شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"لن نُفصح عن الإله، فهو سرّنا الحميم"... عوالم الغجر المجهولة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 8 مايو 202206:15 م

"ما زلت أذكر/جُلت العالم برفقة خيمتي/أبحث عن الحب والعاطفة/عن العدالة والسعادة... كبرتُ ولم أجد الحب بعد/ولم أسمع مفردة العدالة/إذاً... أين تكمن حقيقة الغجر؟"؛ هكذا يقول الشاعر الغجري، ريسم سدجيك، في إحدى قصائده، التي يُجاهر فيها بمأساته الوجودية، بل بمأساة الغجر.

هذه الجماعة الإثنية، التي تعيش حياة الترحال والتشرد، في كل بقاع الأرض، كلعنة أبدية، منذ هجرتهم الأولى من الهند في القرن الثامن الميلادي، لعجزهم عن صد هجمات الغزاة، حيث كانوا يتواجدون عند المنافذ التي يمر بها الغزاة من الشمال، وفي ممرات ووديان جبال هندكوش، وعلى سفح جبل بامير، وعندما لم يبق أمامهم سوى الموت، نزحوا من ديارهم إلى أفق مجهول، نحو الطرقات المفتوحة على العذاب والحرية والجوع، والفن والموسيقى والضياع في البرية، مسطرين في كتاب هجرتهم، أوديسة سمراء، تخص هذا الشعب، القابض على ذاته الغريبة وروحه الغجرية الصادحة، دون الانغماس في المجتمع المدني الحديث، منصتاً إلى صوت الأرض، التي يعرفها وتعرفه أكثر من أي جماعة بشرية أخرى.


هذه الأرض التي نبت الغجر من باطنها، وبلونها صُبغت أجسادهم، كما تقول إحدى الأغنيات الغجرية الشهيرة، تلك التي دونها الكاتب هانزيكون فويكت، في كتابه أغاني الغجر، والذي ظل يجمع مادته شفاهياً من المغنيين الغجر، على مدار سنوات طويلة.

أمراء مصر ونبوءة حزقيال

قبل منتصف القرن التاسع عشر، الذي توصل فيه الباحثين -عبر البراهين العلمية، وكذلك علم اللغة المقارن-، إلى أن الهند هي الموطن الأصلي، لهذه المجموعات البشرية التي تنتشر في بقاع متفرقة من الكرة الأرضية، كانت هوية الغجر تمثل لغزاً إثنوغرافياً أمام الدارسين والباحثين. ومن ثم تعددت وتمايزت الروايات، ونُسجت الأساطير والحكايات، حول هذه الهوية الملغزة، التي ظلت مجهولة لقرون عديدة، وكانت أقوى هذه الروايات، هي تلك التي تؤكد أن مصر هي الموطن الأصلي للغجر، ويقول جمال حيدر في كتابه "الغجر... ذاكرة الأسفار وسيرة العذاب"، إن التسمية الشائعة للغجر هي "جيبسي"، وقدظهرت للمرة الأولى في اللغة الإنكليزية عام 1537، ويعود أصلها إلى مفردة مصر، بالإنكليزية.

أقوى الروايات هي تلك التي تؤكد أن مصر هي الموطن الأصلي للغجر، ويقول جمال حيدر في كتابه "الغجر... ذاكرة الأسفار وسيرة العذاب"، إن التسمية الشائعة للغجر هي "جيبسي"، وقدظهرت للمرة الأولى في اللغة الإنكليزية عام 1537، ويعود أصلها إلى مفردة مصر، بالإنكليزية

وتبنى الغجر هذا الانتماء لمصر، لفترة طويلة في أوروبا، حيث أطلق أول رؤساء مجموعة غجرية وصلت إلى أوروبا على أنفسهم لقب "أمراء مصر". فيما استند روبرت صاموئيل في أبحاثه إلى نبوءة حزقيال القائلة "سأشتت المصريين بين الأمم"، مؤكداً في أبحاثه أن الغجر جاءوا من بلاد النوبة. أما الشاعر الفرنسي، فولتير، فقد أشار إلى أن الغجر هم سلالة من البوهيميين جاءت من كهنة إيزيس بعد اختلاطهم بالعذارى المنذورات للآلهة.

وكان الشاعر الفارسي، أبو القاسم الفردوسي، سابقاً بعدة قرون، لتلك الأبحاث العلمية التي أثبتت أن الهند هي الموطن الأصلي للغجر، فقد ذكر في كتابه "الشاهنامه" ما يؤكد على تلك الهوية؛ ففي عام 420 قبل الميلاد، نزحت قبيلة غجرية تدعى "لوري" إلى بلاد فارس، تلبية لطلب بَهرام غور، ملك فارس، باستدعاء مجموعة من المغنيين والعازفين، للترفيه عن رعاياه الفقراء والمعوزين، حيث جمع ملك الهند، شانكال، إحدى عشرة مجموعة من المغنيين المتجولين، وشرح لهم مسالك الطريق، وهناك منحهم ملك فارس، الماشية والأرض ليزرعوها، لكنهم تركوها بلا زراعة، فصادر آلاتهم الموسيقية، فقاموا بمغادرة البلاد بحثاً عن الرزق والمأوى.

تيه أسطوري وحرية مطلقة

الوصول إلى الهوية الملتبسة للغجر، لم ينه مأساة هذا الشعب، الذي عاش مشرداً في دروب العالم، فليس ثمة وطن،يمكنهم العودة إليه، ومن ثم عاشوا في تيه أسطوري، يرتحلون جماعات من مكان إلى آخر، برفقة آلاتهم الموسيقية، وحيواناتهم الأثيرة مثل الحصان، والكلب، والماعز. يضعون خيامهم على أطراف المدن الكبرى، والقرى البعيدة، وفي الأماكن الخربة النائية، استعداداً للرحلة القادمة، مفضلين الانزواء عن المجتمع، وكأنهم قابضون على سرّ ما، يخشون الإفصاح عنه للغرباء. عيونهم دائماً مأخوذة إلى البعيد، نحو الأفق، الذي يحفزهم على السير والتجوال، في رحلة أسطورية، تعد من عجائب الرحلات البشرية.

أطلق أول رؤساء مجموعة غجرية وصلت إلى أوروبا على أنفسهم لقب "أمراء مصر"

ولعل السبب الرئيس في ذلك التصور العدائي تجاههم، يرجع إلى اختلافهم وفرادتهم عن باقي شعوب الأرض، بالأحرى لأنهم يعيشون خارج النظام، فهم، بحسب قول الروائي هشام البواردي لنا: "الفراغ العظيم، واللاشيء الخالد، الذي يبتلع أي نظام. وليس معنى ذلك أنهم لا يعيشون داخل نظام. بل إن نظامهم أو القانون الذي يحكمهم هو نظام الفوضى. إنهم روح الحياة، وبهجة الأرض، يعرفون أسرارها، وأصلها الغامض، فهم السلالة البشرية الأولى. إنني منحاز إليهم، ليس فقط لاختلافهم، بل لقدرتهم الفائقة على الخلق والإبداع. وقد حرضتني إحدى الشخصيات الغجرية في قريتي وتدعى (وسيلة) على كتابة روايتي (الجنون والعبط)، التي استلهمت فيها الكثير من عوالم الغجر، وحياتهم الساحرة".أما حياة الترحال الذي يعيشها الغجر، فهي سلاح ذو حدين: القمع والحرية، حيث وضعتهم في مرمى النيران، ومن ناحية أخرى وهبتهم الحرية المطلقة؛ فثمة صفحات سوداء في المدونة التاريخية للغجر، حافلة بالمجازر والاعتقالات والتنكيل والاضطهاد الذي عانى منه هذا الشعب على مدار عقود عديدة، تحديداً في أوروبا، حيث كان يُنظر إليهم على أنهم من العناصر الفاسدة والمنحطة في الأرض.


وهذا الإصرار على عدم اندماجهم في المجتمعات التي شاركوها الحياة، رسخ في العقل الجمعي، تصوراتٍ محددة وثابته عنهم؛ فهم لدى العامة كما يقول جمال حيدر في مؤلفه السابق ذكره: "المشعوذون، داكنو البشرة، اللصوص، السحرة، المتسولون، والفئات المنحطة في المجتمع، والكفرة، وحاملو الأمراض. ومثلما يزدري الناس الغجر، باعتبارهم خارج دائرة التقاليد الاجتماعية، يزدري الغجر بقية البشر ممن هم ليسوا بغجر، باعتبارهم غير معذبين وعبيد الأرض... أما هم فسادة الأرض، فما من غجري حقيقي يمد يده إلى الفأس... إنه العار بعينه".ورغم هذا السجل الحافل بالمعاناة في تاريخ الغجر، إلا أن الترحال الذي هو بمثابة عقيدة لديهم، قد ساهموا في تحريرهم من كل ما يُكبل حياتهم، فهم لا يستقرون في مكان، ولا يخضعون لعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه؛ لديهم عاداتهم وقيمهم التي يُمارسونها ويُطبقونها، ويورثونها للأجيال بسرّيه تامة، كما أنهم لا يفكرون في المستقبل. الغجري ابن اللحظة الزمنية الحاضرة، لا يشغله الماضي، لأنه ليس ثمة عودة ممكنة، ولا يُشغله المستقبل، لأنه حر، لا يُكبله شيء.

تتحدث الجماعات الغجرية (الغجر، الحلب، النور) في مصر لغة سرّية تسمى "الرطان"

ويرى حيدر أن هذه التصورات ذات النزعة العنصرية، إنما تعكس المزاج العام ضد كل ما هو غريب ومختلف عن السائد. غير أن هذه الغرابة التي تسكن وتغلف حياة الغجر، كانت محرضة لكبار الأدباء على دخول دهاليز هذا العالم الزاخر بكل ما هو ملهم من حكايات وأساطير وعجائب، فالروائي الإسباني، ميغيل سرفنتيس، مجد الغجر في روايته "دون كيخوته"، كما قدمهم الروسي بوشكين في ملحمته الغجر، والفرنسي فيكتور هوغو في روايته "أحدب نوتردام"، والشاعر الإسباني لوركا في مجموعته الشعرية "أغاني الغجر"، التي تأثر فيها بتراث الغجر الغنائي.

الإله السري والقديسة سارة الغجرية

ليس ثمة اهتمام لدى الغجر بالديانات السماوية أو بفكرة الدين عموماً، وكان ذلك أحد أهم عوامل الرفض الاجتماعي لهم، وكما أنه بات مصدراً للعديد من القصص والحكايات، التي نُسجت لتدلّ على أنهم ملعونون، ولن ينالوا شيئاً من رحمة الخالق. لكن ثمة أغنية غجرية، ترد على مثل هذه الافتراءات، وتقول: "أبدًا/لن نفصح عن الإله/فهو سرّنا الحميم/يضيء لنا الطرق المظلمة/إن أفشينا السرّ/لن نتحرك خطوة/سنتعفن تحت هذه السماء الزرقاء/إن توقفنا عن المشي/لن نصل إلى الإله/ لن نصل إلى الإله".

ومن بين القصص التي تُروى للتدليل على لعنة الخالق للغجر، هي القصة التي تقول إن الخالق قد لعن الغجر، لأنهم رفضوا إيواء السيدة مريم العذراء خلال هروبها بمعية يوسف النجار والطفل إلى مصر. وتروي حكاية أخرى أن الغجر أكلوا الكنيسة المشيدة من اللحم، بعدما استبدلوها بأخرى بنوها من الحجارة، وبذلك ظلوا من دون دين. وهناك مثل شهير متداول في دول البلقان، مفادة أن في العالم اثنتين وسبعين ديانة ونصف، والنصف المذكور هو دين الغجر.

وثمة أسطورة شهيرة، تقول إن اللعنة قد حلت على الغجر نتيجة خيانتهم للسيد المسيح، وأن الله قد حكم عليهم بالتشرد في بقاع الأرض، بعدما استجاب حدادٌ غجريّ لطلب الجنود الرومان، بصنع مسامير لصلب السيد المسيح.

ويقول جمال حيدر: "إن علاقة الغجر بالديانة تختلف عن الشعوب الأخرى، خاصة بعد أن مزجوا بعض معتقداتهم الدينية القديمة مع التقاليد الدينية لدى بقية الديانات. فالغجري حين يتكلم عن الخالق، لا يمكن لأحد أن يعرف أي إله يقصد تحديداً، معتقداً أن الله يساعده في التجارة، ويدعو القديسين إلى مساعدة في سرقة الخيول وبيعها". والغجر يُقدسون "سارة السوداء"، أو "سارة الغجرية" ويحتفظون لها بتماثيل، يحملونها معهم أينما ذهبوا، وهي قديسة غجرية، عاشت على شواطئ نهر الرون مع بقية أفراد جماعتها، واشتهرت بمعرفة الأسرار.

استعلاء مصري على الفنانين الغجر

عُرف الغجر منذ القدم بقدرتهم الفنية والإبداعية الفائقة، ومهاراتهم الارتجالية في الشعر والأغاني، كما أنهم يمتهنون الرقص والغناء، والعزف على الربابة والناي، وإحياء الحفلات والموالد، ويعملون في بعض الحرَف التي تحتاج إلى مهارات فنية مثل صناعة المفاتيح، والحدادة، وتربية الحيوانات وعلاجها، ويتميزون، ببشرتهم المائلة إلى السمرة.


وتتميز نساء الغجر، بالجمال والخفة والغنج، ويظهر ذلك في ملابسهن المزركشة، ذات الألوان الزاهية، وهن في الأغلب يحترفن مهنة الرقص، أو قراءة الطالع، والقيام بأعمال السّحر والتعاويذ، وإحياء حفلات السبوع.

وكما أورد جمال حيدر في كتابه "ذاكرة الأسفار وسيرة العذاب"، فإن جماعات الغجر، تتوزع في أرجاء المنطقة العربية، وفقاً لمسميات مختلفة، أشهرها: "النور" في بلاد الشام ومصر، و"الكاولية" في العراق وجنوب إيران، و"الحلب" في صعيد مصر والسودان.

هذه الغرابة التي تسكن وتغلف حياة الغجر، كانت محرضة لكبار الأدباء على دخول دهاليز هذا العالم الزاخر بكل ما هو ملهم من أساطير وعجائب، فالروائي الإسباني ميغيل سرفنتيس، مجد الغجر في روايته "دون كيخوته"، وكتب عنهم أدباء عالميون آخرون

وفي مصر تعيش جماعات الغجر، حياةً انعزالية محكمة بالتقاليد والأعراف الغجرية، حفاظاً على النقاء الغجري. ورغم اتساع الدراسات والأبحاث عنهم إلا أنه هناك صعوبات كبيرة حالت دون الوصول إلى إحصائية تخصهم، وذلك بسبب انعزالهم، وتكتمهم، وعدم رغبتهم في الاندماج في المجتمع خوفاً من السلطة الأمنية، التي عادة ما تطاردهم.

وتتحدث الجماعات الغجرية (الغجر، الحلب، النور) في مصر لغة سرّية تسمى "الرطان"، ويختلف مضمونها لدى كل جماعة، فالحلب يتحدثون لغة تحمل قدراً كبيراً من المفردات العربية، والفارسية، والتركية، والهندية.

بينما تستخدم جماعة النور لغة مجهولة المصدر، قريبة من لغة غجر هنغاريا. أما الحضور الأبرز للغجر في مصر، فيتمثل في تميزهم في الموسيقى والفنون الشعبية، وفنون الأداء الحركي؛ فثمة دور رائد قامت به الجماعات الغجرية لصالح الموروثات والفلكلور المصري، حيث حافظ الغجر على السير الشعبية من الضياع، في ظل الوضع الثقافي البائس، الذي يُهدر قيمة التراث الشعبي المصري، وسط هجمات العولمة، وقد قام الدكتور محمد عمران بتوثيق هذا الدور الفعال والمهم للغجر في كتاب"موسيقى الغجر المصريين".


وكذلك وثق الدكتور خالد أبو الليل دور الغجر في الحفاظ على السيرة الهلالية في كتابه "السيرة الهلالية... دراسة للراوي والراوية". وفي إشارة منه إلى التهميش والإنكار الذي يناله الفنانون الغجر في مصر يقول عمران في كتابه "موسيقى الغجر": "على الرغم من أن السيرة الهلالية لاقت، على مستويي الموسيقى والمضمون القصصي، رواجاً وشيوعاً لم تلقَهما أية سيرة شعبية أخرى (في مصر)، فإنها، مع ذلك، لم تبرئ مبدعيها الشعراء المغنين مما وسموا به من صفات باعدت بينهم وبين الناس في الحياة الاجتماعية الشعبية، وعلى الرغم أيضاً من أن السيرة راحت تتشابك ومأثورات الناس، وتستدعى في العديد من المواقف التي تشهدها شؤون الحياة، فإن مكانة المؤدين الذين أبدعوها شعراً وألحاناً راحت تُحاط بسياج من التحفظات والمحاذير، فقط لأنهم ينتمون إلى جماعات الغجر".

وأضاف عمران في كتابه أن ثمة استعلاء من جانب المصريين على الموسيقيين الغجر، الذين يُطلقون عليهم "الغرباء"، رغم أنهم شعراء وموسيقيون محترفون، أشاعوا فن الغناء القصصي، ونشروا السير والمدائح في جميع أنحاء البلاد، مثل قصة الزير سالم، وأيوب المصري، والجمل والغزالة، وقصص أقطاب الصوفية، وغيرها من الأناشيد والمدائح. كما أنهم روجوا الآلات والأدوات الموسيقية والألحان الخاصة بهم في القرى والنجوع والمدن. ومن أبرز الفنانين الغجر في مصر، الريس متقال، والريس شمندي، وخضرة محمد خضر. وهناك الكثير من المنشدين، والمداحين، الذين يتجاهلهم القائمون على عملية التوثيق الفني في مصر.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image