شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
دين جديد وحياة فرد واحد أثمن من كل الفتاوى... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

دين جديد وحياة فرد واحد أثمن من كل الفتاوى... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 14 نوفمبر 202104:20 م

مفارقة الأسد والمقاومة

لا نستبعد أن تخرج بعد فترة مسيرات في سوريا، يحمل فيها الهاتفون لافتات يمكن اختزالها بالتالي "شكراً الإمارات" أو "الأسد للأبد، آل نهيان يكسون العريان"، فما نقرأه من تحليلات وعناوين عريضة، بعضها يتنبأ والآخر يشيد بعودة الأسد إلى الحضن العربي تُبشّر بهذا المستقبل.

لن نتحدث كيف يمكن لأسد المقاومة أن يطبّع مع المطبّعين، ولا عن جفاف مياه سوريا، ولا انتهاك سيادة الأسد من قبل قائد فيلق القدس، مصطفى جواد غفاري، وتحوّل سوريا إلى سوق سوداء، ولا تحوّل السوريين إلى ورقة سياسية تتناقلها بيلاروسيا على حدودها مع أوروبا.

ما يهمنا حقيقة هو شكل الحكاية الوطنية التي "ستُباع " في سوريا، خصوصاً أن المناهج الجديدة لطلاب المدارس سيضاف لها قسم يتعلق بـ"الحرب على سوريا"، وكيف صمد الأسد وتصدى للمؤامرة، والطائرات الإسرائيلية فوق منزله.

ما نحاول تخيله هو نشيد للأطفال عن الانتصار "السوري"، يردده طلاب المدارس أمام معلميهم، لكننا لسنا بصدد كتابة الشعر أو ارتجاله، لكن نفكر كيف سيدندن الأطفال نشيد موت أسرهم وقصف بيوتهم؟ إلى أي حد الذاكرة ستصمد أمام ما يحصل؟ لا نريد أن نكون سوداويين، لكن ما هي البلاغة التي يجب تبنيها لوصف ما يحصل، وصفه فقط؟ هل من كلمات يمكن أن نرصفها لنستعيد كل ما شهدته سوريا خلال عشر سنوات: "الأسد أو نحرق البلد " تكفي؟ أو "موتوا جميعاً ليحيا الأسد"؟

ما هي الديانة الإبراهيميّة الجديدة ؟

انتشرت فجأة على صفحات الأخبار تقارير عن "الديانة الإبراهيميّة الجديدة". مصطلح وصفه شيخ الأزهر بأضغاث الأحلام، والواضح أنها نسيج مشترك بين الديانات الإبراهيمية الثلاث "يهوديّة، مسيحية، إسلام"، ويتضح أن الأمر اكتسب شعبيته بعد توقيع اتفاقية "إبراهام" بين إسرائيل والإمارات، التي أعلنت على لسان سفيرها في روسيا أنها ستفتتح "بيت العائلة الإبراهيميّة".

انتشرت فجأة على صفحات الأخبار تقارير عن "الديانة الإبراهيميّة الجديدة"، مصطلح وصفه شيخ الأزهر بأضغاث الأحلام، والواضح أنها نسيج مشترك بين الديانات الإبراهيمية الثلاث "يهوديّة، مسيحية، إسلام"

لا نعلم ما الذي يجب قوله تجاه هذه المبادرة، خصوصاً أن فكرة دين جديد مثيرة للاهتمام، بل وتحرّك المخيّلة، لكن المشكلة الحقيقية هي ليست بهذه الأديان فرادى، بل في مجموعها. الأصل الإبراهيمي نفسه إشكاليّ. المشترك في الديانات التوحيديّة هو شدة العذاب وعقوبات الربّ الذي يحرق قرية هنا وهناك، ويترك ابنه ليصلب في أخرى، ويهجّر شعباً في الصحراء، هذا الرب الغاضب، الرب الإبراهيمي، لا نعلم ما هي صورته الجديدة، وهل سيعاقب أم يكتفي بالتربيت على أكتاف الكفار؟

الأهم، هل سيكون هناك أماكن مقدسة جديدة، مثل برج خليفة في دبي؟ هل الدين الجديد قائم على الصلاة أم نكتفي بوضع لايك على صور الكعبة إن بقيت هي المركز؟

ننتظر الأدبيات الدينية الجديدة ولغتها والبلاغة التي ستوظفها لنعطي رأياً، وبانتظار رد الأزهر وخادم الحرمين الشرفين ومفتي القدس، وغيرهم من أعضاء المؤسسات الدينيّة التي بقيت لفترة طويلة دون منافس، دون دين "فريش" يهدّدها، لكن هنا لدينا قائمة ببعض المغريات التي ستتوفر للمؤمنين بالدين الجديد، في حال تم الإعلان عنه:

1- إقامة لمدة شهر في قمة برج خليفة مع ويل سميث.

2- جولة سياحيّة في المستوطنات الإسرائيلية يرافقها موسيقا إلكترونيّة ولحم مشوي.

3- حوريات و"حوريون" من كل الألوان والأجناس ستتوفر لمن سيدخل جنة الجيل الجديد، وبإمكانه اختيار 100 منهم/ن عبر تطبيق يشابه تيندر.

4- استبرق وحرير لصناعة ثياب شديدة الجمال ترافقها جلسات تصوير لنشر الصور على إنستاغرام.

5- زيارة سرية إلى الجولان السوري للاطلاع على ما يقال إنه بقايا صحون طائرة هبطت هناك.

قمة المناخ: وعود فارغة وخراب محتم

الواضح أن شأن المناخ لم يعد أمراً يستحق المزاح، النهاية قريبة والمشكلات حقيقية، وبالرغم من كل الصور اللطيفة والفيديوهات الترويجيّة والأطفال الغاضبين، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن كل ما شهدته القمة "وعود فارغة". لن نخوض في التفاصيل والتصريحات والوعود المتفاوتة، لكن نأمل أن تكون النهاية استعراضيّة، تحوي مشاهد خلابة، فمشاهدة جماليات الخراب فرصة لا يمكن تكرارها. نهاية العالم ليست شأناً يحصل كل يوم، ولا نبالغ هنا بكلامنا عن النهاية، والدليل على ذلك اختيار الإمارات ومصر لاستضافة دورتي عام 2023 و2022، وهذا ما سيضمن لنا في حال حصلت النهاية أثناء القمة، تغطية شاملة ومشاهد لن تتكرّر!

أحلام مستغانمي وإنقاذ السيرة الذاتيّة؟

لا نتناول عادة في المقتطف الجديد شخصيات بحد ذاتها (ربما هذا ادعاء كاذب)، لكن لفت انتباهنا تصريحات الكاتبة الجزائريّة أحلام مستغانمي، التي وجدت نفسها "مجبرة على دخول عالم التواصل الاجتماعي". ما يلفت الانتباه أن مستغانمي نفسها لن تستطيع منافسة الصفحات وكمّ الاقتباسات الواردة على لسانها والتي تنشر في كل مكان، سواء كانت حقيقية أو منحولة، وكأنها أمام نسخة لا متناهية من ذاتها، ما يشكل تهديداً لما تكتبه على اختلاف تصنيفنا له، لكنها أمام مغامرة لا نعلم مقدار قيمتها الأدبيّة، فأن يواجه كاتب ما نسخه وصوره الافتراضيّة التي قد يفوق عدد متابعي هذه النسخة متابعي الكاتب الحقيقي، أمر يهدد مكانته كمؤلف أصيل ومتفرد.

تضيف مستغانمي في تعليق لاحق: "أمنيتي الآن هي راحة البال في هذا الزمن الصعب، وما يعنيني الأكثر أن أنقذ سيرتي الذاتيّة". مثير للاهتمام هو حرص مستغانمي على حكاياتها الشخصية، هي الكاتبة الأشد شهرة وانتشاراً في العالم العربي، وكأنها تظن أن "قصتها" مهددة، تلك التي روتها مراراً في كتبها، هذا التهديد ربما سببه النسخ المتعددة لمستغانمي في العالم الرقمي، والصفحات والمجموعات التي تتبنى ما تقوله، وكأن الكاتبة الآن في حرب مع ذواتها، من سينتصر، القرّاء/ النسخ، أم الكاتب/ الأصل؟

ماذا لو استيقظت باريس هيلتون في المستقبل؟

أعلنت عيادات "كريونيكس" أنها اقتربت من تحقيق تكنولوجيا تمكّن الأفراد من تجميد أجسادهم بعد موتهم، والحفاظ على معالم الحياة فيها. رهان على تكنولوجيا مستقبلية قادرة على إعادتهم للحياة لاحقاً، ولو بعد مئة عام. العديد من الشخصيات الغنية والمشاهير متحمسون لهذه الفكرة، ما يثير اهتمامنا هو باريس هيلتون، حفيدة الملياردير صاحب سلسلة الفنادق، ونجمة السوشال ميديا، وصاحبة أتفه برنامج طبخ يمكن مشاهدته على نيتفليكس: هلتون ترغب بتجميد جسدها. نحاول هنا تخيل ما ستشاهده هيلتون إن استيقظت بعد 150 عاما، أي عام 2171، لذا نقترح السيناريو التالي:

العالم مقسم إلى شرق أقصى تحكمه الصين، التي امتد نفوذها إلى إفريقيا بأكملها، الشرق الأوسط بأكمله خاضع لولاية الفقيه، وأوروبا الوسطى خاضعة لحكم نسخة من أردوغان، الذي تمكن من استنساخ نفسه ومنع أي أحد من انتقاده أو الإشارة إليه، أما أوروبا فمحاطة بأكملها بقبة ليزرية تمنع دخول أي أحد، كون البحار جفّت ولا طريق سوى البر.

نقترح السيناريو التالي لعام 2171: العالم مقسم إلى شرق أقصى تحكمه الصين، الشرق الأوسط بأكمله خاضع لولاية الفقيه، وأوروبا الوسطى خاضعة لحكم نسخة من أردوغان، الذي تمكن من استنساخ نفسه، أما أوروبا فمحاطة بأكملها بقبة ليزرية تمنع دخول أي أحد، كون البحار جفّت ولا طريق سوى البر

أما أمريكا، فتحولت إلى أرض يباب، مقسمة بين البيض المؤمنين بالأرض المسطحة، والباقين الذين يعملون كمزارعين هيبيين، بينما العالم بأكمله متصل بعضه مع بعض عبر ميتافيرس، ويمارس الجنس الرقمي فقط بسبب كم الأمراض التي نحملها كبشر. هنا يمكن لباريس هيلتون أن تبدأ برنامجاً حوارياً عن النوستالجيا، تخبر فيه سكان الأرض كيف كنا، في زمن ماض، ننشر صورنا على الشاشات ونرسل صورنا العارية لمن يثير إعجابنا، ستتحسر هيلتون على ذاك الزمن، وتتابع حياتها في العالم الرقمي كـMeme، يمكن شراؤه عبر الـNFT.

لغز حقائب المنتخب الإيراني!

يحاول محررو المقتطف دوماً تبني وجهة النظر الساذجة التي تفصل الفن عن السياسية والرقص عن السياسة، واللعب عن السياسة، والرياضة عن السياسة، لكن في كل مرة يبدو الأمر مستحيلاً، خصوصاً حين نتأمل حقائب المنتخب الإيراني الذي وصل إلى بيروت وكأنه مستعد ليقيم سنة في العاصمة اللبنانية. نتحدث عن الأمر كون صور الحقائب أثارت جدلاً واسعاً: لماذا يحتاج لاعب كرة قدم إلى 4 حقائب، وتتالت التنبؤات حول محتواها، مازوت، كابتيغون، قطع طائرات بدون طيّار، أدوية، مولدات كهربائية، أجهزة بثّ كي يفتتح جورج قرداحي قناته الخاصة؟

لا نمتلك أي فكرة عن محتويات الحقائب، وربما الأمر بأكمله سوء نيّة، أو من الممكن أن خامنئي قرر إرسال شحنات من الكافيار الإيراني إلى "السيد"، كونه مهدداً من القضاء ويعيش متخفياً، وبحاجة للترفيه عن نفسه وتدليلها.

طيف المحرمات والنجس هنا واسع، وقد يهدد حياة الكثيرين، ونطلب هنا بطيب خاطر من كل الشيوخ، أن يتخففوا من الدين ويفكروا بالرحمة، فحياة فرد واحد، أثمن من كل الفتاوى

ما وراء الخلاف حول كلية الخنزير

هب علماء الدين في الأزهر للدفاع عن دينهم وعن أجساد المسلمين، خصوصاً بعد أن تمكن العلم من زراعة كلية خنزير في جسد بشري، ما تركهم (وتركنا) أمام مفارقة: هل نترك أحدهم للموت لأن الكلية مأخوذة من جسدٍ حرام، أم أن العلم لا يعرف ديناً، وإنقاذ حياة فرد لا يعرف حراماً أو حلالاً؟

لن نخوض في الجدل الفقهي ونستعرض الآراء، لكن المثير للاهتمام هي الصورة الطهرانيّة التي يقدمها من حرموا عملية الزرع هذه لمحتويات الجسد البشريّ، فإن وافقنا أن كل ما يمس الخنزير حرام، فالأمر يجب أن ينطبق أيضاً على ما نلتهمه من سموم ونتنفسه من غازات وحقن، ماذا لو أن أحدهم أكل لحم خنزير ثم قام بتعبئة كبسولات اللقاح ضد كورونا؟ وماذا عن غازات السيارات المصنعة في فرنسا والتي يأكل صنّاعها لحم الخنزير، أم أن ما يدخل الفتحات الطبيعية "فم، أذن، أنف، شرج، فرج"، لا علاقة له هنا؟

ننتصر للحياة دوماً، وكل ما يقف بوجهها من أفكار وفتاوى وأعراف، خصوصاً ما قاله أحمد كريمة: "الفقهاء متفقون على تحريم التداوي بالمحرّم والنجس". طيف المحرمات والنجس هنا واسع، وقد يهدد حياة الكثيرين، ونطلب هنا بطيب خاطر من كل الشيوخ، أن يتخففوا من الدين ويفكروا بالرحمة، فحياة فرد واحد، أثمن من كل الفتاوى.

المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image