في الرابع من حزيران/ يونيو 1971، فاجأ الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل الجميع، بمقالٍ له على صفحات جريدة الأهرام المصرية، حمل عنوان "تحضير الأرواح"، تناول قصة ثلاثة من رجال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع جلسات تحضير الأرواح، مشيراً إلى أنهم كانوا يتنبّأون بواسطتها بمستقبل الدولة، وبمستقبلهم السياسي.
مقال هيكل كان بمثابة "الصدمة" للجميع، خاصةً أن كاتبه عُرف بشدة قربه من عبد الناصر، ولم تكن قد مرّت سنة على وفاة الأخير، فكيف يتّهم رجاله بذلك؟ لكن، كانت المفاجأة التي كشفها البعض بعد ذلك، أكبر، وهي أن عبد الناصر نفسه كان مغرماً بـ"تحضير الأرواح".
قصة مقال "تحضير الأرواح"
يروي الكاتب الصحافي محمد توفيق، في مؤلفه "الملك والكتابة... قصة الصحافة والسلطة في مصر (1950-1999)"، تفاصيل مقال "تحضير الأرواح"، بقوله: "في 20 نيسان/ أبريل عام 1971، نشرت جريدة الأهرام، بتوقيع محمد حسنين هيكل، أن ثلاثةً من رجال عبد الناصر ذهبوا إلى جلسة تحضير أرواح، لاستشارة الجن في مستقبلهم السياسي"، موضحاً أن الثلاثة هم وزير الحربية الأسبق الفريق محمد فوزي، ووزير الداخلية الأسبق اللواء شعراوي جمعة، وسكرتير الرئيس عبد الناصر سامي شرف، وقد سُجِّلت الجلسة".
وحسب توفيق، ما حدث في 20 نيسان/ أبريل تكرر في الرابع من أيار/ مايو من العام نفسه، وسُجّل أيضاً، ويومها أرسل الرئيس أنور السادات التسجيلات التي تُدين رجال عبد الناصر، في منتصف الليل، مع ابنته، إلى محمد حسنين هيكل، لينشر نصّها في جريدة الأهرام، لكن الأخير تردد في ذلك، وذهب إلى المفكر الكبير توفيق الحكيم، ليطلعه عليها.
بالطبع تعرّض هيكل لموجة عارمة من الانتقادات، دفعته إلى الكشف عن تفاصيل ما حدث، في مقال آخر ضمن سلسلته الشهيرة "بصراحة"، وروى التالي: "أعطيت توفيق الحكيم جلستين من جلسات تحضير الأرواح، منقولتين بالحرف على الورق، كما نطقت بها أصوات أصحابها على أشرطة التسجيل المغناطيسية، وقرأ الحكيم، ثم قال لي: ‘لو أنني كتبت مثل هذا في رواية، لاتّهمني الناس بأنني شربت نهر الجنون إلى آخر قطرة’، ثم شرد لدقيقة مع خواطره، وعاد يقول: ‘إنني مع النشر... إن أسبابك للنشر أقوى من أسبابك في الامتناع عنه’"، فقرر هيكل النشر.
يروي هيكل أن السؤال الذي ظل يُطرح عليه لفترة، هو عن معقولية ما ذكره عن هؤلاء السياسيين، ووصول الأمر بهم إلى حد استلهام السياسات من جلسات تحضير الأرواح.
وأجاب هيكل عن ذلك في مقاله، بقوله: "سواء كان معقولاً، أو غير معقول، فإنه مع الأسف الشديد حدث، ولم أكن شخصياً لأصدّق، لولا أنني استمعت بأذني إلى شرائط التسجيل التي وُضعت أجهزتها في غرفة تحضير الأرواح، حتى تحتفظ بكل ما يجرى على لسان الوسيط، ولا تضيع منه كلمة، أو يسقط حرف"، وأضاف: "لم أكن أنوي أن أتناول هذا الموضوع، فسوف يكون أقرب إلى الحواديت الخرافية، منه إلى كلام يلتزم بمحاولة أن يكون جادّاً، وأن يكون نافعاً"، مؤكداً أن شريطَي التسجيل كانا "في درج مكتب السيد سامي شرف".
دلائل الواقعة... ولعبة السادات
بالطبع، واقعة مثل هذه قد لا يصدّقها البعض، نظراً لغرابتها الشديدة، ولكونها أقرب إلى "الحواديت"، ما دفع محمد توفيق إلى ذكر أسبابٍ تدعم صحتها، وهي "أن الرئيس السادات اختار هيكل دون غيره، ليرسل إليه التسجيلات التي ستكون مبرراً لتصفية رجال عبد الناصر، وأن هيكل اختار توفيق الحكيم ليكون شاهداً على هذه التسجيلات، رغم أنه بعد عام واحد فقط من نشر التسجيلات، صار كلاهما طرفاً في معركة كبيرة بسبب هجوم الأخير على عبد الناصر، وأن الدجّال (وكان يعمل أستاذاً جامعياً)، الذي ذهبوا إليه، أوحى إليهم بأن يتقدموا باستقالتهم، بهدف عمل فراغ دستوري، ليضعوا السادات في مأزق يضطر بعده إلى الرضوخ لهم، وقد فعلوا ذلك في 15 أيار/ مايو عام 1971، أي بعد الجلسة الثانية لتحضير الأرواح بـ11 يوماً فقط".
ويكشف توفيق لعبة السادات للإيقاع برجال عبد الناصر، قائلاً: "لكن العرّاف لم يمنعهم، فالسادات مثلما استطاع أن يخترق الجلسة بوضع أجهزة التنصت في حضرة ملك الجن، يبدو أنه جنّد العرّاف نفسه، لينصحهم بتقديم استقالاتهم التي كان في انتظارها، فقبلها على الفور، وأصدر قراراً باعتقالهم، وبرّر ذلك بعبارته الشهيرة: ‘دول المفروض يتحاكموا بتهمة الغباء السياسي’".
عام 1971، كتب محمد حسنين هيكل مقالاً بعنوان "تحضير الأرواح"، تناول فيه قصة ثلاثةٍ من رجال جمال عبد الناصر مع جلسات تحضير الأرواح، مشيراً إلى أنهم كانوا يتنبّأون بواسطتها بمستقبل الدولة، وبمستقبلهم السياسي
وذكر الكاتب الصحافي عادل حمودة، في مؤلفه "الهجرة إلى العنف: التطرف الديني من هزيمة يونيو إلى اغتيال أكتوبر"، أن هيكل قال في مقالين متتاليين له نُشرا في الأهرام: "إن رجال العهد الناصري الذين أطاح بهم السادات، كانوا يقومون بتحضير الأرواح، للاتصال بجمال عبد الناصر، بعد وفاته، لتلقي الوحي والإلهام".
هذا الأمر قاله رشاد كامل أيضاً، لافتاً إلى أنهم، أي رجال عبد الناصر، كانوا يسألون عبد الناصر، بعد موته، الرأي والمشورة، وينتظرون تعليماته.
ويأتي في سياق هذه الرواية، ما روته مجلة الحوادث عام 1971، حول أنه "في إحدى الجلسات التي عقدها سامي شرف، أحضر محمد لبيب روح الرئيس جمال عبد الناصر، وكانت العادة تسجيل مثل هذه الجلسات على أشرطة خاصة".
وربما نقل هؤلاء عن هيكل، من دون الاستناد إلى أدلة أخرى تثبت صحة رواياتهم، ولا يمكن بالطبع التسليم بما ذكره الصحافي الراحل، خاصةً أنه في ذلك التوقيت، كان الرئيس السادات يحاول التخلّص مما أسماه بـ"مراكز القوى"، في ما عُرف حينذاك بـ"ثورة التصحيح"، بعدما وصلته بعض الأنباء التي تشير إلى نية الثلاثة المذكورين، وآخرين، بالانقلاب عليه، وبالطبع من الممكن أنه حاول "تلفيق" هذا الأمر لهم، بمساعدة من الصحافي الراحل.
يعلّق أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة عين شمس، ومقرر لجنة التاريخ في المجلس الأعلى للثقافة، جمال شقرة، على هذا الأمر، قائلاً: "أعتقد أن هيكل كتب هذا المقال من قبيل الإثارة، ليحقق ‘خبطة’ صحافية، وكان يريد بذلك أن يعمل لصالح السادات، ضد مَن أطلق عليهم الأخير مراكز القوة"، ويقول لرصيف22: "سألت نائب رئيس الجمهورية الأسبق علي صبري، قبل رحيله، عن هذا الأمر، فقال لي نصاً، عن هذه الواقعة: ‘إن هيكل دبّجها، وإنها غير حقيقية’".
سامي شرف ينتقد إدارة الدولة عن طريق "تحضير الأرواح"!
في الجزء الخامس من كتابه "سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر"، يعترف سامي شرف بمثل هذه الوقائع، لكنه ينتقدها، ويلوم مَن يفعلها، على الرغم من أنه واحد من الأسماء المذكورة.
وربما أراد أن يبرّئ نفسه مما ذكره هيكل، ويرمي به آخرين. يقول: "في سنة 1971، في مصر، وبعد أكثر من قرن من رسالة التنوير التي حمل لواءها رائد التنوير في هذا الوطن رفاعة رافع الطهطاوي، صارت الأحوال إلى حد أن بعضاً من أعلى القيادات في هذا الوطن، راح يستلهم السياسات من جلسات تحضير الأرواح".
ويتابع شرف: "من أعجب العجب، أن جلسات تحضير الأرواح تُرِكت مسجّلةً على أشرطة؛ لأن مستلهمي الأرواح كانوا لا يريدون أن تفوتهم عبارة، أو كلمة، أو همسة، مما ينطق به الوسيط، نازلاً عليه من المجهول"، مضيفاً: "ولست أناقش أحداً في إيمانه بتحضير الأرواح، هذه قضية تختلف فيها الآراء، ولكن ما أناقشه هو حق أي مسؤول في بحث إستراتيجية الدولة العليا بواسطة تحضير الأرواح، وأن تُقرَّر على هذا النحو مشكلات السلام والحرب، ومعضلات الأمن الوطني والقومي".
حُكي أن بعض القادة الذين كانوا يحيطون بجمال عبد الناصر، كانوا يشاركون في جلساتٍ لتحضير الأرواح، ليتنبّأوا بمستقبلهم السياسي، وبأمور ذات صلة بالصراع مع إسرائيل، بل حُكي أن عبد الناصر نفسه كان يقوم بذلك
وبسؤال الدكتور جمال شقرة عن هذا الأمر، أجاب: "بالطبع كان هناك صراع سياسي دائر آنذاك، تُستَخدم فيه الأسلحة كلها، فهيكل يلقي باللوم على سامي شرف، والأخير يبرّئ نفسه، ويتّهم آخرين".
في مؤلفه "كم عمر الغضب؟: هيكل وأزمة العقل العربي"، يحلل فؤاد زكريا دلالات هذه القضية، ويقول: "إذا صحّت القصة (وأنا شخصياً غير مقتنع بها)؛ فإنها تلقي ظلالاً من الشك على العهد الناصري كله، الذي كان هؤلاء يشغلون فيه مراكز القوة الحقيقية، وبالطبع لا يرى هيكل كعادته أن ما يقوله عن هؤلاء، هو قبل كل شيء طعن في عبد الناصر، الذي أسلم مقاليد بلده لأشخاص على هذا المستوى، بل هو طعن في هيكل بدوره، الذي رضي بأن يكون فيلسوفاً لعهد يضم في داخله مثل هذه النوعيات".
وزراء سوريون يحضرون جلسات تحضير أرواح
قصة "تحضير الأرواح" لم تتوقف عند الوزراء المصريين فحسب، بل انتقلت إلى نظرائهم السوريين، حسب ما كتب شاكر النابلسي في كتابه "أسئلة الحمقى: في السياسة والإسلام السياسي"، وينقل ما ذكره رياض المالكي في مؤلفه "ذكريات على درب الكفاح والهزيمة"، بأن "عدداً من الوزراء السوريين في دولة الوحدة المصرية-السورية، كانوا يقومون بادّعاء تحضير الأرواح، وأن فخر الكيالي، أحد الوزراء السوريين المركزيين في حكومة الوحدة، قد قال: ‘إننا نعمل في القاهرة مع بعض الوزراء المركزيين، على عقد جلسات تحضير الأرواح، وهذه مسألة علمية لا شك في جدّيتها، والسلطات العليا في القاهرة، والمسؤولون الكبار، يهتمون بها، ويمارسونها، وهي تساعدهم على حل عقد كثيرة في شؤون السياسة والحكم’"، عادّاً أن مقال محمد حسنين هيكل كان "فضيحةً كبرى".
في السياق ذاته، يرى خالد السعيد في كتابه "تاريخ بلا أصباغ"، أن كبار معاوني جمال عبد الناصر كانوا يحضّرون الأرواح، أملاً بالحصول على إجابات تكشف لهم سُجُف الغيب، في حربهم ضد إسرائيل.
هل كان عبد الناصر يشارك في جلسات تحضير أرواح؟
ما ذكره هيكل في مقاله، كان شديد الغرابة، لكن الأمر الأكثر غرابةً، هو أن بعض المقرّبين من عبد الناصر ذكروا أنه شخصياً كان مغرماً بتحضير الأرواح.
يروي فاروق فهمي في مؤلفه "جمال عبد الناصر ولغز الموت"، أن الرئيس الراحل كان "يعقد جلسات تحضير الأرواح في منزله في شارع الجلالي في العباسية، قبل الثورة، واستمر إلى ما قبل موته بفترة".
وهنا يتدخل الدكتور جمال شقرة، قائلاً لرصيف22: "تحدثت مع أبناء الرئيس جمال عبد الناصر في هذا الأمر، فأكدوا أنهم لم يروا والدهم يحضر مثل هذه الجلسات، وأن الاجتماعات التي كانت تُجرى في منزله مع الضباط الأحرار، كانت من أجل التخطيط للإطاحة بالملك فاروق".
لكن على الرغم من ذلك، يقول رشاد كامل في كتابه "السادات... مغامرة ومؤامرة 15 مايو"، إنه "ليس سرّاً أن جمال عبد الناصر كان يؤمن بالأرواح، وكانت له اتصالات لا يعرفها أحد بمَن يحضّرون الأرواح".
ويتحدث ياسر بكر في مؤلفه "حرب المعلومات"، عن هذا الأمر أيضاً، ذاكراً اسم الأستاذ الجامعي الذي كان يحضّر لعبد الناصر الأرواح، إذ يقول: "ترسّخ في عقل الرئيس جمال عبد الناصر، وعقيدته، إيمان بالخوارق، وببعض الغيبيات التي أولاها اهتماماً، مثل عمليات تحضير الأرواح، التي قرّب إليه بعض المشتغلين بها، مثل أستاذ القانون في جامعة عين شمس، رؤوف عبيد، الذي أهمل القانون، وسار في طريق الخرافة".
"لا نعرف عن أي زمن تحدّث هؤلاء الكتّاب"، يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، سعيد صادق، لافتاً إلى أن "عبد الناصر قادم من منطقة ريفية، وهي قرية بني مر في أسيوط (صعيد مصر)، وهي كانت من المناطق الفقيرة مادياً وثقافياً، ويمكن أن تكون أفكار السحر والشعوذة منتشرةً فيها"، مضيفاً: "غير معروف في أي سن من الممكن أن يكون قد تعرّض فيه عبد الناصر لذلك".
ويؤكد صادق لرصيف22، أنه "من الطبيعي أن يتأثر جمال عبد الناصر بكل شيء ريفي، من خرافات، وأرواح، وسحر، بل من الغريب أن يقال إنه لم يتأثر".
يبدو أن الأمر كان أقرب إلى "لعبة سياسية دائرة"، الجميع يتّهمون غيرهم بهذه المسألة. يشير رشاد كامل إلى أن السادات قال للكاتب الصحافي موسى صبري، إن "عبد الناصر سمع في إحدى جلسات تحضير الأرواح أن الذي سيخلفه هو السادات، وربما اقتنع بذلك، واقتنع بأنني لن أخلفه إلا بانقلاب، ولعل ذلك أثّر فيه، من ناحية تأخير تعييني نائباً لرئيس الجمهورية، واستمر ذلك حتى سبعة أشهر فقط قبل وفاته".
وبرأي سعيد صادق، التركيز على "تحضير الأرواح بالنسبة إلى الرئيس جمال عبد الناصر، كان بالطبع من أجل هدف سياسي".
الضباط الأحرار في جلسات "تحضير الأرواح"
لم يتوقف الأمر عند عبد الناصر، وإنما طال بعضاً من زملائه الضباط الأحرار، إذ يقول أحمد حمروش (أحد الضباط الأحرار)، في مؤلفه "مجتمع جمال عبد الناصر"، إن خالد محيي الدين، والبكباشي جمال عبد الناصر، والصاغ كمال الدين حسين، كانوا يعقدون جلساتٍ لتحضير الأرواح.
وينقل حمروش عن ثروت عكاشة، وزير الثقافة في ما بعد، وأحد الضباط الأحرار أيضاً، قوله: "إن مجموعة كانت تضمه هو، وجمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، وخالد محيي الدين، كانت تعقد جلساتٍ لتحضير الأرواح كل أسبوع، بحضور الشيخ عبد الرحيم القناوي".
وينقل حمروش عن مجدي حسين، أحد الضباط الأحرار أيضاً، أن مجموعة أخرى كانت تضمه مع جمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، كانت تحضّر الأرواح مع وسيط آخر، هو الدكتور عزت خيري، الذي أصبح عميداً لكلية علوم في جامعة القاهرة، في ما بعد.
ونقلت مجلة المصوّر، في آذار/ مارس 2009، عن الكاتب الصحافي حلمي سلام، قوله: "إن منزل عبد الحكيم عامر كان المكان الذي تتم فيه جلسات تحضير الأرواح، باعتبار أن بيته كان مؤمّناً من رقابة القلم السياسي؛ بسبب صلة القرابة التي تربطه بحيدر باشا (وزير الدفاع في عهد الملك فاروق، وخال المشير عبد الحكيم عامر)".
في رأي أستاذ التاريخ المعاصر، وعميد كلية الآداب في جامعة حلوان سابقاً، عاصم الدسوقي، "هذا محض ادّعاء، ومحاولة لتشويه صورة عبد الناصر، لأنهم رددوا ما سمعوه فحسب، من دون أدلة حقيقية".
حسن العشماوي، أحد قيادات جماعة الإخوان، وصديق عبد الناصر قبل ثورة 23 تموز/ يوليو، يقول في كتابه "حصاد الأيام أو مذكرات هارب"، عن الرئيس الراحل: "توثقت بيننا العلاقات بسرعة، وشكا لي كثيراً من جهالة زملائه، وضيق أفقهم؛ فهو قد جمعهم، على حد قوله، من مجالس تحضير الأرواح والجان، ولم يستطع أن يرتقي بمداركهم عن مستواهم القديم".
يقول شقرة لرصيف22: "بدراسة شخصية عبد الناصر، فإن فكره كان متقدماً، ولم يكن ينتظر أن يأخذ رأياً عن طريق الجان"، ويضيف: "لو تأكد الإخوان المسلمون من هذا الأمر، لكانوا استغلّوه ضد عبد الناصر، إلى جانب أعدائه الداخليين والخارجيين جميعهم، من أجل هدم مَن عُرف بأنه ‘زعيم القومية العربية’ آنذاك"، متابعاً: "لم توجد وثيقة واحدة في مصر، أو خارجها، تؤكد أن عبد الناصر فعل ذلك، وعليه فإن العداوات والصراعات قد تخلق مسائل ليست موجودة من الأساس".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يوممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 4 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ أسبوعلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي