شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
نجل رامي مخلوف يتسكّع في أمريكا بـ

نجل رامي مخلوف يتسكّع في أمريكا بـ"أموال السوريين المنهوبة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الأربعاء 13 أكتوبر 202109:03 م

-تعجبني سيارتك... ماذا تعمل لكسب لقمة عيشك؟

-أنت ذاك الرجل في انستغرام؟

-نعم دانيال ماك... هل تعرفني؟

-نعم.

-هذا رائع... ماذا تعمل؟

-أنا أعمل.

-ما مهنتك؟ أعطني نبذة.

-أنا متدرب.

-متدرب وتقود هذه السيارة الرائعة؟ لا بد أنه تدريب جيد.

-إنها مستأجرة.

-أنت صريح. أشكرك. سعدت برؤيتك.

دار هذا الحوار بين اليوتيوبر الأمريكي دانيال ماك وشخص ثري مجهول قابله في أحد أهم شوارع التسوق في كاليفورنيا. عادةً يقابل ماك الأثرياء ويسألهم عن مصدر رزقهم. لم يكن يعلم أن المقطع الذي نشره في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري سيحدث ضجةً كبيرة في الشرق الأوسط وتحديداً في سوريا التي أنهكتها الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو عقد من الزمان.

انتبه ناشطون سوريون إلى أن الشاب الوسيم الذي يقود سيارة من طراز فيراري 488 سبايدر بقوة 670 حصاناً، والتي يراوح سعرها بين 260 ألفاً و330 ألف دولار أمريكي، ليس سوى علي نجل رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد.

أما الفتاة التي كانت تجلس إلى جواره، فقال ناشطون إنها عارضة الأزياء الإسرائيلية التي تقيم في لوس أنجلوس، ميشال عيدان (21 عاماً).

ومخلوف الأب هو أحد الأعمدة الاقتصادية للنظام السوري منذ عقود، ويمتلك "سيريتل"، أكبر شركة اتّصالات في سوريا، علاوةً على حصص في قطاعات الكهرباء والنفط والعقارات والمصارف. ويتهمه السوريون بنهب أموالهم مستفيداً من صلة القرابة بعائلة الأسد. علماً أن الآونة الأخيرة شهدت صراعاً بين الطرفين على الأموال والضرائب.

صاحب حملة "لا تترك أخاك السوري جوعان"... نجل رامي مخلوف يتسكّع بسيارة فيراري فارهة في أهم شوارع كاليفورنيا رفقة "عارضة أزياء إسرائيلية" بـ"أموال السوريين المنهوبة"

يتسكع بـ"أموال السوريين المنهوبة"

وعبّر الكثير من السوريين النشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن انزعاجهم من "استعراض" و"تسكّع" نجل مخلوف بـ"أموال السوريين المنهوبة". قال أحدهم إن ثمن السيارة قادر على إعاشة آلاف السوريين المعدمين لأشهر، وانتبه آخر إلى أن سعر البنطال الذي كان يرتديه (أكثر من 1300 دولار) أي ما يعادل راتب أكثر من 50 من كبار المسؤولين السوريين أو بضع مئات من الموظفين العاديين، ويتطلب من أحدهم إدخار راتب عمل خمس سنوات لجمعه.

وصحح بعضهم لليوتيوبر الأمريكي السؤال قائلين: "إنه لا يعمل ليكسب لقمة عيشه. لكن والده رامي مخلوف ‘سارق نص مصاري السوريين‘".

وغرّد الناشط والإعلامي السوري عمر مدنية: "الأسد وحاشيته سرقوا سوريا وأبناؤهم يعيشون برفاهية، بالمقابل شبيحة الأسد يُقتلون في سبيل الدفاع عن الأسد ويذهبون إلى الجحيم وأبناؤهم تحت خط الفقر".

كذلك كتب الإعلامي السوري فيصل القاسم: "أيها المؤيدون (لنظام الأسد) في الساحل السوري الذبيح. قدمتم فلذات أكبادكم شهداء على مذبح آل البهرزي. متعوا أنظاركم بابن رامي مخلوف وهو يتجول بسيارة فيراري بلوس أنجلوس بلاد الإمبريالية والصهيونية. يضحكون عليكم بشعارات المقاومة وهم في أحضان الإمبريالية. تموتون من الجوع وهم يتاجرون بأولادكم ولقمة عيشكم".

"الأسد وحاشيته سرقوا سوريا وأبناؤهم يعيشون برفاهية، بالمقابل شبيحة الأسد يُقتلون في سبيل الدفاع عن الأسد ويذهبون إلى الجحيم وأبناؤهم تحت خط الفقر"

وقال المحلل السياسي السوري أيمن عبد النور: "علي رامي مخلوف يتجول بسيارة فيراري - سبايدر في شارع التسوق الأغلى والأهم بأمريكا وهو روديو درايف بيفرلي هيلز (كاليفورنيا) برفقة صبية صغيرة. السؤال: كيف حصل على الفيزا وأي جواز سفر استخدم؟".

وكان مخلوف الابن يقيم في دبي حيث تفاخر على الدوام بقيادة مجموعة نادرة من السيارات على مدار الأعوام السابقة. وليس واضحاً كيف ومتى وصل الولايات المتحدة.

شخص خيّر؟

اللافت أن علي مخلوف دشّن، في نيسان/ أبريل الماضي، حملة تهدف لجمع التبرعات للمحتاجين في بلاده، تحت عنوان "لا تترك أخاك السوري جوعان" أو "ساعد أخاك".

وكتب: "كنا قد تواصلنا بالآونة الأخيرة مع عدد من المشاهير العرب الذين لديهم عدد كبير من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي ليتم بالتعاون معهم الإعلان عن حملة تبرعات للمساهمة في إنقاذ الشعب السوري الجائع بالأخص في شهر رمضان المبارك. فاخترنا مجموعة من الشخصيات العربية وبالأخص من الإمارات والسعودية والكويت ومجموعة من السوريين والدول العربية الأخرى".

وأضاف: "برنامجنا على عدة مراحل. الأولى جمع 10 ملايين دولار أي ما يعادل تقريباً 35 مليار ليرة سورية. سنساهم نحن منها بمبلغ 2 مليون دولار أي ما يعادل تقريباً 7 مليارات (ليرة). ولتنفيذ هذا البرنامج اخترنا الهلال الأحمر الإماراتي لما يتمتع به من مصداقية عالية ورصيد مميز بالعمل الإنساني".

وختم: "هذا خطنا وهذا دورنا ونحن خلقنا لنساعد… وكرمال الله أوقفوا الحرب".

لم تنطلِ الحملة على كثيرين طالبوا علي بإقناع والده بإعادة أموال السوريين المنهوبة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard