المعرض، وحلياً تحتوي على بذور البطيخ، وسيراميك من طين محافظة مادبا، وطاولة من وبر الماعز أو القش، وغيرها من المواد العضوية مع لمسة هنا أو هناك تستعين بالتقنيات الرقمية والتكنولوجية
إلى جانبه زاوية "فن من الأرض" للفنانة سرار خواجا، التي تستخدم الطين الأردني بدلاً من استيراد المواد من الخارج لصناعة الفخار والخزف على غرار الصناعات الكبرى. "الفخار كان يشكل صناعتنا في هذه المنطقة لأكثر من 5000 عام" تقول.
وتصف خواجا مشروعها بأنه يركز المشروع على استخدام التراب لصناعة الفخار والخزف، وهما مواد خام قادرة على أن تنعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي إذا تم استغلالها وتوفر فرص عمل للشباب. إذ تسعى سرار إلى تطوير هذا المشروع من خلال استخدام تقنيات التصنيع الرقمية مما سيسمح بمزيد من الابتكار في أشكال التصاميم.
في زاوية "تصاميم قمحة" للفنانة دعاء الحنطي منتجات لمشروع يجمع بين التكنولوجيا والطبيعة، تم استلهام تصميماته من سنابل القمح والحبوب.
بدأت الحنطي العمل على المشروع من خلال استخدام التصنيع الرقمي كالطباعة الثلاثية الأبعاد وآلات التحكم الرقمي باستخدام الحاسوب وتقنيات الليزر، كما قامت بتوسيع معارفها حول المواد العضوية التي تتكون من عناصر صديقة للبيئة وللبشرة والمستخلصة من الطبيعة.
"تصاميم قمحة" للفنانة دعاء الحنطي تحوي منتجات لمشروع يجمع بين التكنولوجيا والطبيعة، تم استلهام تصميماته من سنابل القمح والحبوب
وقد بدأت هذه التجربة الجديدة في عالم التصميم من خلال اختبار وصنع عينات أصبحت فيما بعد مدخلاً لاستخدام المواد الطبيعية.
أما زاوية "فيتوريا" للفنانة حنين جعافرة فهي خط لإنتاج الملابس المستدامة يلتقي فيه الفن بالأزياء بالتكنولوجيا، وذلك بإلهام من رقمنة العالم والفرص التي تتيحها التقنية الحديثة، وباستخدام تقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد، والأبحاث في المواد العضوية لتوفير تصميمات ابتكارية.
تقول جعافرة: "يخاطب الفن المشاعر والفكر ويدفعنا للنظر إلى الأشياء من زاوية مختلفة، كما يمكنه زيادة الوعي بقراراتنا وأحكامنا المسبقة حول ما يمكننا تحمله من مسؤولية. لا تقدم هذه المجموعة إجابات وإنما تسعى إلى خلق نقاش وتسليط الضوء على القضايا البيئية".
بلاط من شعر الماعز
يقوم مشروع "كل شيء فيه انتماء" للفنانة تسنيم زريقات على صناعة سلسلة من المواد الصديقة للبيئة كالبلاط والقطع من مواد محلية طبيعية مثل الطين وشعر الماعز والصوف والقش، تقول: "شكلت أساليب البناء التقليدية والحرف اليدوية المحلية مصدر إلهام لي".
وتعمل تلك السلسلة كتشطيبات زينة داخلية عازلة وخالية من السموم، إذ تحتوي معظم المواد العادية المستخدمة في الإنشاءات اليوم على مستويات عالية من المركبات المتطايرة، والتي تنبعث في الهواء الذي نستنشقه، وعلاوة على ذلك غالباً ما تكون المركبات مستوردة وغير متوفرة مسبقاً في بلادنا. تقول: "المواد المستخدمة في البلاط والقطع التي نصنعها طبيعية قابلة لإعادة الاستخدام والتحلل العضوي، وهي لا تحتوي على أية نفايات غير قابلة لإعادة التدوير بالإضافة إلى أن عملية الإنتاج في المشروع تعد موفرة للطاقة".
تحتوي معظم المواد العادية المستخدمة في الإنشاءات اليوم على مستويات عالية من المركبات المتطايرة، والتي تنبعث في الهواء الذي نستنشقه، وعلاوة على ذلك غالباً ما تكون المركبات مستوردة وغير متوفرة مسبقاً في بلادنا
تقول مسؤولة الاتصال في معهد "غوته" سما شحروري لرصيف22 إن المعرض الذي يقام تحت شعار "الاستدامة" يعد الثاني من نوعه الذي يموله المعهد، مشيرة إلى أنه استهدف مساعدة 26 شخصاً من طلاب الفنون.
تضيف: "يهتم المعرض بإعادة التدوير والاهتمام بالبيئة واستغلال الثروات العضوية في الأردن وتحويلها إلى منتجات محلية، بحيث يساعد على خلق إبداعات فنية من جهة ويساهم في دعم الصناعة المحلية، كما يوفر بيئة خصبة لفرص العمل"
زوائد البطيخ والنشار والبلاستيك العضوي وأتربة من شمال الأردن إلى جنوبه وطين من أماكن متفرقة وغيرها تم استثمارها في المنتجات المحلية للمعرض كما تشير شحروري، مبدية تفاؤلها بأن يدرك من حضروا المعرض أن الأردن يستطيع أن يستثمر طين بلده بدلاً من استيراده من إسبانيا، "حتى أثوابنا نستطيع أن نصنعها بأنفسنا، من الصمغ العربي واليود والكركم كما كان يفعل أجدادنا في صناعة أثوابهم".
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 20 ساعةيعني اذا اليسا اللي عملت اغاني وفيديو كليبات عن العنف ضد النساء وقال حملت قضايا المرأة العربية، غنت ودافعت عن المغتصب سعد المجرد... قرطة منافقين.
Farah Alsa'di -
منذ يومرغم قديه الحادثة موجعة ومؤسفة إلا أني مبسوطة أنه هاي من المرات القليلة تقريباً اللي المجتمع الأردني بوقف فيها مع "المرأة" الضحية... عشان تعودنا يكون الحق عليها دايماً أكيد!
Line Itani -
منذ يومعجيب في بلد ومجتمع "محافظ" زي المصري انه يكون فيه حرمات على أشياء كثيرة بس الموت لا - ودا بس لأن فيها أرض ومصاري..
jessika valentine -
منذ يومينالمشكلة هي المجتمع واللغة انبثقت منه وتغذي هذا الفكر الذكوري. لن تتغير اللغة الا إذا نحن تغيرنا. وزيادة على الأمثلة التي قدمتها للغة العربية، الانكليزية ليست افضل حالا فيُقال للقميص الابيض الذي يُلبس تحت القمصان wife beater باللغة الانكليزية، والنق bitching. وعلى سيرة say no، يقول الذكور المتحدثون باللغة الانكليزية no means yes and yes means anal. على الدجاجة أن تكسر قوالب التربية لبيضها الإناث والذكور لان أحدا سواها لن يفعل.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعit would be interesting to see reasons behind why government expenditure on education seems to be declining -- a decreasing need for spending or a decreasing interest in general?
Benjamin Lotto -
منذ أسبوعجدا مهم البحث