شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"يوم أسود في تاريخ اليمنيين"... الحوثيون يعدمون تسعة بينهم طفل رمياً بالرصاص

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 18 سبتمبر 202106:07 م


نفذت جماعة الحوثي اليمنية التي تسيطر على الحكم في العاصمة صنعاء، حكم الإعدام رمياً بالرصاص في ميدان عام، بحق تسعة أشخاص اتهمتهم بقتل صالح الصماد، القيادي في الجماعة وعدد من مرافقيه عام 2018، وكان يشغل منصب رئيس المجلس السياسي الأعلى بالجماعة.
وأفادت وكالة أنباء سبأ التي يسيطر عليها الحوثيون، في 18 أيلول/سبتمبر، أن المتهمين أعضاء في خلية يسميها الحوثيون "تحالف العدوان"، وأنه  "جرى تنفيذ الحكم الشرعي" في حق التسعة في ميدان التحرير بمدينة الحديدة، يوم السبت، رمياً بالرصاص.
وينتمى التسعة الذين نفذ فيهم حكم الإعدام إلى منطقة تهامة التي واجهت الحوثيين مبكراً في 2015 ونظمت مجموعة قتالية في محاولة صد الحوثيين عن فرض نفوذهم قي المنطقة. وأكدت تقارير حقوقية متعددة أن أحد المتهمين الذين قتلوا اليوم، طفل لم يبلغ الثامنة عشرة، وتحظر المواثيق الدولية وقوانين عدة دول عربية إصدار أحكام إعدام الأطفال تحت سن الـ18، لكن هذه الدول نفسها تتحايل على قوانينها والمواثيق الدولية التي وقعتها بإصدار أحكام الإعدام بحق الأطفال ثم تنفيذها بعدما يتمون 18 عاماً من العمر. 
وأصدرت المحكمة الجزائية الخاضعة للحوثيين في الحديدة، في آب/أغسطس من العام 2020، حكماً بإعدام 62 متهماً في قضية مقتل صالح الصماد، بينهم 47 من قيادات الحكومة "الشرعية" المدعومة سعودياً، وملوك ورؤساء وزعماء دول عربية وغربية منهم محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، ومحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، وعبدربه منصور هادي الرئيس اليمني، ونائبه علي محسن صالح الأحمر، ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، محمد علي المقدشي، طارق محمد عبدالله صالح ابن عم الرئيس السابق.

تحظر المواثيق الدولية وقوانين دول عربية إصدار أحكام إعدام ضد الأطفال تحت سن الـ18، لكن هذه الدول نفسها تتحايل على قوانينها بإصدار أحكام الإعدام بحق الأطفال، ثم تنفيذها بعدما يبلغون 18 عاماً

من هو صالح الصماد؟

أعدم التسعة بعد اتهامهم ضمن عشرات آخرين بالتورط في قتل صالح الصماد عام 2018. واغتيل صالح الصماد في غارة نفذها التحالف العربي بقيادة السعودية، ولم يقدم الادعاء أدلة على تورط التسعة المعدومين في التخطيط للغارة الجوية أو المشاركة فيها.
وصالح الصماد الذي أعدم التسعة بدعوى اغتياله، كان رئيساً للمكتب السياسي لجماعة انصار الله المعروفة باسم الحوثيين، ولد عام 1973 بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين في اليمن، وتربى في بيت بدر الدين الحوثي، الزعيم السابق للجماعة ووالد زعيمها الحالي "عبدالملك".
تمتع الصماد بمكانة خاصة في الجماعة المتمردة جعلته يكون مرشحها لمنصب نائب رئيس الجمهورية عندما حاولت الجماعة المشاركة في الحكم في ظل قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، كما اختارته الجماعة ليكون على رأس أول وفد حوثي يزور إيران في زيارة "دبلوماسية" معلنة، وقاد التفاوض على اتفاق بدأ بموجبه تسيير رحلات جوية يومية منتظمة بين طهران وصنعاء.
وقبل اغتياله، أسماه الحوثيون قائداً أعلى للقوات المسلحة، وهو منصب يرتبط برئاسة الجمهورية.

"غير قانوني"

وجهت منظمات حقوقية محلية ودولية طلبات إلى المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في اليمن، والمبعوث الأممي، والأمين العام للأمم المتحدة، مناشدة إياهم التدخل للضغط على الحوثيين لوقف تنفيذ هذا الحكم الصادر بحق "تسعة مدنيين مختطفين ومخفيين منذ سنوات"، مشيرة إلى أنه "غير قانوني" لكن دون جدوى.
وقال رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تغريدة: "رصاص الحوثي يعدم تسعة من اليمنيين اليوم، بينهم طفل، دون اتباع إجراءات محاكمة عادلة. تعرض الضحايا إلى إخفاء قسري وتعذيب، وحرموا من حقوقهم في تقديم دفاع وتفنيد أدلة الادعاء. الإعدام ينتهك الحق في الحياة وعدم التعرض للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة".


وغرد الإعلامي اليمني بشير الحارثي: "مليشيا الحوثي الارهابية لم تعدم هؤلاء التسعة فقط، بل أعدمت اليمن بأكمله، ووثقت ذلك أمام عدسات الكاميرا لتقول للعالم ها أنا ذا أقتل اليمنيين وأرتكب الجرائم، فما الذي تبقى لكي تصنفونا جماعة إرهابية وتنقذوا المدنيين والأبرياء في اليمن".

"تعرض الضحايا إلى إخفاء قسري وتعذيب، وحرموا من حقوقهم في الدفاع وتفنيد أدلة الادعاء"

وقال الدبلوماسي اليمني محمد جميح في تغريدة: "يوم أسود في تاريخ اليمنيين، بإعدام جماعة الحوثي الإجرامية اليوم تسعة من أبناء تهامة (أحدهم طفل قاصر)... لم تكن المحاكمات حسب المنظمات الحقوقية مستوفاة شروط العدالة، وأين هي العدالة من مليشيا طائفية عنصرية بلا رادع ولا ضمير؟!".

وكتبت المحامية اليمنية هدى الصراري رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات في تغريدة:  "وجع وقهر، انظروا لعيونهم وخوف الطفل الذي لم يجرؤ على الوقوف من شدة الهلع وهول المشهد، نحتاج إلى سبتمبر جديد يجتث هذه السلالة الكهنوتية الظالمة".
وكان وزير الإعلام اليمني في الحكومة الشرعية، معمر الإرياني، طالب في بيان، بضغط أممي ودولي على الحوثيين لوقف عملية الإعدام بحق الأشخاص التسعة.
وحذر الأرياني في بيانه: "من تدشين مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا لأعمال القتل الجماعية للمدنيين عبر إعدامها تسعة من سكان محافظة الحديدة، بعد إخضاعهم لمحاكمة صورية بتهم ملفقة".



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image