بعدما أبهرت الجميع بعروض فائقة الاحترافية والتميز، فازت فرقة "ميّاس" اللبنانية بلقب America’s got talent، برنامج المسابقات والمواهب الأكثر شهرة في أمريكا والعالم، محققةً إنجازاً فنياً وثقافياً تاريخياً أخرج اللبنانيين ولو لبعض الوقت من شعور الإحباط إزاء المعاناة المتعددة الأوجه التي يعيشها بلدهم إلى مشاعر الفرح والزهو والأمل.
برغم استمرار الحلقة النهائية للموسم الـ17 للبرنامج حتى ساعات الصباح في لبنان، تابعها آلاف اللبنانيين مذهولين بما قدمته الفرقة المكونة من 36 شابة لبنانية تراوح أعمارهن بين 13 و25 عاماً، حتى إعلان فوز "ميّاس" الذي واكبته موجة فرح وحب وتعبير عن الفخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان ودول عربية أخرى.
أسس "ميّاس" مصمم الرقصات اللبناني نديم شرفان عام 2019. في العام نفسه، حازت لقب Arabs Got Talent وشاركت في نسخة برنامج Britain's Got Talent: The Champions. لكن لم يحالفها التوفيق لبلوغ النهائيات.
"وجه #لبنان الحقيقي"... فوز #ميّاس بلقب #AGT في إنجاز فني وثقافي غير مسبوق أخرج اللبنانيين ولو لبعض الوقت من شعور الإحباط إزاء المعاناة المتعددة الأوجه التي يعيشها بلدهم إلى مشاعر الفرح والزهو والأمل
في كل عرض قدّمته على مسرح "America’s got talent"، أظهرت "ميّاس" لوحةً فنية متكاملة - بل تكاد تكون مثالية- التناغم بين عناصرها من أزياء وإكسسوارات وأدوات وديكور وموسيقى وحركات وتعابير أجساد ووجوه الراقصات. وأعرب أفراد لجنة التحكيم مراراً وتكراراً عن انبهارهم بقدرة الفرقة على تطوير عروضها والتناغم في حركاتها.
"كرمالك يا لبنان"
وعبر وسوم كثيرة من بينها: #كرمالك_يا_لبنان و#مياس، عبّر لبنانيون عن سعادتهم بهذا الانتصار العريض بعبارات على غرار "بيلبق لنا الفرح" و"كلنا فخورين فيكن" و"36 صبية بيضوا وجه لبنان" و"هيدا لبنان يللي بيشبهنا" و"ميّاس وجه لبنان الحقيقي".
"#مياس تنير قلوب اللبنانيين على الرغم من كل شيء وتثبت أن بلد الفن والحضارة والجمال لا يموت"
ووصف الروائي اللبناني جورج يرق إنجاز "ميّاس" العالمي بأنه "شمعة إضافية في ليل الجمهورية المريضة". اتفق معه في ذلك رجل الأعمال اللبناني فؤاد مخزومي إذ غرّد: "فرقة #مياس تنير قلوب اللبنانيين على الرغم من كل شيء وتثبت أن بلد الفن والحضارة والجمال لا يموت".
واعتبرت الإعلامية اللبنانية ميسون نويهض فوز الفرقة دليلاً على أن "أرزة لبنان ستبقى شامخة وعنواناً للحياة والفن والثقافة مهما حاولوا أن يغيروا وجه هذا البلد النابض بالفرح والابداع".
ولفت الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم إلى الصعوبات التي واجهت الفرقة اللبنانية قبل تحقيق هذا الإنجاز، قائلاً: "أن تكون مستعداً هو الفوز بحدّ ذاته. والتحدي الأكبر هو تحدي النفس أمّا الفوز الأكبر فهو الانتصار على الخوف والحزن والانكسار. الفوز هو النجاح مهما كان الطريق طويلاً وشائكاً ومن دون انتصار لا بقاء. فرقة ‘مياس‘ انتصرت وأثبتت أنّ الفن أقوى من الشر ولبنان باقٍ أبداً. مبروك!".
بعد فوز #ميّاس بلقب #AGT، لبنانيون يحذرون من "سطو" أي مسؤول في السلطة السياسية على ما وصفوه بـ"الإنجاز الفردي" للفرقة، ومن محاولات النظام "قرط" مبلغ الجائزة
"نجاح فردي"
في غضون ذلك، شدد لبنانيون نشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على خطورة "سطو" أي مسؤول في السلطة السياسية المتهمة بنهب الشعب وتخريب البلد وإذلال المواطنين على ما وصفوه بـ"الإنجاز الفردي" لـ"ميّاس" التي في رأيهم تعكس معاناة الكثيرين منهم.
روّج عشرات لمنشور يقول: "ممنوع سياسي يغرد عن فوز مياس". وحذّر آخرون من محاولة السلطة "قرط" (سرقة) مبلغ الجائزة المقدّر بمليون دولار أمريكي.
وقال الخبير الاقتصادي اللبناني منير يونس: "مبروك لفرقة مياس. نجاحكم لا يليق إلا بكم وبإبداعكم العالمي. لا تقبلوا تبريكات من طائفيين وفاسدين وفاشلين وخانعين. ولا من متخلفين يدعون زوراً حب الإبداع. نجاح اللبناني فردي سواء في الداخل أو الخارج. أما الادعاء بأن نجاح ميّاس هو جماعي للبنانيين فهذا قمة الدجل والهراء!".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...