مطلع الأسبوع الجاري، توفي الفنان والمخرج المصري زكي فطين عبد الوهاب إثر تدهور حالته الصحية عقب إصابته بورم في المخ العام الماضي. خلّف الفنان الراحل وراءه تركةً فنية متواضعة بعض الشيء وتركت وفاته حزناً جماً على موهبة فريدة لم يتسنَ لها ما تستحق من نجاح.
وكان عبد الوهاب قد كشف عن إصابته بسرطان الرئة عام 2019، ثم أعلن تعافيه في وقت لاحق، قبل أن يداهمه المرض مجدداً في المخ، العام الماضي.
عائلة فنية عتيدة
عبد الوهاب هو سليل عائلة فنية معروفة. والدته هي النجمة ليلى مراد. ووالده هو فطين عبد الوهاب، مخرج سلسلة أفلام إسماعيل يس كلها، وأفلام مراتي مدير عام وإشاعة حب وخطيب ماما وغيرها.
أما عمه، فهو الفنان الكوميدي الشهير سراج منير، وعمه الثاني هو المخرج حسن عبد الوهاب، وجده لوالدته هو المغني والملحن المخضرم زكي مراد، وخاله هو الملحن والمغني والفنان الشامل منير مراد، الذي تزوج لاحقاً الفنانة سهير البابلي.
لم يعتمد زكي فطين عبد الوهاب على شهرة أفراد عائلته ولا على صلاتهم حين قرر، مدفوعاً بجيناته الوراثية التي يمتزج بها الفن امتزاجاً خالصاً وخاصاً، دخول الوسط
وتزوج الفنان الراحل نفسه السندريلا سعاد حسني مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ستة أشهر، وهو طالب وهي في أوج مجدها الفني.
لم يعتمد عبد الوهاب على شهرة أفراد عائلته ولا على صلاتهم حين قرر، مدفوعاً بجيناته الوراثية التي يمتزج بها الفن امتزاجاً خالصاً وخاصاً، دخول الوسط. بل اتجه إلى دراسة الإخراج بالمعهد العالي للسينما، ثم سعى إلى صقل موهبته فسافر لأمريكا حيث عمل مديراً في مواقع التصوير لعدد من الأفلام الأمريكية.
كذلك صعد الفنان الراحل سلم الفن من أوله، فعمل مساعداً لعدد من كبار المخرجين حين كان طالباً بمعهد السينما، على غرار المخرج على بدرخان في فيلم "أهل القمة"، ويوسف شاهين في فيلم "اليوم السادس"، وسمير سيف في فيلم "شوارع من نار".
"ابن ليلى مراد"
وبينما قد يظن البعض أن شهرة أمه ساعدته فنياً، يمكن القول إن اختزال موهبته وأعماله بل حياته في ذلك ليس منصفاً، وإن لم يكن يذكر اسمه إلا مرفقاً باسم والدته.
حتى لدى وفاته، نعت عشرات المواقع الإخبارية "نجل ليلى مراد"، ورثى العديد من الفنانين المصريين والعرب آخر ما بقي للوسط "من رائحة ليلى مراد"، ومنهم عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، منير مكرم، في حين استخدم آخرون، ومنهم الفنانة نبيلة عبيد، صورته وهو طفل مع والدته.
على أهمية ما قدّم زكي فطين عبد الوهاب من أعمال فنية، لا يعادل عددها موهبته المميزة التي ظهرت في أعماله، إذ لم تتخطَّ 50 عملاً في السينما والتلفزيون
لكن نقاداً عدة يجمعون على أن زكي فطين عبد الوهاب اسم غني عن التعريف، وموهبة ربما لم تنل الرتبة المفترضة. فهو، كما خاله إلى حد ما، كان موهوباً ومبدعاً كمخرج وفنان وكاتب سيناريو بشهادة النقاد وزملائه.
في الدراما التلفزيونية، قدّم عبد الوهاب أدواراً مهمة في مسلسلات: "أهل كايرو"، و"دوران شبرا"، و"طرف ثالث"، و"ريش نعام"، و"العراف"، و"اسم مؤقت"، و"رحيم"، و"الصندوق الأسود"، و"فوق مستوى الشبهات"، و"أيوب"، و"بين السما والأرض".
وكانت بصمته أقوى في السينما إذ شارك في أفلام: "إسكندرية كمان وكمان" و"سكوت هنصور" مع يوسف شاهين، و"بحب السيما"، و"الفاجومي"، و"واحد صحيح"، و"مرسيدس". وكان آخر أعمال الراحل "العنكبوت" 2022، من بطولة أحمد السقا، ولم يعرض بعد.
وبرغم حبه للإخراج، لم يزاوله إلا عام 1996 في فيلم واحد هو "رومانتيكا". ولم يكرر التجربة نظراً لما واجهه خلالها من مشكلات.
وعلى أهمية ما قدم من أعمال فنية لا يعادل عددها موهبته المميزة التي ظهرت في أعماله التي لم تتخط الـ50 في السينما والتلفزيون.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين