شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"لا وجود لبيت الطاعة في الإسلام"… شيخ الأزهر يحسم قضايا خلافية متعلقة بالمرأة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 8 مايو 202104:46 م

"يجوز للمرأة تولي الوظائف العليا والقضاء والإفتاء، والسفر دون محرم متى كان آمناً، والطلاق التعسفي بغير سبب حرام وجريمة أخلاقية، ولا وجود لـ‘بيت الطاعة‘ في الإسلام، ولا يحق للولي منع تزويج المرأة بكفء ترضاه دون سبب مقبول، وللمرأة أن تحدد لها نصيباً من ثروة زوجها إذا أسهمت في تنميتها".

كانت هذه أبرز التصريحات التي قالها شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب في الحلقة الـ25 من برنامجه "مع الإمام الطيب" مساء الجمعة 7 أيار/ مايو.



تطور الأحكام بتطور العصر

خلال الحلقة التي تناولت "الجدل الفقهي المتعلق بعدد من القضايا المعاصرة التي كان للمرأة النصيب الأكبر منها" حسم شيخ الأزهر سبع قضايا جدلية متعلقة بالمرأة المسلمة.

في ما خص السفر بدون محرم، أوضح الشيخ الطيب كيف أن السفر في العصر الحالي "لم يعد يستغرق أياماً وليالي"، مستنتجاً أن "الاجتهاد الشرعي لا مفر له من تطوير الحكم من منع السفر إلى الجواز بشرط الرفقة المأمونة".

وأكد أحقية المرأة في تقلد "وظائف الدولة العليا" بما في ذلك القضاء والإفتاء، لافتاً "لا يجوز الالتفاف حول حقها هذا لمصادرته أو وضع العقبات أو التعقيدات الإدارية ممن يستكبرون أن تجلس المرأة إلى جوارهم ويحولون بينها وبين حقها المقرر شرعاً ودستوراً وقانوناً".

كما زاد على ذلك باعتبار أن كل محاولة لعرقلة حق المرأة هذا - في العمل والترقي بمختلف الوظائف العليا- "إثم كبير يتحمل صاحبه عواقبه يوم القيامة".

أفاد بأحقية المرأة في نصيب من ثروة الزوج والسفر دون محرم وتولي الوظائف المهمة والترقي فيها… شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب يحسم سبعة قضايا جدلية متعلقة بالمرأة ويشرح التكييف الفقهي المعاصر لها

وبشأن "فوضى الطلاق"، التي أُثيرت مراراً، قال الإمام الطيب إنه لأول مرة "قرر العلماء أن الطلاق التعسفي بغير سبب معتبر شرعاً ‘حرام‘ و‘جريمة أخلاقية‘ يؤاخذ عليها مرتكبها يوم القيامة، سواء كان ذلك برغبة من الزوج أو الزوجة، وذلك للضرر الذي يلحق بأسرة كل منهما وخاصة الأطفال".

وتطرق شيخ الأزهر إلى "الشبكة" - هدية الخطبة- قائلاً إنها لا تُعد بأي حال من المهر ولا يجوز إعادتها إلى الخطيب إلا إذا طلبت العروس فسخ الخطبة. ونوه الشيخ بأن فسخ الخطبة بطبيعته لا يكون فعلاً يستحق التعويض، مضيفاً أنه إذا وقع أي ضرر مادي أو معنوي لأحد الطرفين، وبخاصة الخطيبة، يحق للمتضرر طلب التعويض.

كما نهى الأولياء الشرعيون عن التعسف في "منع تزويج المرأة برجل كفء ترضاه" دون سبب مقبول. وحث القضاة على تزويج الفتيات إذا رُفع الأمر إلى عهدتهن.

ودعا إلى إلغاء ما يُعرف بـ"بيت الطاعة" إلغاءً قانونياً قاطعاً لا لبس فيه ولا غموض "لما فيه من إهانة للزوجة وإيذاء نفسي لا يُحتمل، ومعاملة غير آدمية لها كإنسان تُحترم مشاعره وأحاسيسه".

"الاجتهاد الشرعي لا مفر له من تطوير الحكم"… شيخ الأزهر يثير جدلاً بقوله إن سفر المرأة بلا محرم "جائز" و"الطلاق التعسفي بغير سبب يُعتبر شرعاً ‘حرام‘ و‘جريمة أخلاقية‘"

نصيب الزوجة في ثروة الزوج

وفيما استعرض الإمام تضرر العديد من الزوجات من قسمة الميراث عقب وفاة الزوج الذي شاركنه في تكوين ثروته، قال إن هناك اتفاقاً على أن "من حق الزوجة شرعاً أن تُحدد لنفسها نصيباً تحتجزه من ثروة زوجها وهو حي بمقدار ما شاركت فيه، لا يخضع لقسمة الميراث ولا يرتبط بوفاة الزوج، ولها أن تأخذه بعد وفاته أو تستوفيه من تركته قبل تقسيمها".

وتعد هذه سابقة في الدعوة إلى منح الزوجة نصيباً معلوماً من ثروة الزوج اعترافاً بدورها في تنميتها على غرار ما يحدث في الدول الغربية التي تقسم الثروة عند الطلاق بين الزوجين.

وفي نهاية الحلقة، بيّن الشيخ الطيب أن كل هذه الفتاوى هي من مخرجات مؤتمر التجديد الذي عقده الأزهر في كانون الثاني/ يناير عام 2020، بحضور جمع من علماء المسلمين.

كذلك أعلن رئيس جامعة الأزهر محمد المحرصاوي تشكيل لجنة للمناهج بالجامعة لإضافة القضايا الخلافية التي أبدى فيها شيخ الأزهر "اجتهاداً معاصراً" إلى مناهج التدريس.

أكد الإمام الطيب أحقية المرأة في تقلد "وظائف الدولة العليا" بما فيها القضاء والإفتاء، معتبراً أن عرقلة ذلك "إثم كبير يتحمل صاحبه عواقبه يوم القيامة"

"رأي محترم"

أشاد الكثيرون بتصريحات الإمام الطيب باعتبارها ضرورية لإفاقة "الأبرياء ضحايا التجهيل المنظم". وشاركت المحامية الحقوقية نهاد أبو القمصان حديث الإمام الطيب معلقةً عليه "لما بنقول الكلام دا بيقولوا دا مش فى الإسلام وأنتم وحشين. حمد الله على السلامة يا شيخ الطيب، وحمد الله على سلامة الأزهر وعودته من الخطف".

وقالت مذيعة البرامج الدينية دعاء فاروق عبر فيسبوك: "رأي محترم… هل يُعقل أن أترك هذه الآراء التي قُتلت بحثاً بواسطة كبار علماء الأزهر الشريف ومجامع البحوث الإسلامية التي تجتمع وتجتهد للبحث حتي تناسب فتاويها ما نعيشه الآن من تطورات؟".

وانتقدت فاروق "الآراء المتشددة" التي لا تزال في عصرنا الحالي ترفض سفر المرأة بدون محرم، مع انتفاء علة حكم التحريم السابق، بمجرد وجود مطارات يحرسها الأمن وفيها الكاميرات مفتوحة في كل مكان، وكذا "المقاوحين (المعارضين بإصرار) المجادلين في غير الحق" لعمل المرأة.

وغرّد محمد علاء: "أحلى حاجة في حلقة شيخ الأزهر عن المرأة إيضاح موقف الإسلام الحقيقى وليس أقوال الذكوريين عن المرأة ومعرفة المتسبب الحقيقى بوضع المرأة وهو العادات والتقاليد الشرقية وليس الدين والدين من التقاليد بريء".

على النقيض، هاجم معلقون الشيخ الطيب متهمينه بالفتوى لأجل "إرضاء المرأة" في "زمن سيطرة النساء حتى على الفتاوى"، معتبرين أن فتاويه الأخيرة "لا أساس لها في الدين أو المنطق والعقل".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard