اليوم، صار عمر "ثورتنا" سنتين.
بسمح لحالي بهالجملة الصّغيرة بالأوّل (ومرّة تانية بالآخر)، استعمل "-نا" الجماعة يلّي علّقوا مرايا عحيطان الزّواريب، وكتبوا عراسا، فوق: "أنا قائد/ ة الثورة.
والقصد فيّا هون: نحنا يلّي طلعنا برّات الطّوايف (كل واحد قدما بيقِدر، لأنّ ما منعرف قدّيش غاطسين)، هيدي الطّوايف يلّي نِظامها تعمّد تهميشنا بشكل ممنهج من بداية/ نهاية الحرب، بعدما كرّس أمراءها حكّام عالبلد. وهول بدورن ما قصّروا يربطوا الحقوق الطبيعيّة بالسّكن، العلم، العمل، الطّبابة وغيرها بمدى الولاء إلن. وهوّي ولاء فيه يوصل لحدّ حمل واستعمال السّلاح بين الأحياء والبنايات، وقتل الآخر كرمال كرستن وتنفيعاتها.
أصلاً من الأوّل كان في نقاش حول إذا هيدي "ثورة" أوّ "انتفاضة". وهيدا منيح، لأنّ ببرهن إنّه النّاس عم بتفكّر وتعبّر بعهد حوّل أقسى "الأمان"؛ أمّا كل شي غيره، "ترف". ومنيح كمان، لأنّ الفلسفة والفكر الحرّين هنّي شكّ وتجرّيب عطول، ما بيحسموا بالقطِع وبخلّوا البواب مشرّعة عالحركة.
ويمكن استكمالًا لهالفكرة بالذّات، في مين يمكن يشوف يوم 17 تشرين "ذكرى انطلاقة"، مين يمكن يعتبره محطّة وقوف عند "الخيبة" وأكيد فيه غير أراء. من جهتي، بفكّر فيه كـ "عيد"، لأنّ "الثورة مستمرة" وبصراحة، كتّر خيرها!
سنة حلوة رغم المرّ يا "ثاوْ ثاوْ". بيسوَا إنّك جسر عبور مش أسلوب حياة للأبدّ، لأنّ العيش الكريم والرواق حلوين كمان، وأصلاً هنّي الهدف. ولأنّ تجارب المنطقة حولنا يلّي تبدّلت فيّا الثورات لديكتاتوريّات مش قليلة وبِتخوّف
جرّبت اضبط خلطة المشاعر والأفكار بين برّا وجوّاتي، وجمعّت قصقصاتي الافتراضيّة يلّي بعتبر حالي عم أرشف من خلالها أحداث عامة عبر تجربتي الخاصّة. غيّرت النوتبوك القديم، لأنّ حسيّت الانفجار نسف شي من يلّي قبله وضبّه بجارور الذّاكرة. وهيك، متل شقف القزاز المكسّر، دوّبت الأفكار، عدت شكّلتها وغلب حَبِك السّطور المنطقي عالتّرتيب الكرونولوجي.
سنة حلوة رغم المرّ يا "ثاوْ ثاوْ". بيسوَا إنّك جسر عبور مش أسلوب حياة للأبدّ، لأنّ العيش الكريم والرواق حلوين كمان، وأصلاً هنّي الهدف. ولأنّ تجارب المنطقة حولنا يلّي تبدّلت فيّا الثورات لديكتاتوريّات مش قليلة وبِتخوّف.
السّاعة 3 من يوم "العيد" الماضي، انطلقت مسيرة من ساحة الشّهدا بزخم خجول مقارنةً مع روح أكتوبر الأساس. عبرت النقاط يلّي شهدت على قلع عيون العزّل والتصويب علين بالرّصاص المطاطي من مسافات قريبة، وبالرّصاص الحيّ: الأمر المُخالف لتشريعات البلدان يلّي بتصون حياة الإنسان. وصلت المسيرة عالمرفأ يلّي فجرّته الزّمرة الحاكمة وطيّرت معه، بلحظات، أرواح وأرزاق الآمنين عامتداد حوالي ⅓ العاصمة.
بجرّب إتذكّر "بيروت" قبل الجريمة، الكورونا وتسعيرة الـ6 دولار تبع الواتساب (فتيلة الثورة؟). بشوف كأن كلّ هول صاروا من زمان، زمان كتير، من أكتر من 3 سنين. بسرعة مشيوا فينا هالسّنتين، وأخرّونا عقود بالبنى والثّقافة ومستوى معيشة شرايح واسعة.
هونيك، كان سعر الدولار أقلّ 10 مرّات تقريباً. عمليّاً، صارت وِِحدة الـ10,000 بتوازي الـ1,000 تقريباً. ذهنيّاً، الأمور عم بتفوق قدرة العقل على الاستيعاب. ومعقول مهمّ- بس نتطّلع عسعر شغلة ونشوف قدّيش فيه صفورة انزادت عليه- نعرف إنّه هيدا ما بيعني ارتفعت جودتها، وهيدي "الليرة عم تنهار" (رديّة).
ولمّا قالوا رح يصير الدولار بـ20,000. رديّت عالوهلة: "مش معقول!" وترددت بعد دقيقة: "ليش لأ؟" بعد دزّينة شهور، بطّل فيه في محلات حلوة بلبنان، وولا شكل الكرامة ولا طرقات نضيفة. عمّ تفرق منيح من جمعة لجمعة. بعد دزّينين شهور، انقلبت الدّني، صعب النَفَس، استحال النّوم يلّي كان قبل مجرّد قلق. وكان فيّا البنت منّا تمشي بشوارع بيروت بسكربينة مفتوحة، بدون ما يفوت طحن القزاز عإجريها، أو يطير يعقص جلدها. نقطّ القزاز بعدها لهلأ بمطارح، متل دمع بكِرّ كل الوقت وما بيقدر يوقف، متل العرق بكِتّ نهار وليل من رطوبة صيف شوارع دايرة بيوتها وقهاويها صوب وجّ البحر.
ما كانت بتستاهل بيروت، ولا لبنان ولا الشّعب يلّّي راح صوته هوّي وعم بصرّخ ضدّ الرؤسا والنوّاب الفاسدين. رهائن كلنا، وحتّى المُعدمين منّا يلّي حدولن نظرن للمستقبل بصندوق إعاشة، أو فُُتاة وظيفة أو طبابة مع ضرب ديمقراطيّة الوصول للتّعليم والمعلومة.
ما في شي بصير بلا سبب، وبكلّ مصيبة إلا ما يكون فيه ايجابيّة مخباية بمحلّ (ومش يعني الواحد ينكر الواقع، أو ما يسمح لحاله بالحزن والحداد أو الإحباط). بقصد هالتّجربة الجماعيّة فيّا تكون خلّتنا نصير أشجع
وبيبقى سؤال، ورا نتفة المشاركة والمراقبة: "هل كل 4 سنين، بينضج/ تنضج الحراك/ الانتفاضة/ الثورة؟"
2011: يلّي إجت مع الربيع العربي، نزّلت آلاف المشاركين عالطريق غير الوجوه الكلاسيكيّة للنّضال تبع اليسار القديم. وما عم بقدر إتذكّر كيف تبخّر كلّ شي.
2015: وقت بلّشت تغمرنا الزّبالة، نزل ناس أكتر وأكتر عالشارع. وبالزّبط من "الحراك" بلّش يخلق عمهل شعار "كلّن يعني كلن". ويمكن هوّي نفسه كان سبب ليتفرّقوا "الناشطين"، خصوصاً مع اندلاع الحرب السوريّة وطلوع مصطلحات "الممانعة" و "السفارات". هي كمان سنة "الجمعيات" يلّي جزء منها مغضوب عليه من الشعب، مع العلم إنه علّة وجودها هوّي تعطيل الوزارات عن أدوارها وتفريغها من الأشخاص الكفوءة.
تشرين 2019: "ثاوْ ثاوْ ثورة، ثورتنا مش حراك" مش مزحة. صحّ خنقتها الأزمة الاقتصاديّة المتضخمة محليّاً (تجويع، تفقير، حجز مدّخرات لينهدّ الحيْل عالمزبوط)، وكملّت عليها الجائحة عالميّاً (حجِر، تعبئة وطوارئ: كلّها فعليّاً بتكبّ واجبات عكتاف السكّان وبتضيّق عحرياتن). بس كمان، ولّدت خلالها "لجنة الدفاع عن المودعين" بنت "لجنة الدفاع عن المتظاهرين" يلّي كسّرت حواجز الخوف والصمت حول مواضيع خطرة، ومنها المطالبة بوقف محاكمة المدنيين قدّام المحكمة العسكريّة (صار بين الحراك والثورة).
4 آب 2020: بيّن الانفجار كيف النّاس يلّي بدها القانون، لملمت القتلى والمصابين، الحَجر والخشب وساعدت المنكوبين. وأكّد المؤكّد بإنّه أحزاب السّلطة عصابات بتنشر الكراهيّة والتفرقة وبتكمّل خراب أسيادها... وبعد أيّام صار الشطّ، "بفضل" نهبن مرصوف ببواخر أجنبية.
وإذا زمطنا من الـ 2021، ضليّنا عايشين للـ 2023، بتخيّل ثورة "تشيل" وما بعرف شو "تخلّي للـ 2027. ولا مرّة فكّرت إنه النّصر مطلوب - وفق تاريخنا الجديد عالقليلة- لأنّه بخلّي الفئة الفائضة القوّة تطحن الباقيين، والقيمة الدايمة هي بمراكمة شو تحقق واستثماره.
ما في شي بصير بلا سبب، وبكلّ مصيبة إلا ما يكون فيه ايجابيّة مخباية بمحلّ (ومش يعني الواحد ينكر الواقع، أو ما يسمح لحاله بالحزن والحداد أو الإحباط). بقصد هالتّجربة الجماعيّة فيّا تكون خلّتنا نصير أشجع، أو قادرين نستغني بدون تعلّّق عن أفكار وسلوكيّات ما بقى بتنفع.
مجيدة يا ثورة. مغفورة زلّاتك لأنّك صنع بشر: عادي يغلطوا ويتعبوا، ولهيك بعيدوا التقييم وبجرّبوا يرتاحوا.
بدايتك "ثورة على النفس"، متلما قال "الدّرويش" مع "ناصر الدين الطفّار" بغنيّة "خير الشغب"، متلما انكتب عحيطانك ومنها مسرح "البيضة" يلّي لولا الثورة يمكن ما كنّا بحياتنا اكتشفنا داخله. بدايتك كمان من البيوت، المدارس، الجامعات ومؤسسات العمل يلّي بتكرّس إعادة إنتاج التبعية العميا وإلغاء التّفرّد كرمال تضمن بقاءها. واستمرارك بالطرقات والأماكن العامّة حتّى استعادتها مادياً وبأدوارها.
كل عام و "نحنا" للحريات والحقوق أقرب، "بتضلّ مشروعة الأحلام".
عن اللوحة:
"مجيدة" (26 نيسان) لمّا رمى الثوّار أوّل عبوة قدام باب مصرف. ليلتها، تذّكرت وعدن "بدل الشمعة مولوتوڤ"، الشّي يلّّي خلّاني استوحي شكل زهوري هالمرّة من لعبة الماتريوشكا. كمان دخلّت فيّا كولاج من جريدة 17 تشرين، لدل على امتداد الغضب لنيسان، مع إصرار على التّغيير وشجاعة أكتر بالمواجهة.
أكريليك على كانڨاس مع قماش وورق جريدة
30x25
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون