في سرقة الموسيقا
هل يمكن أن نسرق الموسيقا؟ السؤال ليس شعرياً ولا مقدمة لمقال في النقد الثقافي، بل سؤال واقعي وجوابه نعم، يمكن استلاب الموسيقا ويمكن سرقة الألحان والكلمات، وهذا ما يوصف به ما حصل مؤخراً مع المغنية السورية أصالة، التي "استلبت" موسيقا كردية دون الإشارة إلى أصلها في أغنيتها الجديدة "كفوكيم".
ما حصل في حكاية أصالة نصري واضح، لم تتم الإشارة إلى مؤلف الأغنية والألحان، ما أشعل وسائل التواصل الاجتماعي وبدأت الانتقادات توجه إلى أصالة وملحن الأغنية. الأهم، استخدام كلمة "تراث" لوصف شيء ما، لا يعني أنه دون ملكية أو مشاع، وهنا يأتي مفهوم الاستلاب أو "appropriation"،أي تجاهل الأصل و تاريخه على حساب "الجديد". هذا الشأن يظهر دوماً حين التعامل مع الثقافات التي تعتبر أقل، هذا التصنيف المسيء يجعلها عرضة للنهب في بعض الحالات، كما حصل مع موسيقا البلوز مثلاً. لكن هناك شأن إيجابي في كل ما حصل، تم تعديل وصف الأغنية لاحقاً، بصورة متسرعة، لكن ليس هذا المهم، الملفت أن الجمهور لم يترك الموضوع يمر هكذا دون انتقاد، فأصحاب هذا "التراث" الكردي موجودون، ومؤثرون، وطالبوا بحقهم الرمزي، وهنا كل المشكلة، ألم يوجد في فريق الإنتاج المرافق لأصالة ولا أي شخص خطر له فقط الإشارة إلى الأصل، هذا ما كان مطلوباً، إشارة فقط لا أكثر ولا أقل.
لا حاجة لفيديو بعنوان (7 أيام في سوريا) لاكتشاف البلد المدمر، 7 ثوان تكفي، نقول خلالها للرحالة السويدي: "سوريا بلد مُنهار، يحكمه طاغية فتح البلاد أمام الميلشيات والاحتلالات، والآن يجوّع الناس ويحرمهم من مقومات الحياة...عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد
وصفات للطعام من مساحات الحصار
لم يعد من المجدي أو الواقعي إنكار أن العالم يمر بأزمة غذاء، فصوامع القمح تتحول إلى فنادق، و أسعار الخبز ترتفع، والجميع حالياً مهدد بعد إدراكه لأثر الحرب الروسية الأوكرانية، لذا، حرصاً منا في المقتطف على الأمن الغذائي العالمي، وبما أن الكعك الذي نصحت به ماري أنطوانيت لم يعد متوافراً، هنا بعض الوصفات التي استلهمناها من تاريخ الحصار التي تعرضت له بعض المدن في المنطقة العربيّة، وصفات يمكن الاستفادة منها في حال شحّ المواد الأوليّة، وغياب مصادر الطعام:
1- الاستفادة من الفطور المتنوعة لاحتوائها على البروتين وصناعة مرق وحساء منها يساعد على الحفاظ على طاقة الجسم.
2- استخدام ورق الشجر وغليه لصناعة إما حساء أو صلصات صالحة كوجبات سريعة تسد الرمق.
3- الاستعاضة عن الطحين بمسحوق الخبز اليابس والخشب لصناعة عجين وخبز طازج عوضاً القمح.
تعال أخبرك عن سوريا في 7 ثوان
أطل علينا مؤخراً أحد نجوم اليوتيوب السويدي توماس بيرغ، في مغامرة مدتها أقل من ساعة بعنوان " 7 أيام في سوريا"، لا يختلف بيرغ عن غيره من الرحالة، يريد اكتشاف سوريا كما اكتشف غيرها، وكسر الصور النمطية عن العنف، وخلق وثيقة فردية ترويجية ستكون هدية لليمين المتطرف في السويد الذي يريد طرد اللاجئين السوريين من القارة العجوز.
يثير شبه الفيلم الذي أنجزه بيرغ العواطف، في ذات الوقت يحرّك الغيظ، فالسويدي لم يمسّه أي خطر، بل أكل وشرب وبكي على الأطلال حزناً، معلناً أنه برغم كل شيء ما زال مؤمناً بالإنسانية وقدرة السوريين على النجاة.
يا بيرغ، تعال نخبرك عن سوريا بـ7 ثوان، لا حاجة لسبعة أيام ومغامرات مكوكية وابتذال للعواطف: "سوريا بلد منهار، يحكمه طاغية فتح البلاد أمام الميلشيات والاحتلالات، والآن يجوّع الناس ويحرمهم من مقومات الحياة"، هل تريدها بالإنجليزية؟ بالسويدية؟ هل تريدها ضمن فيديو نبثه على يوتيوب، مع لقطات لجبل قاسيون؟
عزيزي بيرغ، بانتظار موقفك حين تبدأ السويد بترحيل السوريين، هل ستبكي أيضاً؟ ماذا ستخبر حكومتك بدقة حينها؟
ملكة جمال في لبنان
عادت هذا العام مسابقة "ملكة جمال لبنان" بعد أن توقفت عام 2018، وتم تنصيب ياسمينا زيتون ملكة جمال عام 2022. زيتون ذات الـ20 عاماً تدرس الصحافة وتريد أن تقدم ما بوسعها لأجل لبنان ولأجل من دعمها. نعلم أنه لا يمكن لنا استخدام السخرية هنا خوفاً من اتهامنا بالذكورية، علماً أن المسابقة نفسها ليست إلا ذكورة في ذكورة وانتصار لمفاهيم الهيمنة الذكورية، لكن ليس هذا المهم، المهم أن هناك ملكة جمال في لبنان المدمر، ذي الاقتصاد المنهار، الغارق في الديون واللصوصية، وهنا السؤال، وجه من تمثل هذه المسابقة؟ بصورة أخرى، أي وجه من أوجه لبنان تسعى وزارة السياحة اللبنانية للترويج له؟
لا نمتلك إجابات على ما سبق، لكن نتساءل: ما الذي قدمه لبنان لشابة بعمر العشرين، هل انتخابها كـ"الأجمل" هو الحل الوحيد أمامها؟ ما هو المستقبل الذي ينتظر "الأجمل" في بلد منهار قائم على المحسوبيات؟
لا اختلاط في واتس آب
لا نعلم إلى أي كون مواز ينتمي الداعية الكويتي عثمان الخميس حين أفتى بـ"عدم جواز إنشاء مجموعات مختلطة بغرض الدراسة على تطبيق واتساب للتراسل الفوري"، هل ما زال في القرن الثاني الهجري؟ أم الأمر مجرد خدعة لحصد اللايكات؟ وماذا عن المطبطبين له الذين يرون في كلامه صواباً وحماية لأعراض المسلمين، من أي كون أحمق أنتم؟
لا نمتلك ما يمكن قوله تجاه هكذا ظواهر وفتاوى فرديّة، قد تصل حد الكراهية والتحريض على العنف، لكن ما نعرفه، أننا في فضاء مفتوح أمام كل أشكال التعليقات والشتائم والسباب، لذا الحل هو السخرية، التفرغ يومياً لمدة 30 دقيقة فقط لنشر مئات الشتائم وال Memes، لتسفيه هكذا منشورات، وتحويلها إلى مدعاة للضحك، صحيح أنها ستكتسب شعبيّة، لكنها في ذات الوقت ستفقد جديتها، وهذا المطلوب، تحطيم الهالة المحيطة بهكذا أشخاص وتوريطهم في عالم الهزل.
لا نعلم إلى أي كون مواز أحمق ينتمي من يفتي بحرمة استخدام مجموعات الواتس آب التي يتحادث فيها الشبان مع الشابات... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد
رد لبناني على سرقة القمح الأوكراني
رست مؤخراً سفينة سوريّة تحمل قمحاً أوكرانياً مسروقاً في ميناء طرابلس، وطالبت السفارة الأوكرانية الحكومة اللبنانية بتوضيح الظروف التي أدت إلى هذه الحادثة، وما يمكن أن تتركه من أثر على العلاقات بين البلدين، وبالطبع لا رد رسمي مقنع إلى الآن، لذا حرصاً منا على السيادة اللبنانية هنا مسودة لرد يمكن إرسالها للسفارة الأوكرانيّة حفاظاً على العلاقات بين البلدين.
إلى من يهمه الأمر
نحن في الحكومة اللبنانية نحرص بشدة على العلاقة بين لبنان وأوكرانيا، لكن، وكما تعلمون، ليس باليد حيلة. روسيا تسيطر على شواطئ المتوسط الشمالية، والنظام في سوريا وكيل عمليات التهريب في المنطقة، وللأسف، هناك جماعة مسلحة في لبنان لا نستطيع الوقوف بوجهها هي التي تتحكم بالمرافئ، وهذا ما يفسر كيفية سرقة القمح ودخوله إلى لبنان.
نعلم أنكم تخوضون حرباً ضد روسيا حالياً، لكن، والله العظيم، وبحق الصليب، لا نستطيع فعل شيء، بصورة أخرى، لا نستطيع إعادة القمح، ولا مسائلة سوريا، ولا الاقتراب من روسيا، ولا دفع ثمن القمح المسروق، لذا نرجو منكم أن تعتبروها صدقة، كوننا في لبنان على شفير الهاوية، ونعدكم في حال "مرقت القصة على خير" سنرسل تحياتنا وأمنياتنا لكم بالنصر .
مدن الخطوط والدوائر في السعوديّة
لا نعلم بدقة ما هو المتخيل الهندسي الذي يتحرك في عقل مخططي مستقبل السعودية، فمشاريع المدن الجديدة التي يرغبون بإنشائها تثير الريبة، مدينة نيوم على شكل مثمن، ومؤخراً أعلن عن مدينة بشكل خط The Line، وننتظر قريباً أن يُعلن عن مدينة بشكل قطع ناقص، أو مكعب يطفو في الهواء.
الواضح أن السعودية تريد تحويل المملكة السعودية إلى مدينة خيال علميّ، تحوي مدن بشكل فقاعة وروبوتات تمتلك الجنسية السعوديّة، وغيرها مما نراه في الأفلام، أو ربما يسعى لإنشاء نسخة جديدة من وادي السليكون، لكن لم لا تحاول السعودية العمل على مشاريع ذات أشكال أقل هندسية وأكثر انسيابيّة، أو أن تسمح للمدن السعودية بأن تكبر ويزداد حجمها بشكل طبيعي وعضوي.
هناك أيضاً مفارقة لم تلتفت لها الهيئة المنظمة: هل تظن أن الناس سيرحبون بالسكن في مدينة بشكل خط، يمكن إغلاق طرفيها وحصارها بلمح البصر؟ ألا يأخذ ذلك بعين الحسبان؟ مدينة بلا ساحات هي مدينة لا تصلح للحياة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 17 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين