تبكي فالين، أمام منزلها في حيّ البشيرية في القامشلي، وهي تُلقي نظرة الوداع على ابنها القاصر وران (13 عاماً)، وهم النازحون من عفرين جراء الحرب. تقول لرصيف22: "وضعنا المادي ممتاز؛ زوجي يعمل في بيع قطع الغيار للمركبات الحديثة، ولا نعاني من ديون أو متطلبات، لكن فقدان الأمن والخوف من المجهول دفعانا إلى إرسال ابننا القاصر إلى الخارج".
ودرجت عادة لدى أبناء المجتمع المحلي في المنطقة، على إرسال أبنائهم القاصرين إلى أوروبا، على أمل لمّ شملهم في أقرب فرصة. بحسب فالين، "اعترض زوجي على إرساله، لكني أصررت على سفره، وخيّرته بين أمرين: أن يقوم هو بتأمين المهرب والإشراف على إخراجه عبر سري كانيه-رأس العين، أو أنني سأبيع كل ما أملك من مجوهرات وذهب كي أرسله، لتكون الغلبة في النهاية لقراري. أشعر بالسعادة لأنني نجحت في إرسال ابني إلى أوروبا".
والمتجول في شوارع أغلب المدن الكردية وأحيائها، يدرك حجم تأثير الهجرة على المنطقة، فأغلب الأعمال يقوم بها الرجال الذين تجاوزوا الـ60 عاماً، نتيجة هجرة أبنائهم. رصيف22 جال في مجموعة من القرى، وبات واضحاً حجم الفراغ وفقدان العنصر الشبابي فيها.
يقضي صلاح، صاحب محل لبيع قطع غيار كهرباء السيارات في الحسكة، أغلب وقته متأملاً هاتفه الجوال على أمل ورود رسالة من ابنه المحتجز لدى فصائل المعارضة السورية في سري كانيه، ويقول لرصيف22: "نزحنا من رأس العين، نتيجة الحرب. منذ عامين والحياة تزداد صعوبةً وخوفاً. أرسلت ابني الوحيد الذي بالكاد أكمل الـ18 عاماً عبر أحد سماسرة التهريب إلى أوروبا".
يتحدث صلاح عن اتفاقه مع المهرّب الذي وعده بأن يصل ابنه إلى سري كانيه، خلال 24 ساعةً، على أبعد تقدير، وألا يبقى فيها أكثر من 12 ساعةً. هذا الحديث مضى عليه أسبوع، وابنه منذ ذلك الوقت يعيش في ظروفٍ سيئة جداً في منزل مهترئ يتخذه المهرّب مقراً للراغبين في الدخول إلى تركيا من طريق التهريب".
درجت عادة لدى أبناء المجتمع المحلي في الحسكة، على إرسال أبنائهم القاصرين إلى أوروبا، على أمل لمّ شملهم في أقرب فرصة
ودرجت العادة أن يؤمّن المهرب مكاناً للقافلة التي يشرف على إدخالها إلى تركيا، ويقدّم كل الوعود والتعهدات بأن المنزل مجهّز ومرفّه وسيمنحهم ثلاث وجبات يومية لو اضطروا إلى المكوث والبقاء هناك. يضيف صلاح: "اتصل بي ولدي، وهو يبكي بحرقة، وهو الذي لم يحصل سوى على وجبة غداء واحدة خلال الأيام الماضية، وكان يعتمد على المعلبات والبسكويت لسد حاجته. أخذ مني المهرب 2،500 دولار لقاء إيصاله من الحسكة إلى أورفا في تركيا، ومن هناك إلى إسطنبول تسعيرة خاصة".
دور فصائل المعارضة
يشترط المهرب على الشباب أن تكون هواتفهم جديدةً، لأن الفصائل تقوم بإعادة الملفات المحذوفة، ومن يثبت أن له علاقة مع أطراف سياسية كردية يتم سجنه وطلب فدية لقاء إطلاق سراحه. وتحدث والد أحد المحتجزين لدى الفصائل المسيطرة على رأس العين، واشترط عدم ذكر اسمه واسم ابنه، قائلاً: "كان ولدي ينشط عبر السوشيال ميديا لصالح أحزاب كردية، ومن الطبيعي أن تكون صفحته على فيسبوك مليئةً بصور قيادات الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني والأعلام الكردية، بالإضافة إلى صوره الخاصة بالزي العسكري أو الكردي".
بعد فترة من مغادرة ابنه، تلقّى الوالد اتصالاً من رقم تركي، وتحدث معه شخص بلهجة تختلف عن لهجة عرب الحسكة قائلاً: "بدك تدفع 5،000 دولار زيادة، أو ما حتشوف ابنك". يُخرج الأب من هاتفه الجوال مجموعة صور لمنزلهم في رأس العين، مشيراً إلى الأملاك والعقارات التي يمتلكها والتي سيطرت عليها تلك الفصائل: "المشكلة ليست في المبلغ. تهمني سلامة ولدي، وقد أخبرني العسكري بأني إن تكلمت بحرف واحد للإعلام، فذلك سيعني المزيد من خسارة أملاكي. تواصلت مع المهرّب، ووضعته تحت المسؤولية، ولم أهتم بحججه وتبريراته حول طلبه السابق باقتناء هاتف جديد، وبعد قرابة الساعتين عاود المهرب الاتصال، وقال: تم الاتفاق على إطلاق سراح ابنك ومروره إلى تركيا لقاء 2،500 دولار إضافية، وقبلت ذلك مرغماً، ففي نهاية الأمر هو مهرّب وذاك عسكري حجز أملاكي وابني".
معبر الموت
"لا تقلقوا إنه طريقٌ مؤمّن، والمركبات تنتظركم في الطرف الآخر الذي لا يبعد سوى كلم واحد"؛ يروي باران (25 عاماً)، الذي وصل إلى ألمانيا، عما أخبرهم به المهرّب وهو يحلف بكل المقدسات والكتب السماوية. ويقول: "وصلنا إلى سري كانيه، وخيّرنا المهرّب الذي استلمنا هناك بين القفز على الساتر الحدودي، والركض بسرعة كبيرة لبضعة كيلومترات، وتجنّب الجندرمة التركية، أو الخروج عبر المعبر لقاء 1،700 دولار إضافية غير التي اتفقنا عليها سابقاً".
نزحنا من رأس العين، نتيجة الحرب. منذ عامين والحياة تزداد صعوبةً وخوفاً. أرسلت ابني الوحيد الذي بالكاد أكمل الـ18 عاماً عبر أحد سماسرة التهريب إلى أوروبا
يبكي باران، وهو يتذكر الذل والضرب الذي تعرّض له بعض رفاقه الذين اختاروا السير بضعة كيلومترات والقفز فوق السواتر والحواجز. لقد تعرّضوا للضرب، والتشليح، والشتائم والابتزاز والمقايضة بين نجاتهم أو تسليم ما في حوزتهم إلى العساكر. لقد عادوا مقهورين وفي حالة نفسية سيئة، ومنهم من تعرّض لكدمات وجروح بليغة".
أما باران، فقد قبل والده بدفع المبلغ الإضافي وبعد الحدود ببضعة أمتارٍ أقلّته مركبة إلى الطرف الآخر. يقول: "لم يقبل والدي بأن أخاطر بنفسي، واتفق مع المهرب وتمكّنت برفقة اثنين آخرين من عبور المعبر، ثم أقلّتنا سيارة إلى مرسين ومنها إلى إسطنبول، وفقاً للاتفاق السابق مع المهرّب، لقاء 2،000 دولار، ليصبح المجموع 6،200 دولار لقاء خروجي آمناً من منزلي حتى إسطنبول".
ومنذ أشهر تقوم الحكومة التركية بترحيل السوريين الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتيةً و"كملك" إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية المؤقتة وفصائلها المسلحة، لكنها تتساهل مع "عابري الطريق" الذين يقصدون إسطنبول كمحطة مؤقتة للمرور إلى اليونان: "في الطريق استوقفتنا دورية تركيا، وبعد حديث سائق المركبة معها، سُمح لنا بالعبور، وبعد إلحاحي لمعرفة ما دار بينهم، أجاب السائق بأنه جزء من شبكة التهريب وتوجد كلمة خاصة للراغبين في الهجرة وتالياً يتم التساهل معهم"، بحسب باران.
تجميع المهاجرين
"في إسطنبول ستبقون بضعة أيام في شقة واسعة، وسينام كل اثنين في غرفة مجهزة بأسرّة وطعام مميز ولن ينقصكم شيء"، هذا جزءٌ من حديث المهرّب إلى باران ووالده، لكن الحقيقة كانت غير ذلك: "كنا قرابة 27 شخصاً في منزل في إحدى ضواحي المدينة، وبالرغم من مساحة المنزل الواسعة لكنه لا يتحمل وجود أكثر من 10 إلى 14 شخصاً في أقصى حالاته، عدا عن الخدمة السيئة والرديئة، والطعام القليل وغير الصحي، وحمام واحد للجميع".
منذ أشهر تقوم الحكومة التركية بترحيل السوريين الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتيةً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المؤقتة
مكث باران ورفاقه هناك قرابة عشرة أيام قبل أن يتصل بهم المهرّب ويطلب منهم تجهيز أنفسهم خلال ساعة واحدة. يقول: "شعرت بأن أبواب الجنة قد فُتحت أمامي، ووصلنا بعد مشقة عبر طريق بري طويل إلى اليونان، ومنها بدأت رحلة العذاب". مكث الشاب العشريني برفقة من معه من مهاجرين، قرابة الشهرين في اليونان، بعد فشل محاولات عدة للخروج عبر المطار؛ بسبب كشف الشرطة للجوازات المزوّرة، لذا قرر باران وأصدقاؤه تغيير طريقة السفر: "اتفقنا مع المهرّب على أن نخرج إلى بلغاريا وصربيا ثم المجر على الحدود مع النمسا والوصول إلى ألمانيا، أيّ أكثر من 24 ساعةً مشياً على الأقدام من دون توقف".
على الطريق، يروي الشاب كيف فقدوا شابين، أحدهما سوري والآخر من العراق، لم يتحملا الجوع والبرد والعطش، كما التقوا بمجموعة أخرى أرهقها التعب. يقول: "سمعنا منهم قصصاً أشبه بقصص الخيال العلمي، عن حيوانات مفترسة، وعقارب وحشرات. فقدوا ثلاثة أشقاء من إفريقيا على ذلك الطريق". وبعد ذلك وصل باران إلى النمسا، ونزل في ضيافة أحد أصدقائه: "بعد أن التقينا بالمجموعة الثانية تباطأت حركتنا، لكننا وصلنا إلى النمسا بعد قرابة 27 ساعةً مشياً"، يضحك باران كثيراً ثم يصيح بصوتٍ عالٍ: "من يصل إلى أوروبا عبر الغابات، سيعشق العيش هنا، حتّى لو بقي طوال عمره يعمل في المطاعم وتنظيف الشوارع".
طريق الأحلام
"لا تصدّقوا أي مهرب. كلهم كاذبون. لو كان المهرب أخاك أو أباك، إياك أن تصدقه"؛ يقول غسان الذي وصل إلى هولندا بعد تجربته التي وصفها "بالمريرة والمميتة"، ويضيف في حديثه إلى رصيف22: "خرجنا من القامشلي إلى دمشق عبر طائرة الشحن، وبقينا في أحد فنادق دمشق يومين، ثم عبر المركبات إلى مطار بيروت من دون أي صعوبات، لتبدأ بعد ذلك رحلة العذاب والكذب. في المطار جاء المهرّب وطلب الانتظار نصف ساعة، ليعود ويقول إن الرحلة تأجلت وإن التأشيرات غير سليمة، وتكرر الأمر نفسه ثلاث مرات خلال 15 يوماً".
سمعنا منهم قصصاً أشبه بقصص الخيال العلمي، عن حيوانات مفترسة، وعقارب وحشرات. فقدوا ثلاثة أشقاء من إفريقيا على ذلك الطريق
نتيجةً لليأس والخوف، قررت سيدة وابنتها العدول عن قرار الهجرة وعادتا إلى القامشلي من لبنان عبر المعبر البرّي، ليبقى غسان وبعض رفاقه الذين قرروا السفر مهما كانت النتائج: "بعد 15 يوماً مرّت وكأنها 15 سنةً، حصلت على الفيزا لقاء 14،500 دولار، تشمل كافة تكاليف السفر حتى هولندا، فخرجنا من بيروت ووصلنا إلى مطار بيلاروسيا عند الساعة الرابعة فجراً، ولم يفِ المهرّب بوعده ولم يستقبلني أحد في المطار".
لا يجيد غسان أي لغة أجنبية، لذا استقل سيارة أجرة عمومية إلى فقند، حيث مكث ليلته هناك على نفقته الخاصة، فيما كان الاتفاق أن يستقبلوه في المطار ويأخذوه إلى الفندق. في صبيحة اليوم الثاني، تلقّى غسان اتصالاً من المهرّب في بيروت عبر الواتس آب، وبعد أخذ العنوان تلقّى اتصالاً من مهرّب آخر طلب منه التجهّز للسفر: "كنا 28 شخصاً، أخذنا مركبات في البداية، ثم مشياً على الأقدام لمسافة 30 كلم عبر الغابات للوصول إلى النقطة الحدودية مع بولندا، قبل أن تعترضنا الشرطة البيلاروسية وتضربنا ضرباً مبرحاً، وكسرت يد أحد الشباب المهاجرين، فعدنا أدراجنا سيراً إلى مدينة مينسك التي قضينا ليلتنا فيها". في صبيحة اليوم الثاني كررت القافلة السير بالمركبات، ثم السير مشياً، وتمكننا من عبور النقطة الحدودية إلى المثلث الحدودي بين بولندا وبيلاروسيا.
رحلة موت جديدة
يكمل غسان حديثه: "عبر طريقٍ جديد، مشينا لأكثر من 45-50 كلم، وكان برفقتنا نساء وأطفال، خارت قواهم ولم يعد يمكنهم السير أكثر، ثم تفاجأنا بالشرطة البولندية التي أعادتنا إلى المثلث الحدودي مع بيلاروسيا. كان الموت أمام أعيننا. المطر والجليد والبرد القارس تسببت بموت ثلاثة من المهاجرين اضطررنا إلى دفنهم هناك".
يعرض أحد مكاتب العقارات في القامشلي، "3،500 منزل للبيع، مقابل 7 عروض للشراء لا غير"، ما يؤشر على الرغبة في بيع الأملاك للهجرة بثمنها
نتيجة كل ذلك، قرر غسان تغيير المهرّب، وهو ما يعني تكاليف إضافيةً: "رافقت عائلةً من 6 أشخاص وأقنعت اثنين ممن تعرفت إليهم هناك بالسير نحو وجهتنا مهما كلّف الثمن، وبعد سير طويل جداً في الغابات لنحو ثلاثة أيام وصلنا إلى بولندا، حيث استقبلنا مهرّب جديد بمركبته. دخلنا الحدود الألمانية واستأجر لنا المهرّب سيارةً أخرى، ومكثنا ليلتنا في ضيافة كردي من الريف الشرقي لقامشلي، وفي اليوم التالي وصل أخي لاستلامي، وأنا حالياً في هولندا".
يختم غسان حديثه بالقول: "رأينا الموت بكل تفاصيله. ما أصعب أن تبدأ الرحلة وتُنهيها من دون البعض الذين دفنتهم. لا أصعب من هذه الذكريات، لن أنساها، الفقر والخوف والضغط الأمني والتهديدات المستمرة والتلويح بالحرب والاجتياحات العسكرية الجديدة، وفقدان الأمان، كُلها مسببات أجبرتنا على دفع كل هذه المبالغ، وتحمّل كل هذه الأهوال للوصول إلى أوروبا".
تورط رسمي
يعرض أحد مكاتب العقارات في القامشلي، "3،500 منزل للبيع، مقابل 7 عروض للشراء لا غير"، ما يؤشر على الرغبة في بيع الأملاك للهجرة بثمنها. وقال الأكاديمي فريد سعدون عبر صفحته على فيسبوك، إن "أحد أهل الخير من المهرّبين قال إنه خلال الشهرين الماضيين نجح في إيصال 250 راكباً إلى أوروبا، لقاء 16 ألف يورو عن كل شخص".
يقول أحد المهربين والذي اشترط عدم ذكر اسمه، لرصيف22: "سوق العقار راكد والشراء ضعيف جداً، لذلك لجأت إلى مقايضة المنزل لقاء تهريب صاحبه وزوجته، وفي حالة كهذه، فإن السعر يكون أقل من حقه الطبيعي". وتحدث حول ظروف الهجرة وطرقها: "نحن مجموعة ننسّق ونوزّع الأدوار في ما بيننا. أحدهم يجلب الراغبين في الهجرة، وتتوزع البقية ما بين القامشلي، ومطار بيروت، أو الطرق البرّية بين إسطنبول واليونان، وآخرون في بلغاريا وهكذا"، واللافت ذكره أن "أحد رجال السياسة شريك لنا في تأمين الراغبين في السفر والتشجيع على الهجرة".
من جهتها، تقول رهام، إنها قررت وزوجها عبد الله الهجرة: "بعنا كل ما نملك من عقارات وعفش وبعض الذهب، وحصلنا على 55 ألف دولار، وتكلفة سفرنا مع ابننا الصغير قرابة الـ42 ألفاً، والبقية سنبدأ بها حياتنا في ألمانيا. الحياة هنا لا تطاق أبداً".
ويقول شادي، متعهد بناء وعقارات، لرصيف22: "بين الحين والآخر تكرر تركيا تهديدها باجتياح المنطقة، والإدارة الذاتية فشلت في توفير الأمان، وتالياً لا نلوم أحداً على الهجرة، فأن تبقى من دون مياه للاستعمال المنزلي ليومين أو أكثر مع تكرار القصة منذ 10 أعوام، عدا عن انقطاع الكهرباء لأيام، وانعدام بقية الخدمات، أمور تجعل الحل المنطقي للجميع: الهجرة"، فيما يشير عبد الله إلى أن ابنه بلغ "سن الدخول إلى المدرسة، والوضع التعليمي من سيء إلى أسوأ، والصراع بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية على المدارس والتربية وعدم وجود أي اعتراف بالشهادات الصادرة من الإدارة، جعلتني أقتنع بالهجرة لكي أضمن لولدي وأخيه التعليم الذي ننتظره".
القامشلي تودّع شبابها
قرر الشاب غاندي حسن، السفر إلى أوروبا بعد إقامته لأعوام عدة في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. ووفقاً لمصدر من عائلة الفقيد، فإنه "فقد حياته في غابات بلغاريا وانقطعت أخباره عشرين يوماً، وعُثر على جثته في إحدى الغابات، وكشف التقرير الطبي أن الجوع والعطش والتعب تسببت بفقدانه حياته، وتمكنّا من إعادة جثته إلى القامشلي بعد مبادرة رئيس مكتب العلاقات الوطنية للحزب الديمقراطي الكردستاني سعيد عمر، ومخاطبته بشكل رسمي رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني.
رأينا الموت بكل تفاصيله. ما أصعب أن تبدأ الرحلة وتُنهيها من دون البعض الذين دفنتهم. كمّ الفقر والخوف والضغط الأمني والتلويح بالحرب والاجتياحات العسكرية الجديدة، أجبرتنا على تحمّل كل هذه الأهوال للوصول إلى أوروبا
ومنذ بداية الأزمة السورية، فقد الكثير من الشباب الكرد حياتهم على طرق اللجوء، وغالباً ما كانت حكومة الإقليم الكردستاني تتكفل بمصاريف وترتيبات إعادة جنازاتهم إلى ذويهم، وتواصل رصيف22، مع مكتب أحد الأحزاب الكردية الذي أكتفى بالقول: "حكومة الإقليم لم تدّخر جهداً ودعماً لجميع السوريين في محنتهم".
أما الشاب عبد الكريم زيدان، الذي وافته المنية أيضاً في غابات اليونان، فكان آخر ما كتبه على صفحته على فيسبوك في 10 آب/ أغسطس الماضي: "فكرة إنو نحن ضيوف بهالحياة وممكن نغادرها بأي لحظة فكرة جداً مخيفة، ما بعرف إذا بيوم غلطت بحق حدا من دون قصد، أبداً ما كنت مثالي وممكن كون كتلة من السوء من دون قصد، ولو بيوم غلطت بحق أي شخص أتمنى إنو يسامحني وعن نفسي اللهم إني مسامح الجميع، اللهم فاشهد".
وزيدان نال شهادة الهندسة في جامعة قرطبة الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، وكان طالب هندسة زراعية في جامعة اللاذقية، وينحدر من قرى كركي لكي التابعة لمنطقة المالكية/ ديرك.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع