شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
بسنت حميدة… فخر بأول ذهبية لمصر في العدو ولوم على سجود بفخذٍ عارية

بسنت حميدة… فخر بأول ذهبية لمصر في العدو ولوم على سجود بفخذٍ عارية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

السبت 2 يوليو 202201:49 م

إنجاز رياضي غير مسبوق في تاريخ مصر حققته العداءة بسنت حميدة، الخميس 30 حزيران/ يونيو، بحصولها على الميدالية الذهبية لسباق 100 متر عدواً ضمن منافسات دورة ألعاب البحر المتوسط التي تستضيفها الجزائر من 25 حزيران/ يونيو حتى 5 تموز/ يوليو.

صاحبة أول ميدالية ذهبية لمصر في العدو، ابنة الـ26 عاماً، حطّمت الرقم القياسي الصامد لنحو 25 عاماً في دورة ألعاب المتوسط لدى قطعها المسافة بـ11 ثانية وعشر جزء من الثانية فقط.

في خضم سعادة هائلة وفخر كبير بإنجازها، وإشادة بالجهد الذي بذلته لتحقيقه في بلد لا تحظى الألعاب الفردية فيه بأي دعم رسمي أو مؤسسي، برزت تعليقات مسيئة تناولت ملابس بسنت الرياضية التي وصفت بأنها "شبه عارية" و"تخالف تعاليم الإسلام"، علاوة على انتقاد مباشر للبطلة المصرية بسبب "سجودها بالكلوت" - الشورت القصير.

ذهبية تاريخية لمصر في العدو وزمن قياسي جديد في دورة ألعاب المتوسط… فخر وسعادة بإنجاز #بسنت_حميدة يقابله انتقاد اللاعبة على "المبالغة في التعري"، واتهام الفرحين بإنجازها بـ"الدياثة" و"الجهل بالدين"!

"فخر مصر" vs "خسرت عند الله"

عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تصدر وسم #بسنت_حميدة على مدار اليومين الماضيين. وسط الكثير من التعليقات التي تتباهى بـ"بنت مصر" و"فخر مصر" و"غزال مصر" و"بنت بلدي الذهب"، تحدث معلقون عن "مبالغة في التعري" وظهور "فخذي" اللاعبة، ما وصل إلى حد اتهام الفرحين بإنجازها بـ"الجهل بالدين" و"الدياثة". علاوة على السخرية من أنها "سجدت بالكلوت" أو "سجدت وهي بالكاد تغطي عورتها".

ومن هذه التعليقات المسيئة: 

"تستر نفسها لا ذهب ولا فضة هينفعوها".

"مهما فزتِ بذهبيات فستظلين تلك العورة وبدون حجاب وحشمة مصيرك النار يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون".

"مهما فازت فتاة بشيء وفرح به الناس وكان فى معصية الله فقد خسرت عند الله".

"دي بتسجد وهي عريانة! إحنا عايزين عمرو بن العاص يرجع يفتح مصر تاني ويدخل الإسلام فيها من جديد".

"من حقك أن تفرح بميدالية ذهبية، ومن حقي أن أحزن على فتاة مسلمة تخلت عن حجابها وحشمتها. الله يحكم بيننا يوم الدين!".

على الجانب الآخر، انتقد كثيرون مثل هذه التعليقات قائلين إنها تعكس تطرفاً دينياً وفكرياً. كتبت إحداهن: "الناس ماسكة العداءة بسنت حميدة عشان سجدت بلبس الرياضة وهو غير شرعي مع أن بقالنا سنين بنشوف لعيبه كورة بيسجدوا بشورتات فوق الركبة عادي ولا حد فتح بؤه".

ولفت آخرون إلى أن إنجاز بسنت يأتي في توقيت مثالي عقب "حوار القفة"،  تصريح الشيخ مبروك عطية بأنه إذا أرادت الفتاة أو السيدة حماية نفسها من القتل والأذى فعليها أن تخرج برداء يغطي كامل جسدها من الرأس للقدم.

كتب معلقون: 

أبدى معلقون انزعاجاً لأن #بسنت_حميدة "سجدت بالكلوت" وهي "بالكاد تغطي عورتها"، متمنين فتحاً إسلامياً جديداً لمصر. وهي آراء وصفت بـ"التطرف الفكري والديني"، وتأكيد أن "احتقار الأنثى خيار عند المشايخ العنصريين لا ثوابت دينية حقيقية"

"حد يقول لمبروك عطية فيه واحدة مش قفة كسبت ميدالية دهب".

"بسنت أثبتت أن الست المصرية مش للمطبخ وبس. الست المصرية قادرة على كل حاجة".

"هذه البطلة الذهبية المصرية #بسنت_حميدة لا هي عورة ولا ناقصة عقل ودين، ولا تجلب الشؤم في البيت ولا هي تقطع الصلاة كالحمار والكلب الأسود، ولا هي خلقت من ضلع أعوج، ولا هي تسير بصورة شيطان. بطلة مصرية تثبت مجدداً أن احتقار الأنثى خيار عند المشايخ العنصريين لا ثوابت دينية حقيقية".

مسيرة رياضية مبهرة

وبسنت هي سليلة عائلة رياضية بامتياز، والدتها كانت بطلة أفريقيا في الجمباز، ووالدها كان بطلاً في التايكوندو، أما شقيقها، فحصل على مراكز عالمية في ألعاب القوى. وزوجها محمد عبّاس - وهو مدربها- بطل رياضي سابق أيضاً اضطر للاعتزال مبكراً بسبب الإصابة.

بدأت البطلة الذهبية مشوارها الدولي عام 2012 في بطولة الشباب العربية بعمان حيث حققت ذهبية سباق 200 متر وفضية 100 متر. في العام التالي، خلال نفس البطولة التي احتضنتها القاهرة، فازت بذهبية 100 متر وفضية 200 متر. وهي النتيجة التي حققتها في العام التالي.

عام 2015، شاركت بسنت في بطولة أفريقيا للشباب بإثيوبيا وحلّت في المركز الرابع. وعام 2016، فازت بفضية 200 متر في دورة ألعاب المتوسط في تونس دون الـ23 عاماً، وحافظت على الميدالية في البطولة التالية التي أقيمت عام 2018 في إيطاليا.

مع انتقالها إلى فئة الكبار، حصدت بسنت ميداليتها الأولى في البطولة الأفريقية عام 2019 في المغرب بفوزها بفضية سباق 200 متر مع تحطيم الرقم القياسي المصري لهذا السباق.

سليلة عائلة رياضية ورفضت عرضاً مغرياً للتجنيس لقطر… إنجاز #بسنت_حميدة قوبل بسعادة هائلة وإشادة بالجهد الذي بذلته لتحقيقه في بلد لا تحظى الألعاب الفردية فيه بأي دعم رسمي أو مؤسسي 

في العام نفسه، رفضت عرضاً قطرياً مغرياً للتجنيس. علماً أن شقيقها باسم تجنّس بالجنسية القطرية ويشارك في دورة ألعاب البحر المتوسط الحالية تحت العلم القطري.

وكانت بسنت أول مصرية تتأهل لبطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها الدوحة عام 2020.

والعام الماضي، حرمتها الإصابة بمزق شديد في العضلة الضامة من المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020. لتعود أقوى وتفوز ببطولة الجمهورية نهاية 2021 وتحصد ثلاث ذهبيات، بينها ذهبية سباق 400 متر مسجلةً رقماً قياسياً جديداً هو 52 ثانية و84 جزءاً من الثانية. وهي صاحبة الرقم القياسي لسباقات 100 و200 و300 و400 متر محلياً.

وشهد العام الجاري طفرةً في مسيرة العداءة المصرية إذ سجّلت مزيداً من الأرقام القياسية وحصدت الميداليات المتنوعة. حققت رقماً غير مسبوق في سباق 100 متر هو 10 ثوانٍ و97 جزءاً من الثانية، وسجلت رقماً قياسياً عربياً ومصرياً لسباق 200 متر في بطولة الجمهورية في آذار/ مارس إذ قطعته في 22 ثانية و63 جزءاً من الثانية.

وفي أيار/ مايو، فازت بسنت بفضية سباق 100 متر في بطولة "كيب كينو كلاسيك" مع زمن مصري جديد هو 11 ثانية وجزءان من الثانية. 

وعلى الرغم من إصابتها بنزلة معوية قبل بطولة "التشيك الدولية" التي أُقيمت في أيار/ مايو، حصدت ذهبيتي 100 متر (في 11 ثانية و12 جزءاً من الثانية) و200 متر (في 22 ثانية و78 جزءاً من الثانية).

وعقب تغيّبها عن بطولة أفريقيا الأخيرة في موريشيوس بسبب إصابة في العضلة الضامة، عادت بقوة في دورة ألعاب المتوسط مع الذهبية التاريخية لمصر.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard