على أنغام الموسيقى الكردية، احتفى الأكراد في ألمانيا بالرقص والغناء في إطار أيام الفن والثقافة الكردية في برلين التي استضافتها العاصمة الألمانية على مدى ثلاثة أيام (27،28،29 أيار/ مايو)، والتي تضمنت العديد من الفعاليات الفنية، والثقافية، والتاريخية، والسينمائية، والفوتوغرافية، والموسيقية، وتوقيع عدد من الروايات والدواوين لأدباء وشعراء أكراد.
هذه ليست المرة الأولى التي يُنظم فيها هذا الحدث الثقافي في برلين. فهناك أكثر من جمعية كردية كانت تنظم أياماً للثقافة الكردية في السنوات السابقة، لكن جائحة كورونا أوقفت هذه الأنشطة كلها، "رأينا بعد كل هذا الانقطاع أنه من المهم عقد الفعاليات الثقافية والفنية في برلين، كنا نسمع من الناس دوماً عبارات من قبيل: لقد اشتقنا للأمسيات الثقافية والحفلات والمعارض". كما أخبر رصيف22 عضو اللجنة المُنظمة يوسف عيسى.
الفنانة كوليستان سوباري. تصوير سعد ياغي (أيام الفن والثقافة الكردية في برلين)
وأضاف: "رأينا في تنظيم هذه الفعالية فسحة للقاء بين محبي الفن والثقافة الكردية سواء من الكرد أو من شعوب أخرى، إذ ستسلط الفعاليات الفنية والثقافية والأدبية الضوء على الثقافة الكردية بشكل عام، وفي كل من سوريا والعراق بشكل خاص".
وقررت إدارة أيام الفن والثقافة الكردية في برلين تكريم الأديب والكاتب الكردي صالح حيدو، المقيم في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا لجهوده الكبيرة في مجال حماية التراث والفولكلور الكردي وتكفلت بطباعة خمسة من كتبه.
"رسالة هذه الفعالية ليست فقط للألمان بل لكل الناس، وهي أن الفن والثقافة واجهة الشعوب وهويتها". قال يوسف عيسى عضو اللجنة المُنظمة لأيام الفن والثقافة الكردية في برلين.
كما تضم توقيع ديوان شعري ورواية وعرض فيلمين كرديين وأمسية فنية وموسيقية وعرضاً للوحات فنية تشكيلية ومعرضاً للصور الفلكلورية.تتضمن الأيام ثلاث محاضرات حول العلاقات بين الكرد والعرب (تاريخها وحاضرها ومستقبلها) وكذلك حول الثقافة الكردية والعلاقة مع الثقافات المجاورة إضافة إلى محاضرة حول الديانة الإيزيدية.
بالإضافة لجملة من الأنشطة التي تضم معرضاً للكتاب الكردي وعرضاً للأزياء الكردية والآلات الموسيقية الكردية والشرقية والعديد من المنتجات الكردية التي يمكن للناس اقتناؤها.
ويقيم حوالى مليون كردي في ألمانيا قدموا من تركيا، من أصل 3.5 مليون تركي، بالإضافة إلى 266 ألفاً قدموا من سوريا بين عامي 2011 و 2019.
رسالة إلى كل الناس
وبيّن عيسى أن "الشعب الكردي وشعوباً أخرى تُعرف بمآسيها من خلال وسائل الإعلام، لكن تتم أحياناً الإساءة للكرد، وكثيرون لا يرون أو يهملون الجوانب الجميلة لدى الشعب الكردي، تاريخهم وثقافتهم وفنهم، ربما هم من أكثر الشعوب التي تعشق الرقص، إذ لديهم مئات الأنواع من الرقصات الفلكلورية، كما يتميزون بلباسهم التقليدي وألوانه، ولديهم شعراء وكتاب ومثقفون وأدباء ورواد مسرح وسينما، لذلك فرسالة هذه الفعالية ليست فقط للألمان بل لكل الناس، وهي أن الفن والثقافة واجهة الشعوب وهويتها".
قررت اللجنة المنظمة أن تنظم هذه الفعاليات كنشاط مستقل، يقول عيسى: "الجميع مرحب به حتى ممن ينتمون لتيارات سياسية مختلفة، الثقافة والفن يمكنهما أن يجمعا الكل تحت سقف واحد، لم نوجه دعوات رسمية لأي جهة سواء كانت سياسية أو مدنية. فالدعوة عامة. فهذا النشاط مستقل ومدعوم من جمعيات وشركات وشخصيات مستقلة".
تتضمن الأيام كذلك عرضاً للأزياء الكردية وبيعاً لها وللآلات الموسيقية الكردية وللأطباق الكردية المتنوعة.
الكاتب جان دوست والصحافي مكسيم العيسى. تصوير سعد ياغي. (أيام الفن والثقافة الكردية في برلين)
تقاطع مع الثقافات الأخرى
يتقاطع الفن والثقافة الكرديان مع محيطهما العربي والفارسي والتركي، وقد حرص المنظمون على أن تشمل الأيام هذه التقاطعات. يوضح يوسف عيسى: "الكرد جزء من ثقافة وتاريخ منطقة الشرق الأوسط، ولذلك قررنا بدعم من الأخوة الفلسطينيين إقامة هذه الفعاليات في مقر مكتبة القدس بالعاصمة برلين. هناك تقاطعات كثيرة تجمع هذين الشعبين، كما المحاضرات ستكون باللغتين الكردية والعربية. لقد خصصنا محاضرتين تشملان هذه التقاطعات، هي العلاقات بين الكرد والعرب‘ وكذلك حول الثقافة الكردية والعلاقة مع الثقافات المجاورة".
"قررنا بدعم من الفلسطينيين في ألمانيا، إقامة هذه الفعاليات في مقر مكتبة القدس بالعاصمة برلين. هناك تقاطعات كثيرة تجمع هذين الشعبين، كما أن المحاضرات ستكون باللغتين الكردية والعربية". يوسف عيسى
وهذا ما أكده علي هليّل، رئيس منتدى القدس الثقافي في برلين وعضو هيئة إدارية لمركز موزاييك الثقافي، حيث ستقام فعاليات الأيام الكردية: "الجالية الكردية في ألمانيا كبيرة وممتدة على مختلف الولايات الألمانية إضافة إلى أن لدى الأدباء والكتاب والمثقفين الأكراد في ألمانيا أعمالاً كبيرة ومتنوعة في مختلف المجالات الأدبية والفكرية والفنية، ولذلك نحن بحاجة لتسليط الضوء عليها، وهي بالعربية والكردية وموجهة للطرفين، ونحن دورنا كمركز ثقافي نهتم بالأدب وبمختلف اللغات من منطقة الشرق الأوسط أن ندعم هذا النشاط".
الفنان سيبان حسكو. تصوير سعد ياغي. ( أيام الفن والثقافة الكردية في برلين)
وعن ما إذا كان هناك ما يربط الأكراد بالفلسطينيين/ات، بحكم أن مركز موزاييك الثقافي يركز على النشاط الأدبي والفني الفلسطيني، قال هليّل: "الأكراد هم جزء من التاريخ الفلسطيني، كالخليل وحي الشيخ جراح في القدس، اللذين يضمان عائلات كردية حتى اليوم، كما أن هناك حملة صهيونية لإظهار الكرد غير داعمين للقضية الفلسطينية بحكم أنها قضية عربية، وغير متضامنين/ات مع الشعب الفلسطيني وهذا عكس الحقيقة تماماً، وهو ما نحب تسليط الضوء عليه من خلال هذا التعاون. الشعب الكردي ظُلم في البلدان العربية، كما أن الاعلام المضاد حاول تشتيت التضامن بين الشعبين".
وأكد هليّل أن هذا التعاون بين المنتدى والجالية الكردية ليس الأول، ولكنه التعاون الأضخم، فالأكراد هم جزء من الدول العربية ولهم ثقافتهم هويتهم، عاداتهم وتقاليدهم،ً ودورنا أن نركز على ذلك كله، كما أننا نأمل من خلال هذا التعاون الاستمرار في تسليط الضوء على معاناة الشعب الكردي في المنطقة العربية وزيادة التوعية والتضامن مع الشعب الكردي إلى أن يتم نيل حقه بالاستقلال، حسب تعبيره.
نجتمع حول الفنون
"نريد أن يعود الكرد وغيرهم من الشعوب في برلين وعموم ألمانيا وأوروبا إلى هذه الفعاليات، هي لقاءات وأمسيات لتتعرف الشعوب بعضها على ثقافات بعض وتستمتع بالفنون والأدب والغناء والرقص وتتذوق الوجبات التراثية، هي أمسيات جميلة ترسخ مفاهيم المحبة والعيش المشترك". أضاف يوسف عيسى، عضو اللجنة المنظمة، وأردف: "الثقافة والفن مفتاحا الشعوب للتقارب والانفتاح بعضهم على بعض على عكس السياسة ".
وأسف عيسى لعدم توافر ترجمة للألمانية للمحاضرات "بسبب التكاليف العالية للترجمة من الكردية والعربية إلى الألمانية، لكن الأفلام الكردية التي ستعرض في اليوم الأخير تتضمن ترجمة إلى اللغة الألمانية".
يسعى المنظمون/ات لهذه الفعالية على جعلها سنوية، "ربما نتمكن من تحويلها إلى مهرجان كبير في العام المقبل"، حسب عيسى.
حضر الأيام الثقافية الكردية، أكراد من كافة أنحاء ألمانيا، إحياءً لتراثهم وثقافتهم، التي تمثلت في الصور واللوحات والموسيقى والرقص وكذلك اللغة والأزياء، على أمل العودة من جديد في العام القادم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع