شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"إيران في منزل غانتس"... عامل لدى وزير الدفاع الإسرائيلي "تطوّع" للتجسس لصالح طهران

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 18 نوفمبر 202105:58 م

في حادثة مثيرة وربما غير مسبوقة، أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، الخميس 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، توقيف عامل نظافة لدى وزير الدفاع بيني غانتس للاشتباه في "تجسسه لصالح إيران" عبر تواصله مع قراصنة يعتقد على نطاق واسع أنهم مرتبطون بالجمهورية الإسلامية و"عرضه" تزويدهم بمعلومات حساسة عن المسؤول الأمني الرفيع.

أكد الشاباك والمدعي العام الإسرائيلي المعلومات والتهم التي تنظرها محكمة المقاطعة في اللد في حق عومري غورين غوروتشوفسكي (37 عاماً) والذي كان يؤدي بعض الأعمال المنزلية في منزل غانتس منذ سنوات.

وورد أن غورين تواصل مع مجموعة القرصنة "بلاك شادو"، التي تقول إسرائيل إنها تابعة لإيران، وعرض زرع برمجيات خبيثة في حاسوب غانتس للتجسس عليه ونقل معلومات حساسة مقابل أموال. واتهم العامل الشاب وهو "مواطن إسرائيلي" أيضاً بالتقاط صور من داخل المنزل لأشياء حساسة مختلفة، لإرسالها إلى القراصنة وإثبات جدية عرضه على ما يبدو.

ويعد هذا أحدث فصل من فصول الحرب السيبرانية المستعرة بين إسرائيل وإيران منذ سنوات.

تفاصيل مثيرة

وليس واضحاً كيف تمكن العامل من الحصول على الوظيفة في منزل غانتس رغم سجله الإجرامي الحافل، بحسب صحف إسرائيلية، الذي يشمل خمس إدانات و14 اتهام بين عامي 2002 و2013، بما في ذلك عمليتا سطو على بنك وسرقة وغيرها. وذلك علاوة على قضائه أربعة أحكام بالسجن، كان آخرها بتهمة السطو، لمدة أربع سنوات.

ليس واضحاً أيضاً متى وقعت الحادثة التي سُمح بالنشر عنها فقط الخميس بينما كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت، الشهر الماضي، عن محاولات "بلاك شادو" لقرصنة مواقع وحسابات تابعة للحكومة الإسرائيلية و"أهداف خاصة".

تواصل مع القراصنة عبر "تلغرام" وقدّم صوراً من منزل غانتس لإثبات جديته… سخرية واسعة من عجز وزير "الدفاع" الإسرائيلي عن "حماية" نفسه ومنزله من "الاحتلال الإيراني"

وبعد تواصله مع أحد أعضاء "بلاك شادو" عبر تطبيق "تلغرام" بهوية مزيفة، التقط غورين صوراً من داخل منزل غانتس، بما في ذلك مكتب عمل وزير الدفاع، وأجهزته الذكية - الكمبيوتر والهاتف والجهاز اللوحي الشخصي، خزنة غانتس، وإيصالات ضريبية خاصة بالوزير وصوره هو وعائلته.

وجرى التحقيق مع العامل من قبل الشاباك ووحدة التحقيقات الخاصة "لاهاف 433" في الشرطة الإسرائيلية ومكتب المدعي العام بعلم غانتس. اعترف العامل بالتهم الموجهة إليه، وثبّت ما ظهر بالبحث في هاتفه المحمول، بما في ذلك الصور المستعادة من الحذف من منزل غانتس وما ترجمه من العبرية إلى الإنكليزية خلال تواصله مع القراصنة، جرمه.

في محاولة لتدارك الموقف ربما، قال الشاباك إنفي بينما يشكل المشتبه به "خطراً محتملاً" على الأمن القومي الإسرائيلي، إلا أنه "لم يصل إلى أي مواد سرية وبالتالي لم يتم نقل أي شيء منها إلى أفراد الجهة التي تواصل معها".

في غضون ذلك، أوضح محامي غورين، غال وولف، أن موكله كان يعتزم أخذ الأموال فقط من القراصنة الإيرانيين دون منحهم أية معلومات مهمة أو القيام بأي تجسس، وهي الجريمة التي قد تقوده إلى السجن بين 10 و15 عاماً، وفق القانون الإسرائيلي.

وسخر مواطنون عرب نشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الحادثة متهكمين بعبارات من قبيل: "جاسوس إيراني في منزل وزير الحرب الإسرائيلي" و"إيران في منزل غانتس" و"الاحتلال الإيراني يصل منزل غانتس".

هل نقل معلومات حساسة؟

عقب الحادثة، قال الشاباك إنه أطلق مراجعة داخلية للطريقة التي يتم بها إجراء فحوصات للعاملين في منازل الوزراء، "بهدف الحد من إمكانية تكرار مثل هذه الحالات في المستقبل".

ليس واضحاً كيف حصل العامل على وظيفة في منزل غانتس رغم سجله الإجرامي الحافل: خمس إدانات و14 اتهام بما في ذلك عمليتا سطو على بنك وسرقة، نفّذ على إثرها أربعة أحكام بالسجن، آخرها لأربع سنوات

كما نشر قراصنة يعتقد أنهم تابعون لإيران (يعرفون بـMoses Staff) ملفات يُزعم أنها تحتوي معلومات خاصة عن مئات الجنود الإسرائيليين، بما في ذلك تفاصيل لواء قتالي في الجيش الإسرائيلي - أسماء جنوده وطبيعة وظائفهم، وعناوين البريد الإلكتروني الخاصة بهم، وأرقام هواتفهم، وعناوينهم السكنية.

ونشرت المجموعة في الوقت ذاته صور غانتس، مرفقة بتهديد: "نحن نعلم كل قرار تتخذه وستصطدم بما لا تتوقعه على الأقل. لدينا وثائق سرية لوزارة الدفاع وخرائط عسكرية للعمليات ومعلومات عن انتشار القوات وسننشر جرائمك للعالم".

وأثناء حملته الانتخابية عام 2019، حذر الشاباك غانتس من أن المخابرات الإيرانية اخترقت هاتفه المحمول، ووضعت "بياناته الشخصية وعناوينه في أيدي معادية". وأشار بيان حملة غانتس آنذاك إلى أن خصومه سربوا الأخبار للإضرار بمستقبله السياسي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image