شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"أنا من اليمن وأشتي بلدي تتطور"... طفلة يمنية و"أصدق حديث وطني سياسي"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 31 يناير 202202:14 م

نالت رسالة "سياسية" وجهتها طفلة يمنية إعجاب وتقدير رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب الذين اعتبروها "أجمل وأصدق حديث وطني سياسي" و"درساً" للساسة وتجار الحروب المتورطين في إطالة أمد النزاع العسكري الدائر في اليمن منذ عام 2014. 

الرسالة، ومدتها دقيقة ونصف، وجهتها الطفلة اليمنية المقيمة في مصر، تالا الوائلي، بعفوية وفصاحة تفوق عمرها البالغ نحو ثماني سنوات. ونُشرت للمرة الأولى عبر حسابها الذي يتابعه أكثر من 100 ألف شخص على فيسبوك في 21 كانون الثاني/ يناير الجاري.

"مانيش عايشة في المريخ"

ورداً على من ينتقدون تطرقها إلى السياسة في هذه السن الصغيرة، قالت تالا: "يقولون: ليش تتكلمي بالسياسة والسياسة هذا مش عليك وكلام كبار وما أعرف إيش؟ أول شي: أنا من اليمن، أنا ولدت في اليمن، أنا يعني بلدي اليمن، ولا أنا مانيش عايشة في المريخ".

وتابعت: "أنا زيكم يمنية. فأنا أشتي (أريد) بلدي تُبقى حاجة لأنه إحنا دالحين هنلجأوا هنا (في مصر) فترة ندرسوا بجامعة وبنرجع اليمن. فعشان كدا، أنا أشتي بلدي تتطور - تُبقى حاجة. يعني لما حد يجول لي أنتِ منين أقول له أنا من اليمن وأنا رافعة راسي كدا مفتخرة ببلدي أن هي شي واو. لما يجي حد يسألك أنت منين وتقول من اليمن، يقول ‘أو لا لا، يا حرام. اليمن فيها حرب‘ وما أعرف إيش". 

"مانيش عايشة في المريخ" و"أشتي بلدي تُبقى حاجة"... رد طفلة يمنية على منتقدي حديثها في السياسة يلقى رواجاً واسعاً وفصاحتها توصف بأنها "درس لكل الخطب السياسية المستهلكة"

وختمت: "تخيّل لما بلدك تكون متطورة ومشهورة بجمالها وكل شي، وواحد يجي يجول لك أنت منين وأنت تقول من اليمن وأنت كدا رافع راسك. فعشان كدا أنا أتكلم في السياسة. لأن أنا أصلاً هاي بلدي وأنا أشتي أخليها تُبقى حاجة. فهمتوا؟".

رسالة لتجار الحروب

وعبر وسم #أنا_من_اليمن، أعاد الكثير من الناشطين اليمنيين والعرب مشاركة الرسالة خلال الساعات الأخيرة، معتبرين أنها "رسالة إلى تجار الحروب" و"جميع النخب السياسية في اليمن" وقد "عجز الكبار عن النطق بها".

ونشر الإعلامي في قناة "الجزيرة" القطرية، علي الظفيري، ارسالة معلقاً عليها: "#أنا_من_اليمن، الدرس الذي يجب أن يتلقاه كل سياسي، وكل مثقف، وكل ناشط، وكل حزب، وكل تيار يمني".

واعتبر الإعلامي أحمد العنزي أن رسالة الطفلة "أجمل وأصدق حديث وطني سياسي سمعته، ودرس لكل الخطب السياسية المستهلكة".

وقالت مذيعة قناة "الميادين"، راميا الإبراهيم: "يا ريت تتدخلي بالسياسة ولو أمكن تمثلي اليمن بأي حوار في المستقبل والله"، معقّبةً بوسم #اليمن_لأهله.

وغرّدت الإعلامية إيمان الحمود: "يا حبي لها! تذكرني بنفسي وأنا صغيرة، كنت بسبع لسانات. حماكِ الله يا صغيرتي وحفظ بلدك اليمن لتقري عيناً به في أقرب وقت ممكن".

وتحسّر الباحث والصحافي عبد العزيز الخميس على "أمنية طفلة يمنية، بالطبع لن يحققها تجار الحروب".

الطفلة اليمنية تالا الوائلي: "تخيّل لما بلدك تكون متطورة ومشهورة بجمالها وكل شي، وواحد يجي يقول لك أنت منين وأنت تقول من اليمن وأنت كدا رافع راسك. فعشان كدا أنا أتكلم في السياسة… فهمتوا؟"

الأطفال وحرب اليمن

ويعتبر أطفال اليمن الخاسرين الكبار من استمرار المعارك الدامية وعلى جميع الأصعدة إذ فقد الآلاف منهم فرص التعليم والرعاية الصحية والتغذية المناسبة. كذلك تعرضوا للتشريد والقتل والجروح والعاهات المستديمة، وأُجبروا على التجنيد والعمالة القسريين.

وراح العديد منهم ضحية للانتهاكات النفسية والجسدية والجنسية من جميع الأطراف المتحاربة، وفق تقارير حقوقية ودولية.

والأسبوع الماضي، كشف تيد شيبان، مدير اليونيسف الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن تضاعف عدد قتلى الأطفال مطلع عام 2022 مقارنةً بالشهر الماضي، إذ وثّق مقتل نحو 17 طفلاً خلال الشهر الجاري.

وشدد شيبان على أن "الأطفال هم دائماً أول من يدفع الثمن في اليمن خلال الأعوام السبعة التي شهدت أكثر النزاعات قسوة في التاريخ الحديث"، مذكراً بأن اليونيسف وثّقت مقتل وجرح أكثر من عشرة آلاف طفل منذ بدء الحرب في اليمن.

وخلصت اليونيسيف إلى أن وقف الحرب هو "الوسيلة الفضلى" لحماية أطفال اليمن والشروع في البحث عن سُبل منحهم الحقوق التي تكفلها المواثيق الدولية المتعلقة بالطفولة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard