شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ابن سري كانيه الذي بلغ العالمية…

ابن سري كانيه الذي بلغ العالمية… "القيصر السوري" عمر سليمان متهم بالإرهاب في تركيا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 18 نوفمبر 202110:21 ص

اعتقلت السلطات التركية الفنان السوري عمر سليمان ووجهت إليه تهمتَي "الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب"، وكلاهما مصنف "منظمة إرهابية" في تركيا التي يستقر فيها سليمان منذ اندلاع الثورة السورية التي تحوّلت حرباً أهلية عام 2011.

وسليمان (55 عاماً) مطرب سوري اشتهر عالمياً بمزجه الموسيقى الإلكترونية بالموسيقى التقليدية السورية، وزيه المحلي المتمثل في جلباب وكوفية حمراء وبيضاء ونظارة شمسية سوداء. وأصبح ضيفاً بالمهرجانات العالمية في أوروبا والولايات المتحدة بأغانيه المستمدة من التراث السوري والعراقي والكردي.

"تقارير كيدية"

أوقف سليمان، صباح الأربعاء 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، في محافظة شانلي أورفة (جنوب شرقي تركيا) التي تبعد 50 كيلومتراً عن الحدود السورية. وأفادت وسائل إعلام تركية بأن سليمان (اسمه الحقيقي عمر المسيخ) نُقل إلى المستشفى لإجراء فحص طبي ثم إلى مركز شرطة الدرك لاستجوابه.

وبينما توقع مدير أعمال سليمان، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن يطلق سراحه "في غضون ساعات قليلة"، قال نجل الفنان، محمد، إن والده ضحية "تقارير كيدية رفعت ضده للسلطات التركية". ونفى أن يكون لوالده أي نشاط سياسي.

#الحرية_لأبو_ماهر… تركيا تعتقل الفنان السوري #عمر_سليمان وتتهمه بالانتماء إلى "منظمة إرهابية" إثر "تقارير كيدية". هل تحاسبه أنقرة على نشأته في سري كانيه وغنائه بالكردية؟

كان سليمان قد بدأ مسيرته الفنية بإحياء حفلات الزفاف في محيطه وكان يغني باللغتين العربية والكردية. يرجع ذلك إلى ميلاده ونشأته في مدينة سري كانيه -المعروفة أيضاً برأس العين- السورية (شمال غربي الحسكة على الحدود السورية التركية) متعددة الأديان والمذاهب والقوميات.

"الحرية لأبو ماهر"

خلال الساعات الماضية، عبّر سوريون وعرب نشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من اعتقال "القيصر السوري" فقط لأنه يغني بالكردية، مطالبين بـ"الحرية لأبو ماهر".

ورجح بعضهم أن يكون سبب الاعتقال أغنية "أوجلانو أوجلانو قربانو" التي غناها سليمان لعبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني وأول قائد له. علماً أن الأغنية قديمة وأصلها "قربانو قربانو" وهي تتغزل في الحبيب لكن الفنان تعديلاً بسيطاً فيها في إحدى الحفلات بإضافة "أوجلانو أوجلانو".

وتجرّم تركيا الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني المصنف "منظمة إرهابية" في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب الكردية المنبثقة عنه. 

"وصل للعالمية ولم تولِه سوريا الاهتمام"... عن الفنان #عمر_سليمان الذي اختار البساطة في الحياة والفن، واختارته العالمية، وقرر ألّا يقترب من السياسة فاعتقلته تركيا وتتهمته بالإرهاب!

وأوضح الصحافي السوري الكردي سردار درويش أن سليمان "فنان شعبي بسيط. احتفظ بمفهومه الريفي وغنى للتراث. تجنب السياسة في كل محطاتها. حاول أن يكون في الصراع السوري إنساناً عادياً بدون أن يضع نفسه في ميزان الصراع، خاصة أن ظروف تعاقداته العالمية تتطلب أن يكون مرن التنقل في سوريا والدول المحيطة".

وأضاف عبر فيسبوك: "لم يختر عمر العالمية ولم يعمل لأجلها، فبقي ملتزماً تراثه الشعبي المحلي، لكن نمط أغانيه وزيّه ساعداه أن يكون محط أنظار شركة عالمية. أفراد من الشركة سمعوا أغانيه صدفة في دمشق وبحثوا عنه، وكان نمطه وبساطته جزءاً من دعم الشركة له حتى وصل للعالمية".

وبيّن درويش أن مواطنه لم يختر مصيره الفني، بل اختار أن يكون "إنساناً بسيطاً أبسط حتى من أن يفكر البقاء في أي دولة عالمية" على الجانب الاجتماعي، واختار أيضاً "ألّا يقترب من السياسية" برغم  "أن السلطة لم تهتم به كما أصبح سلعة سخرية في أوساط المعارضة وتعرض للوصم الاجتماعي والتنمر وصلت لحد أن تلفزيوناً سورياً معارضاً سخر من نظارته التي يرتديها لوجود تشويه في إحدى عينيه".

وختم الصحافي السوري بأن سليمان، بسبب الوضع المتأزم في سوريا، قرر العيش في تركيا لتكون محطةً سهل التنقل منها إلى أي دولة تستدعيه شركته لإحياء حفلات فيها، مشدداً على أن الفنان "عربي وليس كردياً" لتوجه إليه "تهمة كيدية بالانتماء لحزب كردي، متحسراً "يا للأسف، لا نستطيع الحفاظ على منجز سوري ولو كان ببساطة عمر سليمان" الذي "وصل للعالمية ولم توله سوريا الاهتمام".

تجدر الإشارة إلى أن اعتقال سليمان يأتي بعد فترة قصيرة من توقيف مجموعة من السوريين في تركيا وتهديدهم بالترحيل، وأحدهم الصحافي السوري ماجد شمعة، على خلفية أزمة "أكل الموز" والسخرية من تصريحات تحرض ضد اللاجئين السوريين في البلاد.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image