شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
ما ندين به لأثدائنا وحلماتها

ما ندين به لأثدائنا وحلماتها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة نحن والحريات الشخصية

الأربعاء 31 أغسطس 202211:22 ص

لدي سطوة على جسمي. هي سطوة ناتجة عن فهمي له ومعرفتي بأسراره. وجسمي هو مجموع أعضائي. أختار منها بحسب توقيتي ومزاجي، ما أرغب له أن يكون محط نظر أو غواية أو حتى حياد. قد يكون هذا العضو نمشةً على كتفي أو أحد أصابع قدمي، أو كما اختارت سالفاتها من النساء: حلمة.

تقع الحلمة عند طرف الثدي، وتحيط بها هالة من لونها نفسه الذي يتدرّج بين الزهري والبني الفاتح والبني الغامق. وتتنوع أحجام الحلمات، وليست لأحجامها علاقة بأحجام الأثداء. ثدي كبير متوّج بحلمة صغيرة، وثدي صغير بحلمة كبيرة، وثدي كبير بحلمة كبيرة، وثدي صغير بحلمة صغيرة.

وبعد أكثر من نصف قرن على سقوط عقوبة الكورسيه، لا يزال مطلوباً من النساء، ليس فقط ارتداء بديلتها السوتيان لتغليف أثدائهن، بل يجب أن تكون مبطنةً كي لا تبرز نتوء الحلمة ولتخفي أثرها وأياً من صفاتها، كأنها إثم. كأنها مفتاح الخطيئة.

بعد أكثر من نصف قرن على سقوط عقوبة الكورسيه، لا يزال مطلوباً من النساء، ليس فقط ارتداء بديلتها السوتيان لتغليف أثدائهن، بل يجب أن تكون مبطنةً كي لا تبرز نتوء الحلمة ولتخفي أثرها وأياً من صفاتها، كأنها إثم. كأنها مفتاح الخطيئة

لكن لانجري العتمة، وغرف النوم، لا يلتزم بهذه المعايير، ويسمح للحلمة بأن تبرز من خلاله، تمهيداً لظهورها التام. وهذا التلميح لوجودها غير مسموح في لانجريهات النهار والعلن. الحلمة سرّ في النهار، وحقيقة في الليل. سوتيانات الليل والنهار تسمح بإظهار جزء لا بأس به من الثدي، لكن ليس الحلمة.

حتى سوتيان المايوه مبطنة. أقصد مايوهاتكن أنتن. أما أنا، فلا أرتدي السوتيان المبطنة التي تخبّئ أثر حلمتيّ إطلاقاً، ولا تلك التي تجعل ثديي يبدو أكبر أو ترفعه، وعندما أرتدي بلوزةً من دون سوتيان أو سوتيان غير مبطنة، تُظهر نتوء حلمتي، أسمع في نظرات الناظرين والناظرات شهقةً: أوه... لديها حلمة. حتى النساء اللواتي تُظهر أزياؤهن مساحةً واسعةً من أثدائهن، عندما يلمحون طيف حلمة أو طرفها، يشهقن: أوه... لديها حلمة.

الحلمة سرّ في النهار، وحقيقة في الليل. 

أرتدي السوتيان فقط عندما أريد أن أستغل لونها ليكمل أزيائي أو عندما أكون في غنى عن سماع ما تقوله تلك النظرات غير الراغبة. أفضّل النظرات الراغبة.

وعندما أرسم الأثداء، على الأغلب ثديي، أبرز الحلمتين تماماً. لكن القيمين على نسبة العري المسموح به، وغير المسموح به، في المواقع المخصصة للفنون والصور، مثل إنستغرام، لا يسمحون بإظهار كامل الثدي وتظهر شهقتهم على شكل X تغطّي الحلمة، إلا إذا كانت حلمة رجل.

بالرغم من تشابه حلمات الرجال إلى حد كبير، وفقدان هذه الحلمات لأثداء تتوّجها، إلا أنهم يستعرضونها كأنها أحد إنجازاتهم. وسبب عدم سترها، أنهم لا يعدّونها عضواً جنسياً يثير رغبة الناظرات أو الناظرين. في نظرهم، حلماتهم منطقة آمنة، لكنها عكس هذه الادّعاءات، فهي مصدر متعة لهم حتى إن أنكروا ذلك في العلن، ورفضوا الانصياع لاكتشاف متعة مصّها في السر على الأقل، إلى حين خضوعهم لرغبات شريكاتهم بمصِّها لهم، وهي مناسَبة لتعليمهم أساليب المص التي ترغب النساء فيها. بإمكانكن عدّ حلمات الرجال حلمات تجارب. ما تفعلنه بحلماتهم هو ما ترغبن في أن يفعلوه بحلماتكن.

أما أنا، فلا أرتدي السوتيان المبطنة التي تخبّئ أثر حلمتيّ إطلاقاً، ولا تلك التي تجعل ثديي يبدو أكبر أو ترفعه، وعندما أرتدي بلوزةً من دون سوتيان أو سوتيان غير مبطنة، تُظهر نتوء حلمتي، أسمع في نظرات الناظرين والناظرات شهقةً: أوه... لديها حلمة

وربما إذا تم الاعتراف بالإثارة التي تشعر بها المرأة عند مص الرجل حلمتيها (بعد أن تكتشف هذه الإثارة والمتعة)، والإثارة التي يشعر بها الرجل عند مص المرأة لحلمتيه، حينها ستصبح حلمات الرجال أعضاءً جنسيةً أيضاً، ويصبح عليهم إما أن يرتدوا ما يخفي حلماتهم عن عيون النساء وشهواتهن، أو يصبح بإمكان النساء التخلص من السوتيان ويتحرر هذا العضو أخيراً.

فالأثداء وحلماتها لم تكن دائماً أعضاءً جنسيةً، على عكس المؤخرة التي كانت على مرمى بصر الإنسان وشهوته قبل أن تنتصب قامته. وعندما انتصبت قامته، أصبحت أثداء الإناث بديلاً بصرياً للذكور عن المؤخرة، وعلى مستوى نظره.

في نظر الرجال، حلماتهم منطقة آمنة، لكنها عكس هذه الادّعاءات، فهي مصدر متعة لهم حتى إن أنكروا ذلك في العلن، ورفضوا الانصياع لاكتشاف متعة مصّها في السر على الأقل

استغلت المرأة الوضعية الجديدة، وحولت ثدييها ليصبحا أدوات إغراء ومتعة وأسقطت عنهما وعن حلمتيهما حصرية استخدامهما للرضاعة. وبما أن المثير يُحجَب، حُجب الثدي وخاصةً حلمته.

ومع وضعية انتصاب القامة، واستبدال المؤخرة بالثدي، أصبحت ممارسة الجنس وجهاً لوجه. يبدو أننا ندين كثيراً للأثداء وحلماتها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel


* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard