عُرض مؤخراً على شبكة نتفليكس فيلم "Blonde" والذي يتناول قصة حياة أيقونة الإغراء في خمسينيات السينما الأمريكية مارلين مونرو، ركز الفيلم على الجانب الذي كانت تخفيه الشهرة والأضواء، وهو الجانب المأساوي من حياتها الشخصية.
قصة حياة مارلين مونرو تتشابه بشكل كبير مع قصة حياة سعاد حسني، فمثلما كانت مونرو رمزاً للجمال والجاذبية الجنسية في هوليوود والعالم أجمع، اعتبرت سعاد حسني بالنسبة للعرب والمصريين خاصة، فتاة أحلام كل شاب، بجمالها وعفويتها وخفة ظلها على الشاشة، وأيضاً بسبب تأديتها لأدوار مختلفة ضمّت مشاهد الإغراء في عدة أفلام أشهرها بئر الحرمان.
طفولة غير سعيدة
عانت نورما جين وهو الاسم الحقيقي لمارلين مونرو من طفولة غير سعيدة، فهي لم تعرف والدها قط، وحاولت والدتها إيذاءها قبل أن تودع في مصحة نفسية، لينتهي الأمر بتربية الابنة الصغيرة في ملجأ أيتام، رغم إنها لم تكن يتيمة.
مثلما كانت مونرو رمزاً للجمال والجاذبية الجنسية في هوليوود والعالم أجمع، اعتُبرت سعاد حسني بالنسبة للعرب والمصريين خاصة، فتاة أحلام كل شاب في جيلها
الأمر كان أقل حدة في طفولة سندريلا الشاشة العربية لكنها لم تخلُ من الصعوبات أيضاً، فوالديها انفصلا في الطفولة وعاشت مشتتة بين والدها ووالدتها، ثم اضطرت للعيش مع زوج والدتها وعانت من إهمال أمها وانشغال أبيها الذي أنجب 11 ابن وابنة.
كانت سعاد حسني تقول إن أفراد عائلتها لم يدعموا موهبتها، وإنها عانت من العيش في ظل شقيقتها التي سبقتها إلى دخول عوالم الفن نجاة الصغيرة، وإهمالها ضمن اخواتها بقولها دائماً "كنت نمرة عشرة" إشارة إلى ترتيبها بين اخواتها وكناية عن انعدام أولوية الرعاية والاهتمام الذي لم تحظ به.
الزواج من المشاهير
لم يُكتب النجاح لعلاقات الزواج سواء لمارلين مونرو أو لسعاد حسني، ربما يعود ذلك لزواجهما من المشاهير، والذي يخلق عادة مشاكل الغيرة والشك بين الطرفين.
كانت سعاد حسني تقول إن أفراد عائلتها لم يدعموا موهبتها، وإنها عانت من العيش في ظل شقيقتها التي سبقتها إلى دخول عالم الفن نجاة الصغيرة
تزوجت مونرو في مراهقتها من ضابط شرطة وكاتب أمريكي يدعى جيمس دوجرتي، وهو زواج لم يستمر سوى 4 سنوات، اقتحمت مونرو بعده عالم الشهرة لتتعرف على أحد أبناء شارلي شابلن، ولكنها لم تتزوجه. وقابلت بعده أسطورة لعبة البيسبول جو ديماجيو، الذي تزوجته في العام 1954 لكنها علاقة انتهت بالطلاق في أواخر عام 1955.
أشيع حينها أن الزواج الذي حظي باهتمام إعلامي كبير في الولايات المتحدة الأمريكية انتهى بسبب الغيرة، وذلك بعد المشهد الأيقوني الشهير لمارلين مونرو الذي رفع فيه فستانها في تصوير فيلم "The seven year itch" والذي أشعل غضب ديماجيو الذي لم يتحمل رؤية زوجته تحظى بهذا الاهتمام والإطراء، ويقال إنه قام بالاعتداء عليها وضربها في إحدى غرف الفنادق الشهيرة بعد هذه الواقعة، ما أدى إلى طلاقهما.
في العام 1956 تزوجت مارلين مونرو من الكاتب المسرحي العالمي أرثر ميلر، والذي كان يكبرها بأحد عشر عاما، وانفصلا عام 1961، ويرجع البعض عدم تكليل زيجات مونرو بالنجاح إلى بحثها عن شخصية الأب الذي فقدته في طفولتها، ونرى في فيلم "Blonde" كيف كانت تنادي عليهم بـ "دادي - بابا" الذي حرمت منه في طفولتها.
الأمر كان متشابهاً في حياة سعاد حسني، فأول زواج لها غير معلن رسمياً كان من المطرب عبدالحليم حافظ، الأمر الذي أكده الإعلامي مفيد فوزي الذي كان صديقاً مقرباً للزوجين، واعترفت به جانجاه عبد المنعم الأخت غير الشقيقة لسعاد، ويُعتقد أنه دام لخمس سنوات.
تزوجت سعاد حسني بعد ذلك من المخرج والمصور صلاح كريم لمدة عامين، ثم زواج آخر من المخرج علي بدرخان، ابن المخرج الكبير أحمد بدرخان، والذي استمر طيلة أحد عشر عاماً.
تزوجت مارلين مونرو من الكاتب العالمي آرثر ميلر، والذي كان يكبرها بأحد عشر عاما، وانفصلا عام 1961، ويُرجع البعض فشل زيجات مونرو إلى بحثها عن شخصية الأب الذي فقدته في طفولتها
انفصلت سعاد حسني عن علي بدرخان وتزوجت من ابن ليلى مراد وفطين عبدالوهاب؛ زكي فطين عبدالوهاب، في زواج لم يصمد لعام واحد، ثم انتشرت لاحقاً شائعات تفيد بزواجها من النجم صلاح ذو الفقار، إلا أن النجمين نفيا تماماً هذه الشائعات رغم الكواليس الرومانسية التي جمعت بينهما في تصوير أفلامهما، حيث يقال إن قبلتهما في تصوير فيلم "موعد في البرج" طالت لمدة 3 دقائق.
آخر زواج لسعاد حسني كان من السيناريست المصري ماهر عواد عام 1987، وقد استمر حتى وفاتها الملتبسة في العام 2001.
حلم الأمومة الذي لم يكتمل
حلمت مارلين مونرو أن تختبر شعور الأمومة، ولكنها أجهضت حملها ثلاث مرات من علاقاتها المختلفة، كذلك الأمر لسعاد حسني التي عانت من إجهاض متكرر أثناء زواجها من علي بدرخان، لتُحرم من الإنجاب طوال حياتها.
الجنس والسياسة
أشيع عن مونرو ارتباطها برئيس الولايات المتحدة الأمريكية جون كينيدي سراً، وأيضا طالت الشائعات علاقة تربطها بشقيقه المرموق روبيرت كينيدي.
ويذكر أن المباحث الفيدرالية الأمريكية كانت تشك في علاقة مونرو بالزعيم الكوبي الشيوعي فيدل كاسترو، وأنها اعتقدت أن علاقات مارلين مونرو بالسياسيين الأمريكين والسياسيين الشيوعيين قد تؤدي إلى إفشاء أسرار الدولة.
على الجانب الآخر، شرقاً... روت شقيقة سعاد حسني جانجاه عبد المنعم عن ابتزاز المخابرات المصرية لها، وتصوير أفلام جنسية لها مع ضابط مخابرات أدعى أنه فرنسي؟
روت شقيقة سعاد حسني جانجاه عبد المنعم عن ابتزاز المخابرات المصرية لها، وتصوير أفلام جنسية، أبرز القائمين على هذه العمليات كانا صلاح نصر رئيس المخابرات وصفوت الشريف
نجحت المخابرات المصرية بتجنيد سعاد حسني بتهديدها بعدم فضحها بممارسة الجنس مع جاسوس فرنسي، وأبرز القائمين على هذه العمليات كانا صلاح نصر رئيس المخابرات وصفوت الشريف الذي شغل منصب وزير الإعلام لسنوات طويلة والذي كان يعرف في حينها بالضابط موافي.
اغتيال أم انتحار
سبب وفاة مارلين مونرو المُعلن هو تناول جرعة زائدة من حبات المنوم، سواء كان بدون قصد أو بنية الانتحار، ولكن التحقيقات التي ظلت تًتداول لمدة طالت عن 20 عاماً بعد وفاتها كانت تتهم النظام الأمريكي باغتيالها بعد تلاعبها بالأخوين كيندي وعلاقتها بالشيوعيين.
ظروف الوفاة لسعاد حسني وملابساتها تتشابه مع مارلين مونرو، فسعاد حسني سقطت من شرفتها في لندن، ولم يُعرف حتى الآن هل كان هذا بنية الانتحار، أم دُفعت مقتولة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...