شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
قلق في إسرائيل... في تشيلي رئيس جديد يُناصر الفلسطينيين

قلق في إسرائيل... في تشيلي رئيس جديد يُناصر الفلسطينيين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 22 ديسمبر 202105:38 م

ما إن أُعلن فوز اليساري، غابرييل بوريك، برئاسة تشيلي، في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2021، متغلّباً على منافسه اليميني، خوسيه أنطونيو كاست، حتى اجتاح القلق الإعلام الإسرائيلي، والتفاؤل قلوب المدافعين عن الديمقراطية في الشرق الأوسط.

صحيح أن انتصار بوريك، البالغ من العمر 35 عاماً، يمثّل انتعاشاً كبيراً لليسار التقدّمي في تشيلي، الدولة الواقعة في القارة اللاتينية،لكن هو أيضاً دليل على قدرة الجاليات الفلسطينية على دعم قضيتها، ونجاحها في نضالها ضد إسرائيل.

في تشيلي، هتف المؤيّدون للرئيس اليساري، واحتضنوا ولوّحوا بأعلامٍ تحمل صورته، وأعلام مجموعات المثليّات والمثليّين، ومزدوجي الميل الجنسي

في تشيلي، هتف المؤيّدون للرئيس اليساري، واحتضنوا ولوّحوا بأعلامٍ تحمل صورته، وأعلام مجموعات المثليّات والمثليّين، ومزدوجي الميل الجنسي، الذين دعموا سياساته الشاملة اجتماعياً، وكذلك خطط الإصلاح الاقتصادي.

قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، إن "نتائج الانتخابات يُنظر إليها بشكلٍ سلبي من قبل الجالية اليهودية في تشيلي، بسبب موقف بوريك الصريح المناهض للصهيونية".

في عام 2019، أرسلت الجالية اليهودية في تشيلي، إلى بوريك، جرّةً من العسل، بمناسبة عيد رأس السنة اليهودية "روش هاشانا"، وردّ بوريك على تويتر قائلاً: "أنا أقدّر هذه البادرة، لكن كان بإمكانكم أن تطلبوا من إسرائيل إعادة الأراضي الفلسطينية المحتلّة بشكلٍ غير قانوني".

نتائج الانتخابات يُنظر إليها بشكلٍ سلبي من قبل الجالية اليهودية في تشيلي، بسبب موقف بوريك الصريح المناهض للصهيونية

وكان بوريك قد أيّد في السابق، مشروع قانونٍ تمت صياغته في البرلمان في تشيلي، يدعو إلى مقاطعة البضائع والخدمات والمنتجات من المستوطنات الإسرائيلية.

ووصف بوريك إسرائيل بأنها "دولة قاتلة"، في لقاءٍ مع الجالية اليهودية خلال حملته الانتخابية، ووقّع على بيان دعمٍ للقضية الفلسطينية، في لقاء مع رئيس الجالية الفلسطينية في تشيلي التي يبلغ تعدادها 350 ألف نسمة.

وقال بعض اليهود التشيليين، البالغ عددهم 18 ألفاً، للصحيفة الإسرائيلية، إن "هناك خطاباً قويّاً مناهضاً لإسرائيل، ينبع من اليسار، ويضمّ الجالية الفلسطينية النشطة في البلاد، وهي الجالية الأكبر، خارج منطقة الشرق الأوسط".

حتى منافس بوريك، وعلى الرغم كم أنه يميني مؤيّد لإسرائيل، لكنه لم يكن محبوباً كثيراً، أو اختياراً سهلاً لليهود التشيليين، إذ صدر تقرير قبل أسبوع من الانتخابات، يفيد بأن والد كاست كان نازياً، لكن الأخير عارض هذه المزاعم، إلا أنه لم ينكر أن والده خدم في الجيش الألماني النازي.

ومع ذلك، تجاهل معظم اليهود هذا الماضي، ووقفوا إلى جانب كاست، إذ أخبروا وكالة التلغراف اليهودية، الشهر الماضي، أن مجتمعهم كان يعاني من "شعورٍ بالحصار". 

وعليه، فإن من بين 111 تشيلياً يعيشون في إسرائيل، والذين صوّتوا من الخارج، أدلى 73 بأصواتهم لصالح كاست، مقارنةً بـ 33 فقط لبوريك، وفقاً لقاعدة بيانات الانتخابات الوطنية في تشيلي.

نحن بالطبع على استعداد لقبول النقد المعقول لإسرائيل، لكن ما نسمعه من بوريك هو أن إسرائيل دولة ‘إبادة جماعية‘، و‘قاتلة‘، ومما زاد الطين بلّةً، أنه يلوم جاليتنا اليهودية على أفعال إسرائيل

وقال غابرييل زالياسنيك، وهو عضو بارز في الجالية اليهودية في تشيلي، لصحيفة هآرتس الإسرائيلية: "نحن بالطبع على استعداد لقبول النقد المعقول لإسرائيل، لكن ما نسمعه من بوريك هو أن إسرائيل دولة ‘إبادة جماعية‘، و‘قاتلة‘، ومما زاد الطين بلّةً، أنه يلوم جاليتنا اليهودية على أفعال إسرائيل".

في رسالةٍ مفتوحة في تموز/ يوليو الماضي، وجّهتها 500 امرأة يهودية تشيلية إلى بوريك، قلن: "لا نعتقد أنه من العدل، أو الصواب، تحميل اليهود المسؤولية عن سياسات الحكومة في إسرائيل. التاريخ مليء بأمثلةٍ على الاتهامات الظالمة، أو اللوم الجسيم على شعبنا".

يخشى بعض اليهود التشيليين أيضاً، من أن بوريك يعتزم الاستعانة بخدمات مؤيّده دانيال جادو، عضو الحزب الشيوعي التشيلي المتحدّر من أصلٍ فلسطيني، والذي يتمّ اتّهامه بأنه معادٍ للسامية

ويخشى بعض اليهود التشيليين أيضاً، من أن بوريك يعتزم الاستعانة بخدمات مؤيّده دانيال جادو، عضو الحزب الشيوعي التشيلي المتحدّر من أصلٍ فلسطيني، والذي يتمّ اتّهامه بأنه معادٍ للسامية، وأطلق على الجالية اليهودية في تشيلي اسم "المجتمع الصهيوني في تشيلي". وقد نفى جادو التهمة، بحجة أنه هو نفسه ساميّ، لأنه عربي.

وحين تلقّى بوريك في الصيف الماضي، خطاباً من قبل الجالية اليهودية في تشيلي، للتعليق على تصريحات جادو، أجاب بأنه سيردّ عندما "يعارض قادة الجالية (اليهودية)، السياسة الإسرائيلية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

من جانبه، قال الأكاديمي الفلسطيني والمحلل السياسي، أيمن الرقب، إن "فوز بوريك هو انتصار للحقّ الفلسطيني"، مضيفاً أن "موقف اليسار والحزب الشيوعي هو دعم للقضية الفلسطينية، وقد جاء بعد نضالٍ كبيرٍ، وحضورٍ نشيط للجالية الفلسطينية".

ومع ذلك، رأى الرقب، أن تأثير فوز بوريك يظلّ محدوداً، ولن ينعكس كثيراً على المجتمع الدولي وقراراته، لكنه دفعة معنوية كبيرة للفلسطينيين والجاليات الفلسطينية. وأضاف لرصيف22، أن "هذا الانتصار مثّل حرجاً لإسرائيل، وأثار خوفها من عودة القوى المناصرة للحق الفلسطيني على المستوى الدولي".

أثار فوز بوريك اهتماماً أيضاً بين العديد من الناشطين والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط، الذين رأوا انتصاره دليلاً على أن الديمقراطية، التي حاربها رئيس التشيلي السابق الجنرال أوغستو بينوشيه، ستسود في نهاية الأمر في منطقة الشرق الأوسط.

نجاح مرشّح يساري شاب في انتخابات تشيلي، لم يحصل بالصدفة. هو نتاج عقود من العمل والتضحية قدّمها التشيليون تحت حكم بينوشيه

وكتب الصحافي المصري جمال سلطان، في تغريدةٍ: "رئيس تشيلي الجديد الفائز في الانتخابات، غابريال بوريك، شاب يساري يبلغ من العمر 35 عاماً، حصد 56% من الأصوات، والرئيس الحالي يهنّئه بالفوز. تشيلي شهدت في الماضي أسوأ الانقلابات العسكرية لمنع اليسار من الفوز بالرئاسة، وفي النهاية انتصر الشعب على العسكر، بعد تضحياتٍ كبيرة".

وغرّد الناشط الحقوقي والباحث السابق في منظمة العفو الدولية، أحمد عزت: "نجاح مرشّح يساري شاب في انتخابات تشيلي، لم يحصل بالصدفة. هو نتاج عقود من العمل والتضحية قدّمها التشيليون تحت حكم بينوشيه".

وكتبت الناشطة في حقوق المرأة، سارة رزيق: "اليوم، الشعب التشيلي يضع نهايةً لحكم الديكتاتور بينوشيه، واليمين المتطرف. التشيليون اختاروا اليوم اليسار الجديد على اليمين المتطرّف، بفارقٍ كبيرٍ، وقالوا لا لإستراتيجية الصدمة الاقتصادية النيو ليبرالية التي دعمتها أمريكا بالانقلابات، والتي لم تخلّف إلا تفاوتاً طبقياً صادماً أنهك التشيليين".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image