انتُخِبَ الرئيس السابق حسن شيخ محمود رئيساً جديداً للصومال، في ساعة متقدمة من مساء الأحد 15 أيار/ مايو، عقب ثلاث جولات من الانتخابات الرئاسية التي اقتصرت على نواب البرلمان بسبب مخاوف أمنية من تنظيم انتخابات شعبية موسّعة. وقد اعتُبرت إعادة انتخابه كسراً لـ"العرف السياسي الصومالي الذي يفضل عدم انتخاب الرؤساء السابقين".
حصل محمود (66 عاماً) على 214 صوتاً من 328، في الجولة الثالثة من الانتخابات، والتي تنافس فيها مع الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو الذي حصل على 110 أصوات علماً أن أحد النواب حجب صوته وجرى إبطال ثلاثة أصوات أخرى.
وصوّت نواب البرلمان في مرآب طائرة محصّن من قبل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بالعاصمة مقديشو. وأُبلغ عن سماع أصوات انفجارات قريبة خلال عملية الاقتراع، لكن السلطات أكدت عدم وقوع خسائر. وأدى محمود اليمين الدستورية عقب إعلان النتائج، واحتفل أنصاره بإطلاق النار في الهواء.
وكان محمود رئيساً للصومال بين عامي 2012 و2017، حين خسر السباق الرئاسي اللاحق أمام فرماجو الذي شغل المنصب منذ عام 2017 حتى إجراء هذه الانتخابات. وتمتد الفترة الرئاسية في الصومال أربع سنوات.
في انتخابات اقتصرت على نواب البرلمان… حسن شيخ محمود يعود رئيساً للصومال للمرة الثانية، والكثير من الملفات المهمة بانتظاره في طليعتها مواجهة "الشباب" وآثار الجفاف #SomaliaElections2022 #انتخابات_الصومال
لكن الظروف الأمنية المضطربة والاقتتال الداخلي ووجود خلافات داخل الحكومة تسببت جميعاً في تأخر إجراء الانتخابات الرئاسية بالتزامن مع نهاية ولاية فرماجو قبل نحو عام.
ما الذي ينتظر الرئيس؟
يتفاءل الكثير من الصوماليين بالانتقال السلمي للسلطة والالتزام الديمقراطي في انتخابات كان مجرد إجرائها نجاحاً في ذاته وسط الظروف الراهنة. شاركت الطبيبة والناشطة الصومالية هبة شوكري صورة إعلان فوز محمود، عبر تويتر، وعلّقت عليها: "من يعلم ما مرت به البلاد طوال 30 عاماً، وخصوصاً في آخر سنة، يعرف قيمة هذه الصورة حيث رئيس سابق يسلم لاحقه، وغرماء سياسيون ينتصرون بعضهم على بعض عبر الصناديق… وهذا لعمري وحده يكفي".
وكان إجراء الانتخابات الرئاسية ضمانة مهمة لاستمرار تدفق المساعدات الأجنبية على البلد الفقير الغارق في ويلات الحرب الأهلية منذ نحو ثلاثة عقود. وتشمل هذه الأموال برنامج صندوق النقد الدولي بقيمة 400 مليون دولار.
غير أن عدة ملفات حساسة تنتظر الرئيس. ومن أبرز التحدّيات التي تواجه محمود في ولايته الجديدة الآثار الجسيمة للجفاف المستمر في البلاد - أسوأ موجة جفاف يمر بها الصومال منذ 40 عاماً - والذي يهدد 3.5 مليون صومالي بالمجاعة من جملة السكان البالغين 15 مليوناً، وفق تقديرات الأمم المتحدثة المعلنة حديثاً.
يتفاءل الكثير من الصوماليين بالانتقال السلمي للسلطة والالتزام الديمقراطي في انتخابات كان مجرد إجرائها نجاحاً في ذاته. غير أن التحدّيات التي تنتظر الرئيس الجديد جسام
علاوة على آثار الجفاف، يعاني الصومال أزمة ارتفاع أسعار الوقود والغذاء، وهي أزمة مرتبطة إلى حد كبير بالحرب الروسية على أوكرانيا. هناك أيضاً أزمات اضطراب الأوضاع الأمنية والفساد وغياب المساءلة الديمقراطية التي يُنتظر أن يقطع الرئيس الجديد أشواطاً في سبيل حلّها.
وتعتبر المواجهة مع حركة الشباب الدينية المتطرفة، المتصلة بتنظيم القاعدة والتي تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد وتشن هجمات متكررة على العاصمة، واحداً من أكبر التحدّيات التي تنتظر محمود.
تجدر الإشارة إلى أن المرأة الوحيدة التي كانت تنافس في هذه الانتخابات الرئاسية، وزيرة الخارجية السابقة فوزية حاج آدم، خرجت من السباق في الجولة الأولى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...