جاء رد الفعل الفلسطيني سريعاً، بعد أن ألقت القوات الإسرائيلية القبض على الأسيرين الفلسطينيين أيهم كممجي ومناضل نفيعات، آخر من بقى تحت الشمس عقب الهروب من نفق الحرية، مساء السبت 18 أيلول/ سبتمبر، في مدينة جنين بالضفة الغربية.
واستطاع كممجي ونفيعات البقاء بعيداً عن الرادار الإسرائيلي، لمدة أسبوعين تاليين على هروبهما بصحبة أربعة آخرين من سجن جلبوع شديد الحراسة، الواقع على أطراف الضفة الغربية.
وكشف الجيش الإسرائيلي أن وحدات من قوات "اليمام" و"شين بيت" والاستطلاع دخلت مدينة جنين في 19 أيلول/سبتمبر الحالي، وأغلقت وحاصرت المنزل الذي تواجد به الأسرى، وخرجوا غير مسلحين وبدون مقاومة.
واعتقل كممجي في عام 2006 وسُجن مدى الحياة بتهمة خطف وقتل الشاب الإسرائيلي إلياهو عشري، واشتبهت السلطات الإسرائيلية في أن نفيعات قد باع أسلحة بشكل غير قانوني، وهو محتجز منذ ما يقرب من عامين.
الجهاد الإسلامي: الصراع سيبقى مفتوحاً، واعتقال كممجي ونفيعات "لن يمحو الأثر الذي حققته كتيبة جنين". وحماس: أبطال نفق الحرية على رأس قائمة تبادل الأسرى وسنستعيد حريتهم
رد فلسطيني
قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي ينتمي إليها الأسيران، في بيان إن الصراع سيبقى مفتوحاً، وأن اعتقال كممجي ونفيعات "لن يمحو الأثر الذي حققته كتيبة جنين" في إشارة إلى الأسرى المنتمين إلى مخيم جنين. مؤكدة أنها ستواصل العمل من أجل تحرير الأسرى، وأن يبقي هذا العمل واجباً من أهم الواجبات وأكثرها الحاحاً وأولوية. ودعت الأجنحة العسكرية للبقاء في حال استنفار وجاهزية عالية "للذود" عن أسرى.
وأعلنت حركة حماس فبر ناطقها الرسمي، أن أسماء كممجي ونفيعات والأسرى الأربعة الآخرين الذي سبق القبض عليهم، على رأس قائمتها للأسرى الذين تعتزم تبديلهم مع إسرائيل. ووجه الناطق الرسمي باسم حماس، حازم قاسم، التحية إلى الأسرى قائلاً "نتوجه بالتحية الكبيرة والتقدير العظيم لأبطال نفق الحرية في سجن جلبوع الذين أثبتوا قدرة الفلسطيني على الفعل المقاوم ف يكل الظروف وبكل الأدوات". واعتبرت إعادة اعتقال الأسرى ليست حجة على فشل الهروب، "ستبقى هذه العملية دليلاً دامغاً على هشاشة وضعف المنظومة الأمنية الصهيونية وعدم صمودها أمام إرادة المقاتل الفلسطيني".
وفي الإطار، وجهت والدة الأسير محمود العارضة المعاد اعتقالة رسالة مصورة إلى ابنها تحييه ورفاقه المعتقلين و"كل المجاهدين في سبيل الله".
فيما نشر راديو حياة الفلسطيني عبر صفحته على فيسبوك فيديو صوره أبناء جنين يوثق لحظة حصار المنول الذي اختبأ فيه الأسيران ولحظة القبض عليهما.
معلومات مزيفة
في محاولة واضحة لتجنب مواجهة كبيرة ومباشرة مع الفلسطينيين في المدينة، لفتت القوات الإسرائيلية الانتباه في البداية بعيداً عن المنزل الذي كان يختبئ فيه الأسيران، من خلال إرسال أعداد كبيرة من القوات إلى جزء مختلف من المدينة لإلهاء وتشتيت الانتباه.
وقال مفوض الشرطة كوبي شبتاي: "مع مرور الوقت علمنا أنهم في جنين، استعددنا عدة أيام لمهمة معقدة. بعد تلقي المعلومات التي كنا ننتظرها، تم إرسال الإشارة لبدء العملية، مع وجود قوات اليمام في المقدمة".
وقال جهاز الأمن الداخلي إن عملية الاعتقال كانت ممكنة من خلال "معلومات استخبارية دقيقة تلقاها الشاباك، حددت المبنى الذي كان الاثنان يختبئان فيه في جنين".
وفي محاولة على ما يبدو لغرس شعور زائف بالأمن لدى الأسرى قبل القبض عليهم، قال وزير الأمن الداخلي عمر بارليف للقناة 12 قبل اعتقالهم بساعات إن أحد المشتبه بهم لا يزال داخل إسرائيل، على الرغم من علمه بوجوده في الضفة الغربية.
وأكد المتحدث باسم بارليف لتايمز أوف إسرائيل أن الوزير كذب عمداً في مقابلته مع القناة 12 لتضليل الأسرى الفلسطينيين.
الأسيران قررا الاستسلام سريعاً، حرصاً على سلامة أهل البيت الذي اختبآ فيه، وحتى لا تتعرض أسر جنين إلى انتقام الاحتلال
شجاعة الأسير
قال فؤاد كممجي والد الأسير أيهم، إن نجله هاتفه عند الساعة الثانية إلا ربع فجراً، وأخبره أن جيش الاحتلال يحاصر المنزل الذي يتواجد فيه، وحرصاً على سلامة أهل البيت المدنيين سوف يسلم نفسه، فقلت له: "روح يابا الله يحميك ويسهل عليك ويرضى عليك".
وأضاف والد الأسير وفقا لوكالة وفا الفلسطينية: "أيهم كان يتمتع بمعنويات عالية وثقة كبيرة بالنفس"، وحمل سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياة نجله.
وأشار كممجي إلى أن قوات الاحتلال داهمت منزل عائلته عدة مرات خلال الفترة الماضية، كما استدعته مخابراتها للتحقيق هو ونجله الآخر في معسكر سالم.
وأعلنت إسرائيل اعتقال اثنين من سكان جنين، ساعدا في إخفاء الأسرى بالمدينة. وكشفت وكالة وفا الفلسطينية أن الشخصين المعتقلين هما شابين من ذوي الإعاقة، هما عبد الرحمن أبو جعفر، ومحمود رضوان أبو جعفر.
وتمكن ستة أسرى في 6 أيلول/ سبتمبر من تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع"، وهم محمود عبد الله عارضة، معتقل منذ عام 1996، محكوم مدى الحياة، ومحمد قاسم عارضة معتقل منذ عام 2002، ومحكوم مدى الحياة، ويعقوب محمود قادري من بير الباشا معتقل منذ عام 2003، ومحكوم مدى الحياة، وأيهم نايف كممجي من معتقل منذ عام 2006 ومحكوم مدى الحياة، وزكريا زبيدي معتقل منذ عام 2019 وما يزال موقوفا، ومناضل يعقوب نفيعات معتقل منذ عام 2019.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، في 10 أيلول/ سبتمبر اعتقال محمود العارضة، ويعقوب القادري في الناصرة، وفي 11 أيلول/ سبتمبر محمد العارضة وزكريا الزبيدي جنوب الناصرة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...