شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
اعتذار وتحقيق… مدرسة بريطانية تعرض على طلابها صورة بن لادن باعتباره النبيّ محمّد

اعتذار وتحقيق… مدرسة بريطانية تعرض على طلابها صورة بن لادن باعتباره النبيّ محمّد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 1 مارس 202212:07 م

أثار عرض صورة زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي الراحل أسامة بن لادن على طلاب إحدى المدارس الدينية المسيحية في بريطانيا، على أنه "النبي محمد، آخر رسول وفق دين الإسلام"، غضباً جمّاً لدى أبناء الجالية المسلمة استدعى تقديم إدارة المدرسة "اعتذاراً بلا تحفظ" وفتح تحقيق فوري ووقف المعلم المتسبب في الحادثة عن التدريس.

بدأت القصة، الجمعة 25 شباط/ فبراير، خلال حصة التربية الدينية للصف العاشر بمدرسة "The All Saints Academy" في مدينة دونستابل (شمال لندن)، حيث فاجأ معلم تلاميذه بعرض عبر الحاسوب لصورة إرهابي "القاعدة" مع تعريف بأنه "النبي محمد، رسول الإسلام".

اعتذارات متتالية وإجراءات صارمة

على الفور، أعرب أحد الطلاب (هو، على ما يبدو، مسلم) عن انزعاجه من الواقعة، ثم انتشرت اعتراضات من أبناء الجالية المسلمة في المدينة، فأعلنت المدرسة التابعة لكنيسة إنجلترا فتح تحقيق عاجل ووقف المعلم الذي أعد العرض عن التدريس، مع حذف العرض تماماً من جميع الأجهزة. ونشرت المدرسة اعتذاراً أولياً عبر حسابها في تويتر ورد فيه: "نعتذر بشدة عن الضرر الذي سببته الصورة لكل من شاهد هذا المحتوى. هذا الحادث لا يعكس قيم المدرسة ومبادئها".

اعتذرت بشدة عن "الأذى العميق والضيق اللذين لحقا بالمجتمع المسلم"... عرض صورة أسامة بن لادن على طلاب مدرسة إنجيلية بريطانية باعتباره "النبي محمد، نبي الإسلام" يشعل غضباً ويرغم المدرسة على "إجراءات صارمة" ضد الإسلاموفوبيا

عبر حسابها الرسمي على الإنترنت، تصف All Saints Academy نفسها بأنها مدرسة تابعة لكنيسة إنجلترا تُدار وفقاً "للتعاليم المسيحية" وتشدد "إيماننا أساسي في كل ما نقوم به".

ولم يُقنع الاعتذار المقتضب الكثيرين من الذين رأوا شبهة إساءة متعمدة للنبي محمد باعتماد صورة أحد أشهر الإرهابيين في العالم في تمثيله. علماً أن تجسيد النبي محمد بصور أشخاص أمر غير معتاد/ مقبول في نظر العديد من المسلمين الذين يصورونه عادةً على هيئة "نور".

دفع استمرار الغضب من الواقعة المدرسة إلى إصدار بيان آخر عقب يومين جاء فيه: "نحن على دراية كاملة بصورة غير مناسبة استخدمها معلم خلال درس تربية دينية. تدرك الأكاديمية الأذى العميق والضيق اللذيت لحقا بالمجتمع المسلم والعديد من المؤمنين الآخرين، بسبب الصورة غير اللائقة تماماً. لم تكن محاولة تجسيد صورة النبي محمد مسيئة فحسب، بل كانت الصورة المستخدمة هي صورة أسامة بن لادن، زعيم إرهابي، وهذا ما زاد من عمق الإهانة".

وتابعت: "تجدد الأكاديمية اعتذارها الصادق والمخلص عن الألم الذي سببته الحادثة. في ما يتعلق بالإجراءات المتخذة، يسعدنا مشاركة المعلومات التالية: فور معرفة الحادث من طالب معني، أوقف المعلم على الفور ريثما يُجرى تحقيق مفصل وسريع يتبع الإجراءات التأديبية للأكاديمية".

وأضافت: "بصرف النظر عن التحقيق في الحادث المادي، ستتم مراجعة أوسع للظروف المحيطة بالقضية لتحديد كيفية تصرف هذا المعلم بطريقة غير مناسبة ومزعجة. لأغراض الشفافية، سيتولى هذه المراجعة شخص لا علاقة له بالأكاديمية".

"لا مكان للإسلاموفوبيا البغيضة في تعليم أبنائنا عن الأديان"... لم يُقنع اعتذار المدرسة العديد من المسلمين الذين رأوا شبهة إساءة متعمدة لنبيهم باعتماد صورة أحد أشهر الإرهابيين في العالم في تمثيله

وختمت المدرسة بأنها تأمل دعم أعضاء المجتمع المسلم في مدينة لوتن - حيث تقع المدرسة - لأجل "العمل معاً لاكتساب فهم أفضل للأمور الدينية والثقافية التي تؤثر على حياتنا كلها وتساعدنا في أن نكون معلمين أفضل".

ويبدو أن الأكاديمية سعت إلى تفادي عواقب حادثة مماثلة تعرضت لها مدرسة في وست يوركشاير العام الماضي عندما عرض مدرس رسماً كاريكاتورياً مأخوذاً من صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الهزلية ونسبه للنبي محمد في فصل تعليم ديني أيضاً.

آنذاك، أُجبرت المدرسة على الإغلاق عدة أيام بعد تجمهر عشرات المتظاهرين أمام مداخلها للمطالبة بطرد المعلم.

وتعقيباً على خطوات الأكاديمية، قال الصحافي البريطاني روبرت كارتر، عبر تويتر: "سعيد أن أرى هذه المدرسة البريطانية تتخذ إجراءات صارمة ضد إهانة النبي محمد الحبيب. لا مكان للإسلاموفوبيا البغيضة في تعليم أبنائنا عن الأديان".

في غضون ذلك، اعتبر ديلي حسين، نائب رئيس تحرير موقع "5Pillars" المعني بأخبار المسلمين في أوروبا والذي نشر صورة العرض المسيء لأول مرة، أن ما حدث "شائن وغير مقبول" لافتاً إلى أنه لا تزال هناك عدة أسئلة لدى المجتمع الإسلامي بحاجة إلى إيضاح من المدرسة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image